28 شوال 1429

السؤال

أنا شاب سوري لا أستطيع النزول لسوريا وتزوجت من فتاة سورية من السعودية وفي أيام العقد طلبت أن أسمح لها النزول لسوريا ووافقت وبعد الزواج لم أستطع أن أسمح لها بالسفر مع أهها بدوني ورفضت نزولها لسوريا مع أنها محجبة وأهلها في سوريا محافظين فهل عأنا مخطئ..

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

شكر الله تعالى لك ثقتك، وأسأله لك التوفيق والرشاد
أولاً تهانينا بزواجك، وندعو الله تعالى لك بالذرية الصالحة وحياة زوجية سعيدة هانئة ثم نؤكد على أمرين مهمين الأول يتعلق بصلة الرحم والثاني يتعلق بمدى العلاقة التي يجب أن تسود في الأسرة وآلياتها ووسائل وطرائق حلول بعض الإشكاليات التي يمكن أن تتعرض لها الأسرة في بداية تكوينها.
ولا شك أنك تعرف أن المسافرين والذين هم من غير الوطن تربطهم بأوطانهم مشاعر الحنين والشوق إلى الأهل والأصدقاء والمعارف والجيران والأقارب وهذا أمر فطري وموجود عند كل الناس، وزواجك هنا وعملك هنا وارتباطك بابنة بلدك دون أن يشاركها أحد من معارفها أو أقاربها أمر له أثر سلبي في النفس أما وقد تم الزواج فالحمد لله وقد سافرت إلى بلدها وأهلها أثناء العقد فهذا جميل ولم يكن أصلاً من حقك قبل العقد منها، أما الآن لما أصبح الأمر من حقك التحكم والسيطرة تأخذ الأمر بصلابة وترفض كان من الجميل أن توافق على سفرها بصحبة محرم من أهلها لزيارة أقاربها إذا رغبت في ذلك ففيه تناغم وترضية وتغيير للجو الذي تعيشه هنا كعادة كل الغرباء معارف قليلة وأصحاب نادرين وزيارات معدودة وفسحة محدودة، ولا مانع من سفرها مع أهلها في إجازة قصيرة تجدد فيها حبك وشوقك واشتياقك لها مرة أخرى، خاصة أن أهلها محافظين ولا يخشى عليها إن شاء الله.
وفيما يتعلق بالعلاقات التي يجب أن تسود فهذا أمر مهم يبنى على التفاهم والمودة وهما أمران بني عليهما موضوع الزواج في البداية، يمكنك صحبتها في السفر لأيام والعودة معها أو تركها مع أهلها لبعض الوقت حسن المعاشرة والمعاملة والتواصل مع الأرحام وتواصل الأجيال فيه مرضاة الله تعالى من جهة وفيه توافق اجتماعي لاستقرار الأسرة من جهة أخرى، ولو أنك منعتها كيف يكون سلوكها معكم ورضاها بالمعيشة، اجمع طرفي الخيط في يدك وكن حكيماً ولا تشطط في الحكم واتخاذ القرار.
والله معك