السيد شحتة
أنهيت الصلاة وأنا أتذكر زلاتي وتقصيري الدائم في حق الله الذي أفقدني أي قدرة على الخشوع وجعلني أشعر وأنا واقف بين يديه أن هذا ليس هو المكان الذي يستحقه شخص مثلي .. عند هذا الخاطر ذكرت نفسي برحمته جعل وعلا وأنه لا يغلق أبوابه في وجه المقصرين من عباده مهما بلغت ذنوبهم.
بعد طول تفكير توصلت أن المشكلة ببساطة أن هناك شيئا من القسوة والجمود الذي يحكم الآن أجزءا واسعة من قلبي وبالتالي فأنا لن أستطيع العودة إلى الله من جديد والتوبة على ما فعلت إلا من خلال تفتيت صخرة القسوة.
طرت إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بي، حيث بدأت أستمع إلى محاضرة عن إصلاح القلوب وكليّ أمل أن يرق قلبي قليلا بحيث أستطيع تلاوة القرآن أو الصلاة للخروج من تلك الأزمة التي تفرض نفسها عليّ.
بعد فترة وجيزة انتبهت لنفسي كنت غارقا في التفكير في عدد من مشاكل الأسرة والمنزل والعمل، ولم أكن أستمع على الإطلاق للمحاضرة التي أوشكت على الانتهاء ..
ليس هناك فائدة على الإطلاق مني فأنا كثير الزلات والخطايا، وكيف يريد من هو مثلي أن يستمر في تقصيره وأن ينعم بالهدوء والسكينة والاستقرار النفسي، ليست هذه سوى أوهام شخص لاه ومقصر في حق الله .. تبا لسيل المعاصي الذي انفجر في داخلي ويأبى أن يتوقف ويصر على أن يضاعف من حجم احتقاري لنفسي الأمارة بالسوء.
صدمني الشعور الذي سيطر عليّ بأنه ليس لأي شيء جدوى طالما كان الإنسان يحترق من داخله، هكذا دون أن يستطع إيقاف زحف النيران التي تسري داخله والتي لا يدري ..
اشتد الضيق في صدري حتى بدا لي الأمر فوق طاقتي على الاحتمال وناديت من أعماقي يارب .. برحمتك أستغيث .. فجأة انهمر نهر الدموع من عيني يبكي ذنوبا كثيرة وعينا لاهية وقلبا غافلا ومع انهماره بدأت أشعر تدريجيا بالراحة والسكينة وعلى الفور هرعت إلى الصلاة وطاقة جديدة من النور تفتح في صدري وساعتها شعرت وكأني ولدت من جديد بعد أن غسلت أوجاعي في نهر الدموع
نشر بمعرفة : البرنامج الإيماني ( بتصرف )