الإسلام دين العدل والسلام لا الفاشية والإرهاب

عندما استنكر مجلس الوزراء السعودي برئاسة (خادم الحرمين الشريفين) الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود _حفظه الله_ ما أطلقه بعض زعماء الغرب وتناقلته وسائل الإعلام من وصف للإسلام بأنه دين الفاشية والإرهاب جاء ذلك ليؤكد أن الإسلام ليس ديناً جديداً حتى يتهمه غير المسلمين بأنه دين فاشية وإرهاب فلقد أرسل الله _تعالى_ محمداً _صلى الله عليه وسلم_ بشريعة كاملة صالحة لكل زمان ومكان منذ ألف وأربعمائة سنة ولم يأت بدين جديد يختلف عن دين إخوانه الأنبياء من قبله فإن الدين الذي ارتضاه الله _تعالى_ لعباده هو دين الإسلام منذ أن أرسل نوحاً _عليه السلام_ كما قال _سبحانه وتعالى_: " إن الدين عند الله الإسلام" وقد دعا جميع المرسلين من نوح _عليه السلام_ إلى محمد _صلى الله عليه وسلم_ إلى توحيد الله تعالى كما بينه ربنا _سبحانه وتعالى_ فقال: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" وهذا الدين هو دين عدل وسلام يدعو إلى العدل ويحرم الظلم وقد أخبرنا نبينا _صلى الله عليه وسلم_ في أحاديث عديدة بتحريم ظلم الغير حتى لو كان غير مسلم فقال _صلى الله عليه وسلم_ قال الله _تعالى_ : "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكما محرما فلا تظالموا ..." رواه مسلم. وحتى لو كان بين المسلم وغير المسلم بغض أو عداوة فإنه لا يجوز له أن يظلمه لقوله _تعالى_:"ولايجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ...." سورة المائدة:2. وقال _سبحانه وتعالى_: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ..." سورة النحل:الآية90. ومن الخطأ الفاحش أن يوصف الإسلام بأوصاف جاء أصلاً بمحاربتها كالإرهاب أو الفاشية أو الظلم أو قتل الأبرياء لأن هذا الدين قد جاء رحمة كما قال الله _تعالى_: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ...." فهو دين رحمة لكل العالمين والعالمين جمع عالم – بفتح اللام - أي كل ما خلقه الله _تعالى_ من المخلوقات بما فيها الإنسان مهما اختلف لونه أو مكانته, وتشمل هذه الرحمة كذلك الحيوان فقد ورد عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أنه أخبر عن رجل أسقى كلباً فغفر الله _تعالى_ له .فهل يعقل أن دين يدعو للرحمة والرأفة بالحيوان ثم يوصف بأنه يدعو للإرهاب؟! وهل يعقل أن دين يدعو للسلام وينهى عن قتل الأبرياء ثم يدعو للقتل وإيذاء الناس بدون سبب؟! لاشك أن هذا لا يمكن أن يحصل ولا يمكن لمنصف أن يقول مثل هذا الكلام أو يصف الإسلام بمثل هذه الأوصاف .إن الناظر بإنصاف لهذا الدين الذي جاء من رب العالمين وجاء به خير المرسلين ليجد أنه ينهى عن قتل كل برئ وقد أنكر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أشد الإنكار على الصحابة _رضي الله عنهم_ عندما رأى امرأة مقتولة بعد إحدى غزواته _صلى الله عليه وسلم_ فعن عبد الله بن عمر _رضي الله عنهما_ أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي _صلى الله عليه وسلم_ مقتولة فأنكر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قتل النساء والصبيان ....متفق عليه، وفي رواية قال _صلى الله عليه وسلم_: "ما كان لهذه أن تقاتل" . قال الإمام النووي _رحمه الله تعالى_:{أجمع العلماء على العمل بهذا الحديث وتحريم قتل النساء والصبيان إذا لم يقاتلوا}فكيف بمن يقتلون النساء والأطفال في هذا الزمن ولا تزال تنتشل جثثهم البريئة من تحت الأنقاض ولا يسمى هذا إرهاباً بل يسمى دفاعاً عن النفس. وهل من المعقول أن ينسب تصرف مجموعة صغيرة من المسلمين فهمت الإسلام فهما خاطئاً أو تصرفت بناء على ردود أفعال لأفعال رأتها تفعل بالمسلمين، هل من المعقول أن ينسب تصرف هذه المجموعة للمسلمين الذي يبلغ عددهم مايقارب مليار ونصف لا يوافقون على هذه الأفعال ولا يؤيدونها، بل لقد أعلنوا بصراحة على ألسنة علمائهم وقاداتهم أن هذه الأفعال ليست من الإسلام وأنهم يعارضون قتل الأبرياء تحت أي مبرر كان، ويذكرون قول نبيهم محمد _صلى الله عليه وسلم_ الذي يقول: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) وهل من المعقول أن يتهم المسلمين بالإرهاب وهم الذين عانت دولهم الإسلامية من هذه التصرفات كما يعلم الجميع وليس المستهدف من هذه الأعمال الدول الغربية فقط، بل حتى الدول الإسلامية التي قتل بعض المسلمين فيها من بعض الفئات التي لا تفرق بين مسلم وغير مسلم فهل القاتل والمقتول من المسلمين إرهابيان كما يصور في بعض وسائل الإعلام الغربية ويتهم جميع المسلمين بأنهم إرهابيون . لقد آن الأوان لعلماء المسلمين ودعاته أن يبينوا للعالم بأسره سماحة هذا الدين وسموه وصلاحيته لكل الناس وفي كل الأمكنة وأنه دين العدل والسلام لا دين الفاشية والإرهاب فهو يعامل الناس جميعاً بالعدل والإنصاف ولا يفرق بين غني وفقير ولا رفيع ووضيع ولا أسود وأبيض وكلهم أمام شرع الله تعالى سواء ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى .وأن الإسلام لايزال بحمد الله يؤكد أنه يحرم قتل البريء فضلاً من أن يشجع عليه وقد نهى الله _تعالى_ عن قتل النفس المعصومة إلا إذا كان هناك جريمة توجب قتلها فقال _سبحانه_: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"حفظ الله الإسلام وأعان أهله على العمل بما يرضيه _سبحانه_ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.