23 رجب 1438

السؤال

هل من السنة أن لا يحرص المسلم على التميز في العلم والتحصيل والعمل بسبب الخوف من العين ؟

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن ترك المسلم لما ينفعه في دينه أو دنياه خوفاً من العين هو من تسويل إبليس وتزيين الشياطين ، والمشروع في ذلك هو مبادرة المسلم إلى ما ينفعه وينفع أمته في الدين والدنيا ، ويستعين في ذلك بالله ، ويحتمي به من كل شيء يخشاه ويحاذره ، وذلك بحسن التوكل ، والدعاء بالحفظ والتوفيق ، والمداومة على الأوراد القرآنية والأذكار الشرعية الثابتة في السنة عموما وما يطرد العين منها خصوصاً ؛ كالدعاء بالبركة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق" رواه الأربعة من حديث عامر بن ربيعة وهو صحيح .
أو بالاستعاذة من العين ؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "استعيذوا بالله من العين فإن العين حق" رواه ابن ماجه من حديث عائشة وهو حديث صحيح .
أو بالتعويذ الشرعي من المرء لنفسه أو ولده أو ماله أو غير ذلك ؛ لما ثبت في البخاري من حديث ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين فيقول : "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" ، ويقول : "إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق" ، وأما أن يصل هاجس العين إلى حد القلق ، أو ترك العمل فإن هذا من أعظم ما يفرح به الشيطان ؛ فإنه يسعد بالأحلام المزعجة للمسلم ؛ فقد جاء في الحديث في أنواع المنامات : "تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم" رواه ابن ماجه من حديث عوف بن مالك .. فكيف بترك العمل ؟
وأكثر ما يُخشى على مثل هؤلاء هو ضعف التوكل والقدح في توحيد الربوبية بأن يعتقد أن هذه الآثار الغيبية ؛ كالجن والعين والسحر أنها تتصرف في الكون ، وتدبر الخلق أكثر مما جعلها الله أسباباً للأذى في نطاق محدود . والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.