عياد البلة القيادي بجماعة الإخوان السودانية: نسعى لمنع إنفصال الجنوب.. البشير يقدرنا ونقدره.. لا نسعى للحكم
13 ربيع الثاني 1429
همة برس – خاص بالمسلم

أكد عياد البلة (مسؤول المكتب السياسي والإعلامي لإخوان السودان) أن انفصال الجنوبيين عن السودان سيؤدى إلى تفتيت السودان، متهماً القوى الخارجية "الأمريكية والصهيونية" بالسعي لعرقلة مساعي الصلح، والعمل على تكوين دولة الزغاوى الكبرى بهدف إضعاف السودان، وإنهاك النظام السوداني.

وشدد عياد البلة في حوار خاص لموقع "المسلم": على أن الإدارة الأمريكية لا تريد انفصال الجنوب السوداني عن الجسد الأم بقدر ما تسعى إلى إيجاد دولتين داخل الإطار السوداني حتى يكون سودانا ضعيفا فهي تريد الجنوب داخل السودان لكن بحكم ذاتي حتى يصبح السودان دولة مشلولة لتستغل ذلك في مصالحها.

ونفي مسؤول المكتب السياسي والإعلام لإخوان السودان نية الإخوان اعتلاء الحكم في السودان الآن، فرغم أنه طموح مشروع للإخوان، إلا أنهم يرون أن السودان في حاجه إلى جبهة وتحالف يشارك فيه الجميع حتى تخرج من كبوتها، وهذا لن يأتي بالصراع على السلطة أو الاقتتال بين فئات الشعب.

ورفض البله ما يتردد حول وجود انشقاقات داخل إخوان السودان، مؤكدً أن ما حدث كان رغبة الترابي في تحويل خط الجماعة، ثم حدثت انقسامات بعد ذلك داخل حركة الترابي ذاتها بسبب الصراع على السلطة، لكن ما حدث داخل الإخوان كان مرجعه ضعف الجانب الإداري والتنظيمي، وعدم وجود وحدة فكرية.

مزيد من التفاصيل في نص الحوار:
* نريد التعرف عن أزمة دار فور من وجهة نظر الإخوان؟
** قضية دارفور هي أزمة مفتعلة، وكما قال البشير هي أزمة جلبها لنا اليورانيوم والبترول، ونحن كإخوان نبذل ما استطعنا من زيارات لدارفور، ومجهودات عملية، مثل الأعمال التطوعية، وبناء القرى، وحفر الآبار، ولدينا العديد من الإخوان من أبناء دار فور، لهم جهود كبيرة في دار فور، كما لدينا إخوان مشاركين في وظيفة "معتمد الرئاسة" أو ما يسمونه "مستشار الوالي" في دار فور، وهو الأستاذ على تنجو.

* وما هو واقع الأزمة الآن؟
** الأزمة في طريقها إلى الانفراج، ولكن كلما اقتربت من الانفراج تعرقلت مرة أخرى، بسبب من يقفون خلف تأجيجها، وهم "الأمريكان والصهاينة"، حيث يسعون باستمرار إلى أن يكون هناك دولة الزغاوى الكبرى، وهى من القبائل المتواجدة غرب السودان، وذلك بهدف إضعاف السودان وإنهاك النظام السوداني لدرجة انه لازال هناك جهات تأتى سرا وتجمع عينات من أرض دارفور بحثا عن اليورانيوم والبترول.

* وما هي رؤية الإخوان لازمة دار فور؟
** الإخوان في السودان يعلمون تماما أن السودان الآن يمر بفترة حرجة جدًا، ممثلة في عدم استقرار الجنوب، وقضية دار فور المتفاقمة إعلاميًا، وان كانت على أرض الواقع مستقرة، كما تعلمون أن هناك ما يسمونه بـ"تقرير المصير"، وهو مخطط يهدد وحدة السودان، إذا اختار الجنوبيون الانفصال عن السودان لا قدر الله, فانفصال الجنوب يؤدى إلى تفتيت السودان بكاملها.

ولهذا يعتقد الإخوان أن واجبهم هو الوقوف مع كل فئات الشعب السوداني الأخرى، والقوى المدنية، حتى تزول مشاكل السودان، وتحل تمامًا، ثم بعد ذلك يكفى الناس شر الانفصال واندلاع الحروب، ويسود الأمن، وتتحقق نهضة السودان كدولة قوية.

ومن جانبنا – نحن إخوان السودان- فقد قمنا بدعوة كافة فصائل المعارضة في شتى الأحزاب والجماعات، وطالبنهم بعدم "التمترس"، أي التشدد بالمواقف السلبية التي تضعف الجميع، وعلى رأسهم الحكومة، حتى لا نعرض البلاد لمزيدً من الفرقة، مما يطمع أعداءنا المتربصين بنا، ويشجع التدخل الخارجي.

* على ضوء الرغبة الأمريكية، في تقديركم هل من الوارد نجاح مخطط فصل الجنوب عن السودان؟
** كل الاحتمالات واردة, وأعتقد أن الإدارة الأمريكية ليست مع انفصال الجنوب السوداني عن الجسد الأم ؛ لأنها باختصار شديد تريد سودانًا بدولتين، حتى يكون سودانًا ضعيفًا، فهي تريد الجنوب داخل السودان، لكنها في الوقت ذاته تريد أن يكون له حكم ذاتي، بحيث بصبح السودان دولة مشلولة في الوقت الذي سيعملون فيه على تقوية الجنوب.

* وهل السودان يؤرقها هذا المخطط؟
** بالطبع يؤرقها ويقض مضاجعها، باعتبار أنه سيكون هناك دولة داخل الدولة، فتصبح السودان دولة غير قوية، ونرى الآن أنه في بعض الأحيان تكون الحكومة المركزية ليس لها سلطات على حكومة الجنوب، وعلى سبيل المثال: شركة بلاك ووتر وهى شركة أمريكية للجنود المرتزقة الذين يقومون بكل الأعمال القذرة في العراق الآن، هي للأسف الشديد التي ستدرب الجيش الشعبي في الجنوب!!

* لكن هل تعتقد أن هذا المخطط الأمريكي له صلة بمسألة النفط السوداني؟
** بكل تأكيد، فإن ما تقوم به الإدارة الأمريكية من تأجيج نار الاضطرابات في الجنوب السوداني، مرجعه بالأساس إلى الثروة النفطية، التي ترى أمريكا أنها قد حُرمت منها رغم أنها صاحبة الفضل في اكتشافها.

فالاهتمام الأمريكي بنفط السودان سابق على مسألة اكتشافه، على يد شركة شيفرون الأمريكية، التي أنفقت ما يفوق على مليار دولار على نشاطها هناك قبل خروجها من السودان عام 1992م، وأن الشركات الصينية والماليزية والهندية وضعت يدها ومعداتها على كل النفط السوداني الذي تستمتع به حاليا من حقول، اكتشفتها شركة شيفرون الأمريكية، وأنفقت عليه الكثير.

ولذلك فإن أمريكا تحاول استعادة سيطرتها على هذه الحقول، اعتماداً على إستراتيجية الإدارة تجاه الطاقة، والتي تعطي فيها الأولوية لزيادة الإمدادات، كما أنها تسعى لوضع يدها على هذه الحقول مرة أخرى لتصبح في مأمن بعيداً عن الارتفاع الجنوني والعالمي لأسعار الطاقة، وفي المقدمة منه البترول.

* ماذا عن جهود الإخوان لوقف استقلال الجنوب؟
** الإخوان لهم جهود طيبة من أجل المحافظة على وحدة السودان، وجعل الوحدة خيار جاذب، وهم يعملون على تقديم كل ما يغرى الجنوبيين للتمسك بوحدة السودان؛ كرفع الظلم والمعاناة عنهم، وإعطائهم حقوقهم كاملة دون انتقاص، ونحن كإخوان نتواصل معهم في هذا الإطار، لدرجة أن الحركة الشعبية نفسها تتواصل معنا.

وقد حضر معنا في آخر مؤتمر سنوي للجماعة "الأخ" أتيم جارنج نائب رئيس المجلس الوطني، وقال في كلمته في الجلسة الافتتاحية انه ما أتى إلا لمشاركة الإخوان المسلمين في المجلس الوطني مع العلم أنه نائب رئيس المجلس الوطني، والإخوان ليس لهم سوى 3 أعضاء فقط في المجلس الوطني هم: الدكتور الحبر يوسف نور الدين، والأستاذ على جاويش، والدكتور عصام يوسف.

وذكر جارنج بالحرف الواحد أنه "رغم قلة الإخوان في المؤتمر إلا أن أداءهم قويًا، وقال إنه ما ظهر خلاف داخل المجلس إلا وبُحِثَ عن الدكتور الحبر يوسف نور الدين لحل هذا الخلاف، وهو أحد القيادات المؤثرة في الحركة الشعبية.

فالإخوان المسلمين دائما يقفون مع أهل الجنوب، ويحثوهم على التكاتف لإصلاح شأن جنوب السودان الداخلي، وتنمية الإقليم من خلال المشاركة في تطويره، بنصيبهم، والتعاون مع الشمال، بتنفيذ ما اتفق عليه في الاتفاق الأخير، والخاص بالثروات، حتى نفوت الفرصة على من يتربص بنا من أعداء الداخل والخارج.

* ألا يقلقكم أن أغلبية الجنوب مسيحي، ومن ثم فإن اختيار الانفصال سوف يكون هو الأقرب للتحقيق؟
** ليس صحيحًا أن غالبية الجنوب السوداني مسيحيًا، فإحصائياتهم كشفت عن أن نسبة المسلمين أكثر من المسيحيين، إذ بلغت نسبة المسلمين 19% من السكان، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه المسيحيون نسبة الـ18%، ويدين باقي الجنوب بالوثينة واللادينية.

* وما حقيقة ما تردد عن وجود مشكلات بين الإخوان والدكتور عصام البشير؟
** القصة باختصار شديد أن الإخوان كانوا مشاركين باثنين في حكومة البرنامج الوطني، وعندما أتت حكومة الوحدة الوطنية قيم الإخوان تجربتهم في المشاركة في الحكومة، وبعد عدة جلسات قرروا أن يشاركوا بـ12 عضوًا، كما قرر مجلس شورى الجماعة بناءً على تقييم التجربة السابقة إلا يكون الدكتور عصام البشير ضمن الـ12 المشاركين في الحكومة، فرفض الدكتور عصام قرار مجلس الشورى، وخرج من الجماعة.

* وبماذا تفسر كثرة الانقسامات والانشقاقات داخل إخوان السودان؟
** لم يكن هذا انشقاقًا، وإنما تحويل لخط الجماعة قاده الدكتور حسن الترابي، ثم حدثت بعد ذلك انقسامات داخل حركة الترابي ذاتها، بسبب الصراع على السلطة، أما الانقسامات التي حدثت داخل الإخوان فكانت بسبب ضعف الجانب الإداري، والتنظيمي، وعدم وجود وحدة فكرية!.

* وماذا عن اتصالاتكم وعلاقتكم بإخوان مصر؟
** إخوان مصر هم الأصل، ونحن دائمًا على اتصال بهم، للتشاور، وأخذ النصيحة، لكن دون تدخل، فرأيهم بالنسبة لنا استشاري، خاصة وأننا الأكثر دراية بمشاكل بلادنا.

* صف لنا العلاقة بينكم وبين الرئيس البشير؟
** كما يقول الشيح صادق عبد الماجد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في السودان: لم يضايق البشير الإخوان منذ أن أتى إلى سدة الحكم وحتى اليوم, فالبشير يعتقد نفسه من الإخوان، ويقدر قيادات الإخوان، وهو على علاقة طيبة معهم، وهو حاكم مشهود له بالمواقف الوطنية، والإيمانية التي كان أخرها موقفه الذي أعلنه في مسيرة النصرة التي قامت بها الجماعة تنديدا بالإساءة إلى سيد الخلق وحبيب الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

* يعني هل نفهم من ردكم هذا أنكم راضون عن أدائه كرئيس؟
** نعم... نحن راضون عن أدائه إلى حد كبير، لكننا أيضًا نختلف معه في بعض الأمور؛ حيث نعارض سياسات حزبه، وإلا إذا اتفقنا مع هذه السياسات لصرنا منهم!!.

* إذا أمكن أن نقول أن البشير محسوب على الإسلاميين- كما قلت- فكيف ترون تعاطيه مع ملف تطبيق الشريعة الإسلامية؟
** لا بأس به.

* كيف تنظر جماعة الإخوان إلى الأزمة بين الرئيس البشير والدكتور الترابي؟
** الترابي أراد أن يكون "الكل في الكل"، وما حدث هو خلاف على السلطة بين الطرفين؛ حيث أراد البشير أن ينفرد بالسلطة كلية.

* ألم تنصحونه بخطورة هذا المسلك؟
** نحن ننصحه؟!!... الترابي ينصح ولا يُنصح!

* ولماذا خرج الترابي عن عباءة الإخوان؟
** الترابي كان يريد أن يكون مدرسة قائمة بذاتها؛ لا أن يكون تابعًا، وأعترف أنه في البداية استطاع أن يأخذ حركة الإخوان إلى اتجاه أخر، غير الذي بدأت به، حيث أراد أن تبدأ الحركة من عنده هو، الترابي، وأن يكون هو محطتها الأولى، فهو لا يقبل أن يكون امتدادًا للإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله.

* ولماذا لم تستوعب الجماعة فكر الترابي؟
** بمنتهى البساطة لأن فكر الترابي يقوم بالأساس على الفكر العقلاني، الذي يقدم العقل على النص، ويفسر النص وفق قناعة العقل، وهذه النقطة مفترق طرق بين جماعة الإخوان والدكتور الترابي!!

* هذا فقط؟!.. لكن هناك من يقول بأن هناك قضية فاصلة هي التي تسببت في ابتعاد الترابي عن الإخوان.. فما هي؟
** الترابي حول كل الحركة عن مسارها، حتى أنه لم يتبق في الإخوان سوى 12 فردًا من كبار قيادات الجماعة، وقد ذهب مع الترابي بعض قادة الجماعة على أمل أن ينجحوا في العودة بأفراد حركة الترابي مرة أخرى، وقد كان من بينهم الشيخ صادق عبد الماجد المراقب العام السابق للجماعة، والدكتور الحبر يوسف نور الدائم.

وقد كان ذلك في عام 1996م، حتى خرج الشيخان صادق ويوسف من جبهة الترابي، وعادا بمجموعة من الشباب إلى المجموعة الأولى من الجماعة والتي تتكون من 12 فردًا، وذلك بعد أن اقتنعوا بأنه لا يمكن إصلاح الترابي، وأن الإصلاح لا بد وأن يكون من داخل الحركة.

* عفوًا.. خلال الكلام ذكرتم أن الشيخ صادق عبد الماجد هو المراقب العام السابق للجماعة بالسودان.. فمن هو المراقب العام الجديد للجماعة؟.
** المراقب العام الجديد للجماعة هو الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، وقد تم انتخابه خلفا للشيخ صادق عبد الله عبد الماجد الذي تخطى الثمانين عامًا، بعدما قضى في هذا المنصب أكثر من ثلاثين عاماً، وقد جاء ذلك بناء على طلبه، ورغبة من قادة الجماعة وشيوخها في تمكين الشباب من الاضطلاع بمسؤولياتهم، توريثاً للتجارب الدعوية، وتفجيراً للطاقات الحيوية، ودفعاً للعمل حتى يصل إلى غاياته، وقد أدخل المؤتمر العام تعديلات على القانون الأساسي للجماعة بما يمكن من اختصار الإجراءات الإدارية وتفعيل الأجهزة المختلفة.

وقد تم انتخاب المراقب العام الجديد عبر المؤتمر العام للجماعة، والذي انعقد مؤخرًا بالسودان، كما اختار المؤتمر العام الشيخ علي محمد أحمد جاويش نائباً للمراقب العام، وأيضًا تم تكليف مجموعة من الشباب المتمرس بتولي مسؤوليات إدارية في المكتب التنفيذي للجماعة، وقد جاء ذلك كله في جو من الود والأخوة وبطريقة ديمقراطية.

* أعتقد أن كثيراً من القراء لا يعرفون الدكتور الحبر المراقب العام الجديد.. فهلا قدمتم له؟
** الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، من مواليد إبريل 1940، بقرية السروراب، الكائنة بالريف الشمالي لمدينة أم درمان، وقد تلقى تعليمه الأولي بها، ثم تنقل في مراحل التعليم من "حي العرب – الوسطى" بأم درمان، إلى "وادي سيدنا الثانوية العليا" بأم درمان.

وقد نال درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الأولى من كلية الآداب بجامعة الخرطوم، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة أدنبرة، ثم عاد وعمل بجامعة الخرطوم رئيسًا لقسم اللغة العربية لقترة، ثم أستاذًا مشاركًا بالكلية، ويعمل الآن رئيسًا للجنة التعليم بالمجلس الوطني السوداني (البرلمان).

* طيب إذا انتقلنا إلى الحديث عن وضع الحركة الإسلامية في السودان.. فكيف تراها؟
** الحركة الإسلامية في السودان تتمتع بسمعة طيبة، ورموزها يتمتعون أيضا بسمعة جيدة، إلا أن كثير من الناس هناك يخلط بين النظام وبيننا، فيحملوننا أخطاء النظام، وذلك لأنهم يعتبرون أن البشير أتى من رحم الجبهة الإسلامية، التي هي أصلا من رحم الإخوان المسلمين، وهذا في الحقيقة يسبب لنا بعض الحرج.

* في ختام اللقاء، أود أن أستمع منك لإجابة واضحة وصريحة، عن السؤال الأخير وهو: هل الوصول إلى السلطة وكرسي الحكم غير مطروح على أجندة الإخوان في السودان؟
** دعني أكون صريحًا في الجواب، كما كنت صريحًا في السؤال؛ فإن السعي إلى أستاذية العالم طموح كل الإخوان، في العالم، لكن في المنظور القريب نحن في السودان لا نعمل لذلك؛ فالسودان لا يحتمل حكمًا منفردًا، بل يجب أن يُحكم بجبهة متآلفة، وحكومة تحالف، وأن يشارك فيه الجميع.

وذلك على أمل الخروج من هذا الوضع الخطير الذي تسعى فيه القوى الخارجية لتفكيك السودان، بينما تتصارع بعض القوى الداخلية لإحداث فرقة بين أبناء الوطن الواحد، فعلينا أن نطرح الآن أفكارنا وطموحاتنا المشروعة، جانبًا، وأن نعمل على جعله سوداناً واحداً، وأن نقف في وجه "عرقنة" السودان أو "صوملته".