لعلنا ندرك أن الإنسان بطبعه مجبول علي حب الحرية و يكره كل ما يكبله و يقيد حركته , وقد استغل الغرب هذا المفهوم وحاولوا جذب عقولنا منه , فيقدمون لنا مفهوما قاصرا للحرية ويغلفون به كل السلوكيات والأفكار , ونحن في كثير من الأحيان لا نستطيع التفريق بين الغث والسمين , ولما تأثرت العقول بالغرب فتحت أبوابا مما كنا نخشاه , فهذه الفتاه ترفض ارتداء الحجاب وتقول إنها حرية , وهذا الشاب يتصرف بما يخالف الدين والأعراف والقيم وإذا نصحه أحد لا يقول إلا أنا حر , آخرون ممن يستخدمون القلم لكتابه الكتب المنحرفة أو للسب أو الإساءة في العقائد والقيم ويعلن أن ذلك من باب حرية الرأي !!
وفي ظل التأثر بهذه الحريات في مجتمعاتنا تجد كثيرا من الآباء والأمهات يسعون وراء تقليد البلاد التي تسمي نفسها حرة , فيريدون حياة متفردة ويبثون في انفسهم معان تبعدهم عن الرعاية الحقيقية لأبنائهم , نعم إنهم يبذلون ويضحون بجهد ومال لكي يجدوا أولادهم أفضل ممن حولهم , لكن قد يحدث التهاون على خلفية مفهوم مغلوط للحرية , وربما يكون ذلك التهاون في احيان غير مقصود ولكن عواقبه تكلفنا الكثير من الضرر , ضرر شاهدناه في المجتمعات الغربية وأوقع الكثير من المآسي لأطفالهم , لكننا لم نتعلم من أخطاء هذه المجتمعات بل وقعنا في ما يمكن أن يسمى بالتقليد الأعمى.
فكان لخروج المرأة الكثير من بيتها للعمل أو خلاف ذلك وتركها أولادها دون راع لهم بالبيت عواقب و خسائر لم تتوقع حدوثها
ولعلي اعرض عليكم هذه الصور وإنها لصور حيه من رسائل بعض النساء :
تقول إحداهن في رسالتها : لدي طفلان , الكبير يبلغ من العمر ست سنوات والصغير يبلغ ثلاث سنوات ويوما خرجت مع زوجي ليلا بعدما نام الولدان وتركتهما وحدهما نائمين لكن بعد خروجي بنصف ساعة استيقظ الولد الكبير فخرج إلى النافذة ليبحث عنى فسقط من الطابق الخامس ولم ينقذه إلا جار لنا بحث عنا وقميصه ملطخ بدماء ولدي فصرخ زوجي في وجهه مصدوما أما أنا فجريت إلى الشقة فوجدت ابني الآخر الصغير يقوم بالتسلق أيضاً فأنقذته في اللحظات الأخيرة .
إما الرسالة الثانية فوصلتنا من إحدى النساء تقول : كنت اعمل في إحدى المدارس الثانوية كمدرسة وزوجي أيضا يخرج صباحا ولا يعود مساء وكان لدي ثلاث بنات الكل في المدرسة ما عدا الصغيرة كان عمرها سنتين ونصف فحالتي المادية لا تساعدني لإدخالها دار حضانة , فتركتها نائمة وحدها على أمل أن يعود زوجي قبلي وغلقت الأبواب وعندما عدت فتحت البيت ابحث عنها في كل مكان لم أجدها وظللت ابحث بكل فزع حتى وجدتها قد غلبها البكاء وظلت تتدحرج على الأرض حتى دخلت تحد دولاب الملابس فغلبها النوم مرة ثانية وكان خدها مليء بالدموع وحاولت سحبها فلم استطع وكدت اموت خوفا استعنت بالجيران فسحبوها معي من تحت الدولاب وظللت ابكي طوال هذا اليوم على ذلك المنظر الذي وجدتها فيه .
إما الرسالة الثالثة فقد وصلتنا من إحدى النساء تقول : أن زوجي أكثر عمله الانتقال بالسيارة من مكان إلى آخر لتوزيع بعض البضائع والاتجار فيها فكان يكره السفر وحده فيطلب مني أن أسافر معه فكنت اترك البيت طوال اليوم فكان لي ابن يبلغ عمره أربعة عشر سنه وهو في سن المراهقة فكان لنا جار كان يناديه ليساعده في بعض الأشياء وتعدد نزوله عنده فمرة على مرة كان الرجل يقوم بتشغيل قنوات إباحية ويجلس الولد بجانبه للمشاهدة معه فلاحظت بعد ذلك بعض التغيرات السلبية والانحرافية على ولدي فعندما جلست معه اعترف لي بذلك مما جعله كان يمارس بعض الأعمال المخلة عندما ينفرد بنفسه !
أما الرسالة الرابعة فقد وصلتنا من إحدى النساء تقول كانت كثيرة الخروج مع زوجها تأخذ معها الطفل الصغير وتترك الطفلة الكبرى وحدها بالمنزل ويبلغ عمرها سبعة عشر عام وكانت في المرحلة الثانوية وكانت هذه البنت من صغرها تتصف بالذكاء وكل عام تتفوق في دراستها فلاحظت زيادة دخولها بالشرفة وبعد أن ظهرت نتيجة الثانوية وجدتها قد حصلت على درجات قليلة للغاية فكانت الصدمة لي ولأبيها وعندما سألتها وجلست معها فاعترفت بانشغالها بابن الجيران من سنتين وتبادل الخطابات وغيره مما شغل تفكيرها وألهاها عن مذاكرتها فخسرت مستقبلها وكان ذلك ضريبة لخروجي من المنزل وتركها وحدها !!
وقد يطلب الابن أو البنت من أمه الخروج عند احد الأقارب أو الأصحاب ليقضي ليلة ويبيت عنده وتكون نتيجة بالغة السوء, ذلك فتقول صاحبة الرسالة الخامسة : أرسلت ابنتي الصغيرة وكانت في حين ذاك في سن المراهقة لزيارة أختها تجلس عندها من وقت لآخر وقد تستغرق هذه الزيارة اياما وكانت الأخت الكبيرة تعمل بإحدى الوظائف وتترك طفلتها الصغيرة نائمة مع هذه البنت لترعاها حتى تعود من العمل لكن كان زوجها يعود من العمل قبلها بساعة تقريبا كل يوم ومرة على مرة فيكون الخلوة بين المراهقة وزوج أختها دون محرم , حتى اوقعهما الشيطان في حبائله فحدثت بينهما المنكرات , حتى وقع ودب الشك في قلب الزوجة وعندما ضيقت على أختها الحوار اعترفت لها بذلك وكان ذلك سببا في إفساد البيت .
وأيضا قد يتهاون الآباء في خروج أولادهما لقضاء بعض الرحلات مع أصحابهم دون كبير معهم أو رقابة فلا يدري احد ماذا يفعلون في هذه الرحلات وما يقوم أحداهما باصطحاب الأفلام العارية وخلاف ذلك التي لا يعرف الولد أن يقوم بمشاهدتها وهو في بيته ف, لا اقول ذلك لنمنع الأولاد من الرحلات ولكن ينبغي اصطحاب الأساتذة والمربون المتدينون والصالحون معهم فيجتمع في الرحلة الترفيه و بعض اللمسات الدينية فيخرج الابن من الرحلة بخلق جديد فتكون هذه الرحلة هدافه .
لاشك انني في النهاية لاانكر على المرأة المحتاجة أن تعمل وتشتغل مادام العمل مباحا ومادامت ترعى ابناءها وتجد من يرعاهم ويحافظ عليهم لأن الخسارة قد تكون اكبر من المكاسب المادية التي تقتضيها .