أنت هنا

أطفالنا والقراءة في الإجازة الصيفية ..
15 شوال 1439
أميمة الجابر

عقول الأطفال اكبر مما نتخيل، وطاقة الاستيعاب عندهم أضعاف ما نعطي لهم، و المسلم إنسان متوازن يحتاج إلى لقراءة في أمور كثيرة حتى يبقى محافظا على هذا التوازن

 

وأثناء دراسته تفرض عليه القراءة فرضا ، لكنه في أيام الإجازة يحتاج ان يحب القراءة لتكون خيارا له ..

 

 وكل قراءة في أي مجال نافع تعتبر قراءة نافعة ومطلوبة في ميزان الإسلام ولكن السؤال الذي يطرح نفسه. ماذا أقرأ لطفلي الصغير في الإجازة ، وكيف اقرا له ، وما هي الأمور التي علي الاهتمام بها ليهتم بالقراءة ؟

 

بداية علينا أن نستعين بالله سبحانه فنجدد النية أن تكون هذه القراءة بسم الله فلا يجوز أن نقرأ ما يغضب الله أو ما ينهى عز وجل عن قراءته فيجب أن تكون هذه القراءة على منهج الله عز وجل لنفع الأرض والبشرية.

 

ثم تعويد الأولاد على قراءة القران الكريم فهو أفضل ما يبدأ الإنسان به قراءته ودراسة الحديث الشريف وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأيضا الاهتمام بقراءة ما يعود بالخير على قارئها.

 

وعلى الآباء اصطحاب الأولاد الصغار لشراء الكتيبات النافعة والقصص من المكتبات .

فرؤية الطفل للقصص والكتب المختلفة واختياره لما يريد بنفسه يشجعه على قراءة ما اختاره .

 

ولكن لكي تكون قراءة أولادنا نافعة ومفيدة لابد من حسن التوجيه إلى الموضوعات أو القصص الهادفة التي يخرج الطفل أو الابن منها بتعليم خلق أو عادة طيبة,

 

 أما القراءة التافهة أو المنحرفة كقراءة الروايات الغرامية أو كتب السحر والخوارق أو ما كان منها إباحياً أو فاسقاً فهذه ليست القراءة التي أمر بها الله عز وجل في كتابه من كلمة " اقرأ".

 

 

إنني لازلت أتذكر أيام كنا ننتظر قدوم جدتي وزيارتها كل مدة، فكانت تأخذنا في المساء وتحكي لنا القصص لتي لا نمل من سماعها مهما رددتها وكررتها.. فيمكن للأم بعد انتهاء عملها أن تصطحب أولادها قبل النوم وتأخذ القصص وتتصفحها معهم في البداية مع التعليق الطريف على الصور والرسومات مع قراءتها ويمكنها أثناء القراءة أن تزيد من المعلومات التي تنفع الابن فيشعرون بالسعادة وينتظرون هذا الميعاد مع الأم.

 

يمكننا التدرج مع الطفل بداية من سن الروضة فنستعرض له قصصا تناسب سنه ولكل سن له ما يناسبه وهكذا..

 

إن  فكرة كمشاركة الأولاد مع الأب والأم في تأسيس مكتبة بالبيت شاملة كل ما هو جديد لتضفي على الطفل السعادة من كتب ومجلات، اسطوانات. أو غيره.
وقد يميل بعضنا للكتب الشرعية رغبة منه في تعليم ولده الخير ، ونهذا جيد ، لكن النفس البشرية تمل وتحتاج إلى الترويح والتسلية فلا مانع أن يقضي الابن بعض وقته في القراءة الترويحية والترفيهية، ولا مانع من قراءة الشعر والقصة، ولا مانع من قراءة بعض الأخبار الطريفة، أو بعض الطرف الجميلة، مع اعتبار ألا يكون الوقت الذي ننفقه في الترفه يسع كل الفراغ.

 

وعلينا أن نراعي أن لا يخرج الطفل من القراءة وهو متكبر بالعلم الذي تعلمه ولكن لا بد أن يحتفظ بتواضعه فما زال الإنسان يتعلم طوال عمره، ففي قوله تعالى: {عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:5]، وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: من الآية282]، وقوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الإسراء: من الآية85] إشارة أن العلم لا يؤخذ إلا بالتواضع لله سبحانه.

 

كذلك يمكننا تشجيع الأولاد على تأليف قصة نافعة من خيال الطفل وتبدأ الأم بتدوينها ووضع وجمع بعض الرسومات والصور المناسبة لكل صفحة فيسعد الطفل بعد انتهاء القصة ويشعر انه أنجز شيئا ما حسنا...