دموع .. بل شموع
ذكر الحافظ ابن رجب في «ذيل الطبقات» في ترجمة الشيخ مجد الدين الحرّاني: أنه كان شيخاً صالحاً، وكان لا يَذْكُرُ النبيَ ﷺ في درسه إلا ودموعه جارية، لا سيما إذا ذَكَر أحاديث الرقائق والوعيد.
قلت: هذا النَمَط من الشيوخ الصالحين، لهم تأثيرٌ بالغٌ على قلوب تلاميذهم والمتلقّين عنهم، وقد عبّر ابن الجوزي عن ذلك بقوله في «صيد الخاطر»: لقيتُ مشايخ أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي: العامل منهم بعلمه، وإن كان غيرُه أعلمَ منه.
ثم قال: ولقيتُ عبدالوهّاب الأنماطي، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى، فكان بكاؤه يعملُ في قلبي ويبني قواعد.