صيد الإعلام
14 جمادى الأول 1429
المسلم - خاص


أمس واليوم وغداً.. حلول جذرية لأهل السنة في لبنان


يختلف هذا الصيد في أنه يقرأ الواقع السياسي وصداه الإعلامي لما جرى في لبنان مؤخراً من هجمة رافضية لحساب النظام الصفوي في قم للبدء في إنهاء الوجود السنيّ العريق في هذا البلد، مع استشراف آفاق المستقبل تأسيساً على معطيات التاريخ الراسخة.
• ما من شك في أن حزب اللات ليس وليد اليوم بل ثمرة مُرّة من ثمار جهد منظم ومدروس امتد زهاء ربع قرن من التسلل المجوسي ،وصولا إلى احتكار السلاح تحت راية"المقاومة"الكاذبة الخاطئة.
• بيد أن ذلك لم يكن كافياً لمحاصرة أهل السنة والجماعة واستضعافهم إلى ما نراه اليوم،بالرغم من سياسة تهميشهم الموازية لتعزيز إمكانات الرافضة بكل السبل.فلقد كان أهل السنة أبعد الناس عن التسلح حتى عندما كانت سائر الطوائف هناك تتسلح،ولذلك خرجوا من الحرب الأهلية ضعفاء مشتتين مهانين.كما خاب رهان زعاماتهم الممسوخة على التغريب والعلمنة في غابة من الانتماءات الدينية الصارخة لدى الآخرين كافة!!
• أثبتت الحقائق التاريخية الأكيدة استحالة إقامة دولة فعلية في لبنان من أي نوع،بسبب الموزاييك الطائفي العجيب،ورفض الآخرين عملياً تعزيز سلطة الدولة لتكون فوق الطوائف.ولم يصدق هذه الأكذوبة ويدفع ثمنها سوانا بسبب قصر نظر قيادات السنة سياسياً.ولذلك تلحظ قوة الزعامات الدينية للآخرين على جميع أتباعها في حين يشكو أهل السنة من العكس تماماً.
• ولم يشهد لبنان حياة مستقرة مدة عشر سنوات متصلة منذ أن فرض الغرب الصليبي على الدولة العثمانية منحه حكماً ذاتياً باسم"متصرفية جبل لبنان" حتى يومنا الحاضر.
• الخيارات المفروضة الآن بحكم موازين القوى على الأرض لا تتيح لأهل السنة هناك سوى الرضوخ لهيمنة التحالف الصليبي الرافضي(عون-نصر الله)!!وهذا الهوان لا يرضاه إنسان أكرمه الله بنعمة الإسلام الحق.وما من شك في أن طبيعة الممارسة السياسية البعيدة عن الالتزام بالهوية الإسلامية الصريحة الصحيحة،آلت بأهلنا في لبنان إلى أن يفقدوا زمام المبادرة في ظل غياب القوة العسكرية لهم،وبناء على سلوك قيادات أتاحت لأعداء السنة من العملاء الفعليين لمشاريع اليهود والنصارى أن يقلبوا الحقائق ويصوّروهم على النقيض من صورتهم النقية.فما البدائل يا ترى؟
وهذا السؤال حيوي ومصيري ولا سيما أن الإحباط الراهن قد يجد من يستغله لتمرير الفصل الختامي من المؤامرة الكبرى وإقناع السنة اللبنانيين بأنه"ليس في الإمكان أبدع مما كان"وأن"الواقعية" تعني الاستسلام لسيطرة القوى الحاقدة.
إن لدى أشقائنا هناك فرصة لا تعوض للخروج مما هم فيه،تبدأ بعودة فعلية إلى الالتزام بالمنهج المتميز لأهل السنة عقيدة وشريعة،والإصرار على هويتهم الفريدة،ثم بعد الاستعانة بالله وحده يجب الإسراع في الاستعداد لدرء العدوان بالتسلح والتدريب المكثف.وعليهم ألاّ ينخدعوا بأسطورة دولة لا وجود لها أو جيش ثبت انحيازه إلى جانب الانقلاب المجوسي.وسياسياً ينبغي لهم عدم الخوف من "فزّاعة"التقسيم،فهو –عند الاضطرار-خير من مصير أهل السنة في إيران الذين يُسامون سوء العذاب ويُضْطَهَدُون اضطهاداً ليس له مثيل في العصر الحديث كله.
إن الدفاع عن النفس واجب شرعي بل هو حق إنساني تقره الأعراف العامة دائماً بدليل النص عليه حتى في الميثاق الجائر لمنظمة الأمم المتحدة.فليس المطلوب أن نبدأ أحداً بقتال لكن الاستسلام –مهما تكن الذرائع والمبررات-أمر لا يرضاه إنسان ذو كرامة،والمسلم الحق هو سيد الحريصين على كرامتهم لأنه يردد كل في صلاته:الله أكبر،فلا يحني جبهته إلا لخالقه سبحانه.فكيف إذا كان المطلوب منه أن يعطي الدنية في دينه.
إن العدو الحاقد سوف يجهر في حوار الدوحة بنياته المعلنة مثلما كشّر عن أنيابه في شوارع بيروت في الأيام العشرة الماضية.فليكن الجواب ما يراه لا ما يسمعه.