وللغش علاج!
20 شعبان 1440
معتز شاهين

الغش في اللغة الخدعة وإظهار النصيحة مع إضمار الباطل , وتزيين غير المصلحة , والغش أيضاً هو الكدر في كل شيء، وكذلك هو تغطية الشيء من غشي أي غطى , وفي الشرع قوله – صلى الله عليه وسلم – ( من غشنا فليس منا )فكل المعاني التي وجدت عن الغش في الشرع واللغة معان تدل على قبحه وقبح من يأتيه،..

ولكن لماذا يلجأ الطفل للغش رغم كل تلك المعاني السلبية التي تثيرها في النفس كلمة ( غشاش ) ؟!
الغش في الأساس نتاج لتربية أسرية مفككة، أب وأم يقولون ما لايفعلون؛ ويفعلون ما لايقولون، مما ينتج عنه ازدواج في نفسية الطفل، تجعله غير قادر على اتخاذ القرارات السليمة التي تتسق مع ماهو متعارف عليه قيميًا داخل المجتمع الذي يعيش فيه.

 

إذا فالأصل في الغش هو الاسرة، فحينما يجد الطفل أمه تقول له : ( قل له لست موجودا ) إذا تحدث شخص ما على الهاتف لاتريد الأم محادثته ، سينشأ الطفل شيئا فشيئا على استمراء الكذب ويصبح الغش لديه وسيلة للخروج من المواقف الصعبة كالامتحانات وغيرها من المواقف التي يلجأ فيها للغش.

 

وهناك عوامل أخرى تؤدي للغش مثل:
ضعف الضبط المجتمعي، فالمجتمع قد يعلي من شأن الغش والغشاشين، ويرى أن الغش وسيلة مقبولة للحصول على المطلوبات ، وهذا يحدث في المجتمعات التي تعلي الجوانب المادية على باقي الجوانب الأخرى.

 

ضعف مستوى التعليم بشكل عام، وكذلك ضعف دور المدرسة والمعلم. فالنظم التعليمية التي تقوم على الحفظ والتلقين يكثر فيها الغش، وكذلك اعتماد المدرسة والمعلم على نظام التقويم القائم على الامتحانات التحريرية فقط عامل يدفع الطفل ضعيف التحصيل إلى الغش لجلب الدرجات والهروب من الرسوب.

 

هناك اسباب تعود للطفل نفسه منها ضعف ذكائه، وقلة تحصيله نتيجة لقلة تركيزه، وللأسرة هنا دور كبير في دفع الطفل للغش، فضغط الوالدين على الطفل من أجل التفوق، وعدم التعامل مع امكانية الطفل العقلية الواقعية، تدفع الطفل للجوء للغش للهرب من العقاب الاسري الذي سيقع عليه في حالة فشله أو رسوبه.

 

وإذا كانت مشكلة الغش تنبع من الاسرة فالحل يبدأ كذلك من عندها:
- على الاسرة تعويد الطفل على القيم الحميدة والتمسك بها، وأن يكون الوالدان قدوة يقتدى بها للخير والفلاح. مع ضرورة تربية الأبناء على الطعام الطيب والحلال لزيادة القدرات الذهنية والتركيز وصفاء القلب.

 

- إعلاء الجانب القيمي لدى الطفل وتربية الوازع النفسي لديه ( الضمير )، وذلك بتذكيره بأن الله يراه ويعلم ما يفعل، وأنه – سبحانه – لايرضى بالغش وسيلة للنجاح.

 

- أن نغرس في الطفل أن الغش هو وسيلة ( للنجاح المزيف ) وأن صاحب ذلك النجاح سينكشف كذبه وغشه ولو بعد حين.

 

- على الاسرة أن تتعامل مع قدرات الطفل العقلية وفقا للواقع، فلا يكلفوه ما لاطاقة له به،  وعدم مقارنته بأطفال أخرين مما يضع الطفل تحت ضغط نفسي يلجأ فيه للغش للهروب من هذا الضغط النفسي والعقوبات المعنوية والمادية التي تنتظره في حالة رسوبة.

 

- محاولة مساعدة الطفل على التركيز بتهيئة الجو المحيط به داخل البيت بحيث يدفعه للتركيز والانتباع للدروس.

 

- محاولة بناء وعي الطفل على أن الامتحان ليس وسيلة للعقاب والتشديد، بل من المهم ان يشعر الطفل انه خطوة من ضمن خطوات طبيعية وعادية في مراحل الترقي العمري والعقلي.

 

- متابعة الطفل علميا ومدى تقدمه وتأخره، وهذا بالتعاون مع المدرسة والمعلمين.