وتهاوى النِّظام البعثي النُّصيري
25 ذو القعدة 1432
محمود سليم

قال تعالى:(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)آل عمران: 26.
حقَّاً لكلِّ أمَّة أجل، ولكلِّ أجلٍ كتاب، والمُلك بيد الله تعالى، يقلِّب الليل والنَّهار، فيعزُّ من يشاء بتوفيقه، ويذلُّ من يشاء بخذلانه، ويرفع من يشاء بقدرته، ويخفض من يشاء بحكمته.

 

ومن حكمة الله أنَّه إذا جَارَ الملوك على الرَّعية، فجار القويُّ على الضَّعيف، ولم يؤخذ للمظلوم حقَّه من ظالمه، سلَّط الله على الملوك، من يفعل بهم كفعلهم برعاياهم، وضعفائهم سواء بسواء، وهذه سُنَّةُ الله تعالى منذ قامت الدُّنيا إلى أن تزول.

 

زالّ ملكُ زينِ الشَّياطين، وولتْ سلطة اللامبارك، ومُزِّقَ حُكْمُ اللامعمَّر، أمَّا الشَّام واليمن؛ فإنَّ لله فيهما شأناً عظيماً, فعن ابن عمر قال: قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم:(اللهمَّ بارك لنا في شامِنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله!! وفي نجدنا؟. فأظنُّه قال في الثَّالثة:(هناك الزَّلازل، والفتن، وبها يطلع قرن الشَّيطان)رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم:(يا طوبَى للشَّام! يا طوبَى للشَّام! يا طوبَى للشَّام! قالوا: يا رسول الله! وبِمَ ذلك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشَّام)صححه الألباني. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم:(ستُجنَّدون أجنادًا، جُنْدًا بِالشَّام، وجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا باليَمَنِ) قال عبد الله: فقمت، قلت: خِرْ لي يا رسول الله! فقال: (وعليكم بِالشَّام، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَلْيَسْتَقِ مِنْ غُدُرِه، فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ تكفَّل لِي بالشَّام وأهله) صححه الألباني.

 

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:(إنِّي رأيت عمودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فنظرتُ فَإِذَا هُوَ نورٌ ساطعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّام، أَلا إِنَّ الإِيمَانَ -إِذَا وَقَعَتِ الفتن- بالشَّام) صححه الألباني. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم:(لن تَبْرَحَ هذه الأمةُ منصورين أينما توجهوا، لا يضرُّهم من خَذَلَهم من النَّاس، حتى يأتي أمر الله، أكثرهم أهلُ الشَّام) صححه الألباني. وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم:(إِذَا فسدَ أهلُ الشَّام فَلا خيرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي منصورين، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حَتَّى تقومَ الساعةُ) صححه الألباني.

 

فيا أهل الشَّام!! اصبروا، وصابروا، فإنَّما النَّصر صبر ساعة، ولا يغرنَّكم خِذلان القريب والبعيد، فما يحدث في سوريَّة اليوم، من تكتِّيم إعلاميٍّ شديد، على ما يدور هناك، من النُّصيريين الطَّواغيت، وأذنابهم، وتكتُّم وسائل الإعلام، عن نشر الحقيقة والوقوف في صفوف الطواغيت هناك، له دليل على قرب الفرج، والنَّصر لأهلنا في الشَّام، على هؤلاء المجرمين.

 

إنَّ ما يدور في أرض الشَّام اليوم، وفي أرض سوريَّة بالتَّحديد، له خير دليل على أنَّنا بدأنا في الدُّخول فعلياً، في مرحلة نزول الخلافة الرَّاشدة أرض الشَّام - بإذن الله - ولن تخرج منها إلى أن تقوم السَّاعة.
وإذا نزلت الخلافة أرض الشَّام، فهو دليل دنو الفتن، والزَّلازل، والقلاقل، والآيات المؤذنة بخراب الدنيا، وقيام السَّاعة.

 

فنزول الخلافة أرض الشَّام آخر الزمان، لا مرية فيه، وهو علامة دنو السَّاعة، والدُّخول في الآيات المؤذنة بخراب الدُّنيا، وقيام القيامة.

 

وقد طال والله تجبر النُّصيريين في سوريَّة، وعظم طغيانهم، وظلمهم، وآن أوان زوالهم، وهلاكهم، ولا يمكن أن يزال هذا النِّظام المتجبر؛ إلا بالمقارعة والصبر، وهذا ما نشاهده بفضل الله، في النَّاس اليوم في أرض سوريَّة.

 

ومن سنن الله، أنَّه يملِّي للظالم، فإذا أخذه لم يفلتْه, فلن تضيع دماء أهلِ السُّنَّة في الشَّام، التي أريقت هدراً، لن تضيع دماء أهل السُّنَّة في حماة، وحمص، وحلب، وإدلب، وغيرها من المناطق. لن تضيع صرخاتُ المظلومين، في غياهب السُّجون، الذين مورس عليهم أشدُّ أنواع العذاب، بما لم يُسمع في التَّاريخ مثله، من الضَّرب، والإهانة، والتَّذويب بالأسيد، وغير ذلك من أساليب التَّعذيب البشعة؛ التي يندى لها الجبين، ويشيب لها شعر الرأس. فلن تضيع هذه المظالم، ولن يمرَّ هذا الطُّغيان والتَّجبر دون عقاب، والله يمهل ولا يهمل.

 

وأرض سوريَّة سيكون عليها مدار الملاحم، في آخر الزمان، وسينزلها المهدي بجيشه، وستكون حصناً حصيناً للمؤمنين في آخر الزمان، وفي أرض الغوطة قرب دمشق، ستكون الملحمة الكبرى، بين المسلمين والروم, شهداؤها من أفضل الشهداء عند الله، ومن يُنصر فيها، لا تضرُّهم فتنة بفضل الله. ومنها ينطلق المسلمون لفتح القسطنطينية وروما، وفيها ينزل المسيح عيسى بن مريم عليه الصَّلاة والسَّلام .

 

فأرض الشَّام أرض مباركة، يصطفي الله إليها خيرته من خلقه، وهي أرض الأنبياء والصَّالحين، ومنها عرج بنينا إلى السَّماء , فكيف يفرَّط في أرض كهذه؟؟ وتترك للطَّواغيت من النُّصيريين، والرَّافضة، وغيرهم، من أراذل النَّاس يعيثون فيها فساداً وطغياناً!!.

 

ولا شك اليوم أنَّه بعد زوال الطَّواغيت من الشَّام، فإنَّنا سندخل في المرحلة المؤذنة بخلافة المهدي، ومبايعته بين الرُّكن والمقام، وذلك بعد أن يطهر الله أرض الشَّام من أشرارها، لينزلها عباده المؤمنين، إلى أن ينزل المسيح عليه السَّلام فيهم؛ فيقدمه المهدي ليصلي بالنَّاس؛ فيأبى أن يتقدم، ويقول: إنَّما أقيمت لك، تقدَّم فصلَّ، إنَّ بعضكم على بعض أمير، تكرمة الله لهذه الأمَّة.

 

فزوال أشرار الشَّام ليس بالأمر الهين، بل لا بد له من فتن متتابعة، فعلى أهل الشَّام اليوم الاعتصام بحبل الله، وإخلاص النِّية لله، ومقارعة هؤلاء المجرمين، حتَّى ينزل الله نصره، ويطهر أرض الشَّام من رجزهم، لتنزل خلافة النُّبوة أرض الشَّام - بإذن الله - .

 

وأبشركم بتواتر الرؤى، في أنَّ الله سينصر أولياءه في الشَّام، ويظهرهم على أعدائهم، وسيكون جهاد مبارك هناك - بإذن الله - وقريباً سينفر النَّاس إلى أرض الشَّام للجهاد هناك، وتحرير فلسطين، وستكون معركة نهر الأردن؛ التي أخبر عنها النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم بيننا وبين اليهود. ما هي إلا أشهر معدودة، ونرى ذلك بأم أعيننا.
 فصبراً في مجالِ الموتِ صبراً        فما نيل الخلود بمستطاع