د. السيد ، العائد من لبنان ، : من يقفون مع (حزب الله) لا يدرون شيئا عن لبنان !
2 رجب 1427

<font color="#ff0000">بداية نرحب بالدكتور محمد السيد, ونقول له الحمد لله على السلامة, فقد قدم من لبنان قبل ثلاثة أيام تقريباً, ونسعد بلقائه, ونبدأ حوارنا معه بطلب توصيف مختصر عن الوضع الحالي في لبنان في ظل الاعتداءات الصهيونية. </font><br><br>بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:<br> أنا قدمت إلى لبنان قبل العملية التي قام بها حزب الله بيوم واحد, ثم بدأت العملية يوم الأربعاء، الحادي عشر من هذا الشهر، وكما هو معلوم بدأت بأسر جنديين من الجيش الإسرائيلي وقتل ثمانية وجرح ما يزيد عن عشرين جندياً إسرائيلياً.<br> قامت (إسرائيل) بعد ذلك بعملية همجية ومنهجية في آن واحد بقصف جميع البنى التحتية الموجودة في لبنان سواءً ما يتعلق بالمطار أولاً، مروراً بالطرق والجسور على مختلف المناطق اللبنانية، بحيث لم تسلم أي منطقة. واستطاعوا تقطيع أوصال البلاد والمناطق بحيث أن أهل كل منطقة لا يتحركون إلا في جزء صغير داخل منطقتهم، إضافة إلى قصف المصانع وقصف كثير من السيارات, وكثير من الشاحنات.<br>كما قصفوا المدنيين، وكان القصف طيلة الوقت وبمختلف الأوقات وبمنهجية غير طبيعية, ولكنه كان يركز بدايةً على البنى التحتية للدولة, ولم يكن يركز على حزب الله أو قيادته، ثم بعد ذلك بدأ يطال المناطق الشيعية التي فيها حزب الله، مثل ضاحية بيروت الجنوبية, وفي مناطق جنوب لبنان ومناطق صور وغيرها, بالإضافة إلى بعلبك في شمال البقاع, وحزب الله له تواجد كبير في هذه المناطق, وقد قصفت (إسرائيل) كثيرا من البيوت وكثيرا من المدنيين وكثير من المباني هناك، وحولتها إلى ركام, فضلاً عن استهداف الكثير من محطات الوقود على طول الساحل اللبناني وعرضه.<br>وقد أدى القصف الى قتل وجرح المئات كما هو معلوم والى ترهيب الناس وإرعابهم إلى حد كبير جداً, وأصبح سبباً في تهجيرهم ونزوجهم, حتى خرج كثير من المصطافين الذين كانوا يتواجدون في مثل هذا الوقت من العام في لبنان, وكذلك خرج كثير من اللبنانيين ممن كانوا يستطيعون الخروج، وأدى هذا الأمر إلى موجة هجرة, ونزوح داخلي, من كثير من المناطق وخاصة في الجنوب اللبناني إلى مناطق أكثر أمناً بعيدة عن هذا القصف وهذا التدمير.<br><br><font color="#ff0000">نفهم من كلامك أن القصف الإسرائيلي طال أرجاء البلاد كلها، وتركّز على المناطق الشيعية, من أجل استهداف حزب الله, فهل تتوقع أن مقدرات حزب الله وممتلكاته ووجوده الإداري والتنظيمي في لبنان قد تأثر بمثل هذا الهجوم؟</font><br>ما رأيته وسمعته واطلعت عليه في الواقع ومن وسائل الإعلام هو أن (إسرائيل) ضربت لبنان, ولم تضرب حزب الله, وبالتالي فإن حزب الله إلى الآن _وأنا أتكلم الآن في اليوم الرابع عشر من الضربة_، لم يتأثر, ضربوا مقر مبنى الأمانة العامة لحزب الله, وضربوا مقر قناة المنار الفضائية, وحاولوا ضرب بعض المعاقل لبعض القياديين في حزب الله, لكن كل هؤلاء لم يكونوا في أماكنهم, وتم التصريح بأنه لم يصب أي أحد من الكوادر الحزب السياسية أو الإدارية أو العسكرية أو نحو ذلك, كل ما في الأمر أن حزب الله منظمة لا تملك مواقع دائمة على الأرض، وإنما هي مواقع يتحرك فيها جنود حزب الله من موقع إلى أخر ثم إلى أخر, وبالتالي يصعب على (إسرائيل) في اللحظة الحالية أن يصيبوا حزب الله في مقتل.<br>وحزب الله يتوعد الجيش الإسرائيلي في المعركة التي بدأت منذ يومين تقريباً بأنهم سوف يقومون بمواجهة الجيش الإسرائيلي، بل هذا ما حدث حقيقةً حيث وقع التحام بري بين الجانبين. وحتى هذه اللحظة, لا يزال حزب الله يحتفظ فيما يبدو لي بقدر كبير من عدته وعتاده, ولا يزالون يعدون بكثير من المفاجئات غير المتوقعة للإسرائيليين.<br><br><font color="#ff0000">لكن أين يتركز جنود حزب الله, الذي يهيئهم للمواجهة البرية, هل لهم أماكن معينة يمكن استهدافها؟</font><br>تمركزون في جنوب لبنان، وفي تصريح كثير من الناس والمراسلين الذين يقولون لا نرى جنود حزب الله, لا نعرف أين هم, ولا ندري أين هم, ولا من أين يخرجون, وهذا يؤكد بأنهم ليسوا في مواقع ثابتة, ومحددة يمكن استهدافها بشكل دقيق.<br><br><font color="#ff0000">لكن نعرف أن قناة المنار (قناة حزب الله) لا تزال تبث؟ هذا يبدو غريباً في ظل الأجواء العسكرية, وسهولة استهدافها من قبل اليهود, فهل هناك تفسير لهذا الكلام؟</font><br>يفسره شيء مهم جداً, أن حزب الله قد استعد لهذه العملية, منذ وقت مبكر, فقد صرح قادة حزب الله, بأنه قد استعدوا لها من قبل ستة أشهر, وهذا الاستعداد بدا واضحاً, من خلال مجموعة من الأشياء: منها ظهور مسئولي الحزب، وتناوب الخروج الإعلامي فيما بينهم, ابتعادهم عن المناطق الخطرة, وترتيب ذلك, قصف قناة المنار لم يجد شيئاً حيث أنها أعادت البث بعد وقت قليل جداً من استهدافها. ومن ذلك محاولة حزب الله البقاء في الصورة على جميع القنوات الفضائية, وخروج أمين الحزب, بأكثر من موقع برسائل صوتية ووسائل صور مباشرة, أكثر من مرة، بل أنه خرج في المرة الثانية ليعد الناس بقصف البارجة الإسرائيلية في الوقت الذي تقصف فيها, وهذا يدل على أن حزب الله استعد بشكل كبير لهذه العملية.<br>ومن الناحية العسكرية والقتالية أيضاً قصف الحزب (إسرائيل) وشمال (إسرائيل) ووصل إلى أبعد من الشمال، حيث وصلت صواريخ حزب الله إلى مدينة حيفا الهامة إسرائيليا، والآن يعد حزب الله بقصف ما بعد حيفا. وهذا يدل على الاستعداد, وهناك أقوال كثيرة جداً وجدل سياسي كبير في لبنان, يشير إلى أن حزب الله استعد من خلال دعم سوري وإيراني، وأن إيران داخلة بقوة في هذا الأمر، وهذا ليس أمراً سرياً بل تحدث كثير من الجهات السياسية والإعلامية في لبنان عنه.<br><br><font color="#ff0000">لكن في الماضي كانت تجري مناوشات عادية من جانب الجيش الإسرائيلي وحزب الله, من إطلاق القذائف والمواجهات البرية, لكن لم تكن تتعدى عمليات الرد الإسرائيلية أكثر من غارات, ربما تكون وهمية مع إطلاق قذائف ثم ينتهي الأمر, لكن هذه المرة, نرى أن الهجمة اليهودية هجمة كاسحة, وشاملة, وأنت قبل قليل, تقول بأن حزب الله قد استعد للمعركة بشكل جيد وأداؤه العسكري فيها معقول و ناجح إلى حد ما. كيف نفسر هذا الأمر؟ هل هنا نوع من الاتفاق غير المعلن؟</font><br>نعم هناك من يقول, ونحن اللبنانيون في أكثر من موقع وأكثر من جهة, نشعر بأننا ضحية, بمعنى أن هناك من يرى أن هذا الصراع صراع إيراني أمريكي وبنفس الوقت, بأدوات حزب الله و (إسرائيل) على أرض لبنانية, ونحن اللبنانيين ضحية, فقد تم الزج باللبنانيين في هذه المعركة ولا ناقة لهم فيها ولا جمل, ولذلك فإن الحكومة اللبنانية أيضاً في أول إعلان لها بعد العملية, لم تتبنى العملية, وأيضاً أعلنت عدم علمها بهذا الموضوع, فبالتالي اللبنانيون يشعرون بأن هذا البلد ضرب كما أسلفت قبل قليل, ويعود اليوم إلى ما يقارب خمسين سنة إلى الخلف, من خلال ضرب بنيته التحتية, ويسأل اللبنانيون "لماذا؟", ما الفائدة التي سنجنيها حين نقاوم الآن (إسرائيل), وهل يستحق موضوع الأسيرين الذين اختطفها حزب الله كل هذا؟.<br>وقبل ذلك فهل موضوع الأسرى اللبنانيين الموجودين في (إسرائيل) ونحو ذلك أيضاً, هل يستحق أن نفعل هذا الأمر دون ترتيب ودون دراسة ودون أن يكون هناك تأن في قرار السلم, وقرار الحرب؟ وبالتالي هناك من يرى بأن الملف النووي الإيراني حاضر وبشكل قوي, وتريد إيران أن تثبت أنها لاعب قوي في المنطقة, وأن المنطقة الإقليمية اللبنانية بيدها بشكل كبير جداً, وهناك من يرى أن المحكمة الدولية التي سوف تتشكل لمحاكمة قتلة الحريري قريبة جداً, وأن هذه المحكمة, أقرت بأنها ستقوم بإدانة بعض الأنظمة في المنطقة أيضاً, إذا هذا الأمر مهم جداً, أيضاً على الصعيد الآخر من ناحية الوضع العراقي، وهو ليس بعيداً عن الوضع اللبناني, فبالتالي هناك حاجة لإعادة بناء المنطقة من جديد, وهو ما قد يعبر عنه بولادة الشرق الأوسط الجديد. إذا فنحن أمام وضع جديد ومختلف, قد يكون هذا العمل أحد أسبابه الرئيسة.<br><br><font color="#ff0000">لو رجعنا إلى الوضع الميداني, الآن تقولون هناك هجرة داخلية وهجرة خارجية, ما هي المناطق التي تعتبر آمنة نسبياً في لبنان؟</font><br>المناطق الأكثر أمناً هي شمالي لبنان, مثل منطقة طرابلس وما جاورها، والتي لا يزال الاستهداف فيها ولكن أقول بشكل عام قصف لبنان كله, لم يستثنى أي منطقة, ولكن لا تزال بعض المناطق أقل من غيرها, وطرابلس وعكار وهي من المناطق السنية. جبل لبنان لا يزال آمناً نوعاً ما, ثم بيروت, ثم جزء من منطقة البقاع.<br>والكل يعلم أن لبنان بلد صغير جداً, فالمسافات فيه متقاربة فيه بشكل كبير جداً, ولكن نتحدث عن المناطق الأكثر أمناً, وهي كما ذكرت لكم, مناطق أهل السنة.<br>ما يحصل الآن في الشارع العربي يبدو أنه احتفاء كبير بالمقاومة اللبنانية و اعتبار وتقدير لما تقوم به باسم الأمة، كما يقولون.<br><br><font color="#ff0000">كونك لبناني وجئت قريباً من هناك, بعد أن مكثت أياما تحت القصف: ما موقف المواطن اللبناني الذي يعاني جراء هذه الحرب مما يجري، حقيقة وليس كما يظهر في الإعلام؟<br> وما هو تقديره لحزب الله وقياداته؟ و هل ترى أن هناك ثمة أجزاء مهمة من الصورة غائبة عن المواطن العربي خارج لبنان؟</font><br>الإشكالية الآن أن الصورة هي كالتالي: (إما أن تؤيد (إسرائيل), وإما أن تؤيد حزب الله).<br>حتى في لبنان هذه الصورة ليست موجودة, ولكن هناك من يقول بهذه العبارة, وقد عبر عنها كثير من الشخصيات السياسية في لبنان: (أننا نحن لسنا مع العملية, ولكننا الآن ضد (إسرائيل), ونحن نتوحد في مثل هذا العدوان, وبعد ذلك لكل حادث حديث, وسوف نقوم بمناقشة هذا الموضوع والبحث ومحاسبة المسئول) هذا ذكره كثير من الزعماء السياسيين في لبنان.<br><br><font color="#ff0000">ولكن ماذا عن عامة الناس؟</font><br>الناس أيضاً كما قلت لكم يشعرون أنهم دخلوا في معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل, هذا أمر واضح بالنسبة لفئة كبيرة من اللبنانيين الذين يشاهدون الواقع, وإن كان عمومهم لا يتكلمون بهذا أو يعلنونه, هذا ما يتعلق في لبنان. أما في ما يتعلق بالخارج, أنت تعرف أن كل من يقاوم (إسرائيل), سوف يحظى بصورة إيجابية عند الناس, ولكن للأسف البحث في أسباب المعركة, وكيف كانت هذه المعركة هو أمر هام.<br>وأنا يتصل بي كثير من الناس يقولون: لماذا بدأت هذه المعركة؟ يعني هم لم يتصوروا بعد كيف بدأت الحرب وما هي ظروفها! هم رأوا (إسرائيل) تقصف لبنان فقط، ثم أعلنوا تأييدهم لما يجرى دون معرفة بحقائق الأمور.<br><br><font color="#ff0000">تقصد اللبنانيين أم غيرهم؟</font><br>لا. أقصد غير اللبنانيين, هم يرون أن لبنان مستهدف, وأن (إسرائيل) معتدية ولكن لم يعلموا سبب هذه المعركة. قد يكون البعض يقف مع حزب الله بوصفه مقاوما لإسرائيل, ولكن لا يتصور الأسباب التي دعت لذلك، ولا يستطيع أن يحلل الأوضاع بطريقة صحيحة, بعيداً عن السلبية وبعيداً العاطفة, هذه الوقفة تجعل العالم العربي, إما مع حزب الله أو مع (إسرائيل), ومن لا يقف مع أحد الصفين قد يتهم بالخيانة أو غيرها.<br><br><font color="#ff0000">يتساءل كثير من الناس عن السر في عدم اشتراك الجيش اللبناني من أي من العمليات العسكرية القائمة الآن, هل هو بسبب طبيعة الجيش اللبناني وافتقاده للقدرات أو أن هذا يعبر عن موقف سياسي أكثر منه عسكريا؟</font><br>الحكومة من البداية لم تتبن العملية, وبالتالي فإن الحكومة ترى أن المعركة فرضت عليها فرضاً وبالتالي - في رأيي واجتهادي الخاص - أن عدم تبني الحكومة للمواجهة لأجل أنهم لا يريدون أن يزيدوا أو يفاقموا المسألة ويجعلوها أكثر تعقيداً.<br><br><font color="#ff0000">هل ترى أن هذا الموقف يقبل به المواطن اللبناني؟</font><br>نعم, المواطن اللبناني لم يكن يريد الدخول في هذه الحرب، لأنه لا يود أن يرى العملية تتوسع بشكل أكبر, وحتى الآن المطروح أو القائم هناك, أن أطرافا كثيرة لا تريد للعملية أن تتسع, لأن التوسع فيها قد يدخل لبنان في حرب حقيقة، حرب قد تدخل فيها أطراف أخرى، مما قد يفاقم الأمر ويؤزّم الوضع.<br><br><font color="#ff0000">ما هي توقعاتك لمآل هذه الحرب من خلال مشاهدتك على الأرض وما يجري سياسياً وعسكرياً؟</font><br>في تقديري أن (إسرائيل) إلى الآن لم تستفد من هذه الحرب, وأنا أتكلم في اليوم الرابع عشر لم تستطع أن تستفد من هذه الحرب, لم تحقق ما تريد, لأن حزب الله لا يزال يحتفظ بقوته, وحزب الله إذا خرج متعادلاً في هذه المعركة فهذا يعتبر نصراً عسكرياً, أعتقد أنه يمدد للحرب بشكل أكبر وهذا ما يشير إليه الآن كثير من السياسيين، من أنه يود تمديد الحرب لأسبوع أو أسبوعين.<br><br><font color="#ff0000">لكن في المقابل بدأت تصريحات من الدولة اليهودية, بعدم معارضة وجود قوات فصل بين الحدود؟</font><br>نعم، هذا بسبب أن (إسرائيل) لم تكن تحسب حساب حزب الله, لم تكن تتوقع هذه المقاومة, المقاومة كانت كبيرة.<br><br><font color="#ff0000">ولكن (إسرائيل) لديها خيارات أخرى كثيرة: كانت لها تجربة ناجحة في عام 82 من خلال الاجتياح الشامل, وتحقيق الأهداف في واقع الأرض, ثم الخروج؟</font><br>اجتياح عام 82 كان أمره مختلفاً عن الآن, كما أن حزب الله وضعه الآن مختلف أيضاً, وهو يتعامل مع المعركة بشكل أكثر احترافا.<br><br><font color="#ff0000">هل تقول في مسألة الاجتياح البري, أن حزب الله لديه القدرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي؟</font><br>إلى حد ما, نعم.<br><br><font color="#ff0000">في هذه الحالة تتوقع أن تبقى الحرب أسبوعا أو أسبوعين من خلال القصف الجوي أو الاجتياحات البرية المحدودة, ثم بعد ذلك تنتهي الحرب و يخرج حزب الله منتصراً من هذه المعادلة؟</font><br>حتى الآن لا يزال ترجيح ذلك ممكناً ومعقولاً. حيث لا يزال حزب الله لاعبا أساسيا في المعركة, وإذا استمرت المعركة بوضعها الحالي ودخلوا في مجال التفاوض, وكان هذا التفاوض سيؤدي إلى نتيجة, يعاد ما يسمونه الآن بنزع سلاح حزب الله, أو نحو ذلك, هذا لن يكون إلا بحوار داخلي لبناني.<br>لن يفرض فرضاً على حزب الله من الخارج, ففي ظل الوضع الحالي لن يفرض فرضاً على حزب الله, إلا من خلال حوار, يستطيعون من خلاله أن ينزعون سلاح حزب الله, وأن يكون هناك حوار داخلي, بين اللبنانيين أنفسهم, يستطيعون من خلاله أن يصلوا إلى نتيجة مقبولة, تكون فيه السيطرة للدولة, أما من خلال ما أرى, ومن خلال ما يحدث، فإن حزب الله لا يزال لاعباً قوياً في المسألة.<br><br><font color="#ff0000">ماذا عن التيارات الأخرى في لبنان, الطائفة السنية؟ دورها في هذه الأحداث, وما يمكن أن تساهم به في وقف هذه الحرب؟</font><br>ليست الطائفة السينة فقط, بل جميع الطوائف في لبنان, (لبنان فيه تسعة عشرة طائفة) ليس لها أي دور في هذه الحرب, وقد وقفت موقف المتفرج, ظهر أنها تتابع فقط, لذلك لا تستطيع الطائفة السنية الآن إلا أن تقوم بدور إغاثي للنازحين وللمحتاجين والضعفاء والفقراء ونحو ذلك, ممن هم بحاجة إلى المساعدة من غذاء أو سكن أو مأوى. هي نفسها بحاجة أن يمد لها يد العون فكرياً وماديا لتنهض وتمسك زمام المبادرة, ويكون لها دور إيجابي في لبنان والمنطقة، لتعود كما كانت ويكون لها موقع إيجابي في هذه المنطقة.<br><br><font color="#ff0000">ما يتعلق بالأعمال الإغاثية التي يمكن أن تتم في مثل هذه الأجواء, الصعبة داخل لبنان, هل هناك أي مشاريع قائمة لإنقاذ الشعب اللبناني؟</font><br>بدأت هناك محاولة جمع المعونات من عدد من الدول العربية, واليوم سمعت أن المملكة تبرعت بنصف مليار دولار للبنان, وهناك عدد من الدول, سوف يعقد بعد ثلاثة أيام مؤتمر لهذه الدول المانحة, وأيضاً فيه إمكانية كبيرة جداً للإغاثة, ولا أعتقد أن هناك مشكلة في هذا الموضوع.<br><br><font color="#ff0000">أخيراً من خلال موقع المسلم, ما هي الرسالة التي ترغب في توصيلها إلى المسلمين عامة وما هو الدور الذي تطلبه تجاه هذه الأزمات؟</font><br>أنا في البداية أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرد المسلمين إليه رداً جميلاً, ولنعلم أن الله سبحانه وتعالى إنما يبتلي الناس, وما نزل بلاء إلا بذنب, وما رفع إلا بتوبة, فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتوب على المسلمين وأن يعيدهم إليه, هذا من جانب.<br>أما من جانب أخر, فأنا أدعو إخواننا العلماء والمشايخ والدعاة, أن يكون لهم مرة أخرى دور إيجابي وفاعل في توضيح معالم كثير من الأمور الغائبة عن الناس, وأن يمسكوا زمام المبادرة, وإننا بحاجة أن ننهض من جديد, ليكون لنا موقع يجب أن نتبناه, وأن نبتعد في هذا الوقت, وفي مثل هذا الوقت عن كثير من المسائل التي تؤدي إلى التفرق، وأن نسعى إلى أهداف بعيدة تؤدي إلى التوحد والائتلاف, وأسأل الله _سبحانه وتعالى_ أن يوفقنا ويوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى.<br>