مروحة الجزائر وطرود اليمن

<div align="right">
<p>قامت فرنسا بمهاجمة الجزائر واحتلالها في 5 يوليو 1830م بذريعة أن الباشا حسين حاكم الجزائر أهان القنصل الفرنسي (دوقال) بمروحة يدوية وتحركت سفنها البحرية في خطة معدة مسبقاً واحتلت الجزائر رغم المقاومة الباسلة من شعبها ودفعت الجزائر ثمن ذلك 132 عاما من الاحتلال ونهب الثروات والقتل الذريع في الشعب الجزائري إضافة إلى محاولات ضخمة لقتل الهوية وسلخ الجزائريين من دينهم ولغتهم والحقيقة ليس الاحتلال بسبب حادثة المروحة بل هي أطماع مسبقة وتنافس بين بريطانيا وفرنسا على الظفر بالجزائر ورغم انتهاء الاحتلال الفرنسي للجزائر إلا أنها تعاني من تبعاته سياسيا وثقافيا واجتماعيا.</p>
<p>&nbsp;</p>
<p>&nbsp;</p>
<p>&nbsp;</p>
<p><br />
والتاريخ أعاد نفسه في كثير من الحوادث وما أسلحة الدمار الشامل في العراق عنا ببعيد ، ثم جاء ما سمعناه في الفترة الأخيرة من خطر قراصنة الصومال في مياه البحر الأحمر وخليج عدن وأنها تهدد السفن والمصالح التجارية للعالم وتحركت الأطماع لدى الحلفاء وغير الحلفاء ليكون لهم حضور في المنطقة فأصبح البحر الأحمر وخليج عدن مسرحاً للقطع البحرية العسكرية الشرقية والغربية بزعم مواجهة القراصنة والقضاء عليهم وبالطبع لم تكن هناك حلول جذرية لمشكلة القراصنة وإنما الهدف هو إيجاد ذريعة للتواجد في المنطقة وأخيرا وليس آخراً قضية طرود اليمن (الإرهابية ) المرسلة عبر شركات الشحن الدولية إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتهديد أمنها ، ومن المفارقة أن تكون هذه الطرود عبارة عن طابعات الكترونية وكأن اليمن أصبح مُصدراً للتقنية إلى الغرب كمن يبيع التمر لأهل هجر .</p>
<p>&nbsp;</p>
<p>&nbsp;</p>
<p>&nbsp;</p>
<p><br />
فكانت قضية القراصنة مدعاة للحضور والاستعداد العسكري وستكون حادثة الطرود الإرهابية سبب لمحاولة الدخول للبلد لا قدر الله ، ورغم أن الحكومة اليمنية أكدت في أكثر من مناسبة محدودية الموقف وأنه تحت السيطرة وأنها قادرة على التعامل مع الأمر وتحتاج إلى بعض العتاد والمساعدات للسيطرة على الوضع سواء على البر أو البحر إلا أن ذلك لا يجد من يستمع له والأصوات تتعالى بضخامة القضية رغم أن زمنها قريب جدا ولم تحدث أي إجراءات أمنية أو تحقيقات بل في ظرف ساعات توالت التصريحات من عدة دول غربية تندد بالحادثة وتؤكد وقوفها ضد (الإرهاب) وصدر الحكم بدون حيثيات ولا يخفى أن هدف هذه الزوبعة أبعد من ذلك بكثير لأن شبه الجزيرة العربية هو الهدف الرئيس والدخول سيكون من البوابة الجنوبية اليمن .</p>
<p>&nbsp;</p>
<p>&nbsp;</p>
<p>&nbsp;</p>
<p><br />
إن الموقف خطير للغاية ويحتاج إلى تحرك سريع من دول الخليج العربي والدول العربية خاصة المطلة على البحر الأحمر لتدارك الوضع وقطع الطريق على السيناريوهات المرصودة فهي لا تتعلق ببلد بعينه فالشر يعم والخير يخص ومن المهم حل هذه التجاوزات الأمنية ـ إن صحت الرواية مع غرابتها ـ فالحقيقة أن اليمن تواجه مخاطر شبه مؤكدة بالتدخل العسكري الأمريكي وفي حال حصول ذلك لا قدر الله ستكون النتائج أفدح مما حدث ويحدث في العراق لأن الوضع متأزم والمخاطر أصبحت تحيط بالجزيرة العربية ككل لذلك فإن الاستعداد الرسمي للتعامل مع الموقف بحكمة أفضل من الصمت وترقب النتائج.</p>
</div>