الأقلام .. تصنع الأَمْجاد
23 صفر 1436
د. صفية الودغيري

[email protected]

إننا نعاني اليوم من حالة من التيه مغرقة اشبه بما كان في العهود المظلمة ، إلا أنَّها من نوعٍ جديد مُرتبِط بحمَلة الأقلام الذين بلغوا من العظمة والشُّهرة شُمَّ الجبال، فلم يزِدْهُم إلا غُرورًا وازْدِراءً للعقلِ البشري ولوِجدان الأمَّة، وطمَعًا خالطَ أَفْئِدَتهُم فأَفْسدَها هذَيانُ التَّرف الفكري، وغَمَطوا النِّعمة المُسْداةَ إليهم فتوهَّموا الحقَّ سَفَهاً وجهلاً، فكانوا أَشْبَه بمن وصفَهُم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنَّما ذلك من سَفِهَ الحقَّ وغَمَطَ الناسَ" رواه مسلم .

 

قد طَأْطَؤوا أقلامَهُم تطَأْطُؤَ الدًّلاة، وانْساقوا خلف أَهْوائهِم انْسِياقَ العبيد، يلْتمِسونَ بريقَ الحريَّة عن كثَب، مَبْهورين بأسْتارِ المدنِيَّة المُزيَّفَة وأَوْهامِ الحضارة، حَسيري البصَر والبصِيرة، يسْتَجْدون عطاءً بخْسًا، ونوالاً يَرْتقي بهم ﻣﺪﺍﺭِﺝَ ﺍﻟﻌِزِّ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ، وقِمَم المَجْد والشُّهْرَة، ويستحِثُّونَ الخُطى لبلوغِ ما اسْوَدَّ من الرَّغَبات، لعلَّ أرواحَهُم تتضَمَّخ بطيبِ مفاتِنِها، وتتجَمَّل بمحاسِنِ خِلالِها ..

 

ولكنَّهم لم يدركوا بأنَّ الكلمة إمَّا أن تكونَ سيفًا يقْطَعُ رِقابَ العُقَلاء، ونذيرَ شُؤْمٍ وعَذاب مُسلَّط على ذَوي الأَلْباب، أو أن تكونَ سَلامًا وأمانًا يوحِّد الصُّفوف، ويؤَلِّف القلوب ويلُمُّ شعَثَها، ويُرْسي قواعِدَها وأركانَها، مبشِّرًا بالبقاء والامتداد ..

 

وأنَّ أقلامَ الغُزاة لا تحقِّق مَجدًا ولا فخْرًا،  فتظلُّ تلْهَثُ داخِلَ غِلافِها الأَجْوَف، بلا إحساسٍ شَفيف يَرْتقي بالوِجْدان، ولا إدراكٍ عميق يَرْتقي بالفَهم عن الصِّناعَة المادِّية، تتلوَّن مذاهِبُها وأساليبُها حتى تُحوِّلها إلى مجرَّد أَوْعِيَة خالِيَة من كلِّ فضيلة، قد غاضَت ينابيعُها الثَّرَّة، وجفَّت معانيها الصَّافية كما تجِفُّ الأوراقُ الغضَّة، وأَمْسَت مَرْتَعًا للنَّتانَة ومنْبتًا للأَشواك، وتفرَّقتْ كلمتُها تفرُّقَ القلوبِ بالضَّغينَة والبَغْضاء، ولانَتْ شكيمَتُها فهانَت كرامَتُها واعْتِزازُها بشُموخِها، وتلطَّخَت بالأوْحال في براثِن التَّنافُسِ المَقيت، وتعلَّقَت أَمانيها العِجاف بشِباكِ الطُّموحِ الرَّذْلِ المَهِين، فانْحسَرَت علومُها ومعارِفُها في خندقٍ ضَيِّق، وصارت موْطِئًا لثقافاتٍ غريبة لا تنْتسِب إلى هُوِيَّتِها العربِيَّة وثقافَتِها الإسلامِيَّة بأيِّ نسْبَة أو صِلة .

 

فعلى الكاتب .. خلال هذه المرحلة التاريخِيَّة العصيبَة أن يتحمَّل مسؤولِيَّته تِجاه القلم، فلا يَصْهَره في أتونٍ واحِد، ولا يُريق كرامتَه في قالبٍ لا يُحافِظ على أمانَة الكلمة التي يدوِّنُها، وأن يضْطَلِع بشَرفِ الوظيفة المَنوطَة به في توحيد قلوبِ النَّاس، وحماية اتِّجاهاتِ الفِكر المَولود واسْتِثْمارِه لإنتاج فِكرٍ مُولِّد وخَيالٍ مُبْدِع في دائرةِ الوجود الرَّحْب الذي يسَعُ المَوجودات في مِحْوَرٍ واحِد، تجْمَعُها غايةٌ أَسْمى هي المعرفَة بالله وعبادتِه بحَق، والتجرُّد من كلِّ مظاهِر الجاهلِيَّة التي تصْرِف القلم عن تبليغِ رسالتِه النَّبيلة، وتعبيدِ الطَّريقِ الوارِيَة للوصول إلى الأهدافِ السَّامية عن طريق .. 

 

 إنتاج الثقافة المسؤولة

  التي تحثُّ الكاتب على مواجهَة تحدِّيات العصر، وشحْذِ الهِمَم التي اسْتَعْبَدَها الخُمول وأَلْهاها التَّواكُل، وأَقْعدَها الاسْتِسلام والتَّخاذُل، والنُّهوض بالعقول التي تقاعَسَت عن إِعْمال ملكاتِها في التَّفكير والإِدراكِ السَّليم، وبعْثِ قوَّة الإرادة المُلَبِّيَة لنِداء الحكمة، وشَدِّ السَّواعِد للأَخْذِ بأسبابِ السَّعيِ الشَّريف، والاهْتِداء بمعالم مُضِيئة على الطريق، وتصحيح مَساوِئ الأفكار التي لوَّثَت بخَساسَتِها وقُصورِها مدارجَ الرِّفعةِ والكمال، وانْحرفت بأشباهِ العقول عن الاعتقادِ الحق، وجرفت ضِعافَ القلوب إلى مراتِعِ الشَّهواتِ المحرَّمة، ينْتشون من السَّكرة ويثْمَلون ما طاب لهم من الملذَّاتِ، تتَجاذَبهُم الأهواء فتميلُ بهم إلى مُنْعرجاتٍ ضَيِّقة، حيث تتعثَّر بهم الأقدام ودنادِنُ الثِّياب ..

 

 كما أنَّ إنتاج الثَّقافة المَسؤولة تُحتِّم على الكاتب .. التصدِّي لمن يضْطَهِدون الأفكار المُعبِّرة عن همومِ النَّاس وآلامهِم، وآمالهِم وأحلامهِم، ورَدْع من يُجْهِضون العَطاء المُثْمِر في الإِنتاج والتَّفكير والإِبداع، وبَذْلِ أَنْفَس الأوقات لأجل ترسيخِ القِيَم الفكرِيَّة والإنسانِيَّة، وإرشادِ العقول إلى اتِّباعِ المنهَجِ القَويم والتديُّنِ الصَّحيح، والحِفاظ على الهُوِيَّة والثَّوابِت الدينِيَّة، وتَزْكِية النُّفوس بمكارمِ الأخلاق ..

 

ولتحقيق هذه الغايات السَّامية على الكاتب أن يمتلك مناطَ التقدُّم في طريق الإصلاح والتغيير  عن طريق :

 

الارتباط بالثقافة الإسلامية 

   لأنَّ الإيمان هو مهْدُ قوَّة القلم، وبه يقْهر الكاتب مظاهِر الجهل، ويوقِد في قلوبِ القرَّاء شُعْلةَ الطُّموح والتَّوْق إلى الجِد، والتغلُّب على الشَّدائِد والمِحَن، وكَبْحِ شهواِت النَّفسِ المتعلِّقة بزَخارفِ الأَطْماع، واسْتِقبالِ الحياة بانْشِراحٍ وغِبْطَة،  يتهافَتون على الكدِّ والكَدْح في طلبِ المعالي تهافُتَ الفَراشِ على وَميضِ النُّورِ السَّاطِع ..

 

وارتباط الكاتب بثقافَتِه الإسلامِيَّة توجِّه مسارَ قلمِه وتاريخه، وتجعل له وجودًا حقيقيًّا، وقيمةً جَليلة، وأثرًا بالِغًا، وتأثيرًا عميقًا في الذَّاكِرَة، فيتحرَّك وِفْقَ عقيدةٍ صحيحة ومنهَجٍ مستقيم يضْبطُ قَوْلَه وفِعْلَه بضَوابِط الشَّريعة الإلهِيَّة وأحكامها، ويُذيع الحَقَّ بقلمِه ولسانِه، ملتزِمًا في تفسيراتِه وتعليلاتِه وسَرْدِه بالمنهجِ الفكري والَّثقافي الذي يقيسُ الحَقائِق والأفكار والمعاني والمقاصِد بالمِعْيار الربَّاني، ليقدِّم للقرَّاء أفكارًا منْسجِمة مع الرُّؤْيَة الإسلامِيَّة المُحافِظَة على القِيَم العقَدِيَّة، والفكرِيَّة، والحضارِيَّة، والاجتماعِيَّة، وكَسْرِ الحُدودِ الفاصِلَة بين القارئ والكاتِب، وتوثيق صِلات التَّواصُل التَّاريخي والحضاري بين أجيالِ هذه الأمَّة، واتِّباعِ المنهجِ العلمي الصَّحيح في دِراسة وتَحْليل واسْتِنتاج ما يَرْقَى بتاريخِها وأوضاعِها في مختلف مجالاتِ الحياة والواقع .

 

فالكاتب هو مُؤَرِّخ للفكرة، وللحَدَث، وللحَقيقة، وللمعرفَة، وللقِيَم الدينِيَّة والإنسانِيَّة، وعليه أن يكونَ أمينًا ونزيهًا في نَقْلِ الحقيقة، مُتَوازِنًا في طَرْحِ أفكارِه، وقد نبَّه المؤرِّخ محمد داود ــ لهذا المقصِد النَّبيل ــ فقال: " اعلم أنَّ كتابة التَّاريخ ينبغي أن تَختلف باخْتِلاف الأحْوال، فالمُؤرِّخ لأجْل الأغراض الخاصَّة وللدِّعاية، له أن يُراعي المبدأ الذي ألَّف لأجله، فيرفَع ما يشاء ويضَع ما يريد، ويذكُر ما يرضاه أو يُرضيه، ويغْفَل ما لا يوافِق مَبْدَأه ومُرادَه، يُشيدُ بذِكْرِ ما يُؤيِّد رأْيَه ومذهبَه، ويحُطُّ من قيمَة كلِّ ما يُخالِف ذلك، أمَّا التَّاريخ الحَقيقي الذي يُكْتَب للاعْتِبار، ويُسَجِّل مختلف الحَوادِث والأَخبار، فينبغي أن يكونَ كالمِرآة أو كالآلَة المُصَوِّرَة التي تُثْبِت الأَشياء كما هي، والمُؤَرِّخ الصَّادِق، الكاتِب الحُر هو الذي يُثْبِت الحَوادِث كما وقعَت، ويصِف الأشخاصَ والأَشياء بأوْصافِها الحَقيقِيَّة بدونِ مُبالغَة ولا بَخْس، فبذلك يعرف مقام المصْلِحين، وفضْل المُحْسنين، وكِفاح العامِلين، وجُهود المخلصين، كما يعرف أيضًا جَبروت الظَّالِمين وطُغْيان المُعْتَدين " تاريخ تطوان 1/33

 

كما على الكاتب.. أن يؤسِّس قاعدةً صَلبة وأركانا مَتينة، متحرِّرًا من مظاهرِ الجاهِليَّة الرَّعْناء، متمكِّنًا من أدواتِ المعرفة التي يسْتَبينُ بها العَمى من الضَّلال، في الاعتقاد، والتصوُّر، والسُّلوك، والمنهج والتَّخطيط، وذلك من خلال ..

 

المحافظة على وحدة الهوية العربِيَّة والإسلامِيَّة ..

  التي تَرْتَقي بأفكارِه مَداركَ جليلة، وتسخِّر قلمَه لخِدمة هُوِيَّته العربِيَّة والإسلامِيَّة، وتوجِّه غاياتِه وِفْقَ المنهج الدِّيني والثَّقافي الذي لا يفْصِل بين العقل والنَّقل، ولا بين الدِّين والعِلم في حياة الأفراد والجماعات وواقِع الأمَّة ..

 

فعلى الكاتب .. أن يجعل ولاءَه وانْتِماءَه لدينِه ومبادئِه، متحرِّرًا من وَطْأَة الغزو الفكري الغربي، ومستقِلاًّ عن أيِّ انْتِماءٍ يسْتبِدُّ بقلمِه أو يحْتكِر أفكارَه وإنتاجَه العلمي، حتى لا يفقِد ثِقَة القرَّاء، وتقديرَهُم واحترامَهُم لقلمِه ولمِصْداقيَّة أفكارِه، ونزاهَةِ كلمتِه، ونُبْلِ غاياتِه، ويصَنِّفوه كاتِبًا مُنْتمِيًا، يتاجِر بقلمه ومبادئِه وأفكاره، ومُواليًا لمن يُلبِّي مصالِحَه الماديَّة ومَطامِحَه السَّاقِطَة.

 

وعلى الكاتب أن يكون مسؤولاً .. حريصًا على الكلمة التي يخاطِب بها جمهورَ قرَّائِه، فلا يسَخِّرها كسلعَةٍ رخيصَة ومُبْتذَلة تهدِّد السِّلم والأَمن الوطني، وتُثِير الفِتَن بين الشُّعوب والقبائل، وتهدِّد مستقبل الأمَّة ..

 

وأن يكونَ أمينًا  .. يهْتدي في الكلمة التي يكتبُها بهُدى الله ويحْتكِم إلى حكمِ الله، مطبِّقًا لجلالَة ذاك الخطاب الرّباني الموجِّه لسُلوكِ الفرد والجماعة، في قوله تعالى : ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾ ﴾  ﴿المائدة﴾
وأن يكون مجدِّدًا  ..  يجتهد في سلوكِ الطَّريق إلى بُلوغِ الغايَة، ومَجْدِ العلم وشرفِ التَّقوى، آخِذًا بيَدِ الإنسانِيَّة ورحيمًا بها، ومن الأمْجادِ الذين تفتخِر بهم الأمَّة وأبناءُ الوطن، وممَّن ارْتقوا بشرفِ كلمتهم منابِر العِلم،  وتحَلَّوْا بمكارِم الأخلاق، وتزيَّنوا بالخِلال والآدابِ الرَّفيعة..

 

ومعتزًّا بتاريخِه المجيد..  منافِحًا عن قيمه العربِيَّة والإسلامِيَّة، حتى لا تتحوَّل رسائِلُه  إلى موالاة لأفكار مُسْتَعارة ومُسْتَوردة، ومعاني مقلَّدة لا تمُتُّ إلى دينِه وثقافَتِه بصِلَة، ولا تعبِّر عن واقعِه ولا عمَّا يؤمِن به من قِيَم دينِيَّة واجتماعِيَّة وإنسانِيَّة ..
فالكتابة قضيِّةٌ وغاية إنسايَّة نبيلة

 

   تجعل الكاتب يُعيد التَّفكير في طريقَة الكتابة واتِّجاهاتِها، حتى تؤدِّي مهامَّها التربوِيَّة في حياةِ الأفراد والمجتمعات، وتتبنَّى أفكارًا رائِدَة تخدُم رسالةً مقدَّسَة تنهَض بالثَّقافَة، التي تجمع بين الأصالَة والمعاصَرة، والتوسُّط والاعتدال، والثَّابِت والمتحَرِّك في الفَهم والمُمارسَة، والمنهج والتَّخطيط، فلا إِفراطَ في المُحافظَة على الهُوِيَّة إلى حَدِّ الغُلو والجُمود، ولا تفريطَ في التقدُّم بحَركة الإصلاح والتَّغيير إلى حَدِّ الانْفِلات، وضَياعِ الهُويَّة ومقوِّمات الشَّخصيّة الإنسانِيَّة .

 

والكتابة لها وظيفة تَربوِيَّة تسعى لتخريجِ أجيال مسلمَة تعرف حقيقةَ دينِها، وتاريخِها الإسلامي، وحضارَتِها، وأمجادِها، وكيانِها، ووجودِها المُسْتَقِل، وتتمسَّك بإِحْياءِ كلِّ ما يمثُّ إلى مصادِرِ ثقافَتِها، وقيمِها الدينِيَّة والأخلاقِيَّة، لتجاوُز فترة الانْحِسار الفِكري والثَّقافي، الذي تحكَّمت فيه  جملة من العوامل الداخلِيَّة والخارجِيَّة، فجعلت البَوْن شاسِعًا بين المجتمعات العربِيَّة والغربِيَّة، وتنمِيَة المَلكات العقلِيَّة، والمَهارات الذهنِيَّة في الاستيعاب والوَعي، والاجتِهاد في اكتِساب المَعلومات عن طريق المعرفَة الصَّحيحة، والأَخْذِ بأسبابِها السَّليمة ومَناهجِها العلمِيَّة الرَّصينَة، لفهمِ طبيعَة الأشياء وماجَريات الأحداث وخصائِص النَّفس البشرِيَّة، وتطويرِ الذَّات المفكِّرة لخَوضِ غِمار البحث واكْتِشاف المَجهول، وسَبْرِ الخَبايا وأسرارِ الحقائِق التي لم يحْجُبها الخالق عن ذَوي الأَلباب والعقولِ الرَّشيدة من العلماء العامِلين..

 

وفي الختام ..

  لابدَّ من توجيه وتأهيل الأقلام لتَضْطَلِع بمهامِّها المَنوطة بها، فلا تحْجُب أفكارها ومعارفَها خلفَ سِتارَةِ الظِّل، كما أنَّ الأَضواءَ والشُّهرة، وكَثرة التَّصفيق والمَديح ليست هي من تصنع كاتبًا متمرِّسًا، ولا هي من ترفَعُه إلى القِمَّة، وتهَبُه تقديرًا عظيمًا، ومكانةً علمِيَّةً ثابِتَة عبر العصورِ والأجيال، إنَّما الذي يرفَع الكاتب إلى القمَّة هو قلمُه الملتزِم بالحق، وبالكلمة الصَّادِقَة الخالِصَة، وسَعْيُه النَّبيل لتَرسيخ قِيَم الدِّين وإِشاعَة فضائِلِه، وبَعْثِ جَذْوةِ الإيمان، وإحياءِ العلوم والمَعارِف، وتخليدِ  بصمَة مشرقة في ذاكرةَ الأمَّة ..