23 رمضان 1429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد معرفة هل الشعور بالحزن وظهور ذلك على الشخص ببكاء او كآبه وهو غير معترض على قدر الله ولا مشتكي لخلق الله ولكن من شدة الالم النفسي لما فقد او لهم ينتظره في المستقبل فيضيق الصدر به مع بذل الدعاء والوسائل لتلافي ذلك الضرر الذي يخشاة هل يعد هذا من عدم الصبر واذا كان كذلك كيف نفسر حزن سيدنا يعقوب عليه السلام على يوسف حتى فقد بصره وغير ذلك من الحوادث ؟ ارجو التوضيح وجزاكم الله خيرا

أجاب عنها:
إبراهيم الأزرق

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الفاضل:
ما سألت عنه لا يعد من الجزع ولا من ترك الصبر بل هو أمر طبعي وهو مقتضى الجبلة البشرية، ولهذا حزن أكمل الخلق صلى الله عليه وسلم على وفاة ابنه إبراهيم، وفاضت عيناه غير مرة، إما حزناً على فقد حبيب، أو رحمة بمصاب قريب، أو كليهما معاً.
والله عز وجل قد أخبرنا أن من قول أهل الجنة إذا دخلوا الجنة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر: من الآية34)، ومما فسر به الحزن هموم الدنيا وفسر بغيره واللفظ يشمل ذلك كله، فأهل الجنة في الدنيا كانوا يحزنون فما ضرهم ذلك الحزن.
والمهم أن لا يوقع الحزن في محظور أو يقعد عن القيام بأمور، فعندها يخرج الحزن إلى حد لا يقره الشرع، والمطلوب أن نأتسي برسولنا صلى الله عليه وسلم الذي ثبت عنه في الحديث المتفق عليه عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وإذا لم يسوغ صلى الله عليه وسلم قول ما لا يرضي ربنا فالفعل الذي لا يرضاه الله تعالى أشد منعاً، أسأل الله عز وجل أن يفرج همومنا وأن يكشف غمومنا وأن يذهب عنا الحزن في هذه الدار وفي دار القرار إن ربنا لغفور شكور.