أنت هنا

إذا أفلس بنك بأمريكا ناحت له بورصاتنا
19 رمضان 1429




الأزمة المالية العالمية التي تضرب بجرانها في السوق الأمريكي والأوروبي الذي يضم بورصات كبيرة ـ أو مرتبطة بها ـ والتي خلفها انهيار بنك "ليمان براذرز" رابع أكبر بنك استثماري أمريكي تعد أحد أخطر الأزمات العالمية التي بدأت بالولايات المتحدة وامتدت لتمس معظم بلدان العالم بنسب متفاوتة.

ويعد أحد أكبر تلك الأسواق التي تأثرت بشكل واضح جداً، الأسواق الخليجية التي تضم  صناديق استثمار كبرى في تلك الدول توظف أموالها الضخمة في الأسواق الأمريكية.

ووفقاً لخبراء ماليين مصرفيين؛ فإن إعلان إفلاس البنك المذكور واندماج بنكين آخرين في الولايات المتحدة الأمريكية قد أفضى إلى تأثر في السوق الخليجي لاعتباره جزء من النظام المالي العالمي.

أما لماذا نحن جزء من النظام المالي العالمي؛ فتلك مما لا يكترث الفقهاء الماليون العرب كثيراً بالبحث في جدواه وضرورته وطرق الفكاك منه إن لم يكن ذا جدوى على المستويين الشرعي، والنفعي ـ على أدنى الفروض ـ ولا مردود مقبول لاستمراره.

المفارقة عندنا أننا نتأثر سلباً إذا انتعشت الأسواق الغربية، ونتأثر سلباً أيضاً إن أصابها الركود، وكأن علينا في الحقيقة أن ندفع ثمن نهوضها وتراجعها بلا مقابل.

إن روح قيمنا لا تتسق أبداً مع هذه التبعية المالية للغرب من جانب صناديق الاستثمار العربي، ورجال الأعمال العرب، الموجه لهذه الأموال وتدفقها إلى حقائب الاستثمار الغربية.

كيف نفسر أن أزمة الرهن العقاري الأمريكية ترهننا نحن ونسمع صداها في عواصم خليجية؟

تعود الأزمة الائتمانية الأمريكية إلى توقف عدد كبير من المقترضين عن سداد الأقساط المالية المستحقة عليهم فلماذا نخسر نحن؟ وإذا تكبدت أكبر مؤسستين للرهن العقاري في أمريكا وهما فاني ماي وفريدي ماك خسائر بالغة تبعاً لذلك؛ فلماذا علينا أن نتحمل مع الولايات المتحدة نصيبنا من هذه الخسارة؟

المواطن الخليجي خصوصاً والعربي عموماً قد لا يملك "دندنة" الخبراء، لكن من حقه أن يسأل عن دواعي هذا الارتباط العضوي مع مؤسسات نخسر حين تربح ونخسر حين تخسر!!

هاتان المؤسستان وحدهما تتعاملان بنحو 6 تريليونات دولار، تعادل ستة أضعاف حجم اقتصادات الدول العربية جميعها، وإذا كنا شركاء في تحمل نفقات سكان الولايات المتحدة فلنجنِ خسائرنا منها، وإذا لم نكن فلماذا نقحم في هذه الأزمة؟ ولماذا نتداعى نحن لنحمل مع المستثمرين الأمريكيين أوزارهم الاقتصادية؟

إن هذه تساؤلات المواطن العربي البسيط، وقد تكون في بساطتها أحجية للخبراء، أو قد يمكنهم تبسيط الأزمة لاعتبارنا جزءًا من هذا العالم نحزن حين يحزن ونحزن حين يفرح!!