ذكرت مصادر صحفية بريطانية أن الولايات المتحدة تحتجز 50 مليار دولار من أموال العراق وتستخدمها كورقة ضغط لإرغام العراق على التوقيع على معاهدة تحالف أمني إستراتيجي طويلة المدى .
وأعرب كثير من مراقبي الوضع العراقي أن الإدارة الأمريكية تهدف من وراء هذه الاتفاقية إلى تمديد وجودها العسكري في العراق وإضفاء صفة الشرعية والديمومة عليه, خاصة وأن القيادات المسيطرة على مقاليد الحكم هناك تدين بالولاء للمحتل الأريكي لكونها صنيعته .
وذكرت صحيفة الإندنبندنت البريطانية أن المفاوضين الأمريكيين يستخدمون ورقة بقيمة 50 مليار دولار قد تم تجميدها بموجب قرارات قضائية أمريكية ضد العراق للضغط على العراقيين من أجل القبول ببنود المعاهدة الأمنية والعسكرية التي تقيد العراق وتجعله تابعًا للولايات المتحدة بصورة مستمرة، حيث تمنح الاتفاقية أمريكا أكثر من 50 قاعدة عسكرية .
وأوضحت الصحيفة قدرة أمريكا على تهديد العراق بخسارة 40% من احتياطياته من العملة الصعبة؛ لأن استقلال العراق ما زال مقيدًا بميراث الحصار الدولي المفروض عليه منذ غزو صدام حسين الكويت عام 1990، وهو ما يعني أن العراق ما زال يعتبر تهديدًا للأمن والاستقرار الدوليين بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
وعليه فإنه بموجب هذه الاتفاقية سيكون بمقدور القوات الأمريكية, اعتقال أي عراقي، وشن حملات عسكرية دون الرجوع للحكومة العراقية، ولن يخضع جنود المحتل أو المتعاقدون معه للمساءلة القانونية، أي أنهم محصنون من أي ملاحقة من قبل القضاء العراقي .
وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوض الأمريكي سيجعل مقابل الإفلات من قيود البند السابع هو التوقيع على معاهدة التحالف الأمني والاستراتيجي مع الإدارة الأمريكية .