الهجمة العدوانية على المؤسسات الخيرية .. البوسنة نموذجا
20 جمادى الثانية 1429
عبد الباقي خليفة

أسرار الحرب على العمل الخيري العربي الاسلامي
مثل الموقف المشرف لحكومة الكويت من الاجراءات العبثية والاحتباطية والتعسفية لوزارة الخزانة الاميركية ، والمتمثلة في قرار تجميد أصول وأموال ،جمعية احياء التراث الاسلامي ، بزعم ضلوعها في دعم وتمويل تنظيم القاعدة بدون أي أدلة .مثل ذلك الموقف التاريخي والشجاع والذي يستحق الثناء والاشادة ،إذ أنه من المواقف العزيزة للدول الاسلامية التي تستحق مرتبة الشرف وسنام المجد . فقد تمكنت وزرة الخارجية الكويتية من تجميد قرار في مجلس الأمن يقر بتجميد أصول وأموال ، جمعية احياء التراث الاسلامي ، وهي جمعية خيرية لها أيادي بيضاء في مختلف أنحاء العالم ، في أوربا وافريقيا وآسيا وكل مكان تقريبا . تعرفها الحكومات والمنظمات الأهلية في جميع الدول التي تعمل بها بنظافة اليد والبعد عن الشبهات مثلها مثل بقية الهيئآت الاسلامية ولا سيما الخليجية التي أعطت صورة مشرقة عن الكويت والسعودية ودولة الامارات وقطر ، ورفعت اسمها عاليا في تلك الدول ورسخت انطباعا عظيما لدى شعوبها تجاه بلاد الخير والعمل الخيري المؤسسي ،لو أنفقت تلك الدول أضعاف ما أنقته تلك المؤسسات من الملايين لتحسين صورتها في العالم لما أنجزت ما أنجزته تلك المؤسسات لصالحها . وأقول ذلك بحكم عملي الطويل في الاعلام وتحديدا العمل الاغاثي الخليجي .
وإن كان هناك من تساؤل فهو كيف تسمح دولة مثل الولايات المتحدة الاميركية ، التي تنصب نفسها وصيا على حقوق الانسان في العالم وتزعم أنها دولة قانون أن تصدر منها مثل هذه القرارات والاجراءت بحق مؤسسات مثل " جمعية احياء التراث ، وهي مؤسسة نزيهة ومعروفة بالتزامها بقوانين الدول التي تعمل فيها وبالقانون الدولي وتحرص على ذلك ،وتوصي به موظفيها
.
. ولأنه لا يمكن تغطية كل ما يتعلق بالحرب ضد المؤسسات الخيرية الاسلامية ( المقصرة في المجال الاعلامي لحد الرثاء فهي لا تعرف بانجازاتها لدى حكوماتها والحكومات المعنية وأمام الرأي العام المحلي في دولها وفي الدول التي تعمل فيها ولدى الراي العام العالمي والمنظمات الدولية رغم انجازاتها العظيمة التي وقفنا عليها وكنا شهود عيان لها في أكثر من دولة ) ، فإننا سنقتصر على البوسنة التي واكبنا فيها نشاط المؤسسات الخيرية الاسلامية ، كما واكبنا فيها الحرب التي طالتها والتي لاتزال تطالها في هذا البلد العزيز المغلوب على أمره ،حيث هناك نفوذ طاغ للأميركان وللاوروبيين لا يستطيع أحد مقاومته .

الحرب السرية : وهذا ما كشفه تقرير تم تسريبه مؤخر على أن " المنظمات الإسلامية تحتل المقام الأول في نشاط كافة أجهزة المخابرات الدولية إذ تم تشغيل عدد كبير من المخبرين والمتعاونين معها لمتابعة نشاط المنظمات الإسلامية والعاملين بها والمتعاونين معها ومحبيها . وتخصص المخابرات وفق المصدر لهذا الغرض مبالغ مالية كبيرة " . مما يعني أن بعض وكالات الاستخبارات قد تسقط فريسة كذب مخبريها ، الذين يحرصون على تبليغ معلومات ترفع من أهميتهم حتى لو كانت كاذبة .

ومن بين المنظمات الخيرية التي خضعت وتخضع للمراقبة الصارمة لأنها عربية اسلامية نجد مؤسسات مثل مؤسسة طيبة الخيرية العالمية ( لقد ألغيت هذه المؤسسة لكن استمرت في نشاطها تحت غطاء من خلال فروعها المسجلة قانوناًوبشكل منفصل مثل المركز الإسلامي في حاجيتشي ـ 30 كيلومتر جنوب غرب سراييفو ،وجمعية الهلال الأحمر الخيرية .ومؤسسة العون العالمية ـ Human Apel International وهيئة الإغاثة الانسانية المصرية . ومؤسسة الوقف الإسلامية الخيرية ،واللجنة الكويتية المشتركة ،ومؤسسة الرحمة العالمية ،ومركز الملك فهد الثقافي ،ومؤسسة المستقبل الخيرية ( وارثة مؤسسة قطر الخيرية ) ومؤسسة FOO الخيرية ،ومدرسة الأمل الابتدائية ،ومؤسسة النور والأمل للتعليم قبل المدرسي ( حضانة ) ومدرسة المنار الابتدائية،ومنظمة الدعوة الإسلامية العالمية،ووكالة إسراء الخيرية،والندوة العالمية الاسلامية، ومؤسسة(حضانة) علاء الدين للتعليم قبل المدرسي في توزلا ، ومؤسسة ( حضانة ) رياض الصالحين للتعليم قبل المدرسي في بيهاتش ،ومؤسسة العون الإسلامي الخيرية .((moslem aidوشركة Zischi وعيادة ساناسا Sanasa . وشركة سنابل " Senabil وغيرها . وهكذا نجد أن كل المؤسسات الاسلامية تقريبا في دائرة الشبهة الملفقة.
وهناك نوع من الارهاب السياسي تمارسه الاستخبارات الدولية ضد المسلمين ولا سيما في الحكومة البوسنية للاستجابة لطلباتهم بتجميد حسابات المؤسسات الاسلامية أو اغلاقها ، ودون أي أدلة على تورطها في دعم الارهاب المزعوم أو ما شابه ، ولكن ذلك لاهداف أخرى كما سيأتي .

الارهاب ضد المؤسسات الاسلامية : لقد استجابت البوسنة مكرهة لاملاءات وارهاب الاستخبارات الدولية وحكوماتها في واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما وغيرها ،وفتح الادعاء العام في البوسنة تحقيقات تشمل ما لا يقل عن 7 مؤسسات خيرية اسلامية متهمة زورا وبهتانا بتبييض الأموال . وقالت صحيفة " نيزافيسني " الصربية الصادرة في بنيالوكا ، 240 كيلومتر شمال سراييفو ،نقلا عن مصادر في الادعاء العام البوسني " التحقيقات انطلقت بعد وصول معلومات تفيد بأن هذه المؤسسات تقوم بتبييض الاموال " وذكرت الصحيفة أسماء عدد من المؤسسات الاغاثية من دول الخليج ولا سيما دولة الامارات العربية المتحدة والكويت ،وهي المؤسسات التي استثنيت في وقت سابق من المداهمات المستمرة والاتهامات بالعلاقة مع الارهاب ،ومعظمها مؤسسات خيرية سعودية .وقال المصدر أن بعض الهيئات التي تخضع للتحقيق حاليا موجودة على لائحة الامم المتحدة للمنظمات المتهمة بدعم الارهاب . ورغم أن التهم الموجهة إلى المؤسسات الخيرية الاسلامية لم يتم إثباتها قضائيا ،ولا حتى أمنيا ،إلا أن عددا منها تم إغلاقه وهو ما ترسخ لدى الراي العام بأن الموقف منها ليس مبنيا على أساس قضائي وإنما هو موقف سياسي تم املاؤه من الخارج وبدافع من بعض الجهات الاثنية والسياسية داخل البوسنة .

وعودة للتقرير آنف الذكر فإن " المنظمات الإسلامية المذكورة والمؤسسات الخيرية والشركات الخاصة مغطاة تماماً من قبل المخابرات حيث يتم استخدام كافة تقنيات المخابرات تجاهها مثل التنصت علي المكالمات الهاتفية ومتابعة كبار المسئولين والعاملين فيها وإدخال عملائها وإيجاد المتعاونين معها من الداخل " وذلك " من أجل اكتشاف علاقاتها المحتملة مع منظمة "الشبان المسلمون " المحلية (Mladi Muslimani ) وذلك عن طريق الأقسام العملية التابعة للمخابرات والطرق الفنية العملية الأخرى مع العمل علي توفير الشروط العملية لتنفيذ محتمل للتصنت في الأماكن الرسمية والخاصة على حد سواء بالنسبة للأشخاص الذين ينفذ ضدهم عمل المراقبة , والقيام بشكل مستمر بتحليل وكشف المكالمات عن طريق الهواتف الثابتة والجوالة التي يستخدمها الأشخاص المعنيون بهدف التعرف على علاقاتهم ولغرض محاولة توفيق عملي محتمل مع بعضهم وتوجههم تجاه المجموعة المذكورة "

أحط أنواع الايذاء : لم تكتف الجهات المعادية للعمل الخيري العربي الاسلامي ، بنشر الاكاذيب ضد المؤسسات الخيرية الاسلامية ، حول علاقتها بالارهاب ، وتبييض الأموال ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ،وهو الزعم بأنها تنتج أسلحة بيولوجية ( هكذا ) وهذا ما حصل في البوسنة فقد قام فريق تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالية الاميركية ، الاف بي آي ،مؤخرا بتفتيش مقرات هيئات إغاثة اسلامية في سراييفو ،وبيوت موظفيها بحثا عن أسلحة بيولوجية داخلها ، لكنها لم تعثرعلى أي شئ من ذلك القبيل وفق ما صرحت به الشرطة البوسنية ، التي اشتركت في التفتيش كدروع بشرية !.

وكانت معلومات استخبارية ، وفق مصادر اعلامية محلية ،في البوسنة "قد وصلت مكتب التحقيقات الفيدرالية الاميركية ، الاف بي آي ،الذي سارع في إرسال وفد من خبراء الاسلحة البيولوجية إلى سراييفو ومن ثم مداهمة مقرات الهيئآت الاغاثية ومنازل موظفيها بحثا عن تلك الاسلحة ".وتعتبر المؤسسات التي تمت مداهمتها وتفتيشها من بين الهيئات الاغاثية التي تعرضت في السنوات الماضية ولا سيما سنة 2002 م للمداهمة والتفتيش وعلى رأسها مؤسسة ، يو تي إن ، الباكستانية ،ومؤسسة طيبة انترناشيونال ، وغلوبال ريليف فونديشن . وقد اتهمت مؤسسة يوتي إن ،الباكستانية سنة 2002 م بالاعداد لهجمات ارهابية بالاسلحة البيولوجية في الولايات المتحدة الاميركية . لكن تلك التهم لم تثبت عند تمحيص المعلومات الاستخبارية التي وصفتها بعض المصادر ولا سيما الاغاثية في حينها بالكيدية . وتحتفظ وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وكذلك مكتب التحقيقات الفيدرالية بمكاتب لها في البلقان منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 م. وتقوم بمراقبة الأشخاص والهيئآت المختلفة ولا سيما ذات الطابع الاسلامي ،وبالأخص الأجنبية ،وتحظىالجهات العربية بما فيها الدبلوماسية بمراقبة مكثفة وخاصة .

وقال موظفون يعملون بالمؤسسات المذكورة ، طلبوا عدم الاشارة إلى أسمائهم ، في اتصال هاتفي أجراه معهم " المسلم " "بالفعل تم اقتحام مقر سكنانا وكذلك مقر المؤسسة، ولم يعثروا على أي شئ كما صرحت بذلك الشرطة البوسنية "وعن سبب الاقتحام من وجهة نظرهم أجمع كل من اتصل بهم " المسلم "على أن السبب والهدف من ذلك " وجود معلومات كاذبة كيدية يهدف أصحابها منذ عدة سنوات لتلطيخ سمعة الهيئات الاغاثية بالمعلومات الكاذبة " و" وهم ( الجهات التي أخبرت الاميركان ) كانوا يتمنون لو كانت أكاذيبهم صحيحة لتقديم الدليل على أن الهيئات الاغاثية متورطة في أعمال منافية للشرع قبل أن تكون منافية لاصول الضيافة والقيم الانسانية التي حث عليها الاسلام " وقال موظفوا الاغاثة الذين تحدث إليهم " المسلم " أنهم تعرضوا لازعاج شديد وانتهاك خصوصياتهم أثناء التفتيش ، بينما أشار مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى أنهم مارسوا عملهم بمهنية وحددوا أماكن عمال الاغاثة أثناء البحث ، ثم أطلقوا سراحهم واعتذروا لهم بعد نهاية التفتيش ، حيث لم يعثروا على أي شئ . وفق المصادر الثلاثة ، الاف بي آي ، والشرطة البوسنية ، وموظفي الاغاثة .

تطوير العمل الاغاثي المحلي : لقد أدى حصار وضرب العمل الاغاثي الاسلامي إلى بروز ( بدائل ) محلية ضعيفة جدا نظرا لحالة الفقر التي عليها المسلمين في الكثير من المناطق ، حيث تقوم منظمة الشباب المسلم ** في البوسنة بجهود متوضعة على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية رغم قلة الامكانيات وحدة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلادهم منذ حرب الابادة التي تعرض لها المسلمون سنة 1992 م. ورغم أن الغالبية العظمى منهم من الشباب الجامعي إلا أنهم استطاعو توفير الجهد الناصب والقليل من المال لمساعدة النشئ المسلم على تعلم دينه وإدخال البهجة والسرور على الأطفال المحرومين . ومن الأعمال الخيرية التي تقوم بها جمعية الشباب المسلم رعاية حلقات تحفيظ القرآن لأطفال المسلمين ولا سيما في المناطق النائية .

وقالت رئيسة إدارة الأعمال الخيرية في الجمعية ، أنديرا هرتسغوفاتس ، " للمسلم " " نقوم بجمع الأموال من الأعضاء وممن يجد في نفسه الاستعداد والقدرة على التبرع بما يستطيع " وعن مقدار التبرع أو الحد الأدنى ، ذكرت هرتسغوفاتس " ليس للطلبة رواتب أو أي دخل مادي ولكنهم يتبرعون من مصروف جيوبهم وبثمن قهوة وهناك من يحرم نفسه من بعض الضروريات للمساهمة في المشروع "وأشارت إلى أنها تذهب كل مرة بكيس من النقود المعدنية التي يتبرع بها الطلبة وغيرهم إلى البنك لاستبدالها بأوراق نقدية لتسهيل عملية الشراء من المحلات " وعن المواد التي يتم شراءها ومن ثم تقديمها للأطفال الفقراء قالت " بدرجة أولى الأدوات المدرسية ثم الهدايا الصغيرة والمأكولات كالشوكولاطة والحلوى والعصائر وغيرها " وعن طريقة التنقل أجابت " لا نملك أي وسيلة نقل ولا توجد لدينا سيارة ،أحد الإخوة العرب يستخدم سيارته الصغيرة لمساعدتنا فكلما احتجنا شيئا نتصل به وهو يلبي النداء فورا ،ولكن عندما نريد التوجه إلى الأماكن البعيدة نحتاج إلى سيارة نقل للبضائع وهي سيارات لا توجد بها مقاعد فنضطر لتحمل كل المشاق في الطرق الوعرة .

"وعن آخر حملة قامت بها الجمعية قالت "بمناسبة رأس العام الهجرية نظمنا حملة لجمع التبرعات ونقلنا مواد مدرسية وهدايا للأطفال الفقراء في براتوناتس القريبة من سريبرينتسا حيث وزعنا المساعدات على أربع قرى " وناشدت أهل الخير في الدول الاسلامية ولا سيما المنظمات الشبابية إنشاء جمعيات مماثلة سواء لمساعدة الأطفال في بلدانهم أو ارسال المساعدات إلى أطفال المسلمين عبر العالم عن طريق المنظمات الشبابية ومنهم أطفال البوسنة الذين يتعرضون لعمليات ممنهجة لسلخهم عن دينهم . كما بدأت مدرسة " دار الوالدين للايتام قزاز " في جمع التبرعات من المحسنين في مساجد البوسنة ولا سيما سراييفو بعد حصار استمر طويلا على مركز التمويل في السعودية ،لتتمكن من توفير الطعام للايتام الذين تكفلهم الدار التعليمية .

وقد حث أئمة بعض المساجد في العاصمة البوسنية للتبرع للمدرسة التي لم تعد تابعة لمؤسسة " الحرمين والمسجد الاقصى " الخيرية بعد أن تولت لجنة بوسنية تضم في عضويتها وزير الخارجية البوسني الاسبق زلادكو لوجومجيا وتطلق على نفسها " سفاتلو بودوجنوست " أي " نور المستقبل " مهمة الاشراف على المدرسة . إلا أن التبرعات كما أكد ج ص أحد المسؤولين في المدرسة " للمسلم " لا تفي بالحاجيات الملحة للمدرسة والتي تبلغ نفقاتها الشهرية نحو نصف مليون دولار " بل لا تمثل نسبة 0،1 % من حاجيات الطعام فضلا عن الضورويات الاخرى " وتشكو المدرسة منذ انتقالها إلى أيدي البوسنيين من ضعف الموارد المالية ومن الازمات المتلاحقة بتعبير عضو مجلس إدارة المدرسة ناظم عابد خليلوفيتش الذي حث المواطنين عبر مكبرات صوت أحد المساجد للتبرع للمدرسة " التي تعيش أزمة " وكانت الحكومة البوسنية قد جمدت في وقت سابق الحسابات المصرفية للمدرسة بعد اتهامات خارجية لها ، وهو ما نفاه القائمون عليها آنذاك والذين عاد معظمهم إلى بلدانهم أو انتقلوا لممارسة أعمال أخرى في البوسنة ودول أخرى .

وقال عدد من طلبة المدرسة " للمسلم "" بدأت عمليات التقشف بغياب المشروبات والعصائر من طاولات الطعام ثم تطورت الامور إلى مستوى الوجبات التي يتم تقديمها " وتسري شائعات داخل المدرسة وخارجها عن تخفيضات في عدد الموظفين وعمال النظافة وربما المدرسين للتغلب على الازمة التي تضييق الخناق على إدارة المدرسة .
ويقول البعض إن إدارة المدرسة قد تلجأ لتأجير بعض مباني المدرسة والصالة الرياضية لتوفير بعض العائدات التي من شأنها سد بعض الاحتياجات الضروروية للمدرسة . ومن المقترحات الاخرى فتح مدرسة خاصة يتم فيها قبول الطلبة بمقابل مادي يصرف الفائض منه على مدرسة الايتام .
لكن أي من هذه المقترحات والاجراءات لم يتم التوصل إلى أي حل نهائي بخصوصها . وكانت الجهات السعودية المالكة للمدرسة قد سجلتها رسميا كوقف تابع للمشيخة الاسلامية في البوسنة منذ عدة شهور . وقد سمعنا ونحن ننهي هذا التقرير أن المياه عادت لمجاريها و أن وضع المدرسة تحسن بعد عودة التمويل من المملكة العربية السعودية .

أهداف الحرب ضد العمل الخيري : لقد أثبت العمل الخيري العربي الاسلامي نجاعته ونجاحه في تخفيف الكرب عن المكروبين والآلام عن الجرحى والمعذبين ، وحقق أهدافه الانسانية في مساعدة المستضعفين والمحرومين فكفل آلاف الايتام وحفر آلاف الآبار وبنى آلاف المدرس وأقام آلاف المساجد وقدم الدواء والكساء لملايين البشر في أوربا وافريقيا وآسيا ولا سيما المسلمين المضطهدين في العالم وضحايا الحروب والعدوان والكورث الطبيعية .

وهذا ما أغاض الاعداء ولا سيما أولئك الذين يستغلون تلك الكوارث لمضاعفة آلام الناس واستغلال حاجتهم فيقدمون لهم ايديولوجياتهم مقابل الطعام والكساء . ولكن المؤسسات الاسلامية أفسدت عليهم تجارتهم تلك فعزمو على محاربتها ،وقبل 11/ 9 الذي يتعلل به البعض . وللأسف فإن الامم المتحدة وبرامجها والمنظمات المتفرعة عنها والتي تمول من قبل حكومات اسلامية وتتلقى منها الهبات باسم دعم العمل الانساني ، تقوم بتمويل منظمات تنصيرية تعمل في أوساط المسلمين في أوربا وافريقيا وآسيا ، كعمل بالوكالة .

وعوض أن تتلقى المؤسسات الاسلامية بدورها الاموال من الامم المتحدة مثل بقية المؤسسات الخيرية في العالم يتم ضربها بهذه الطريقة البريرية والهمجية . وقال مدير مؤسسة خيرية اسلامية في البوسنة " للمسلم " طلب عدم ذكر اسمه " الهدف من التحقيقات هو تشويه العمل الخيري الاسلامي أمام الراي العام "وأضاف " لقد تم إغلاق مؤسسات إغاثية اسلامية بحجة أن لها علاقة مع الارهاب ، فلماذا لم يتم سجن أصحابها إذا كان الأمر كذلك "وتابع " إذا كان للمؤسسات الاغاثية علاقات مشبوهة مع الجريمة المنظمة كتبييض الاموال والارهاب كما قيل سابقا ،لماذا لم يتم نشر الادلة الدامغة في وسائل الاعلام بدل الاتهامات الفارغة من أي مضمون حقيقي " .

وقد امتنع الناطق باسم الادعاء في البوسنة " بوريس غروبوشيتش " في اتصال هاتفي أجراه معه "المسلم " عن الادلاء باي معلومات حول التحقيقات الجارية في الوقت الحاضر .
وقال " ليس لدي معلومات حول هذه القضية ولذلك لا أرغب في الحديث عنها "وتابع "هناك جهات تتابع عمل المؤسسات الاغاثية الاسلامية ولا تريد الافصاح عما تعمله ولهذا ليس لدي معلومات أقدمها لكم " ويعتقد العاملون في المؤسسات الخيرية الاسلامية أن " التحقيقات الجارية والتي سبقتها منذ 11 نوفمبر 2001 م وحتى قبل ذلك بكثير تهدف لتشويه العمل الخيري الاسلامي ، والشخصيات المرتبطة به ،و إعطاء صورة منفرة عنه للراي العام والجهات الداعمة له ، والمستفيدة منه على حد سواء " .
ـــــــــــــــــ
** رقم هاتف الجمعية في سراييفو / البوسنة / 0038733271471
الايميل : [email protected]