22 ذو القعدة 1434

السؤال

فضيلة الشيخ حفظكم الله:
ورد في بعض الروايات بأن " عمر رضي الله عنه كان يقبل الحجر، ثم يسجد عليه، ثم يقبله، ثم يسجد عليه ثلاث مرات." فهل يشرع هذا ؟
وكيف يكون السجود على الحجر وهو مرتفع؟

أجاب عنها:
الشيخ فهد العيبان

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السجود على الحجر الأسود جاء من حديث محمد بن عباد بن جعفر أنه قبل الحجر وسجد عليه، ثم قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يقبله ويسجد عليه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل وسجد عليه ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا، ففعلت. أخرجه أبو داود الطيالسي وابن خزيمة بسند ليس بالقوي، وأخرجه عبد الرزاق من طريق آخر عن محمد بن عباد به جعفر، أنه رأى ابن عباس رضي الله عنهما قبل الركن ثم سجد عليه، ثم قبله، ثم سجد عليه، ثم قبله، ثم سجد عليه. وسنده صحيح وهو أثبت من الحديث الأول، وقد حسن الإمام أحمد حديث ابن عباس هذا.
وعلى هذا فالسجود على الحجر الأسود مشروع عند جمهور العلماء، حكاه ابن المنذر عن عمر وابن عباس وطاووس والشافعي وأحمد وتفرد مالك فقال: بدعة، وخالفه الجماهير، إلا أن السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم هو التقبيل فقط ولم يثبت عنه السجود كما جاء في حديث عمر المتفق عليه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.
وصفة السجود على الحجر أن يلصق جبهته عليه كما يسجد على الأرض. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.