غادرنا هذه الأيام إلى رحمة الله ورضوانه الأخ الداعية الأديب الشاعر مروان كجك، والأخ مروان من الدعاة المعروفين في بلدة تلكلخ الواقعة غربي مدينة حمص في سورية، وله الأثر الواضح في تربية أجيال الشباب فيها وله جهود طيبة في نشر الدعوة في القرى المجاورة لتلكلخ.
التقيته لأول مرة عندما جاء مدرسا إلى منطقة القصيم في السعودية، وسرعان ما تعرفنا، فالأرواح جنود مجندة، كان متخصصا في اللغة العربية ويتقن تخصصه وهو أمر غير مستغرب من ذاك الجيل من خريجي جامعة دمشق، ولم تطل مدة بقائه هناك، ورجع إلى سورية مدرسا للغة العربية.
أثناء أحداث سورية الدامية التي بدأت عام 1979 والتي راح ضحيتها آلاف الشباب المؤمن ظلما وعدوانا اعتقل الأخ مروان لفترة قصيرة وإن لم يكن من المؤيدين لما جرى لأسباب لا مجال لذكرها الآن، الأحداث جرفت الكل، وأصبح كل متدين متهم، وقد عذب من قبل الضابط غازي كنعان الذي قيل إنه انتحر في مقر عمله في دمشق، خرج الأخ مروان من سورية واستقر في مصر لفترة طويلة وعمل في مجال الطباعة والنشر، وفي هذه الفترة كتب عن مخاطر التلفزيون على الأطفال، وكان للكتاب أهميته في تلك الفترة، وكان يرسل القصائد التي تتحدث عن الواقع الأليم إلى مجلة البيان.
استقر أخيرا في الرياض، وعمل في مجلة البيان، كان رحمه الله يلح علي لإصدار مجلة ثقافية خفيفة، فكثير من الناس ليس لديهم القدرة على قراءة المقالات الفكرية العميقة، وبعد إلحاح وافقت على الفكرة مع علمي بالصعوبات التي سيواجهها من ناحية التمويل والتوزيع، وصدرت مجلة ( آفاق ثقافية ) ثم توقفت عند العدد الرابع عشر، لقد كان في جعبته مشاريع كثيرة ولكن أين المال وأين الرجال.
ومن مؤلفاته الأدبية روايتان: الجيل التالي وهي مطبوعة، ورواية رائحة الخبز مخطوطة ولعل الله ييسر طبعها، وله ديوان شعر. وبمناسبة الحديث عن الأدب والرواية، فإن أمثال الأخ مروان من أصحاب الأدب الملتزم يواجهون صعوبات كبيرة في نشر إنتاجهم، بينما نرى التشجيع الكبير للروايات الهابطة والأدب المنحل
كان رحمه الله دائم السؤال ودائم البحث عن أحوال المسلمين وخاصة عن أحوال بلده سورية ويبحث عن الحلول الناجعة لعودة هذا الجزء العزيز من بلاد الشام الى أصالته وعروبته..
رحم الله أبا مجاهد وغفر له ولنا عوض إن شاء الله في أبنائه البررة..