16 رجب 1429

السؤال

أعمل مدرسة في إحدى المراكز الصغيرة للمرحلة الابتدائية وأرى التلاميذ مبتلون بالعنف الشديد وسوء الخلق،كيف أتعامل معهم ؟وكيف استفيد من وظيفتي لنشر الوعي الديني والأخلاقي بشكل صحيح؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائلة الكريمة:
التدريس للمرحلة الابتدائية بالخصوص يحتاج إلى الصبر والحلم بدرجة كبيرة قد لا يقوى عليها كل الناس ..
والحق أن هذه السن من أهم مراحل العمر , ولذلك فالمتخصصون يوصون باختيار المعلمين على درجة كبيرة من الخبرة والعلم ليقوموا بمسئوليتهم تجاه تلك المرحلة ..
وقد أقبل منك وصفك لهم ب( العنف الشديد ) على اعتبار سلوك مؤقت , لأنه قد يصعب أن نصف الأبناء في تلك المرحلة بالعنف الشديد, وإنما يكونون أكثر حركة وأكثر نشاطا ولاشك أكثر تقليدا لما يرونه من مشاهد الحياة اليومية ومشاهد التلفاز وغيره وينطبع في أذهانهم أساليب الضرب والقسوة والتعامل العنيف مع بعضهم البعض إذ لا يستطيعون تطبيق ذلك إلا على بعضهم بعضا..
أما وصفنا إياهم بالعموم بالعنف الشديد فدعيني أيتها الكريمة أخالفك ذلك ..
إن سلوك الأبناء في هذه المرحلة يعتمد بالأساس على توجيه القدر الكبير الكامن فيهم من الحيوية والنشاط وحب اللعب وحب الاستمتاع بأوقاتهم..
وقد وجد المتخصصون أن أسلوب الملاحظة القريبة هو الأسلوب الأهم في متابعة الأطفال في هذه السن ومعرفة صفاتهم , فمن المهم بمكان لك ولكل المربين لهذه المرحلة اعتماد الملاحظة القريبة ابتداء لفترة طويلة قبل أن تبدئي بصياغة برنامجك التربوي الخاص بهم لمعرفة قدراتهم المتباينة وصفاتهم المختلفة ..
ثم إن قدرتك على نشر المفاهيم الشرعية والتربوية والأخلاقية في قلوبهم يعتمد بالأساس على قدرتك على دخول قلوب تلاميذك الصغار وحبهم لك , وتقديرهم لك كذلك , فالحب هو طريق التوجيه لتلك الفترة الابتدائية من العمر , وتستطيعين الوصول إلى قلوبهم بحسن معاملتهم والإحسان إلي كل منهم على حده ..
ثم بعد ذلك يأتي مقام القدوة فينظر التلميذ إلى أستاذه الذي يحبه فيقلده في أعمال الخير , استعدي إذن لذلك بأن تختاري أساليب السنة النبوية في الكلام والتعليق والتصرف وغيره ..
كذلك هناك أساليب مهمة يجب ألا يغفليها تستطيعين بها كسب الأبناء وتوجيههم للخير وهو أسلوب التشجيع لهم والتحفيز بالثواب ..سواء بالكلمة أو بغيرها ..
ويلزم أن يشترك في توجيه ألأبناء في تلك المرحلة معك دوما الوالدان والعائلون للأبناء دوما بحيث تقوم الأسرة بدور متكامل مع دورك الذي تقومين به ..
وأوصيك في النهاية بكثرة قراءة البحوث العلمية التي كتبت لتلك المرحلة وسؤال الخبراء بصورة مستمرة ..وفقك الله