رسالة إلى المتهكمين ..
22 رجب 1434
د. نادية محمد

العاقل من جعل الدين شريعته ,صافي القلب , نظيف الصدر , الحلم طبيعته وليس هواه , وهو ملاذ الناس بخلقه الحسن, وسجاياه الطيبة.

 

 

ان نطق أصاب خيرا , تراه مجتهدا , حسن الظن , طيب الكلمة, الرفق طبعه , واللين شيمته , يحب الخير للمسلمين جميعا ,متجرد مخلص غير متحامل , يؤثرك علي نفسه .
أما التافه فإذا تكلم تعجب , تتمناه ان يسكت , لا يحمل مسؤليه , إن استنزل عن رأيه نزل , إن حمل القبيح حمل , واذا استنصح لا ينصح !!

 

وإن وثقت به لم يؤمنك , وإن اسكته لم يسكت ,واذا خاصمك فجر , هو   خادع أمام الناس , مخدوع امام الله
لقد كثر في مجتمعاتنا – مع كل أسف – التافهون , وساروا بيننا بعادات وسلوكيات تخرب علي الناس مزاجها وحياتها

 

والبعض منهم يلتزم قول السوء والصمت عن الحق , وصارت السخرية منهجهم وطريقتهم , حتى اصبح عندهم من الموضه الضحك علي المهازل  مستخدمين طمس الكنز العقلي في ابراز الخلاف بالتهكمات والسخريه التافهه انهم يعيشون نصف حياتهم يهدرون اوقاتهم واوقات من شابههم

 

الي هولاء المتهكمين اقول : ما نفع القلب مثل عزله يدخل بها ميدان فكرة فاحذر, فالله مطلع عليك
اعتزل هذا النوع من الكلام الردئ الساقط من النكت والبرامج , التي تحاول بها ان تخدش وتكسر وتذبح حياء المسلمين ,فهو غير جائز في الشرع , وهو عيب في العرف , وان كنت تراها موضة, فهي موضة رديئه مقيتة بتقليدي غربي اعمي,.لا يليق بنا , وليست من ديننا نحن الموحدون ابناء الاصول المحترمون

 

ادعوك ان تدخل بعقلك في ميدان الفكره التي تاتي عليك وعلي بلدك بالخير والفائده والاحترام لك , وللمجتمع الذي يحتاج القدرات للبناء بدلا الهدم ,فجميعنا في سفينة واحده ,والضرر يلحق الجميع
لا تاخد الموضوع عبثا , تامل , وتفكر , وتدبر , فكر , فأنفاسنا تعد ورحالنا تشد , وعاريتنا ترد , والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد, اي نعم!,. فكُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ,,

 

.
اشغل نفسك بالحق ,فنفسك ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ! فهي مخلوقة من الطين وستهوي بك اليه ! فكر في عيوبك لترتقي , ارتق باكتشافها ,وسترتقي بالقضاء عليها ,كيف ستطور من نفسك الا لو علمت عيوبك؟

لا تفكر في الاشياء التافهه من اجل اضحاك الناس فكما قالوا ,.المشغول لا يشغل استفد بكنزك الذي اعطاك الله . ؟ وطور نفسك واخلاقك وفكرك وفكر من حولك ,فهذه امانه , وامانة الكلمه عظيمه ,فكر في الميزه التي تكون سر نجاحك,فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت

 

ان كان ولا بد من النقد فكن مسلما اميناً!! واستخدم النصيحه, وتذكر ان النصيحه امام الملأ فضيحه .

استحي , فلكل امه خلق , وخلق الاسلام الحياء ,لا تنشغل بعيوب الناس عن عيوبك ,عليك الا تتهكم علي اهل النقص ,واسترهم ولو رايتهم بعينك يفعلون الخطا ,استر علي المعصيه حتي لا تنتشر, وقل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ,وفضلني علي كثيرا ممن خلق تفضيلا,

 

انشغل بما كلفك الله به ,وادعو الله ان يعينك عليه ,ولا تتخذ غيرك سخريا ,ولا تتهكم عليه ,فمن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخره.

 

احترس فمَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ,الا تشعر بالرعب ؟؟ ,عندما تقرا : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر:56) .هم ,
اما المتهكم عليه,.فاقول له "الناس يمدحونك ,بما يظنون فيك، فكن أنت ذاماً لنفسك, لما تعلمه منها," !!

 

توقف عن الصرخات والآهات، فكر تماما قبل التصرف ,لان مصيرك يتحدد من ردوود افعالك.
المسؤوليه عظيمه,,هناك شعوب بلا اوطان وما يحدث الان بسوريا وفلسطين والروهينجا ليس علينا ببعيد ,هذه شعوب تعصف بهم رياح المصالح,والإرهاب وهذا خطر على مجتمعاتنا,.هذه تحديات عظيمه ,الشعوب تتعرض للعنف والقتل بسبب مطالبتها بالحرية,

 

عليك بتقويه نفسك حتي لا تكون عرضه لذي هوي , بالتجرد والصبر واستخدم عقلك بصوره تدرك بها النقاش امام الملأ ,لا تبتئس , ولا تغضب,ولا ترد الخطأ بخطأ , واتنتبه لألوان الحرب التى تشن الآن ضد الإسلام.

 

والي الجميع اقول,
احذر يا من ترضي ,.وتضحك وتقهقه للتفاهات والسخريه والاستهزاء,وقم بثوره ضده, فلا تردد لهم ,ولا تنقل لهم ,ولا تحضر له ولا تفرح لهم ولا تسمع لهم ,
اعلامنا يستخدم اسلحته الفتاكه ,.فهو يسعد برؤيا الاجساد والرؤس المتطايره , فتنة طائفية ,حلقات العنف والقتل والفوضي ,ثورة لتاجيج الخلافات السياسية التي تخدم

مصالحهم,والانفلات الامني ,ترويج التراجع الاقتصادي ,ثورة تنجح في خلق مشهد سياسي مرتبك تحدثنا عنه يوميا بتلك الاخبار الكاذبة,مشهد يجعلنا نسأل أنفسنا ,لماذا تداعت علينا الأمم ؟,لماذا الغلو في الخلاف والتعصب .بان منا وتعري الخلو من السند الفكري.والتدبر العقلي .فالي اين المسير؟


,لسان حالنا يقول ,أخبروهم ان يكفوا اخبروهم عن إسلامنا العظيم , أخبروهم و أخبروهم,.أو اسقطوهم,.فقد ثرنا لكرامتنا ,لاننا سئمنا طعم الظلام وعيش العبيد.
أأصبحت مصيبتنا في ظلم الاشرار ,.ام هي ايضا في صمت الاخيار؟,.لا يفيد البكاء علي اللبن المسكوب؟ ,

فلنلجأ الي الله عز وجل ,كما يقول على رضى الله عنه " لا تبك على وسادتك ,. فلن تغير من الأمر شيئا , قـم ,و ابك على سجادتك "  وسيرزقك الله بـعـد الـعـسـر يـسـرا