. صفية الودغيري
d[email protected]
لقد تفرَّد اللسان العربي بخِلالٍ كثيرة، فسبَر أغوارَ النَّفس وخباياها، وما انطوتْ عليه أسرارها على اتِّساعِ نزعاتِها وحاجاتِها ..
فصَوَّر إحساسَها الشَّفيف بلغةٍ غزيرة الألوان، تلِجُ بواطِنَ الأشياء وتسْبُرُ أَغوارَها وتكشف عن أدقِّ معانيها، بإرادةٍ تدْأَب وراء المعرفة الحقيقية التي تمهِّد السبيل لضمِّ القيم الإنسانية المبعثَرَة الشَّمل .
امتثالاً للمشيئة الإلهية التي تهيبُ بالإنسانية لتعلُّم البيان وتقويمِ اللِّسان، لتنْجلي الغشاوة عن بصيرتِها، وتستنبط خصائص إعْجاز القرآن، فتمُرَّ عليه العين فتقترب منه عذبا زلالا ، وتنصِت إليه الأذن فتَسْتَأْنِس، وترتشِف النفس من معينِه العذب، فتسْتضيء بأنوارِ كمالِه وجلائِه، وتتأثَّر بجاذبيَّة بلاغته وبراعةِ تفصيلِه وإيضاحِه ,.
وقد نبَّه القرآن لهذا المرادِ والغايةِ المَرْجُوَّة من إتقان البيان في آيات كثيرة، كما في قوله تعالى: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه﴾، وقوله تعالى:﴿إنَّا أنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ﴾،
وقوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِين﴾، وقوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ أنْزلْناهُ قُرآنًا عَربِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونُ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾، وقوله تعالى: ﴿إنَّهُ لَتَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ، بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾، وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هَذا القُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُم يَتَّقُونَ﴾، وقوله تعالى:﴿وَهَذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِسانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ﴾ ...
ففي هذه الآيات دلالةٌ جلِيَّة على ما لهذا الِّلسانِ العربي من حلاوة يتذوَّقُها الحِس فتهزُّ وجدانَه، ويتذوَّقُها العقل فيتفكَّر ويتدبَّر، ويَعْقِل ويتذكَّر، فتتخلَّص الروح من الشَّك وقيودِ الحيرة وطلاسِم الِإبْهام ..
فالكلمة العربية الفصيحة كالقطرة النَّدِيَّة ..
تسقي الزُّهور فتتفتَّح وتَنْثُر شَذاها وأريجَها الفوَّاح، فالفصاحَةُ وبلاغَةُ المنطِق هما خِصْلتان أنعم الله بهما على من اصْطفاهم بخلابةِ اللِّسان، والفَهْمِ والإِفْهام، وصفاءِ السَّريرَة، ونورِ البصيرة، فملَكوا أسبابَ الكَشْفِ وإِظهار المقصود بأَبْلَغِ لفظ، وأَجْزَلِ عبارة، وأَقْوَمِ حُجَّة، مصداقا لقوله تعالى: ﴿الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان﴾، وقوله تعالى: ﴿فإذا هو خصيم مبين﴾، وما روى ابنُ عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: )إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحكَماً( ..
فالبيان إذا حسُنَ مقصِدُه أَجْلى الحجاب عن البصيرة فامتدَّ نورها صافِيًا، وأماط اللِّثامَ عن البصَرِ المقنَّع فاسْتمالَ القلب وكشفَ الحقيقة الوضَّاءَة، تِبيانًا للحَق وشاهِدًا بالعدل ودليلاً عليه ..
والبيان صنفان اثنان، كما ذكر الإمام العلامة والحافظ اللُّغوي، أبو سليمان حمد الخطابي: "أحدهما: ما تقَعُ به الإِبانَة عن المُراد بأيِّ وجهٍ كان، والآخر: ما دخَلته الصَّنعة بحيث يروقُ للسَّامِعين ويستميل قلوبهم، وهو الذي يشبَّه بالسِّحر إذا خَلَب القلب، وغَلب على النَّفس حتى يحول الشَّيء عن حقيقتِه ويصْرِفَه عن جِهَتِه، فيلوح للنَّاظِر في معرض غيره، وهذا إذا صرف إلى الحقِّ يُمْدَح، وإذا صرف إلى الباطِل يُذَم" ، كما قال المناوي في شرحه لحديث )وإنّ من الشِّعر لحكماً(: "وإنما أكَّد بأن واللام ردًّا على من أَطْلق كراهَةَ الشِّعر، فأشار إلى أنَّ حَسَنه حَسَن وقَبيحَه قَبيح، وكل كلامٍ ذي وجهين يختلِف باختلافِ المقاصِد" .
والِّلسان لا يستقيم بيانُه في كلِّ حال ..
فالفصاحَة والبلاغَة لا تُؤْخَذُ قَسْرًا، كما أنَّ الثُّرَيِّا لا يُظْفَر بها في الثَّرى، ولا يكفي السَّالِكين إليها أن يُؤْمِنوا بأهدافهِم، ويقْصُروا عن الجدِّ والتحصيل في الطَّلب، بل لا بدَّ لهم من تعبيدِ الطَّريق لتحقيقِ غاياتهِم النَّبيلة، وشَحْذِ همَّتهِم العالية وبَعْثِ نشاطِهِم، والسَّيرِ على هُدى وبصيرة، لأنَّ نورَ البصَر يظلُّ محدودًا لا يَثْبُت على حال، ويوهِم الرَّائي والسَّالِك بإيحاءاتٍ من ضَرْبِ الخَيال ..
ولا يستقيمُ لسانُ الكاتب على ضربٍ واحد، ولا يملك ناصِيَةَ الأدب والإِجادَة في كلِّ حالاتِه، فهو يتقلَّب بين المِنْحَة والمِحْنة، ويتلوَّن بألوانِ الفرح والحزن، وله ظُهورٌ وأُفول، ونُبوغٌ وفُتور، ونشاطٌ وخُمول، وإِشْراقٌ وغُروب ..
كما لا يستقيم بيانُ القلم في كلِّ حال ..
فله هُطولٌ .. منها ما يكون صيِّبًا نافِعًا، منْهَمِرًا مُتَدَفِّقاً، يحمِلُ معه السِّقاءَ العّذْب فيرْوي القلوبَ الكالِحَة، ويرطِّب النفوسَ العَليلَة، ويسَكِّن الآلام والأوجاع، ويُشيعُ الطُّمَأْنينَة وينشُرُ الأمانَ والسَّلام ..
وله هُطولٌ .. تَفْتَلِع كلَّ غضٍّ رَطْب، وتجْتَثُّ كلَّ أخضرٍ ويابس، وتُغْرِق النَّفسَ في غَيباتِ الجَهالة فيصيبُها الجُمود والكسَل، وتتخدَّر أطرافُها حتى توشِك أن تنام نومةَ أهل الكهف، ويحولُ بينها وبين واقعِها بحجُبٍ كِثاف، فلا تتحرَّك خُطاها من مرْقدِها الخامِل، تخالُها قد سَرى إليها الموتُ حثيثًا فأَقْبرَها في مدْفَنِها ..
واللِّسان له سرعةٌ وأناة ..
فإمَّا أن ينطِقَ بالكلمة فيُرْسِلُها إرسالاً، أو يُطْلِقُها إِطلاقَ السَّهمِ يصيب به الهَدف، فتنْجلي المعرفة انْجِلاءَ الصُّبحِ البهيج وتشرقُ القلوب نورًا وضِياءً، فتميلُ إلى مقالتِه البليغة كلَّ المَيل، وتصدِّق حِكْمتَه تمامَ التَّصديق، وتتلقَّى خِطابَه بالبِشْرِ والتِّرْحاب ..
تودُّ لو أنَّ بينها وبينَه أمدًا بعيدا، فيطول الحديث وتَسْتوْفي منه الدَّليلَ والحجَّةَ البالِغَة، ودَركَ الحاجَة من الكشْفِ والإيضاح ..
وإمَّا أن ينطِقَ اللِّسان بالكلمة، فلا يُظْهِرها لحُبْسَةٍ في بيانِه، أو عُقدةٍ في إِبلاغِه، أو لوثَةٍ وتَلجْلُجٍ في كلامِه، أو قُصورٍ في التَّعبير ومَضائِه، تضيق بها النَّفسُ ولا يتَّسِع لها الصَّدر، ويصُدُّ عنها السَّمعُ صُدودَ الفهمِ عن إدراكِ المعاني، كأنَّما النُّطقُ بالكلمة فنٌّ عزيزُ المذَهب، جّمُّ الفوائِد، شريفُ الغايةِ والمقْصِد، يستحق ُّ الإجادة والحِذق، والروِيَّة واصْطِناع المَهْل والأَناة ..
والِّلسان له خوارِمُ بيان ..
منها ما نالَه العَور في موطِئِ ما تَشْتهيهِ النَّفس من مليحِ الكلام الذي مَنْشَؤُه الشِّقاقُ والنِّفاق، ومنها ما خالطَه التكلُّف والتَّزَيُّد، ومازَجَه الإِسْهابُ في الإِبانة والإِفْصاح، فلم يحصُل من ورائِه إِفهام، كباكٍ بأجفانِ شادِنٍ، أو ناطِقٍ مِكْثار طلبَ تمامَ الحُسْنِ فأَدْركَه النَّقص، وقد نبه إلى هذا العَوَر حديث أَبي أُمامة: أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ، والبَذاءُ والبيان شُعْبتانِ من النِّفاق( ..
لأن البيان يصير مذمومًا إذا ما خالطَه العُجْب والكِبْر، أو أخذَتْه هالَةُ الجَلالِ والعَظمة، انْجرفَ خلف موجةِ التَّنافُسِ البغيض فأَغْرَق في إظهارِ البراعة والإتقان فصار ينْشُد التقدُّمَ والتميُّزَ على لِدَّاتِه ونُظَرائِه ممَّن عَجَزوا عن بلوغِ مرامِه، مُغالِيًا في الترصيع والصِّناعة، وتحسينِ الكلام وتحبيرِ الألفاظ، ومتعلِّقًا برتاجِ الأدب تعلُّقَ العشقِ والوَلَه، كالسِّحر يستميلُ القلوبَ فيصرِفُها عن معرفةِ الحقِّ والعملِ به، وإظهارِ المعنى على حقيقته .
قد حاكَتْه الغَرابة كمُحاكاتِه للتَّقليد، فلم تَهْفُ إليه المشاعِر إلا بقدرِ ما خالطَها من ذاك الشِّربِ المكدَّر، فلوَّثَت ألْسُنًا ما لهنَّ أفواه، أو أفواهًا بلا ألسُن، يُلْقى إليها الكلامَ إلقاءً على عجَل، فلا يكاد يستقِرُّ في صدرِها حتى تلفِظُه وتَزْدَريه ازْدراءَ الخَطِل والمُذَمَّم ..
كأنها لم تتلوّن بألوانِ الطبيعة وتتوشَّح وِشاحَها الأخضر، ولم تودَع حسًّا شَفيفًا يبعثُ لذَّةً فيما تُلقيه وتتلقّاه من الكلام، بل اتَّخَذته مطيَّةً ومطمعًا لنوالٍ زائِف، وطريقاً معبَّدًا إلى الشُّهرةِ والمَجْد ..
وهذه الغرابة انْحرفَت باللِّسانِ العربي فأَفْسَدتْه العُجْمة، كما أفسَدت حياتنا العامة في عصرٍ كهذا العصر الذي سلبَت فيه العقول مظاهر المدنِيَّة المنحرفة، والحضارة الأجنبية بفروعِ منطِقِها المختلف عن المنطق العربي الأصيل، فقَوِيَ الشعورُ العربي بالإخفاق والانحطاط والتأخُّر، والولَع بما لدى الغالِب من أسباب القوة والتقدم والسلطة ..
وصارت الأقلام ممدودةً نحو الغرب تُنْشِد مدائِحَها، مٌظْهِرةً ما بلغَتْه من اسْتِعباد جاذِبيَّةِ القُوَّة الغالِبَة الظَّافِرَة، التي غمَرَت اللِّسان العربي كما غمرَت المعمورة بالشَّوائِب، فأصابت بسهامِها كفَّ العروبة والإسلام، ومَجَّت كل ما هو من صميمِ ثقافَتِها..
فعلى اللسان العربي الأصيل أن يعيدَ أمجادَه ..
ولن يتمكَّن من بلوغ تلك الغاية إلا بتحقيق الفهم الأقصى وامتلاك الحرية الملتزمة في التعبير، وأن يبلُغ قلبَ الحقيقة وجوهرها الصَّافي، ويتوكَّأ على نور البصيرة التي لا حدودَ لها ..
وأن يكون أبِيًّا فخورًا بأصلِه الأصيل ومعدنِه النَّفيس، ولا يستعير لتألُّقِه وإبداعِه قبَسًا مؤقَّتًا، ولا فتيلاً موقَدًا من بريق حضارةٍ أجنَبِيَّة، وثقافةٍ غربيَّة ..
فالقلب إذا كان أجْوفًا خلاءً من مُحْتواه اللَّطيف، شغَلَتْه الأهواء عن الجدِّ في السَّير، وكلما ضاق اللِّسان عن البيان، اتَّسَع لديه الرَّقع والخلَل، وأَفْسَدته رياح الغرب ..
والعقول إذا صدَّت عن ثقافتها، وتقاليدها، وأعرافها، فعبثاً أن تقبِل على ما يوقِظُ فيها النَّخوة، والتمسُّك بأفكارها، ونوادِرِها، ولطائِفِها، وطرائفها، ويواقيتِ معانيها ..
والكرامة إذا خَلَت من نفوسٍ ليس فيها إباءٌ، ولا اعْتِزازٌ، ولا افْتِخار، أنجبَت أقلامًا تنشَأ على اعْوجاج، ومواهِبَ لا تستقِم على عودِها البان ولا تتجلَّى فيها المَلكات ..
والطُّموح إذا لم يحرِّك فتيلَ المعاني، طَأْطَأت الأقلام رؤوَسها في خنوع، وأهابَت بسلطانِها عن خَوْضِ معارك الإبداع في ميادين الأدب والاجتماع، وناءَت عن قيادةِ كتائِب الفكرِ والبيان...
فاللسان العربي الأصيل له طاقة ..
فيتحرَّك بقوةٍ لا تضعُف بالبطش، ويسْتبْصِر بمعرفةٍ لا تخورُ ولا تسْتكين، وله رِفعَةٌ ووقارٌ لا يسقطُ في براثِنِ الكبرياء، ويمتلك قناعةً لا ترتدي لباسَ المهانَةِ والذِّلة، ويتحرَّك بإيمانٍ لا يكسرُه التعصُّب والخِذْلان ..
يَنْدَفِع من عقلٍ رشيد، وفكرٍ مجيد، وقلبٍ صاحٍ، ووجدانٍ مائِر، وله سلطانٌ يحتوي القلوبَ والعقول، ويحرِّك نبضاتِ أشواقِها وأعزِّ أمانيها، ويُدَغْدِغ ذوقَها، ويسلُب من العين نورَها، ومن الأذن سَمْعَها، فيقف أمامها المتلقِّي مبهورًا بخطابِها البديع، مشْدوهًا عن نفسه وعمَّن حولَه ..
واللسان العربي الأصيل له رسالةٌ نبيلة ..
وهذه الرسالة هي التي تكشِفُ عن بلاءِ الأُمم، وترفع عنها انْحِسار الثقافة، وما أصابها من الإعراضِ عن إِنْهاضِ الأدب والاضْطلاع بواجبِه الحقيقي في إيقاظِ الضَّمير، وبعثِ صحوة التجديد في الدين ومجالات الحياة على اختلاف فروعها، بما ينسجم مع الواقع والعصر، ولا ينحرف عن أصول الاعتقاد وفروع الدين ..
وتوحيد الأقلام العربية لأداءِ رسالتِها بأمانةٍ وإخلاص، وتخريجِ أجيالِ المستقبل والنَّشء، وتثقيف أبناء أمة إقرأ ثقافة عربيَّةً وإسلامِيَّة، كفيلةً بمواجهة كل من يتطفَّل على أصولِها، ويتسلَّق على فروعِها، ويحاول أن يجتثَّ أشجارها ويقتلع نباتها ..
وهذا الطريق لا تعبِّده كثرةُ الخُطا والأرجل، بل تعبِّده القلوب التي تبُثُّ النشاط في مفاصِلِها المُفَكَّكة، وتبعثُ قيمة الهدف، والسَّير بركْبِ الإنسانية المتجدِّدة بإيمانها، وتفكيرها وفهمها، وتعبيرِها، والاتِّجاه نحو هدفِها بخطى ثابتة، وبعزمٍ لا الْتِواءَ فيه، والتحرُّك بإرادةٍ قوية تعرف ما تريده فتطْلبه عن كثَب، لا يُثْنيها عنه إلا الموت، حتى تستمرَّ دورة الإبداع في التأثير في كل الفصول والساعات، كما القطرات الندية تجود على الزهر إذا ما جفَّت ينابيعُه الثَّرَّة ..