أنت هنا

14 جمادى الأول 1429
المسلم-وكالات:

أقرت الولايات المتحدة بأن جيشها المحتل اعتقل 2500 طفل خلال السنوات الست الماضية، وأن 500 منهم ما زالوا موقوفين لديها في مراكز اعتقال في العراق وفي قاعدة "باجرام" بأفغانستان، بزعم أنهم "مقاتلون أعداء غير قانونيين".
واعترفت الولايات المتحدة في تقريرها الدوري الذي رفعته الأسبوع الماضي إلى لجنة حقوق الطفل التابعة للأم المتحدة بأن جيشها قام بتوقيف بعض الأطفال لفترات وصلت إلى سنة أو أكثر، وذكر التقرير أن جميع الأطفال الـ 2500، ما عدا 100 منهم، أُلقي القبض عليهم في العراق، بينما جرى اعتقال الغالبية الباقية في أفغانستان.
وقالت الولايات المتحدة في تقريرها، الذي توضح فيه للمنظمة الدولية مدى التزامها بتطبيق ميثاق حقوق الطفل، إنها "تحتفظ بنحو 500 من المعتقلين الأحداث في العراق منذ شهر أبريل الماضي. وزعم التقرير أنه: "تم أسر الأحداث الذين تعتقلهم الولايات المتحدة بسبب انخراطهم في أنشطة معادية لقوات التحالف، مثل زرع المتفجرات والعمل كحراس ومراقبين لصالح المسلحين أو الانخراط النشيط في القتال ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف".
من جهتها، دانت مجموعات ومنظمات الحقوق المدنية، مثل شبكة العدالة الدولية والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (أكلو)، اعتقال الجيش الأمريكي لهؤلاء الأحداث ووصفته بأنه "يدعو للاشمئزاز، بالإضافة إلى كونه منافيا لحقوق الإنسان وخرقا للالتزامات التي تنص عليها المعاهدة الأمريكية لحقوق الطفل".
وقالت تينا إم فوستر، المدير التنفيذي لشبكة العدالة الدولية: "إن معرفة حقيقة أن الحكومة الأمريكية لم تجد طريقة لإبقاء الأطفال بعيدين عن سجون الكبار يسبب لي الصدمة. هذا شيء شائن ولا يُطاق ولا يجعلنا نشعر بالأمان أكثر. وأستطيع أن أقول ذلك عن أفغانستان بحكم تجربتي الشخصية". وأضافت فوستر: "لو ضُبط الأشخاص متلبسين في ميدان المعركة وهم يقومون بزرع القنابل، لكان يتعين على الولايات المتحدة أن تتقدم بمثل تلك المعلومات". وقالت إن الجيش الأمريكي لم يقم بالكشف عن أسماء الأحداث الذين يعتقلهم في سجن قاعدة باجرام، ولذلك فإن منظمتها تسعى لمعرفة ذلك من خلال أقاربهم في أفغانستان.
وكانت شبكة العدالة الدولية قد أقامت في عام 2006 دعاوى ضد الجيش الأمريكي باسم معتقلي جوانتانامو وباجرام من الأحداث.
أما جميل دكوار، مدير برنامج حقوق الإنسان في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، فقال: "إنه لمن دواعي الصدمة أن يعلم المرء أن الولايات المتحدة تعتقل مئات الأحداث في العراق وأفغانستان. والأمر المزعج أكثر من ذلك هو عدم وجود سياسة شاملة تحمي حقوق هؤلاء المعتقلين كأطفال".
وأضاف دكوار في بيان أصدره: "يجب معاملة الأحدث والجنود السابقين أولا وأخيرا كأشخاص مرشحين لإعادة التأهيل والدمج في المجتمع، وليس بالمزيد من الإمعان بتحويلهم إلى ضحايا يعانون أكثر وأكثر."
تأتي هذه التطورات في أعقاب تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن أطفال العراق باتوا في قلب مأساة إنسانية مع استمرار التدهور الأمني الذي شهدته البلاد بعد غزو الولايات المتحدة للعراق واحتلالها عام 2003. وكشفت المنظمة أن نصف عدد الملايين الأربعة من العراقيين الذين نزحوا عن ديارهم منذ غزو العراق هم من الأطفال.