البيوت كالمصابيح , إذا تعاهدناها بالرعاية والاهتمام ازداد نورها , و إذا حدث أي خلل فيها ذهب ضوؤها شيئا فشيئا حتى تخبو .
فإذا شعر الزوج بالراحة والاطمئنان في بيته ساعد في تعاهده , والزوجة إذا شعرت من زوجها العطاء والرعاية والحماية قدمت ما تستطيع .
لكن لكل من الزوج والزوجة لا محالة حالات نقص ومواقف خطأ , فالزوجة مهما قدمت وبذلت في سبيل إسعاد الزوج وإنارة البيت فلابد أن تقع في بعض الأمور التي لا يحبها زوجها ومن هنا يحدث الخلل , والزوج قد يرى من زوجته كثيرا من الأمور الإيجابية لكنه أيضا يرى منها بعض السلبيات , فلنحاول ههنا أن نقف عند بعض مما يحب الرجل وما يكره من زوجته عادة لدى الرجال الاسوياء , في محاولة لسد غرة الخلل في البيوت المؤمنة :
1- لا يحب الزوج الزوجة العبوس , الكئيبة , بل يحب الزوجة الودود البشوش , صاحبة الابتسامة والوجه المشرق , فكم من جهد يلاقيه الزوج في عمله وكده وكم من وجوه عبوسة يلقاها من الناس في اثناء ساعات يومه , ثم هو يعود إلى بيته منتظرا وجها باشا وبسمة حانية , فماذا لو وجد الكآبة والعبوس والنكد ينتظرونه ؟!
2- لا يحب الزوج الزوجة المتمردة العاصية بل يحب المطيعة التي تسعد بتلبية احتياجاته , وتعينه فيما وكلها إليه من مسئوليات , وفيما هو منوط بها من أعمال , وليس في ذلك تقليل من حقها فلكل منهما مسئولية وجهد مطلوب , والحياة مشاركة منهما , واللين مع الزوج يقربه أكثر ويحببه أكثر في زوجته , والعصيان والتأبي والشخصنة والتفرد يقللان المودة دائما .
3- لا يحب الزوج الزوجة غير الصادقة , فبعض الزوجات عندما تقع في بعض المواقف تستهين بالكذب لتنقذ نفسها , وربما قالت مقولة الجاهلين " هذه كذبه بيضاء " , فلا أدري كيف يتلون الكذب ليخرج عن دائرته , لكن الصدق والشفافية بين الزوجين هما عماد قوام البيت , وأصل بناء الثقة , ولكم رأينا من بيوت تهدمت برغم غناها وإمكاناتها المتاحة لانهيار جدار الثقة بين طرفيها , وكم رأينا من بيوت قامت سعادتها على جدار الثقة وتخطت به أمواج الحياة العاتية
4- الزوج لا يحب الزوجة كثيرة الشكوى , والشكوى إما أن تكون شكوي مادية , أو شكوي خاصة بالأولاد , أو شكوي صحية , فكثيرة الشكوى امرأة ضعيفة مدللة لا تستطيع أن تتحمل مسئولية , ولا يأمن زوجها عليها تقلبات الأيام , ولست أعني من ذلك كتمان الألم , ولكن الوسطية هي أفضل الأشياء , ولا مانع أن تعبر الزوجة عن شكواها في أوقات متباعدة , وبأسلوب ليس فيه تململ ولا انتقاص من حق زوجها ولا يأس مما عند الله سبحانه
5- الزوج لا يحب الزوجة الصخّابة , عالية الصوت أثناء الحديث معه أو كثيرة الصراخ مع الأولاد , أو كثيرة الشجار مع جيرانها وأهل بيتها , بل يريد الزوجة الهادئة صاحبة الصوت الهادىء , فصوت المرأة المرتفع في البيت ينبت التوتر ويتعلم منه الأولاد التجرؤ على الكبير , ويعلن عن امرأة قليلة الحكمة في بيتها ضعيفة التأثير .
6- لا يحب الزوج المرأة المتكبرة المستعلية بغناها المادي عنه , أو بحسبها ونسبها , او بوضعها العلمي والثقافي , فالزوجة مهما وصلت إلى أعلى المناصب فهي أولا وأخرا لابد أن تعلم أن هناك للبيت قوامة هي قوامة الزوج الذي ارتضته راعيا لها وقائما على شأنها وحاميا لها , ولتعلم أنها كلما تواضعت وأنشأت التقدير والاحترام لزوجها كلما وضعت لبنة قوية في بناء بيتها واسرتها , إن كثيرا من الزوجات تظنن أنها بمالها يمكنها الاستغناء عن زوجها , وتراها تهدده كلما غضبت منه أن تستغني عنه , ولا تعلم تلك المسكينة قليلة الفهم أن الغنى لا ينشىء سعادة وأن سعادة المرأة وغناها في طاعة ربها وبناء أسرتها وتنشئة أبنائها , وأن مالها الحقيقي هو ما تدخره للآخرة , وأن ثروتها الحقيقية هي أولادها إن أحسنت تربيتهم وزوجها إن أحسنت عشرته , وكم سمعنا من صرخات المطلقات كثيرات المال بينا هن يبحثن عن الأمان والسعادة بعد فراق بيتها ولا تجد !
7- لا يحب الزوج الزوجة المعاندة المتسلطة صلبة الرأس , المتمسكة برأيها دون النظر لرأيه أو لآراء من حولها , التي ربما تنسى أنوثتها وترتدي أمام زوجها رداء الشدة والغلظة , آمرة ناهية في أمور البيت , فلا يرى زوجته أمامه إلا كمشرف عمال أو كمدير مؤسسة !
فالزوج يحب أن يشعر في بيته بقوامته , تلك القوامة التي خصه الله بها في كتابه عندما قال " الرجال قوامون على النساء " لذلك يحب الزوج من زوجته أن ينال منها السلوكيات العملية فهو رب البيت ولابد من استشارته في الأمور التي ترغب في أدائها , ولابأس من بيان رؤيتها بأسلوب حسن وبسعة صدر .
8- لا يحب الزوج الزوجة التي تنسى نفسها في ظل خدمة أبنائها بل وتنساه هو أيضا فتراها دائمة طلب الحقوق المالية والنفسية والعائلية , بينما هي تنسى أن تقوم بواجباتها !
9- لا يحب الزوج من زوجته الاهتمام بأهلها وزيارتهم وتفقد أحوالهم ومساعدتهم دون أهله , فكل زوج يحب أن تكسب زوجته حب والديه وأسرته وأهله , لذا على الزوجة السعي للوصول لبناء علاقة المحبة الوطيدة مع والديه وأخواته من النساء , مع حسن ضيافة ورعاية لهم وحسن حديث عنهم , بل وتساعد زوجها على قدر المستطاع بألا يهمل أهله في وسط دوامة الحياة ومشاكل الأبناء .
10- لا يحب الزوج من زوجته اهمال بيتها وأولادها بل يحب منها أن تعطي بيتها وأولادها حق الرعاية والاهتمام , ولا أقصد بالاهتمام تقديم الطعام والشراب والملبس فقط , بل هناك ماهو أهم من ذلك كالاهتمام بتربيتهم التربية الإيمانية والأخلاقية , فأحسن لحظات السعادة للزوج عندما يخرج من بيته ويلتقي المعلمين أو المربين لأبنائه فيجد منهم كلمات الشكر والثناء على خلق أولاده وتربيتهم , فيشعر بجهد زوجته ونجاحها
11- لا يحب الزوج الزوجة كثيرة الخروج , " الخرّاجة الولّاجة " , المرتبطة بالخارج أكثر من ارتباطها بالبيت , فهي لا يهدأ لها بال يوميا إلا إذا خرجت , وهي في الأسواق وجه مستديم , ترى بيتها سجنا وتسعى للخروج منه بقدر استطاعتها , بل قد قال الله سبحانه ناصحا أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - والمؤمنات من بعدهن " وقرن في بيوتكن "
12 – لا يحب الزوج الزوجة كثيرة القيل والقال , الساقطة في غيبة الناس , الواقعة في أعراضهم , الباحثة عن سقطاتهم وعوراتهم , فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله كره لكم قيل وقال " , فهذا النوع من النساء يتسبب في المشكلات , وينشىء النزاعات بين البيوت , وعادة ما تكون تلك المرأة مكروهة ممن حولها , حاملة للمشاعر السلبية للمحيطين بها , فلا يقر لاسرتها قرار ولا يهنأ لهم عيش
13 - لا يحب الزوج الزوجة التي لا تقدره , ولا تقدر تعبه وجهده وعمله , وتستهين بما يقدم لبيته , وترى أنها هي التي تقوم بكل شيء وتنظر إليه نظرة قليلة , لكنه يحب كلمة جزاك الله خيرا مهما كان الشيء الذي قدمه قليلا , وفي الحديث " من لا يشكر الناس لا يشكر الله "
14 -لا يحب الزوج الزوجة الغيورة , شديدة الغيرة , التي تحاسبه على الصغيرة والكبيرة , وعلى الخطأ والسهو , وتكدر عليه عيشه , سواء في البيت أو في الخارج , بل يحب الزوجة التي تثق بنفسها وتثق به , وتُعْلمه بثقتها به , وإذا غلبتها غيرتها أن تنصحه بحسن حديث , وتنبهه برفق وذوق , مع اهتمامها بنفسها ورعايتها لحالها بما يقربه لها ويقلل من نظره للخارج
وبالعموم , فعلى الزوجة أن تسعى سعيها الجاد الإيجابي لتنال محبه زوجها , فلا تنسى حديث النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء , المرأة الصالحة , التي إذا نظر إليها سرته , وإذا أمرها أطاعته , وإذا غاب عنها حفظته" .
ولابد أن تنتبه الزوجة لنفسها وأخلاقها وعاداتها , ولا تغفل عن ذلك , وتتفقد ما لديها من خصال و ما ينقصها لتصل إلي محبة زوجها لها , وعليها أن تعلم أن ما يزيدها جمالا هو دينها وخلقها الذي أمرنا به ديننا العظيم , ولابد من وصالها بربها فإن رضا الله عليها يجعل كل حياتها سعيدة .