6 ذو الحجه 1430

السؤال

فضيلة الشيخ:
كثيراً ما نسمع أن خادم الحرمين الشريفين قام بغسيل الكعبة، فهل هناك أصل أو دليل لغسل الكعبة؟
وجزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
الشيخ فهد العيبان

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
غسل الكعبة وتطهيرها وتطييبها عن كل ما يدنسها حسياً ومعنوياً أمر مشروع بل قد يكون واجباً كتطهيرها من أدناس الشرك، يقول الله تعالى: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (الحج: من الآية26).
وهذا أمر عام بالتطهير ويدخل فيه تطهيرها من الأنجاس والأرجاس، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه طهرها من الأصنام التي فيها، وكذلك الصور التي صورت على جدرانها عام الفتح، كما أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام... الحديث (البخاري 1524)، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صوراً قال فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول: "قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون" أخرجه أبو داود الطيالسي (623) بسند فيه ضعف.
وأخرج ابن أبي شيبة (38074) بسند ضعيف عن ابن عمر وفيه ثم أمر بلالاً فرقى على ظهر الكعبة فأذن بالصلاة وقام المسلمون فتجردوا الأزر وأخذوا الدلاء واتجزوا على زمزم يغسلون الكعبة ظهرها وبطنها فلم يدعوا أثراً للمشركين إلا محوه أو غسلوه".
وروي عن عائشة أنها قالت: طيبوا البيت فإن ذلك من تطهيره.
وروي عن ابن الزبير أيضاً أنه كان يجمر الكعبة كل يوم وكل جمعة.
وكل هذه الآثار تدل على أن غسل الكعبة وتطييبها وتجميرها له أصل عند السلف إلا أنه لم يثبت في ذلك وقت محدد أو كيفية محددة. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين