21 ربيع الأول 1435

السؤال

ما حكم رفع اليد للدعاء للميت عند القبر؟

أجاب عنها:
د.عبدالله آل سيف

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فيجوز رفع اليدين في الدعاء عند القبر وغيره ، وليس للقبر خصوصية بالرفع دون غيره ، ودليل الجواز عموماً ما ثبت في الصحيحين عن أبى موسى قال دعا النبى - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ ، ثم رفع يديه فقال: « اللهم اغفر لعبيد أبي عامر » .
ورأيت بياض إبطيه فقال: « اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس » .
قال ابن حجر رحمه الله : يستفاد منه استحباب التطهير لإرادة الدعاء ، ورفع اليدين في الدعاء ، خلافا لمن خص ذلك بالاستسقاء."يعني الرفع.
وأخرج الشيخان عن أنس ، قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في الدعاء ، حتى يرى بياض إبطيه.
وأما ما في الصحيحين عن أنس أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه. فهو حكاية عن نفسه ، ولا ينفي رؤية غيره ، وقد صحت رؤية غيره له يرفع في غير الاستسقاء في أكثر من موضع.
وورد الدعاء عند القبر فيما أخرج أبو داود عن عثمان بن عفان أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم واسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل.وصححه الحاكم .فإنه يدل على مشروعية الدعاء عند القبر لكن ليس بصورة جماعية فتلك بدعة محدثة ، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين