رئيس الحركة الإسلامية في ( فلسطين 48) : نحن كـ(موسى ) في بيت فرعون
26 رجب 1427

حوار / محمد جمال عرفة <BR>الشيخ إبراهيم صرصور القيادي في الحركة الإسلامية بفلسطين المحتلة 48/الجناح الجنوبي، ورئيس القائمة الموحدة العربية في انتخابات الكنيست "الإسرائيلي" السابقة، التقاه "المسلم" لاستعراض رؤيته حول التغيير من خلال الانتخابات في فلسطين 48، والتي تخالف رؤية الجناح الشمالي للحركة بزعامة الشيخ رائد صلاح، والتي كنا استعرضناها من قبل في حوار سابق، على هذا الرابط: <BR>http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_conv_main.cfm?id=129 وقد بدا من خلالها الشيخ صرصور متحمساً لدور أكبر للحركة الإسلامية خصوصاً والعرب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ العام 1948 عموماً، عبر الانتخابات والتي يتحفظ عليها كثير من أبناء الحركة الإسلامية هناك لاعتبار أنها تقوم في ظل حكومة احتلال.. الشيخ صرصور له رؤيته التي يرصد من خلالها ما يراه من إنجازات تحققت من خلال نضال الحركة الإسلامية وأخرى يعول على خوض الانتخابات وزيادة الفاعلية السياسية لنيلها واقتناص المزيد منها.. وهو بالطبع منحى يخالف آراء كثيرين داخل الحركة الإسلامية في فلسطين وخارجها، لكن كلا الرأيين مهما كان رأينا حولها سينقلان صورة أقرب للدقة داخل الأسرة العربية في فلسطين المحتلة التي بدأت تصبح رقماً أكثر صعوبة في الاستراتيجية الصهيونية بعد أن أخذت التركيبة الديموجرافية لفلسطين المحتلة (أراضي 48) تسير لصالح الفلسطينيين بصورة مضطردة خلال الأعوام القليلة الماضية. <BR><font color="#0000FF"> س : ما هي الإنجازات التي حققتها الحركة وطموحاتها ؟</font><BR>إنجازات وطموحات الحركة الإسلاميه ككل عديدة منها : زيادة الوعي الإسلامي وانتشاره في أوساط كل الشرائح المجتمعية ، وزيادة كبيرة في المؤسسات الإسلامية وعلى رأسها المساجد والتي تحولت إلى مراكز إشعاع ومحاضن تربية وبناء ومنارات علم ومعرفة ، إضافة إلى الروضات والنوادي الشبابية والمعاهد التكنولوجية وغيرها . <BR>وازدياد كبير في عدد الكوادر المؤهلة والمدربة القادرة على القيام بكل المهام الإسلامية من خطابة ووعظ وإرشاد ومحاضرات وندوات وتنظيم مهرجانات واحتفالات ومخيمات منوعة ورعاية للخدمات الدينية على اختلاف أشكالها وأنواعها .<BR>ووضع البدائل للواقع المخالف للدين سواء في الأعراس أو غيره ، وإقامة المكتبات العامة والكليات الشرعية ونشر الشريط الإسلامي والزي الإسلامي والفيديو الإسلامي وغير ذلك مثل بروز الصحافة الإسلامية واتساع انتشارها ورواج مادتها ، والجمعيات والمؤسسات المتخصصة في مجالات الخدمة المختلفة وخوض غمار الانتخابات المحلية والبرلمانية وتسجيل نقاط ايجابية كثيرة في هذين المجالين . <BR>ودعم القضية الفلسطينية إنسانيا وسياسيا وفي كل المجالات الأخرى الممكنة ، حيث تقف ( الجمعية الإسلامية لرعاية الأيتام والمحتاجين ) والتي يرأسها الشيخ الدكتور إبراهيم العمور في رعايتها لأكثر من عشرة آلاف يتيم في الضفة والقطاع وترعى مشاريع إغاثية سنوية بمئات آلاف الدولارات كعلم بارز في سماء الخدمة للشعب الفلسطيني . كما تقف ( جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية ) والتي يرأسها فضيلة الشيخ كامل ريان ، كذلك بخدماتها للأوقاف والمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك رمز الوجود الإسلامي والعربي في هذه البلاد المقدسة ، تقف مثالا أعلى في عطائها المستمر والدائم والذي لا ينقطع سواء في أعمال الترميم والصيانة داخل الحرم ومدينة القدس ، أو تسيير قوافل شد الرحال أسبوعيا لإسناد المسجد الأقصى ومدينة القدس أو العمل الإعلامي والسياسي والزيارات الدائمة للمسجد الأقصى واللقاءات التشاورية المستمرة مع مكتب المفتي العام لفلسطين وبيت المقدس ومع رئاسة دائرة الأوقاف . <BR>أيضا نجحت الحركة في تعميق الصلات بين جماهيرنا العربية والمسلمة وبين المسلمين والجاليات العربية في الخارج ومع الدول التي لا يمنع القانون الإسرائيلي من التعامل معها والاتصال بها . وتسير هذه الاتصالات على محورين : الأول – إغاثي ،كما حصل في البوسنة والهرسك وكوسوفا والقرن الأفريقي والشيشان ، والثاني – بهدف تعزيز الصلات وتبادل الخبرات والإفادة من الإمكانات . <BR>وقد حرصت الحركة الإسلامية منذ نشأتها على الاهتمام الكامل بالإنسان عموما وبالإنسان المسلم خصوصا ، وذلك من خلال رعاية مصالحه الخاصة والعامة ، كل ذلك على أساس من منطلقات إسلامية ترتكز إلى نور القرآن العظيم وهدي النبي الكريم . وهي تسعى لتحقيق الصورة الأكمل قدر المستطاع في كل المجالات جامعة في ذلك بين الثابت والمتغير ، وبين الأصالة والمعاصرة ، بين الإخلاص لله _تعالى_ ومراقبته والتوكل عليه وحمل الفكر العلمي والواقعي والتجديدي والوسطي والمستقبلي . كما تسعى لتحقيق اهدافها بكل الوسائل النبيلة ، والتعامل بشجاعة صادقة رحيمة مع كل القضايا المجتمعية والسياسية طلبا وطمعا في أسلمة شاملة لحياة الجماهير . ولا نزعم أبدا أن الحركة وصلت في هذا الشأن إلى الغاية القصوى ، إلا أننا ومن غير فخر ولا مَنٍٍَّ على احد نزعم أننا حققنا من الإنجازات ما يعتبر تحولا ملموسا في كثير من جوانب الحياة في مجتمعاتنا .<BR><font color="#0000FF"> س : كيف حدث الانشقاق داخل الحركة الإسلامية بين جناحكم الجنوبي والجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح ؟</font><BR>ج : عدد أعضاء مجلس الشورى القطري للحركة الإسلامية سبعة وعشرون عضواً ، غالبيتهم وافقوا علي قرار المشاركة في انتخابات الكنيست منذ عام 1996 ، وبين هؤلاء الأعضاء أربعة إخوة فقط برئاسة الشيخ رائد صلاح (رئيس الجناح الشمالي) هم الذين اتخذوا قرار الانفصال عن الحركة الإسلامية في العام 1996 ، وهؤلاء شاركوا بكثافة في جلسات مجلس الشورى حين بحث موضوع الانتخابات ، وكذلك في الجلسة الخاصة للمؤتمر العام للحركة الإسلامية والتي انعقدت بناء على إصرارهم على عقدها ، وذلك بعد فشلهم في مجلس الشورى الذي اتخذ قرارا لمصلحة الانتخابات بأكثرية ساحقة .<BR> وعندما لم ينجح الأخوة الأربعة في إقناع المؤتمر العام بوجهة نظرهم ، وخرج القرار مرة أخرى في مصلحة الانتخابات البرلمانية ، أعلن الأخوة بزعامة الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال خطيب دعمهم الكامل للقرار ، وأكدوا على ذلك في وسائل الأعلام ، إلا أنهم عادوا لينقلبوا على القرار وليعلنوا انشقاقهم النهائي عن الحركة الأم ، بسبب اعتراضهم على قضية إجرائية جزئية متعلقة بمفاوضات الوحدة مع بعض القوى ( الطيبي ) . ولمّا لم يجدوا ما يبرروا به انشقاقهم ، ذهبوا إلى التمسك بفتوى هنا وأخرى هناك ذهبت إلى تحريم خوض الانتخابات ... من هنا وقعت الواقعة .... <BR><font color="#0000FF"> س : كيف اتخذتم قرار المشاركة كحركة إسلامية في انتخابات الكنيست وما هي أسانيدكم الشرعية ؟</font><BR>ج: في العام 1996 اتخذ مجلس الشورى القطري للحركة الإسلامية في فلسطين 1948 قراره المعبر عن قناعة الحركة الإسلامية بأن ليس هنالك ما يمنع نقلاً( شرعا) أو عقلا( منطقا) من ممارسة العمل البرلماني وخوض الانتخابات التشريعية ، باعتباره جزءا من العمل السياسي العام ، ووسيلة من وسائل الدعوة الإسلامية ، لها من الايجابيات ما لا ينكره إلا مكابر .<BR>قرار الحركة الإسلامية باستمرار ذراعها السياسي في خوض الانتخابات التشريعية جاء منسجما تماما مع هذا التصور ، ومؤيداً لهذا التوجه الذي يدل على ايجابية الحركة الإسلامية وسياساتها الشمولية من غير إخلال بالأولويات ، ومن غير تجاهل لضرورة أن نقدم ما يجب تقديمه وتأخير ما يجب تأخيره ..إن دعوتنا إلى العمل السياسي المشترك ، والى أقصى درجات التعاون مع كل مخلص في جماهيرنا، نابع من اقتناعنا أن ذلك هو الوسيلة الأنجع لمواجهة التحديات ، والطريق الأقصر إلى حمل الهم العام ، وتطوير الأداء الشعبي والنخبوي تحقيقا للأهداف المشتركة والغايات الواحدة<BR>وأنا أقدر لمجلس الشورى القطري في الحركة الإسلامية ثقته الغالية وقراره الذي اتخذه بالإجماع والمتعلق بخوضي الانتخابات البرلمانية على رأس القائمة العربية الموحدة .<BR>والظروف الموضوعية التي نعيشها أوصلتني إلى قناعة بضرورة الجمع بين العمل الدعوي رئيسا للحركة الإسلامية والعمل السياسي البرلماني ، الى ان يحين الوقت المناسب ، الذي أستطيع فيه بالتعاون والتشاور مع إخوتي في قيادة الحركة الإسلامية ، أن أنقل إحدى المهمتين لمن نختاره للاضطلاع بها والقيام بمهامها .<BR>ولن نفوت فرصة في البرلمان لا في جانب تقديم مشروعات القوانين، أو فضح الممارسات المنتهكة للحرمات الدينية ، والمعتدية على مقدسات الشعوب الايمانية ، ولن نكف أبدا حتى تتحقق العدالة ويظهر الحق أو أن نهلك دون ذلك.<BR><BR><font color="#0000FF"> س : هل لديكم تصور أو أجندة لكيفية الحفاظ علي بقاء ووجود الأقلية العربية في الدولة الصهيونية ؟</font><BR>لدينا عدة تحديات تتمثل في : <BR>1- تحدي وجودي بسبب هوية الدولة والنزعات العنصرية فيها والقوانين الظالمة التي تحكمها ، إضافة إلى الدعوات المستمرة لإقصائنا أو ترحيلنا ... كل ذلك نواجهه بمزيد من التمسك بالأرض شكلا ومضمونا بالأعمار والانتشار والبناء والتوسع في الجليل والمثلث والنقب ..... والعمل على تغيير القوانين العنصرية والمجحفة في حقنا ومحاربة كل الدعوات والنزعات العنصرية بكل الطرق القانونية من خلال المظاهرات والاعتصامات والأبحاث والدراسات والوصول إلى ما أمكن من وسائل الأعلام المؤثرة والمؤسسات الدولية في سبيل التأثير على مجريات الأحداث . <BR>2 - تحدي الهوية الإسلامية والقومية والوطنية – لن نقبل الأسرلة ولا الصهينة ، سنبقى عربا مسلمين ومسيحيين نعتز بإسلامنا وعروبتنا ووطنيتنا ..... نعمل على تعزيز هذه الهوية بصقل الشخصية الإسلامية وبنائها البناء السليم المعاصر ومن خلال العمل على تغيير المناهج التعليمية التي لا تصب في صالح بناء الشخصية الإسلامية والعربية ، كما نعمل على نفض غبار السنين عن وجه بلادنا الحضاري من مساجد وكنائس ومؤسسات وأوقاف ، إضافة إلى تعميق الصلة بإخوتنا الفلسطينيين على اعتبارنا جميعا شركاء في المسير والمصير من خلال أعمال جمعياتنا المختلفة . نرعى عملا إعلاميا يتمثل في صحف أسبوعية ومجلات ونشرات وملصقات ومعارض كتب وغيرها نرعى كذلك كليات للعلوم الشرعية والإنسانية وننظم الدورات في كل مجال ... نرعى عملا نسائيا جديا من اجل النهوض بنصف المجتمع ....كل ذلك وغيره جزء من نشاطنا في حماية الهوية . <BR>3- تحدي الحقوق المدنية والسياسية – مواجهة كل القوانين العنصرية ومحاولة فضحها وتغييرها بقدر الإمكان ... النضال الجماهيري والقانوني لتحقيق الحقوق الفردية والجماعية ، وخصوصا سجناء الحرية الذين حرموا حتى الآن من أن يُشملوا في عفو أو تبادل لأنهم من الأقلية العربية في الدولة الصهيونية . <BR>وفي اعتقادنا أنه يجب أن يقوم تواصل ايجابي بين الدول العربية والأقلية العربية في إسرائيل على المستوى الرسمي والشعبي كي يقف سدا منيعا أمام " سياسة العزل " الإسرائيلية تجاه الأقلية العربية ، والتواصل مع الأقلية العربية في إسرائيل ستسد فراغا كبيرا على جميع المستويات ، خصوصا وأن إسرائيل تسعى دائما لإبقاء الأقلية العربية عاجزة عن أي شكل من أشكال الاعتماد على الذات ، لذلك فهي تعمل على بقاء الفجوة شاسعة بين وضع العرب من جهة ووضع اليهود من الجهة الأخرى .<BR>كما أن التواصل سيضمن للأقلية العربية القدرة على إقامة المؤسسات القومية والتي يمكنها أن تحد من عمل المؤسسات القومية اليهودية ، وأن تطور عملا جماعيا عربيا داخل إسرائيل يعتمد نفس قواعد اللعبة والذي سيحقق مكاسب جليلة لخدمة الأقلية العربية ولو على المستوى البعيد . <BR>ويمكن بناء على هذه الرؤية إقامة [ الوكالة العربية ] في مقابل ( الوكالة اليهودية ) ، [ والصندوق القومي العربي ] في مقابل ( الصندوق القومي اليهودي ) ، [ والمنظمة العربية العالمية ] في مقابل ( المنظمة الصهيونية العالمية ) . .. وهكذا .... لا شك عندي أن الدول العربية تستطيع المساعدة في إقامة مثل هذه المشروعات والتي ستملأ فراغا هائلا خصوصا في الحفاظ على الأرض والمقدسات والعقارات في المناطق الحساسة كمدينة القدس ، ومنع التسلل اليهودي إليها مستغلين الأوضاع المادية الصعبة للعرب إلى غير ذلك من المشروعات ، بل إن هذه السياسات يمكن أن تحقق وجودا حقيقيا للعرب داخل مناطق تعتبر هامة جدا بالنسبة للعرب كمدن : عكا ، حيفا ، يافا ، اللد ، الرملة وبئر السبع ، واستثمار استعداد قطاعات من اليهود بيع أملاكهم لمن يدفع أكثر . <BR> واقترح في هذا الصدد لاستمرار التواصل :<BR>1 - فتح أبواب الجامعات المصرية والعربية أمام الطالب العربي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ، خصوصا لنيل الدرجات العليا : الماجستير والدكتوراه . <BR>2 – تعميق العلاقة مع مراكز الأبحاث والدراسات في الجانبين لاستثمار المساحات البحثية وتقديم الدراسات العلمية التي تساعد في توضيح الحالة العربية داخل إسرائيل وعرضها على الجهات المختصة إقليميا وعالميا . <BR>3 – الاستفادة من خبرات منظمات المجتمع الأهلي العاملة على الساحة العربية والاستفادة من إمكاناتها لدعم خطط ومشروعات الأقلية العربية داخل إسرائيل . <BR>4 – التركيز في المرحلة الأولى على مجموعة أولويات ذات صبغة وحدوية واقل إثارة للجدل ، مثل قضية القدس والأقصى ، كبداية لفحص القدرات والإمكانات وحيوية العمل والتنفيذ . <BR><BR><br>