الحمد لله وبعد:

في كتب المُحدّثين الأوائل إشارات منهجيّة عميقة تأسس عليها البناء الحديثي؛ واستند علماء المصطلح عليها؛ ومنها: مقدمة صحيح الإمام مسلم؛ فهي ليست كأيّة مقدمة لكتابٍ علمي؛ بل حوت مقدمته موضوعات حديثية كثيرة، وقد يُعيد الكلام فيها بدون ترتيب محدد؛ أو وحدة موضوعية؛ على أنّها تحمل في دلالاتها ومنطوقها موضوعات مختلفة في علم مصطلح الحديث وأصوله؛ مما يحتاج فيه المرء لمعرفة كلام المُحدّثين المتقدّمين لهذه العلوم؛ خاصّة وأنّ الغالب المنتشر كتابات علم المصطلح المتأخرة.