أيتها الزوجة كيف تستقبلين زوجك ؟!
3 ربيع الأول 1436
د. عبد المجيد البيانوني

يدخل الرجل بيته بعد مواجهة أسباب عديدة للتوتّر والانزعاج والغضب، فكيف تستقبله زوجته.؟ إنّ الواقع يقول: إنّ أكثر الزوجات لا يحسنّ استقبال أزواجهنّ في مثل هذه الحال.. واسمحوا لي أن أقدّم لكم أنواع الزوجات في هذا الباب:

 

ـ زوجة لا تستقبل زوجها، ولا تحسّ بدخوله، وما هو عليها من حال، لأنّها غارقة في عملها أو مطبخها.

 

ـ زوجة لا تحسن استقبال زوجها، ولا تحسن الحديث معه:

 

أ ـ زوجة قد أعدّت قائمة طويلة للحساب والعتاب.. عفواً العقاب..: القدر المشترك بين الكثيرات لماذا تأخّرت.؟ وأين كنت.؟

 

ب ـ زوجة تزفّ إلى زوجها الأخبار السيّئة: هل بلغك الخبر من مات.؟

 

ج ـ زوجة عابسة باسرة، مقطّبة مكفهرّة، في هيئة منكرة، تؤثر الصمت، وتنشر المقت، يتلطّف معها زوجها: مالك ! مالك ! فلا يسمع منها  إلاّ هجراً،  ولا يجد عندها إلاّ نكراً وكثيراً ما يكون غضبها وانزعاجها الشديد لأتفه الأمور..

 

ـ زوجة تحسن استقبال زوجها، ولا تحسن الحديث معه

 

ـ زوجة لا تحسن استقبال زوجها، ولكنّها تحسن الحديث معه

 

ـ الزوجة الذكيّة العاقلة تحسن استقبال زوجها وتحسن قراءة مشاعره.. وتقدر على تغييرها بسرعة: فهي لا تلبث أن تداويه سريعاً:

 

فماذا نتوقّع من الزوج أن يكون موقفه بعد ذلك.؟

 

 

وإليكم هذا الموقف من بعض الزوجات الفاضلات:

 

 

دخل الرجل البيت، فوجد زوجته في بهو البيت وكأنّها تنتظره.. لقد خرجت من المطبخ من فورها.. إنّها تريد استقباله.. فألقى السلام، وعلى وجهه علامات الغضب والانزعاج، فردّت زوجته السلام، وقالت له: خيراً.! مالك.؟! ابتسم من فضلك..

 

ـ دعيني في همّي.!

 

ـ وما ذنبنا نحن لتحرمنا من ابتسامتك الحلوة.؟

 

ـ أرجوك دعيني.!

 

ـ لا أدعك حتّى تبتسم.. نحن بشوق لابتسامتك.. وتنفرج أسارير الزوج، ولكنّه لا يستطيع الابتسام.."يبدو أنّه واجه موقفاً صعباً هذا اليوم.."

 

ـ يا هالة ! يا حبيبتي ! أضحكي أباك لأعطيك هديّة !

 

وتقترب البنيّة المدلّلة من أبيها، وتمدّ يدها لتسلّم عليه كما علّمها، ولكنّه عندما يمدّ يده تهرب منه، فلا يتمالك نفسه إلاّ أن يضحك، ويقول لها:"لقد لعبت عليّ يا هلّولة !"، وتقترب مرّة أخرى، وتمدّ يديها كهيئة المستجدي:"يا بابا ! يا كريم ! نحن مساكين فتصدّق علينا !"فيضمّها إليه، ويعتنقها، وهو يضحك، وتنفرج أساريره..

 

ـ مرحى لك يا هالة ! لقد كسبت الهديّة..

 

وأؤكّد لكم أنّ هذا الموقف من"هالة"ليس وليد هذه الساعة، وإنّما هو ثمرة تربية سويّة، تربّت عليها هذه الفتاة بنت الرابعة من العمر فحسب.! فكان لها دورها الفاعل، وتأثيرها الحيويّ في بثّ السعادة في أرجاء البيت..

 

لقد تعلّم هذا الزوج والأب أن يحسب حساباً لهيئته عندما يريد دخول البيت ! لأنّه في الأحوال الطبيعيّة يدعو زوجته وأولاده إلى أن لا يرى الآخرون منهم دائماً إلاّ الابتسامة المشرقة العذبة، فكيف لا يكون أسوة حسنة لهم.؟