
رمضان شهر الطاعات، فيه يقبل الناس على العبادات إقبالا، ويقترب العبد فيه كثيراً من ربه، وذلك بالتوفيق للصيام والقيام وتلاوة القرآن والصدقة وصلة الأرحام، وكلها عبادات بقبولها يرتفع قدر العبد عند ربه ومن ثم تزداد الفتوحات الربانية له في الرزق والبركة، ومن أجل هذه الفتوحات ما كان مرتبطاً بالعلم والتعلم يقول تعالى } وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282.
فأحسب أن المسلم إذا أخلص في إقباله على الطاعة في رمضان سيرزقه الله بمشيئته جملة من الفتوحات الربانية التي ستنعكس على المكون العلمي والفكري للعبد، فقد كان الإمام ابن تيمية إذا صعبت عليه المسألة استغفر الله كثيرا وأقام ليله يدعو : اللهم يامعلم آدم وإبراهيم علمني , فيفتح الله له ما صعب عليه، فكم من المرات يستغفر العبد في رمضان وكم من الطاعات يؤدي ومن ثم كم من الفتوحات يفتحها الله له إن هو أخلص.
ولا يقف الأمر عند الفتوحات في العلوم الشرعية فقط بل يمتد إلى العلوم الدنيوية التي فيها عمارة الأرض كالطب والهندسة فكم من مهندس أو طبيب وقفت أمامه المسألة واستعصي حلها وهو لا يدري أنه بطاعته لله قد يفتح الله له ما ييسر له المسألة.
فهذا العبد العامل في ميادين عمارة الأرض وتطبيب الخلق، إذا كان من أهل الطاعات في رمضان فهو بحاجة أيضاً لأجندة الفتوحات الربانية، ليجعلها في جيبه دوما كي يصطاد ويدون فيها كل خاطرة يرزقه الله بها أثناء صيامه أو بعد صلاته أو حين تلاوته لكتاب الله، أو ردف كل طاعة يقوم به خلال شهر رمضان.
كما أحسب أن ذلك سيكون محفزاً له للاستمرار على طاعة ربه طمعاً في فتوحاته الربانية له.