صِدْقُ المحَبَّة بين آلِ البَيْتِ والصَّحَابَة رضي الله عنهم 3-3
12 جمادى الثانية 1434
عبدالأَحَد بن عبدِالقُدُّوسِ النَّذِير

المبحثُ الخَامس: نَشْرُ الفضائِل والثَّناءُ المُتبادَل بين آلِ البيت والصحابة رضي الله عنهم

توطئة:

هذا الباب يَطول تتبعه، ويصعب الإحاطة به؛ لكنَّهُ باب لطيف يطيب ذكرُه، ويُستحسن إيرادُه؛ لمعرفة ما قاله الصحابةُ، أو نقلُوه في فضائلِ قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وأهلِ بيته، وكذلك معرفة ما قاله أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، أو نقلوه في فضائل الصحابة، وهذا من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة على ما كان يتمتع به الصحابةُ، والقرابة فيما بينهم مِن المحبةِ والوئام، والأُلفة والإخاء، وقد أُلِّفت كتبٌ في فضائل آل البيت خاصة(1)؛ وهذا دليل على رِفعة مكانتهم، وعلو شأنهم عند المسلمين، وسأكتفي في هذا المبحث بذكر جملةٍ من فضائل آل البيت من مرويات الصحابة، وجملة من فضائل الصحابة من مرويات آل البيت؛ علماً أَن فضائلَ آل البيت من مرويات الصحابة رضي الله عنهم أكثرُ بكثيرٍ من مروِيَّاتِهم أنفِسهم؛ ولا أَدَلَّ على ذلك من أن عدداً من الفضائل لعلي رضي الله عنه، وكذلك الحسن والحسين رضي الله عنهما لم تثبت بالإسناد الصحيح من طريقهم، ولا من طريق ذرِّيتهم، ولا من طريق غيرهم من آل البيت؛ لكنها ثبتت من رواية صحابةٍ آخرين؛ وهذا يدل على أن الصحابة الآخرين حفظوا لعلي رضي الله عنه وذريته فضلَهم، ونشروا مناقبَهم، ولم يَكتموا شرَفهم(2).

 

وفضائلُ آل البيت، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه كثيرةٌ جداً؛ بل إن فضائلَه المنقولة في كتب السُّنَّة، والمسانِيد أكثرُ من فضائل مَن عداه من الصحابة رضي الله عنهم.
قال الإمامُ أحمد، وإسماعيل القاضي، والنَّسائي، وأبو علي النيسابوري: (لم يرد في حقِّ أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي رضي الله عنه)(3).
قال الحافظ ابن حجر مُعلِّقاً على قولهم: (وكأَنَّ السببَ في ذلك أنه تأخر، ووقع الاختلاف في زمانه، وخروج من خرج عليه، فكان ذلك سبباً لانتشار مناقبه مِنْ كثرة مَن كان بَينَها من الصحابة رَداً على مَن خالفه)(4).

 

وقد وَرَدتْ في شأنِ أهلِ البيت، وفضلِهم، ورِفعة منزلتِهم ومكانتهم نصوصٌ واضحةُ البيان في مواضع متعددةٍ من القرآن، منها:
1- قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33]، وهذه الآية هي منبَعُ فضائل أهل البيت النبوي، حيث شرَّفهم الله تعالى بها وطهَّرَهم، وأَذهبَ عنهم الرِّجس من الأفعال الخبيثة، والأخلاق الذميمة.

 

2- قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: ٦١].
ففي هذه الآية فضيلةٌ كبرى لأصحاب الكِساء، وقد أخرج مسلمٌ في صحيحه(5) عن أمِّ المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت: خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ من شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ رضي الله عنهما فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جاء الْحُسَيْنُ رضي الله عنه فَدَخَلَ معه، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جاء عَلِيٌّ رضي الله عنه فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33].

 

وَوَردت في فضائلِ الصحابة، وعُلوِّ شأنهم، ورِفعةِ دَرَجاتِهم آياتٌ كثيرةٌ تُتلى إلى قيامِ الساعة، منها:
1-قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الفتح:29].
قال ابن الجوزي : (وهذا الوَصْفُ لجميع الصحابة عند الجمهور)(6).
وقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (مَنْ أَصبحَ وفي قلبه غَيظٌ على أصحابِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ فقد أصابته الآية)(7)، أي قوله: { لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
وقال عبدالله بن إدريس الأوْدي رحمه الله(8): (لا آمنُ أن يكونوا قد ضارعُوا الكفار –يعني الرافضة- لأَنَّ اللهَ تعالى يقول: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}(9).
ونقلَ القُرطبيُّ : هذا الأثرَ عن الإمامِ مالك :، ثم قال: (لقد أحسن مالكٌ في مقالته، وأصاب في تأويلِه؛ فمَن نقصَ واحداً منهم، أو طعن عليه في روايتِه فقد ردَّ على الله رب العالمين، وأَبطلَ شرائعَ المسلمين)(10).

 

2- وقوله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:117].

 

وهذه الآياتُ نزلت في الصحابة رضي الله عنهم الذين غَزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوةَ تَبوك، وكانت في السنة التاسعة للهجرة، وكان عدَدُهم في هذه الغزوة كثيراً جداً؛ كما قال كعبُ بنُ مالِكٍ رضي الله عنه في الحديث الطويل المشهور عنه في تخلُّف الثلاثة: (لا يجمعهم كتاب حافظ - يريد بذلك الدِّيوَان -، فَقَلَّ رجلٌ يريد أن يتغيَّب يظن أن ذلك سيُخفى له)(11).

 

ولم يتخلف عن هذه الغزوة إلا معذور، أو رجل مَغْموصٌ عليه النفاق سوى الثلاثة الذين خُلِّفوا، وقد أوصل بعضُهم عددَ الصحابة في هذه الغزوة إلى سبعين ألفًا(12)، وبعضهم إلى أربعين ألفاً، لكنَّ المشهورَ والراجح أَنَّ جيشَ تبوك كان ثلاثين ألفًا(13).
فتأمل في فضائلِ هذا الجمِّ الغفير من الصحابة رضي الله عنهم.

 

المطلبُ الأَول: فضائلُ آلِ البيت من مروِّيَات الصحابة رضي الله عنهم

أولاً: ما رُوِيَ عن أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه:

1-    عن عائشة رضي الله عنها أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لعليٍّ رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده، لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَحبُّ إليَّ أن أصِلَ من قرابتي)(14).

 

2-    وعن ابن عمر، عن أبي بكر ي أنه قال: (اُرقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهلِ بيته)(15).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله مبَيِّناً معنى الحديث: (يُخاطب بذلك الناس، ويوصيهم به، والمراقبةُ للشيء المحافظةُ عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذُوهم ولا تُسيئوا إليهم)(16).

 

3- وعن عقبةَ بن الحارث قال: (صلَّى أبو بكرٍ رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسنَ رضي الله عنه يلعب مع الصبيان، فحمَلَه على عاتقه، وقال: بأبي شبيهٌ بالنَّبيّ صلى الله عليه وسلم لا شبيهٌ بعليّ رضي الله عنه وعليٌّ رضي الله عنه يضحك)(17).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (قوله: (بأبي): فيه حذفٌ تقديره: أَفديه بأبي)، وقال أيضاً: (قوله: (وعليُّ رضي الله عنه يضحك): أي رِضاً بقول أبي بكر رضي الله عنه، وتصديقاً له... وفي الحديث فضل أبي بكر رضي الله عنه، ومحبَّتُه لقرابة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم)(18).
وهذا الحديث مثالٌ بديع لما كان بين الصحابة مِن الود، وصِدق الإخاء، وكمال المحبة؛ كما قال تعالى: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: ٢٩].

 

ثانياً: ما رُوِيَ عن عمر الفاروق رضي الله عنه:

-عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، فقال: (اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم فتَسقينا، وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا، قال: فيُسقَون)(19).
واختيار عمر للعباس رضي الله عنهما للتوسُّل بدعائه إنَّما هو لقرابته من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال في تَوسُّلِه: (وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا)، ولم يَقل: بالعباس.
قال الحافظ : (وفيه فضلُ العباس رضي الله عنه، وفضلُ عمر رضي الله عنه؛ لِتواضُعِه للعباس رضي الله عنه، ومعرفتُه بحقِّه)(20).

 

ثالثاً: ما رُوِيَ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أتيتُ عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم الدَّار، فقلت: جئتُ أقاتل معك؟ قال: أيسُرُّكَ أن تقتل الناسَ كلهم؟ قلت: لا. قال: فإنك إن قتلت نفساً واحدةً؛ كأنك قتلت الناسَ كلَّهم. فقال: انصرِف مأذوناً غير مأزور. قال: ثم جاء الحسن بن علي بن أبي طالب ب أجمعين، فقال: جئت يا أمير المؤمنين أقاتل معك؛ فأْمرني بأمرك؟ فالتفت عثمان رضي الله عنه إليه، فقال: انصرِف مأذوناً لك مأجوراً غير مأزورٍ، جزاكم الله من أهل بيتٍ خيرًا)(21).

 

رابعاً: ما رُوِيَ عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنتِ الصديق  رضي الله عنها:

1- عن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت: (خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ من شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ ب فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جاء الْحُسَيْنُ رضي الله عنه فَدَخَلَ معه، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ ل فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جاء عَلِيٌّ رضي الله عنه فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33] (22).
(هذا نص صريحٌ -كما ترى- في فضل أَهلِ الكِساء رَوَتْه الصِّدِّيقَةُ بنتُ الصِّدِّيق، نَعَم للحديث طرقٌ أخرى عن أم سلَمَة رضي الله عنها، لكن حديثُ الصِّدِّيقَةِ السابق هو أَصَحُّ ما في هذا الباب... وبه كان دخولُ علي رضي الله عنه في ذِروة أهلِ البيت رضوان الله عليهم، ففاطمةُ والحسن والحسين رضي الله عنهم هم عِترةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم ذِروة أهلِ البيت دون حديثِ أَهل الكساء، ولولا حديث الكِساء ما كان لعلي رضي الله عنه في أهلِ البيت تلك المكانة)(23).

 

2- وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَرْحَبًا يا ابْنَتِي»، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ أو عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فقلت لها: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فقلت: ما رأيت كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ من حُزْنٍ! فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قال؟ فقالت: ما كنت لِأُفْشِيَ سِرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهَا؟ فقالت: أَسَرَّ إلي «أَنَّ جِبْرِيلَ كان يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَأنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، ولا أُرَاهُ إلا حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي» فَبَكَيْتُ، فقال: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أو نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ؟» فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ(24).
 (فانظر وتأمل محبةَ الصِّدِّيقَةِ في قولها: (أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النبي صلى الله عليه وسلم) فهل يقول هذا إلا مُحِبٌّ مُوالٍ لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!)(25).

 

خامساً: ما رُوِيَ عن صحابة آخرين رضي الله عنهم:

1- عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا، وحُصين بنُ سبْرة، وعمرُ بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه... الحديث وفيه: ثم قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بين مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قال: «أَمَّا بَعْدُ، ألا أَيُّهَا الناس: فَإِنَّمَا أنا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وأنا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ؛ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فيه الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ الله، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ على كِتَابِ الله وَرَغَّبَ فيه، ثُمَّ قال: «وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي»، فقال له حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ من أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قال: نِسَاؤُهُ من أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ من حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قال: وَمَنْ هُمْ؟ قال: هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ. قال: كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قال: نعم(26).

 

2- وعن واثِلةَ بنِ الأَسقَع رضي الله عنه قال: سمعت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الله اصْطَفَى كِنَانَةَ من وَلَدِ إسماعيل، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا من كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى من قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي من بَنِي هَاشِمٍ»(27).

 

3- وعن ابن أبي نُعْمٍ قال: كنت شَاهِدًا لابن عُمَرَ رضي الله عنهما، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عن دَمِ الْبَعُوضِ؟ فقال: مِمَّنْ أنت؟ فقال: من أَهْلِ الْعِرَاقِ، قال: انْظُرُوا إلى هذا، يَسْأَلُنِي عن دَمِ الْبَعُوضِ، وقد قَتَلُوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ من الدُّنْيَا»(28).

 

4- وعن الزهري قال: لما قُتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية رضي الله عنه فقال له معاوية رضي الله عنه: لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أَن أمَّكَ امرأةٌ من قريشٍ، وأُمُّه امرأة من كَلب لَكان لك عليه فضل، فكيف وأُمك فاطمةُ بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟!(29).

 

المطلبُ الثاني: فضائلُ الصحابة من مرويات آلِ البيت رضي الله عنهم(30)

أولاً: ما رُوِيَ عن علي رضي الله عنه في فضائل مَن شهد مِن الصحابة رضي الله عنهم غزوةَ بدر الكبرى:

عن عَلي رضي الله عنه قال: (بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبا مَرْثَد الغَنَوي، والزبيرَ بن العوام، وكلنا فارسٌ، قال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خَاخٍ، فإن بها امرأة من المشركين، معها كتاب من حاطبِ بنِ أبي بَلْتَعةَ إلى المشركين»، ثم ذكر الحديث بطوله، وفي آخره: فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: «أَليس من أهل بدْرٍ؟! فقال: لعل اللهَ اطَّلعَ إلى أهل بدْرٍ، فقال: اعْمَلوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة، أو: فقد غفرتُ لكم»، فدَمَعت عينا عمر رضي الله عنه، وقال: الله ورسوله أعلم)(31).

 

ثانياً: تفضيلُ علي رضي الله عنه وذريتِه الطاهرة الشيخين أبا بكرٍ وعمر رضي الله عنهما على سائرِ الأمة بعد نبيِّها صلى الله عليه وسلم:

1-عن محمد ابن الحنفية رحمه الله، قال: (قلت لأبي: أَيُّ الناس خيرٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر رضي الله عنه، قلت: ثم مَن؟ قال: ثم عمر رضي الله عنه، وخشيت أن يقول: عثمان رضي الله عنه، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين)(32).

 

2- عن أبي حازم سَلَمَة بن دينار، أنه قال: (ما رأيت هاشمياً أفقهَ من علي بن الحسين :، سمعت عليَّ بن الحسين، وهو يُسأَلُ: كيف كانت منزلةُ أبي بكر وعمر ب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشار بيده إلى القبر، ثم قال: منزلتُهما منه الساعة)(33).

 

ثالثاً: محبةُ علي رضي الله عنه وذريتِه الطاهرة للشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ودعائهم واستغفارهم لهما:

1- عن بسام بن عبدالله الصَّيْرفي، قال: سألت أبا جعفر رحمه الله، قلت: ما تقول في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟ فقال: (والله إني لأَتولَّاهما، وأستغفر لهما، وما أدركتُ أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما)(34).

 

2- وعن كَثير النَّوَّاء قال: (سألت زيدَ بنَ علي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟ فقال: تَوَلَّهُما. قال: قلت: كيف تقول فِيْمَن يَتبرأُ منهما؟ قال: ابرأ منه حتى يتوب)(35).

 

3-وعن سالم بن أبي حفصة، قال: سألت أبا جعفرٍ، وجعفراً، عن أبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما، فقالا لي: (يا سالم تَوَلَّهُما، وابرَأْ مِن عدوهما؛ فإنهما كانا إمامَي هدى، قال: وقال لي جعفر: يا سالم: أبو بكر جدي، أَيَسُبُّ الرجلُ جدَّه؟ قال: وقال: لا نالتني شفاعةُ محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما، وأَبرأُ مِن عدوهما)(36).

 

4-وعن حنانَ بنِ سَدير، قال: (سمعت جعفرَ بن محمد رحمه الله، وسُئِل عن أبي بكر، وعمر ب؟ فقال: (إِنَّك تسأَلُنُي عن رجلين، قد أكلا من ثمار الجنة)(37).

 

5-وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: (عثمانُ رضي الله عنه كان خيرَنا وأَفْقَهنا)(38).

 

رابعاً: فضائلُ طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم:

1- عن قتادة في قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف:43] قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكونَ أنا وعثمان وطلحة والزبير ي مِن الذِّين قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف:43](39).

 

2- وعن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سَمِعتْ [أُذُناي] مِن فِيِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: «طلحةُ والزبير رضي الله عنهما جَارَاي في الجنة»(40).

 

3- وعن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الزهري، قال: سمعت عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه يقول يومَ مات عبدُالرحمن بنُ عوفٍ رضي الله عنه: (اذهبْ ابنَ عَوف، فقد أَدْرَكتَ صَفْوَها، وسبَقت رَنقَها(41))(42).

 

خامساً: فضائلُ عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما:

-عن كُليب الجَرْمي، قال: (انتهينا إِلى عليٍّ رضي الله عنه فذَكرَ عائشةَ ل، فقال: (حَليلةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم)(43).

 

سادساً: فضائل جماعةٍ متفرقة من الصحابة رضي الله عنهم:

1-عن أبي حَرب بن أبي الأسود، وزَاذَان قالا: (بَيْنَا(44) الناسُ ذاتَ يوم عند علي رضي الله عنه إذ وافقوا منه طِيب نفسٍ فقالوا: (حدِّثنا عن أصحابِك يا أميرَ المؤمنين، قال رضي الله عنه: عن أيِّ أصحابي؟ قالوا: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال رضي الله عنه: كلُّ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أصحابي، فأيهم تُريدون؟ قالوا: النَّفَرُ الذي رأيناك تَلْطُفُهُم(45) بذِكرِك، والصَّلاةِ عليهم دون القوم، قال رضي الله عنه: أَيُّهم؟ قالوا: عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: عَلِم السنة، وقرأَ القرآن، وكفى به عِلماً، ثمَّ ختم به عنده، فلم يدروا على ما أراد بقوله: (كفى به عِلماً): كفى بعبدالله، أم كفى بالقرآن.

 

قالوا: فحذيفة رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: عَلِم، أو عُلِّم أسماء المنافقين، وسأل عن المعضِلات حتى عَقَل عنها، فإن سألتموه عنها تجدونه بها عالماً.

 

قالوا: فأبو ذر رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: وِعاءٌ مليء علماً، وكان رضي الله عنه شحيحاً حريصاً، شحيحاً على دينه، حريصاً على العلم، وكان يُكثر السؤالَ فيُعطى ويُمنع، أما إنه قد مُلئ له في وعائه حتى امتلأ.
 قالوا: فسلمان رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: اِمرؤ منا، وإلينا أهلَ البيت، مَن لكم بمثل لقمان الحكيم؟ عَلِم العِلم الأول، وأَدرك العِلم الآخر، وقرأ الكتابَ الأول، والكتاب الآخر، وكان رضي الله عنه بحراً لا يُنزَف.
 قالوا: فعمار بن ياسر رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: ذاك امرؤ خلَط الله تعالى الإيمان بلحمه ودمه وعظْمِه وشَعْره وبَشَرِه، لا يفارق الحقَ ساعةً؛ حيث زالَ زال معه، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً.
 قالوا: فحدثنا عنك يا أميرَ المؤمنين، قال رضي الله عنه: مَهْلاً، نهى اللهُ عن التزكية. قال: فقال قائل: فإن اللهَ تعالى يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [ الضحى: 11] قال رضي الله عنه: فإني أحدثكم بنعمةِ ربي تبارك وتعالى، كنت إذا سألت أُعْطِيت، وإذا سكتُ ابتُديت، وبين الجوارح مني مُليء عِلْماً جَمًّا)(46).

 

2- وعن عبدِالواحد بن أبي عون، قال: (مرَّ عليٌّ رضي الله عنه -وهو مُتكئ على الأَشْتر على قتلى صِفِّين- فإذا حابسُ اليماني رضي الله عنه(47) مقتول، فقال الأَشْتر: إنا لله وإنا إليه راجعون، حابسُ اليماني معهم يا أميرَ المؤمنين! عليه علامةُ معاوية رضي الله عنه، أَمَا والله لقد عهدتُه مؤمناً، فقال علي رضي الله عنه: والآن هو مؤمن، قال: وكان حابس رضي الله عنه رجلاً من أهلِ اليمن، من أهلِ العبادة والاجتهاد)(48).

 

الخاتمة

بعد أن تفيأت في ظلال هذا البحث، وعشت أياماً ممتعة مع حياة الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم، وسيرهم العطرة، وفضائلهم الجمة، وعلاقاتهم الحميمة فيما بينهم أقول مستعيناً بالله تعالى:

إن العلاقة التي سادت بين الصحابة وآل البيت ي كانت علاقةً أَخوية إيمانية، بُنيت على أساس الدِّين، وحَظيت بالمودة الصادقة، والمحبة الفائقة، والمعاملة الكريمة، والاحترام المتبادل بين الجميع.

 

وهذا يدل على بطلان ما ذُكر خلاف ذلك عنهم ي، وعلى أنه كذِبٌ مفترى، وزَعْم مخالِف للنصوص الصحيحة، والآثار الثابتة، والحقائق التاريخية المشهورة، ومَن ظن بهم ظن السَّوء فقد أساء الأدب، وجانب الصواب، وخالف منهج آلِ البيت ي، وابتعد عن طريقتهم، وتنكر لهديهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

_______________________

(1)  ينظر على سبيل المثال:
1- ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى؛ لأبي العباس محب الدين أحمد بن عبدالله الطبري.
2- استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم وذوي الشرف، للحافظ السخاوي.
(2) وعلى سبيل المثال: حديث إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم الراية لعلي رضي الله عنه في غزوة خيبر: رُوي عن علي رضي الله عنه ؛ لكنه لم يصح من روايته، [أخرجه: أبو داود الطيالسي في مسنده 1/156 (185)، والإمام أحمد في مسنده 1/78، وفي فضائل الصحابة 2/579 (980)، وأبو يعلى في مسنده 1/445 (593)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي) ص 168(22)، كلهم من طريق مغيرة بن مقسم، عن أم موسى، عن علي رضي الله عنه قال: (ما رمَدْتُّ ولا صُدِعْتُ منذ دفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إليَّ الرَّايةَ يوم خيبر). والحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ فيه أم موسى: وهي مقبولة، كما قال الحافظ في التقريب ص1386 (8877): ولم يتابعها عليه أَحد].
وثبت الحديثُ من رواية عدد من الصحابة؛ منها ثلاثة أحاديث في الصحيحين، وهي حديث سلمة بن الأكوع، وأبي هريرة، وسهل بن سعد رضي الله عنهم. [ حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في صحيح البخاري ص565، 708، 799 (2942،3701،4210) وفي صحيح مسلم 4/1872 (2406)، وحديث سلمة بن الأكوع عند البخاري في صحيحه ص570، 709، 799(2975، 3702، 4209) وعند مسلم في صحيحه 4/1872 (2407)، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم 4/1871 (2405)].
ومثال آخر: حديث علي رضي الله عنه مرفوعاً: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» هذا الحديث موضوع من رواية علي رضي الله عنه، وقد رواه عددٌ من الصحابة، منهم: سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وحديثه في الصحيحين. [البخاري ص709 (3706) ومسلم 4/1870 (2404)].
ثم إني أتساءل: كم عددُ الفضائلِ الصحيحة الثابتة لعلي رضي الله عنه من روايته هو؟، وكم عددُ الفضائل الثابتة له من مرويات غيره من الصحابة؟ والجواب واضح؛ ليس بينهما نسبة مقارنة، وقد وقفت على أَحد عشر حديثاً صحيحاً وحسناً في فضائل علي رضي الله عنه من روايته هو، مع أن علياً رضي الله عنه فضائلُه كثيرة، ومناقبه جمة؛ حتى قال الإمام أحمد وغيره: (لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي رضي الله عنه).
** وكذلك الأمر فيما يتعلق بفضائل الحسن والحسين ب.       
    فحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»: رواه عدد من الصحابة؛ منهم علي رضي الله عنه: والرواية عنه ضعيفة، وفيها اختلاف، لكنها ثابتة من رواية صحابة آخرين، بل تنافس الصحابة في نقل هذا الحديث؛ فرواه جَمٌّ غفير منهم؛ حتى عَدَّ بعضُ العلماء هذا الحديثَ من المتواتر؛ كالسيوطي في قطف الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة ص286 (105)، والزَّبيدي في لقط اللآلي المتناثرة ص149 (45)، والكتَّاني في نظم المتناثر ص125 (235).
(3)  فتح الباري 7/71، والصواعق المحرقة 2/353.
(4)  فتح الباري 7/71.
(5)  4/1883 (2424) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
(6)  زاد المسير 7/446.
(7)  أخرجه الخلال في السنة 2/478 عن عبدالله بن محمد بن سهرة، عن عبدالرحمن بن عمر الزهري، عن أبي عروة الزبيري، عن مالك باللفظ المذكور، وذكر في أوله قصة. وعبدالله بن محمد بن سهرة: لم أقف له على ترجمة.
وأورد قولَ مالك هذا البغوي في التفسير 4/207، وابن الجوزي في زاد المسير 7/449.
(8)  هو عبدالله بن إدريس بن يزيد بن عبدالرحمن بن الأسود الأوْدي، الزَّعافرِي، الكوفي، أبو محمّد.
ولد سنة 115هـ، وقيل: سنة 120هـ. روى عن أبيه، وهشام بن عروة، وغيرهما، وعنه: الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، وجماعة. قال أبو حاتم: (حديث ابن إدريس حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين، ثقة). وقال الحافظ ابن حجر: (ثقة فقيه عابد). روى له الجماعة. مات سنة 192هـ، وله بضع وسبعون سنة.
ينظر: الجرح 5/8 (44)، المراسيل لابن أبي حاتم ص 115 (192)، الثقات 7/59، تهذيب الكمال 14/293 (3159)، التقريب ص491 (3224).
(9)  زاد المسير 7/449، والصارم المسلول على شاتم الرسول 3/1087.
(10)  الجامع لأحكام القرآن 16/297.
(11)  صحيح مسلم 4/2121(2769).
(12) وهذا العدد روي عن أبي زرعة الرازي رحمه الله؛ فيما أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 2/293 (1893) بإسناده إلى الحسن بن علي الرازي، قال: سمعت أبا زرعة الرازي – وسئل عن عدة من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم- فقال: ومن يضبط هذا؟ شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أربعون ألفاً، وشهد معه تبوك سبعون ألفاً. وذكره النووي في شرحه على صحيح مسلم 17/100.
(13)  ينظر: المغازي للواقدي 3/996، الطبقات 2/166، فتح الباري 8/117، السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية 2/203-204.
(14) أخرجه البخاري في صحيحه ص710 (3712)، كتاب فضائل الصحابة صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ص803 (4240) كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، ومسلم في صحيحه 3/1380 (1759) كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نُورَث، ما تركنا فهو صدقة.
(15) أخرجه البخاري في صحيحه ص710 (3713)، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ص715 (3751) كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين ب.
(16) فتح الباري 7/79.
(17) أخرجه البخاري في صحيحه ص680 (3542) كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي ص715 (3750) كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين ب.
(18)  فتح الباري 6/567-568.
(19) أخرجه البخاري في صحيحه ص201 (1010)، كتاب الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، وص710 (3710)، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
والمراد بتوسُّل عمر بالعباس ب: التوسُّل بدعائه؛ كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات، وقد ذكرها الحافظ ابن حجر في شرح الحديث في فتح الباري 2/497.
(20)  فتح الباري 2/497.
(21)  أخرجه:
- الدَّينَوري في المجالسة وجواهر العلم 2/160 (283)، -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 39/397-، قال الدينوري:
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا عفان بن مسلم الصفَّار، نا عبدالواحد بن زياد، نا عثمان بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:... الحديث.
وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، وعثمان بن حكيم: هو ابن عبَّاد بن حُنيف الأنصاري الأوسي المدني، قال الحافظ قي التقريب ص661 (4493): ثقة.
(22) أخرجه مسلم في صحيحه 4/1883 (2424) كتاب فضائل الصحابة، بَاب فَضَائِلِ أَهْلِ بَيْتِ النبي صلى الله عليه وسلم.
(23)  كتاب الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة ص83.
(24)  أخرجه:
- البخاري في مواضع من صحيحه؛ منها: ص 608(3623، 3624) كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام.
- ومسلم في صحيحه 4/1904(2450) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام. واللفظ للبخاري.
(25)  الأسماء والمصاهرات ص 86.
(26)  أخرجه مسلم في صحيحه 4/1873(2408)، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 13/210: (والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني تارك فيكم ثَقَلين كتاب الله» فحض على كتاب الله، ثم قال: «وعِترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» ثلاثاً، فوصى المسلمين بهم، لم يجعلهم أَئِمةً يرجع المسلمون إليهم؛ فانتحلت الخوارج كتاب الله، وانتحلت الشيعة أهل البيت، وكلاهما غير متبع لما انتحله).
والثقلان: (قال العلماء سُمِّيَا ثَقَلَين؛ لعظمهما، وكبير شأنهما، وقيل: لِثِقَل العمل بهما) شرح النووي على مسلم 15/180.
(27) أخرجه مسلم في صحيحه 4/1782 (2276) كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وتسليم الحَجر عليه قبل النبوة.
(28)  أخرجه البخاري في صحيحه ص715 (3753)، كتاب فضائل الصحابة، بَاب مناقب الحسن والحسين ب، وفي ص1162 (5994)، كتاب الأدب، بَاب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.
(29)  أخرجه الآجري في الشريعة 5/2469 (1961) قال: أخبرنا ابن ناجية [عبدالله بن محمد بن ناجية]، قال: حدثنا حسين بن مهدي الأُبلِّي، قال: حدثنا عبدالرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري،... الحديث باللفظ المذكور.
وإسناده حسن؛ فيه حسين بن مهدي الأُبلِّي: صدوق. كما قال الحافظ في التقريب ص251(1365)، وبقية رجاله ثقات، والله أعلم.
(30) هنا سأذكر أمثلة معدودة، ومَن أراد التوسع فليرجع إلى رسالتي؛ لنيل درجة الماجستير في السنة: «مرويات آل البيت في فضائل الصحابة رضي الله عنهم».
(31)  أخرجه:
    - البخاري في صحيحه ص589(3081) كتاب الجهاد والسير، باب إذا اضطُر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة، والمؤمنات إذا عصين الله، وتجريدهن، بنحوه.
    وفي ص756(3983) كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدراً، باللفظ المذكور.
    وفي ص1205(6259) كتاب الاستئذان، باب من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين؛ ليستبين أمره، بنحوه.
    وفي ص1324(6939) كتاب استتابة المرتدين، باب ما جاء في المتأولين، بنحوه.
    - ومسلم في صحيحه 4/1941(2494) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنه، وقصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.               
    - وأبو داود في سننه 3/111(2651) كتاب الجهاد، باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً، ذكر بعضه، وأحال في بقيته على ماقبله.
    - والإمام أحمد في المسند في موضعين؛ الأول في 1/105، بنحوه، والثاني في 1/131، ذكر أول الحديث، ثم قال: (وذكر الحديث بطوله).
    - وعبدالله في زوائده على المسند 1/130، مختصراً على أوله.
(32)  أخرجه:
- البخاري في صحيحه ص701 (3671)، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي ^: لو كنت متخذاً خليلاً.
- وأبو داود في سننه 5/26 (4629) كتاب السنة، باب في التفضيل.
(33)  صحيح، أخرجه:
    - الدارقطني في فضائل الصحابة ص61 (39)، من طريق يعقوب بن محمد الزهري.
    - واللالكائي في اعتقاد أهل السنة 7/1299 (2460)، من طريق يعقوب بن محمد الزهري.
    - والبيهقي في الاعتقاد ص510، من طريق أبي مصعب الزهري.                
    كلاهما – يعقوب بن محمد، وأبو مصعب الزهري-، عن عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن علي بن الحسين، بنحوه، واللفظ المذكور للبيهقي، وزاد الدارقطني، واللالكائي في آخره: (هما ضجيعاه).
    وأخرجه:
    - عبدالله بن الإمام أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1/203(223).
    وفي زوائده على المسند 4/77.
    وفي زوائده على الزهد 2/17.
    عن أبي معمر، عن ابن أبي حازم، عن علي بن الحسين، بنحوه.
    وأخرجه:
    - الدَّينوري في المجالسة 4/254(1411)، من طريق محمد بن عباد المكي، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن الحسين، بنحوه.
(34) حسن، أخرجه:
- الدارقطني في فضائل الصحابة ص64(41)، من طريق إسحاق بن أزرق، عن بسام الصَّيْرفي، عن أبي جعفر، باللفظ المذكور.
ومن طريق الدارقطني: ابن عساكر في تاريخ دمشق 54/285.
    وأخرجه:                   
    - ابن سعد في الطبقات 5/321، من طريق زهير، - ومن طريق ابن سعد: ابن عساكر في تاريخ دمشق 54/284.-
- والدارقطني في فضائل الصحابة ص 86 (68)، من طريق شَريك.
        كلاهما – زهير، وشريك-، عن جابر، عن أبي جعفر، بنحوه.
(35)  أخرجه:
- الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/160(145).
- وابن عساكر في تاريخ دمشق19/461، من طريق الحسن بن علي بن عفان.
- وابن العديم في بغية الطلب 9/4038، من طريق الحسن بن علي بن عفان.
كلاهما - الإمام أحمد، والحسن بن علي بن عفان- عن أسباط، عن كثير النوَّاء، عن زيد بن علي، باللفظ المذكور، إلا أنَّ في تاريخ دمشق، وبغية الطلب: (حتى يموت) بدل: (حتى يتوب).
(36)  حسن لذاته؛ وقد صحح إسناده الذهبي في تاريخ الإسلام 9/91، وأخرجه:
- الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/175(176)، باللفظ المذكور، - وعنه: ابنُه عبدالله في السنة 2/558(1303) بنحوه-.
- والآجري في الشريعة 5/2225، 2378(1708، 1856)، بنحوه في الموضعين.
والدارقطني في فضائل الصحابة ص51، 52، 56 (28، 29، 33)، مختصراً في المواضع الثلاثة.
     - واللالكائي في اعتقاد أهل السنة 7/1252(2358)، بنحوه دون آخره.
وفي 7/1301(2465)، بنحوه دون أوله.
- والبيهقي في الاعتقاد ص504، بنحوه.
كلهم من طريق محمد بن فضيل [والإمام أحمد عنه]، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي جعفر، وجعفر كليهما، ووقع عند الدارقطني في الموضع الثالث ص56(33)، واللالكائي في الموضع الثاني 7/1301(2465)، عن جعفر بن محمدٍ وحده.
وأخرجه:
- الآجري في الشريعة 5/2378(1857).
- والدارقطني في فضائل الصحابة ص56، 89(32، 72، 73).
- واللالكائي في اعتقاد أهل السنة 7/1301(2466).
كلهم من طريق محمد بن طلحة، عن خلف بن حوشب، عن سالم بن أبي حفصة، عن جعفر بن محمد، بنحوه، وفي أوله قصة.
ووقع عند الدارقطني في الموضع الثاني ص89(72): (أبو جعفر)، بدل (جعفر).
(37)  أخرجه:
- الدارقطني في فضائل الصحابة ص95 (84)، ومن طريقه: المزي في تهذيب الكمال 5/82.
(38)  صحيح، أخرجه:
- أبو نُعيم الأصفهاني في كتاب الإمامة والرد على الرافضة ص 308(114)، قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن عبدالله، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا الجوهري، ثنا عبدالله بن بكر، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن نافع، قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما، عن علي:... الأثر.
(39)  أخرجه:
- عبدُالرزاق في تفسيره 1/2/229، - ومن طريقه: ابنُ أبي حاتم في تفسيره 5/1478 (8467).
- والطبري في تفسيره جامع البيان 10/199، من طريق محمد بن ثور.
كلاهما - عبدالرزاق، ومحمد بن ثور- عن مَعْمر، عن قتادة، عن علي رضي الله عنه بنحوه، واللفظ المذكور لعبدالرزاق.
وأخرجه:
- القُطيعي في زوائده على فضائل الصحابة 2/618(1057)، عن جعفر بن محمد، عن عبدالله بن معاذ، عن أبيه، عن الأشعث، عن محمد بن سيرين، عن أبي صالح عن علي رضي الله عنه بمثله، وقرأ تمام الآية.
ورجال الإسناد بين ثقة وصدوق إلا أني لم أقف على ترجمة والد عبدالله بن معاذ بن نشيط.
(40)  أخرجه:
    - أبو سعيد الأشج في جزء حديثه ص55(7)، عن أبي عبدالرحمن بن منصور الفزاري، عن عقبة بن علقمة اليشكري، عن علي رضي الله عنه، باللفظ المذكور.
    وتحرف (أذناي) في المطبوع إلى (أذناني») والصحيح المثبت كما في الكنى للدولابي.
    وعن أبي سعيد الأشج الأئمة:                
    الترمذي في سننه 5/644-645 (3741) كتاب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب مناقب طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه، وقال عقبه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
    وعبدالله بن الإمام أحمد في السنة 2/564(1320).
    والبزار في مسنده 3/60-61 (818)، وقال عقبه: وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه عن علي رضي الله عنه بهذا الإسناد.
    وأبو يعلى الموصلي في مسنده 1/395(515).
    ومن طريق أبي سعيد الأَشج:
    الدولابي في الكنى والأسماء 2/862 (1518).
    وابن عدي في الكامل 7/2489.
    والحاكم في المستدرك 3/364، كتاب معرفة الصحابة، وقال عقبه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: (لا).
    وأبو نُعيم في معرفة الصحابة 1/110(432).
    وأخرجه:
    - عبدالله بن الإمام أحمد في السنة 2/560 (1309).
    - والعقيلي في الضعفاء الكبير 4/294 (1889)، عن محمد بن إسماعيل.
    كلاهما – عبدالله، ومحمد بن إسماعيل- عن أبي هشام محمد بن يزيد العجلي، عن أبي
عبدالرحمن النضر بن منصور، به، بنحوه، وذكر العقيلي في أوله قصة، وقال عقبه: (ولا يتابعه عليه) أي النضر بن منصور العنزي.
    وأخرجه:
    - ابن عساكر في تاريخ دمشق 25/91-92، عن أبي القاسم بن السمرقندي، وأبي البركات الأنماطي.
    - والمزي في تهذيب الكمال 20/215، من طريق أبي محمد بن الطَّرّاح.   
    ثلاثتهم - أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات الأنماطي، وأبو محمد بن الطَّرّاح- عن أبي الحسين بن النَّقُّور، عن أبي طاهر المخلِّص، عن أبي حامد محمد بن هارون الحضْرمي، عن أبي هشام الرفاعي، عن النضر بن منصور، به، بمثله موقوفاً من قول علي رضي الله عنه.
    ورجَّحَه ابنُ حجر حيث قال في التهذيب 7/247، في ترجمة عقبة بن علقمة: (روى له الترمذي هذا الحديث الواحد مرفوعاً، واستغربه، وروي موقوفاً، قلت: وهو أشبه).
(41) رَنَقَها: الرَّنْق – بتسكين النون-، والرَنَق – بفتح النون- المصدر، ومعناه: الكَدَر؛ ومنه قول العرب: ما في عيشه رَنق: أي كدَر، [ينظر: تهذيب اللغة 9/96، المحكم والمحيط الأعظم 2/373، النهاية 2/270]، وكأَنَّ علياً رضي الله عنه يشير إلى أن الله تعالى عصم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه من الفتن، ومن معاناتها، فغَبطه على رحيله علي رضي الله عنه، والله أعلم.
(42)  صحيح، أخرجه:
    - ابن سعد في الطبقات 3/135، عن معن بن عيسى.
    - والإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/731(1257)، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
    - والطبراني في المعجم الكبير 1/128(263/1)، من طريق أسد بن موسى.
    - والحاكم في المستدرك 3/308، كتاب معرفة الصحابة، من طريق الهيثم بن جميل.
    - وأبو نعيم في الحلية 1/100.
    وفي معرفة الصحابة 1/122(485)، من طريق أسد بن موسى.
    كلهم – معن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والهيثم بن جميل، وأسد بن موسى- عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه، بمثله. ووقع عند الطبراني: (صفوتها) بدل (صفوها).           
    وأخرجه:
    - الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/731 (1255)، بمثله، عن محمد بن جعفر.
    - والحاكم في المستدرك 3/306 كتاب معرفة الصحابة، بنحوه، من طريق آدم بن إياس.
    كلاهما –محمد بن جعفر، وآدم بن إياس- عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن قارظ، عن علي رضي الله عنه.
        وهذا الإسناد حسن؛ فيه إبراهيم بن قَارِظ: وهو إبراهيم بن عبدالله بن قارِظ: قال الحافظ في التقريب ص110(199): (صدوق)، وبقية رجاله ثقات، والله أعلم.
    وأخرجه:
    - ابن أبي شيبة في مصنفه 11/162(32709)، عن أبي أسامة، عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، أن علياً وعمرو بن العاص أتيا قبر عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه، فذكر أن أحدهما قال:... الأثر.
    وفي هذا الإسناد انقطاع ظاهر بين سعد بن إبراهيم، وعلي رضي الله عنه، والله أعلم.
(43)  أخرجه:
    - ابنُ عدي في الكامل 6/2360، في ترجمة مصعب بن سلاّم، من وجهين، عن زياد بن أيوب، عن مصعب بن سلاّم، عن ابن سُوقة، عن عاصم بن كليب الجَرْمي، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، باللفظ المذكور في الموضع الأول، وقال عقبه: (وهذا من ابن سوقة بهذا الإسناد لا يرويه عنه غير مصعب). وفي الموضع الثاني، بنحوه.
(44) بَيْنَا: أصلُها (بَيْنَ) أُشبِعت فتحتُها، فَحدَثَتْ الأَلِف، وبَيْنَا وبَيْنَمَا مِن حُروف الابتداء. [القاموس المحيط ص1182(مادة بين)].
(45) تَلْطُفُهُم: اللُّطْف، واللَّطَف: هو البِرُّ والتكرُمَة والتَّحَفِّي، ولَطَف به، وأَلطفه بكذا وله، يلطُف لُطْفاً: أي برَّه به، ورَفَق به. [النهاية في غريب الحديث 4/251، لسان العرب 9/316].
(46)  صحيح، أخرجه:
- ابن سعد في الطبقات 2/354، و4/232 مقتصراً على فضائل أبي ذر رضي الله عنه.
- وأحمد بن منيع في مسنده، كما في المطالب العالية 15/271(3728) ذاكراً أوله، ومحيلاً في بقيته بقوله: فذكر الحديث، وزاد في آخره سؤالات لعبدالله بن الكوَّا.
وقال الحافظ ابن حجر عقب إيراد الحديث: هذا طرف من حديث ساقه بطوله وفرقتُه في أبوابه.
وفي 16/259 (3990)، باللفظ المذكور.
- والبَلاذُري في أنساب الأشراف 10/55، مقتصراً على ذكر فضائل أبي ذر رضي الله عنه، عن أبي عبيد القاسم بن سلام.
كلهم – ابن سعد وأحمد بن منيع وأبو عبيد- عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه أبي الأسود، وعن ابن جريج، عن رجل، عن زاذان، كلاهما - أبو الأسود، وزاذان - عن علي رضي الله عنه.
وسقط (أبو الأسود) في الموضع الثاني من رواية ابن منيع في «المطالب العالية» 16/259، وهو ثابت في الموضع الأول منه في 15/271، وتصحف (أبيه) إلى (أمه) في أنساب الأشراف.
وهذا الإسناد المتصل في الموضع الأول صحيح.
       وأخرجه:
- الطبراني في المعجم الكبير 6/213(6042)، بنحوه.
- وأبو نُعيم في الحلية 1/187، مقتصراً على ذكر فضل سلمان رضي الله عنه.     
كلاهما من طريق حبان بن علي العَنزي، عن ابن جريج، به – من الوجهين السابقين-.
    وأخرجه:
- ابن سعد في الطبقات 2/346، بنحوه، وفي أثنائه زيادة: (حَدِّثنا عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: صُبغ في العلم صبْغةً ثم خرج منه).
- وابن أبي شيبة في مصنَّفه 11/137(32605)، كتاب الفضائل، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مقتصراً على فضل علي رضي الله عنه.
وفي 11/177(32777) كتاب الفضائل، باب ما ذُكر في عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، مقتصراً على فضل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
وفي 11/179(32787، 32788) كتاب الفضائل، باب ما ذُكر في عمار بن ياسر رضي الله عنه، مقتصراً على ذكر فضل عمَّار رضي الله عنه.
    - ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2/540، بنحوه، وفي أثنائه زيادة قول علي رضي الله عنه في أبي موسى رضي الله عنه: (صُبغ في العلم صبْغَةً).
    وفي 2/544 مقتصراً على فضل ابن مسعود رضي الله عنه.
- والبلاذُري في أنساب الأشراف 10/166، مقتصراً على فضل ابن مسعود رضي الله عنه.
- وأبو الشيخ ابن حيَّان في طبقات المحدثين 1/207، مقتصراً على فضل سلمان رضي الله عنه.
- والحاكم في المستدرك 3/318، كتاب معرفة الصحابة، مقتصراً على فضل ابن مسعود رضي الله عنه، ثم قال عقِبه: (وذكر باقي الحديث، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه). ووافقه الذهبي.
- وأبو نُعيم في الحِلية 1/68، مقتصراً على فضل علي رضي الله عنه.
     وفي 1/129، من طريقين مقتصراً على فضل ابن مسعود رضي الله عنه.
وفي ذِكر أخبار أصفهان 1/54، من طريقين مقتصراً على فضل سلمان رضي الله عنه.
وفي 4/382، مقتصراً على فضل علي رضي الله عنه.
- والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ص142(103)، بنحوه، وفي أثنائه زيادة قول علي رضي الله عنه في أبي موسى رضي الله عنه بمثل ما سبق.         
    - وابن عبدالبر في الاستيعاب 2/636، مقتصراً على ذكر فضل سلمان رضي الله عنه.
كلهم من طريق عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي رضي الله عنه.
قلت: هذا الإسناد ضعيف؛ للانقطاع بين أبي البَختري وعليرضي الله عنه ، قال العلائي في جامع التحصيل ص 222: (قال شعبة: كان أبو إسحاق –يعني: السبيعي- أكبر من أبي البَختري، ولم يدرك أبو البختري علياً رضي الله عنه ولم يره، وكذلك قال البخاري وأبو زرعة وغيرهما).
وقد جزم عامّة من ترجم له بإرساله عن علي رضي الله عنه؛ لذا يكون قوله في رواية ابن سعد: (أتينا علياً رضي الله عنه فسألناه) وَهْماً من بعض الرواة أو غيرهم، والعبارة عند ابن أبي شيبة 11/179 (32787) ويعقوب بن سفيان في الموضعين، وفي الحلية 1/68، 129 بلفظ: (قال: سئل علي رضي الله عنه) وعند الحاكم، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى: (قال: قيل لعلي).
وأخرجه:
- الطبراني في المعجم الكبير 6/213(6041).
- والحاكم في المستدرك 3/381، كتاب معرفة الصحابة.
من طريق إبراهيم بن يوسف الصيرفي، عن علي بن عابس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، وإسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قَال: سئل علي رضي الله عنه... الحديث بنحوه، واقتصر الحاكم على ذكر فضل بعضهم، وأحال في الباقي بقوله: (وذكر باقي الحديث). وسكت عنه، وكذا سكت عنه الذهبي.
قلت: وهذا الإسناد –أيضًا- ضعيف؛ فيه علي بن عابس: وهو الأَسَدي، الأزرق، الكوفي، المُلائي: ضعفه جمعٌ من أهل العلم. وقال الحافظ: ضعيف.
    ينظر: الجرح 6/197(1085)، المجروحين 2/104، الكامل 5/1834، تهذيب الكمال 20/502 (4093)، الكاشف 2/42 (3934)، التقريب ص699 (4791).
وأخرجه:
- أبو داود الطيالسي في مسنده 1/149(176)، عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة، عن علي رضي الله عنه، مقتصراً على فضل حذيفة وعلي م.               
    وقيس بن الربيع: ضعفه كثير من الأئمة، وقال الحافظ: صدوق تغير لما كَبُر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب ص804(5608).
وأبو إسحاق السبيعي: مدلس من الثالثة، وقد عنعن.
وأخرجه:
- الخطيب البغدادي في مُوضِح أوهام الجمع والتفريق 2/291، عن أبي علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، عن سعد بن محمد الصيرفي، عن الحسين بن عمر الثقفي، عن مسروق بن المرزبان، عن شَريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي رضي الله عنه مقتصراً على فضل سلمان رضي الله عنه.
قلت: شيخ الخطيب: هو الحسن بن الحسين بن دُوما النِّعالي، قال عنه الخطيب: كان كثير السماع، إلا أنه أفسد أمرَه بأن أَلحق لنفسه السماعَ في أشياء لم تكن سماعه.
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: ضعيف.
ينظر: تاريخ بغداد 7/300 (3812)، تاريخ الإسلام 29/341 (4)، الميزان 1/485 (1833).
وأخرجه:
- مُطَيَّن في حديثه ورقة 32أ، كما في مسند علي بن أبي طالب ليوسف أوزبك 7/2840 (16424)، مقتصراً على فضل ابن مسعود رضي الله عنه.
- والآجري في الشريعة 5/2333(1825) بنحوه، وزاد في أوله ذكرَ فضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم.
    - وابن شاهين في الأفراد، كما في مجموع فيه مصنفات الحافظ ابن شاهين ص245(48)، بنحوه.
- والحاكم في المستدرك 3/62، كتاب معرفة الصحابة، مقتصراً على فضل أبي بكر رضي الله عنه، ولفظه: (فقلنا: حدثنا عن أبي بكر رضي الله عنه؟ فقال: ذاك امرؤ سماه الله صديقاً على لسان جبريل، ومحمد صلى الله عليهما).
- واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1294(2455)، مقتصراً على ذكر فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.                                            
    كلهم من طريق هلال بن العلاء – ومطَّين عنه -، عن أبيه، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن أبي سنان، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة، عن علي رضي الله عنه.
وهلال بن العلاء: هو ابن هلال بن عمر الباهلي، الرَّقِّي، أبو عمر.
قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: صالح. وقال في موضع آخر: ليس به بأس، روى أحاديث منكرة عن أبيه، فلا أدري الرَّيب منه أو من أبيه.
وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي في الكاشف، والحافظ: صدوق.
ينظر: الجرح 9/79 (318)، الثقات 9/248، تهذيب الكمال 30/346 (6629)، الكاشف 2/342 (6005)، التهذيب 11/83 (135)، التقريب ص1027 (7396).
قلت: الظاهر في حاله أنه صدوق إلا في روايته عن أبيه ففيه شك كما قال النسائي؛ ولهذا تعقب الذهبي في التلخيص الحاكم على سكوته على هذا الحديث، وقال: (هلال بن العلاء منكر الحديث).
لكن الذهبي عاد وجوَّد الإسناد في تاريخ الخلفاء 1/30 فقال: إسناده جيد.
وقال ابن شاهين عقب إيراد الحديث في الأفراد: وهذا حديث غريب صحيح الإسناد، تفرد به إسحاق بن يوسف الأزرق، لا أعلم حدث به غيره، ولا أعلم أن هذه الألفاظ، والأحاديث من أمير المؤمنين في الصحابة ي رُويت عنه إلا بهذا الإسناد.
قلت: آفة رواية هلال بن العلاء ليست منه، بل من أبيه العلاء بن هلال بن عمر الباهلي، أبي محمد.
    قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، عنده عن يزيد بن زُرَيع أحاديث موضوعة. وذكره ابن حبان في المجروحين وقال: كان ممن يقلب الأسانيد، ويغير الأسماء، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الخطيب: في بعض حديثه نكرة.
وقال الحافظ: فيه لين.
قلت: الأظهر في حال العلاء بن هلال: أنه ضعيف جداً؛ لما سبق من قول أبي حاتم، وابن حبان، والخطيب فيه، والله أعلم.                                   
    ينظر في ترجمة العَلاء: الجرح 6/361 (1997)، المجروحين 2/184، الكامل 5/1864، تهذيب الكمال 22/544 (4589)، الميزان 3/106 (5748)، الكاشف 2/106 (4345)، التهذيب 8/193 (350)، التقريب ص762 (5294)، تحرير التقريب 3/132 (5259).
وبناء على ما تقدم فإن هذا الإسناد ضعيف جداً؛ لحال العلاء بن هلال، والله أعلم.
(47)  هو حابس بن سعد بن المنذر بن ربيعة الطائي، اليماني، كان من العبَّاد.
كان مِمَّن وجَّهه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الشام؛ فنزل حمص، وولاه عمر رضي الله عنه قضاء حِمص، وكان من أمراء معاوية رضي الله عنه في معركة صفين، وقتل بها سنة 37هـ.
قال محمد بن سعد في تسمية من نزَل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حابس بن سعد الطائي)، وذكره في الصحابة مجموعةٌ من أهل العلم؛ كما حكى عنهم مُغْلَطائي. وقيل: أَدركَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصحبه.
ينظر: الاستيعاب 1/279 (378)، تاريخ دمشق 11/347 (1107)، تهذيب الكمال 5/183 (990) مع تعليق المحقق، الكاشف 1/300 (830)، الإصابة ص211 (1393).
(48)  أخرجه:
    - الطبراني في المعجم الكبير 4/31(3563)، بنحوه، من طريق أبي داود الطيالسي، - ومن طريق الطبراني: ابن عساكر في تاريخ دمشق 11/353، وابن العَديم في بغية الطلب 1/298، والمِزي في تهذيب الكمال 5/185-.                            
    - والمروزي في تعظيم قدْر الصلاة 2/545 (596)، باللفظ المذكور، عن محمد بن يحيى.
    - وابن عساكر في تاريخ دمشق 11/353 بنحوه، من طريق أحمد بن خالد.
    كلهم – أبو داود الطيالسي، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن خالد- عن عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة، عن عبدالواحد بن أبي عون، عن علي رضي الله عنه.
    وأخرجه:
    - ابن عساكر في تاريخ دمشق 11/352، من طريق عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن إدريس بن قادم، عن عمر بن ميمون، عن أمية، عن علي رضي الله عنه، بنحوه.
    وإدريس بن قادم: ذكره ابن حبان في الثقات 8/132، وقال: (يروي المقاطيع)، وأورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/265(956)، وسكت عنه، ولم أقف فيه على تعديل لأحد، و(أُمية) الراوي عن علي رضي الله عنه لم يتبين لي من هو، والله أعلم.