رئيس أئمة السويد في حديث عن الدنمرك : المقاطعة مؤثرة والإعلام يسيره اليهود
12 صفر 1427

<font color="#ff0000"> الدانمركيون ليس لديهم شيء مقدس سوى (الكرونة)<BR>المسلم بالدانمرك ممنوع من الوصول للمناصب القيادية<BR>يمنعون المسلم من الزواج قبل 24 سنة ليدفعوه للرذيلة<BR>المسلمون محرومون من تشييد المساجد في بعض أقاليم الدانمرك<BR>الدانمرك الثانية بعد بلجيكا في عدم التسامح مع المهاجرين والأقليات.<BR>أعجبتني المبادرة السعودية بطبع كتاب عن "حياة محمد" بلغات العالم.<BR>شركة "أرلا" للألبان والأجبان تخسر يومياً بسبب المقاطعة 6 مليون دولار.<BR>إتقان اللغة الدانمركية (وهي لغة محليه) شرط للحصول على الجنسية!!<BR>لو استمرت المقاطعة ستغلق مصانعهم أبوابها وتوقف نشاطها وتطرد عمالها.<BR>المناهج المدرسية الدانمركية تقدم صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين.<BR>بلجيكا وهولندا كانا يرتبان لإنتاج فيلم يسيء للإسلام لكن المقاطعة أرعبتهم!<BR>الدانمرك لا تعترف بالدين الإسلامي رغم أنه الديانة الثانية والمسلمون ربع مليون. <BR>قدمت الدعوة سنوات للأمام، فلو ظل 100 داعية يتحدثون عن الإسلام في الدانمرك 10 أعوام ما تركت هذا الأثر.</font><BR>أجرى الحوار : همام عبد المعبود<BR><font color="#ff0000">ضيفنا في هذه الحوار، داعية على درجة من الأهمية، فالرجل أحد سفراء الإسلام بأوربا عامة، وبمجموعة الدول الاسكندينافية خاصة، وفي الدانمارك – بلد الأزمة- والسويد على وجه أخص.<BR>والرجل خبير بشؤون الدعوة في الغرب، فقد خابر الطريق وسبر أغواره، بعدما أمضى في أوربا، من عمره الذي ناهز الستين عاما، 36 عاما كاملة، قضى نصفها (18 عاماً) في الدانمارك، ونصفها الآخر في السويد.<BR>كما أنه همزة الوصل بين الحكومة السويدية والأقليات المسلمة هناك، وقد اختارته الحكومة السويدية ليكون سكرتيرا ثقافياً لها، ينقل لها متطلبات المسلمين بها وشكواهم، ويبلغهم بما يستجد وما يتعلق بهم من قرارات وتعليمات... إنه الداعية الإسلامي الشيخ علي إسماعيل، المتحدث الرسمي باسم الأئمة في السويد.<BR>مراسلنا بالقاهرة، انتهز فرصة زيارته القصيرة لمصر، التقاه وعرض عليه الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان المسلمين في العالم العربي، حول أوضاع المسلمين في الدانمرك، ومشكلاتهم والتحديات التي تواجههم، وتطرق الحديث إلى أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وأثر حملة المقاطعة العربية للمنتجات الدانمركية، والدور الواجب على المسلمين شعوبا وحكومات تجاه إخوانهم من مسلمي الغرب، وتداعيات الأزمة على الصعيدين الشعب والرسمي وأخيراً إيجابيات وثمار الأزمة إن صح التعبير ... فدار بينهما حوار طويل هذا نصه ... </font><BR><font color="#0000ff">فضيلة الشيخ علي إسماعيل أهلاً ومرحبا بكم في بلدكم مصر.. وعلى صفحات موقع المسلم.. </font><BR>** بارك الله فيكم، وأكثر من أمثالكم، وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال .. وتحيتي إلى الشعوب المسلمة قاطبة, وإلى موقعكم ومشرفه العام فضيلة الداعية الإسلامي، الأستاذ الدكتور ناصر بن سلمان العمر _حفظه الله_.<BR> <font color="#0000ff">في بداية هذا اللقاء يسرنا أن نتعرف على شخصكم الكريم، فهلا قدمتم بطاقتكم الشخصية لزوار الموقع؟ </font><BR>** اسمي علي إسماعيل، من مواليد مصر في عام 1946م، عمري الآن ستون عاماً، متزوج من سيدة فلسطينية، ووهبني الله أربعة أولاد، هم : عبد الله ، وعبد الرحمن ، ونور ، وزينب.<BR>سافرت إلى الدانمرك، ومعي 4 من القاهرة، في بداية السبعينيات، لإكمال الدراسة في جامعة كوبنهاجن، وقبلت في قسم الدراسات الشرقية، وكنت مرشحا للعمل كمدرس لغير الناطقين بالعربية، فرفضوا أن أستلم عملي، فطلبت منهم أن أستمر في الدراسة، وبالفعل درست الاستشراق، وتعرفت على المستشرقين عن قرب والحمد لله أني تفوقت عليهم.<BR>ورغم أني حصلت على الجنسية الدانمركية عام 1974م، إلا أنني ظللت محتفظاً بالجنسية المصرية، حتى اليوم.<BR>حصلت على درجة الماجستير من جامعة ستوكهولم، وكان موضوع الرسالة حول (عبقرية العقاد في إثبات عبقرية محمد)، ولم أتمكن من إتمام دراسة الدكتوراه نظراً لانشغالي بالدعوة الإسلامية بالغرب.<BR>عملت مديراً للمدارس الخاصة بالدانمرك، وكانت أول مره تفتتح فيها مدرسه خاصة لأبناء المسلمين في عام 1974، ثم افتتحنا عدداً من المدارس الخاصة، وحصلنا على تصريح من الدولة، بإتمام شهادة المرحلة الإعدادية، والإشراف الكامل عليها. وتوليت إدارة خمس مدارس خاصة، في المدة من 1974- 1988.<BR>وفي عام 1988م، تركت الدنمارك، وسافرت إلى السويد، بدعوة من مدرسة خاصة هناك، وظللت مديرا لها، لمدة عامين<BR>وفي بداية عام 1990م، عينت بوظيفة سكرتير ثقافي بالحكومة السويدية، وهى وظيفة دقيقة جدا، حيث أنني بمثابة منسق عام لشئون المسلمين لدى الحكومة، والحمد لله أنني نجحت في هذه المهمة، على مدار 17عاما متصلة، حتى أني- بفضل الله- أصبحت الرجل رقم 80 على مستوى السويد.<BR>وقد تم اختياري متحدثاً رسمياً للأئمة بالسويد، ثم عدت إلى مدينة (بالمو) بجنوب السويد وحصلت على دورة في التربية، والآن أقوم بإلقاء المحاضرات في جميع المحافل السويدية، التي اعتادت أن تعقد المحاضرات، ويكون فيها رجل دين يهودي ورجل دين مسيحي وشيخ مسلم. وقد أمضيت في أوربا 36 عاما من عمري قضيت منها 18 سنة في الدنمارك، ومثلها في السويد.<BR><font color="#0000ff"> هل يمكن أن تعطنا فكرة مركزة عن واقع المجتمع الدانمركي وطبيعته؟ </font><BR>** معلوم ان هذه الدول الخمس ( الدانمارك و السويد والنرويج وفنلندا وأيسلندا)، يطلق عليها المجموعة الاسكندينافية، ولديهم ميثاق خاص بدول الشمال ويمكن التنقل بين هذه الدول الخمس والعمل في أي منها بحرية تامة. غير أنه لا يخفي على متابع أن الدانمرك تدور سياسيا في الفلك الأمريكي.<BR>ويستطيع المراقب لما يدور تحت الغطاء الذي يغلف الواقع الدانمركي أنّ يكتشف أن هذا البلد الاسكندينافي يتقهقر إلى الوراء سنة بعد أخرى، بعيداً عن قيم التسامح والتعددية. فالشعب الدانمركي لا يتقن فن التواصل الداخلي مع الأقليات، فهو يتجاهل الآخر، في حالة تشبه العزلة الداخلية. لكن المأزق الذي يعاني منه الواقع الدانمركي، لم يعد متوارياً، بعد أن حذرت التقارير الأوروبية من خطورة التفرقة التي تطال المسلمين به، وما يمكن أن تجره من انعكاسات سلبية على المجتمع.<BR>وكما هو حال شقيقاتها في المجموعة الاسكندينافية؛ فإنّ الدانمرك تتمتع بصورة إيجابية في عيون العرب والمسلمين، خاصة وأنّ الدانمركيين لا يحملون أوزاراً استعمارية على كواهلهم. ويعيش معظم المسلمين على هامش المجتمع الدانمركي، وما زال يُنظر إليهم على أنهم الحلقة الأضعف في التركيبة السكانية، فيما تقف الحواجز اللغوية بالمرصاد للدور المؤثر الذي يمكن للمسلمين أن يضطلعوا به، فثمة شكوى ملموسة من عدم إتقان اللغة الدانمركية بطلاقة في أوساط المهاجرين المسلمين. <BR>وقد انعكس الترابط بين الشعوب الاسكندينافية إيجابياً على التواصل بين المسلمين الذين يعيشون في أكنافها، فمن المألوف أن يتنقل المسلمون للتعارف والتزاور وتبادل الخبرات بين الدول الاسكندينافية، خاصة بعد افتتاح الجسر بين كوبنهاجن الدانمركية و مالمو السويدية في عام 2000م.<BR><font color="#0000ff">وماذا عن الإسلام والمسلمين في الدانمارك ؟ </font><BR>** لا تعترف الدانمرك بالدين الإسلامي، رغم أنه الديانة الثانية من حيث عدد السكان في الدانمارك، بعد المسيحية اللوثرية، وتليه الكاثوليكية في المرتبة الثالثة. ويبلغ عدد المسلمين في الدنمارك 250 ألف مسلم (ربع مليون)، من أصل 5.300 مليون نسمة، وفق الإحصاء الرسمي لعام 2005م. والمؤشرات تتحدث عن نمو عددي متزايد لمسلمي الدانمرك، إذ تضاعف عددهم اثني عشرة مرة على الأقل في غضون الأعوام الثلاثين الماضية. حيث لم يكن تعدادهم يتجاوز 13 ألف مسلم عام 1971.<BR>وبصفة عامة فالدانمرك دولة غير متسامحة مع المهاجرين والأقليات بل وترتفع فيها درجة العنصرية، وقد أظهرت دراسة أصدرها المركز الأوروبي لمراقبة العنصرية والعداء للأجانب، التابع للاتحاد الأوروبي، الذي يتخذ من فيينا مقراً له، في مارس 2001 ، أنّ الدانمرك تقع في المرتبة الثانية في أوروبا الموحدة، بعد بلجيكا، في عدم التسامح إزاء المهاجرين والأقليات، وذلك بنسبة 20 %، وهو ما يزيد بفارق كبير عن المعدل الأوروبي البالغ 14 % .<BR><font color="#0000ff"> وماذا عن المساجد للمسلمين في الدانمرك ؟ </font><BR>** من اللافت للانتباه افتقار الدانمرك إلى المساجد، فلا يوجد في الدنمارك سوى مسجد واحد للطريقة الأحمدية، بنته بريطانيا في مدينة كوبنهاجن عام 1956، والصلاة فيه مقصورة على أتباع الطريقة الأحمدي، أما بقية المساجد والمصليات فهي لا تعدو أن تكون مجرد مستودعات قديمة، وشقق سكنية وأقبية، يجري إعدادها للصلاة، ويرجع هذا إلى الموقف المتحفظ للسلطات الدانمركية إزاء السماح بإنشاء "دور العبادة" للمسلمين، فمعظم الأماكن المخصصة للصلاة مستأجرة وليست مملوكة للمسلمين، وغالباً ما يجري تسجيلها بوصفها مقارّ لجمعيات ثقافية إسلامية لا أكثر.<BR><font color="#0000ff"> وماذا عن التعليم والمدارس الإسلامية في الدانمارك ؟ </font><BR>** هناك العديد من المدارس التي بادر المسلمون إلى تأسيسها في الدانمرك، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من أبنائهم، ففي العاصمة كوبنهاجن وحدها أكثر من 10 مدارس، بينما توجد مثلها تقريبا في عدد من المدن الأخرى مثل أورهوس وأودنسه. <BR>وتحمل هذه المؤسسات التعليمية صفة تتماشى مع الأوطان الأصلية للمهاجرين المسلمين، فهناك مثلاً مدارس للأتراك وأخرى للباكستانيين وثالثة للعرب، ولا يتجاوز المعدل الاستيعابي للمدرسة الواحدة 250 تلميذاً مسلماً.<BR><font color="#0000ff"> وهل هناك مؤسسات ومراكز إسلامية تقدم خدماتها للمسلمين؟ </font><BR>** نعم هناك مؤسسات كثيرة منها "المركز الثقافي الإسلامي" الذي أنشئ في منتصف السبعينيات، و"الرابطة الإسلامية في الدانمرك" التي تقوم بخدمات اجتماعية وثقافية، إلى جانب الرعاية الدينية التي توفرها، وقد افتتحت في عام 1999 م، المسجد الجامع في العاصمة كوبنهاجن، ويتبعها عدد من المساجد والمصليات في أنحاء البلاد.<BR>وتتولى رابطة العالم الإسلامي، التي تتخذ من مكة المكرمة مقراً مركزياً لها، إدارة فرع لها بالعاصمة الدانمركية، كما تدير المركز الثقافي الإسلامي الذي أنشأته في هلسنيور في العام 1982. <BR>وأيضا هناك مؤسسة "الوقف الاسكندينافي للخدمات الأساسية للمغتربين"، التي يديرها الناشط المهندس أحمد أبو اللبن، بالإضافة إلى مؤسسة الوقف الإسلامي بأودنسه، وهي مؤسسات تسعى لإدارة أوقاف إسلامية محلية.<BR><BR><font color="#0000ff"> وماذا عن وزن و تأثير اللوبي اليهودي هناك في الدانمرك؟ </font><BR>** هناك لوبي يهودي متمكن في الدنمارك، فالصحافة وكل وسائل الإعلام في الدنمارك يملكها اليهود، وقد كان اليهود سابقين لنا في الذبح "الحلال"، وكذلك في الختان ، ولكننا قدمنا طلبا، وحصلنا على شهادة بالذبح الحلال في عام 1972م، غير أن اللوبي اليهودي استطاع أن يكونوا في بؤرة الشعور.<BR><font color="#0000ff"> ما هي – في تقديركم – أبرز المكاسب التي حققتها الأقلية الإسلامية في الدانمرك على مدى وجودها؟ </font><BR>** حققت الأقلية المسلمة في الدانمرك عددا من المكاسب لا يمكن تجاهلها، لعل أهمها الإيجابية في التعامل الرسمي مع توفير لحوم الدواجن المذبوحة على الطريقة الإسلامية، حيث حتّمت البواعث الاقتصادية إبداء مرونة كبيرة في ملف اللحم الحلال، الذي ما زال قضية عالقة في عدد من دول أوروبا. <BR>وتوفر السلطات من جانبها كافة التسهيلات التي تضمن موافقة أحكام الذبائح الإسلامية في صناعة الدواجن، بما يدر إيرادات مالية مشجعة على البلاد. وقد أظهرت أزمة اللحم الحلال، التي تكللت بإطلاق حزب الشعب حملة تطالب بحظره بذرائع الرفق بالحيوان وحماية المسيحية، ازدواجية المعايير السائدة في المجتمع الدانمركي مع مطلع الألفية الثالثة. <BR>فبينما لا تثير الدواجن المذبوحة وفق الطريقة الإسلامية ضجة تذكر، رغم أنّ معظم المطروح في السوق المحلي هو من الدواجن المصنفة على أنها "حلال"، يتسبب ذبح المواشي بالمقابل في إثارة أزمة عاصفة.<BR>فعندما يتعلق الأمر بالمنافع الاقتصادية التي تكمن في تصدير معظم الدواجن الدانمركية إلى البلدان العربية، يجري الترحيب بالذبح على الطريقة الإسلامية، بينما يكفي ذبح كميات محدودة من المواشي لإثارة الحملات الحادة؛ لأنّ الأمر يتعلق باحتياجات أقلية مسلمة.<BR>كما قمنا بإصدار بيان رسمي عن ختان النساء، وحسمنا المسألة بقاعدة أساسية وهى أن الختان في الإسلام مكرمة للنساء، ولا يمكن أن ننسى حصولنا على حق ممارسة الشعائر الدينية في أماكن العمل للمسلمين، وهي المشكلة التي يعاني منها المسلمون في العديد من البلدان الأوربية.<BR><font color="#0000ff"> من واقع خبرتكم الطويلة ومعيشتكم في المجتمع الدانمركي.. ما هي أهم المعوقات التي يعانيها المسلمون هناك؟ </font><BR>** الشعب الدنماراكي لا يؤمن بأي دين، والمسيحية هناك اسم فقط، والقليل النادر منهم من يؤمن بالدين، ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، لعب الإعلام الرسمي هناك دوراً كبيراً في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وقد كان علينا واجب القيام بدور كبير لإظهار الهوية الإسلامية وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين. وبعد هذا التاريخ تغيرت نظرة الدنمركيين إلى الإسلام. فمشكلة الدانمركيين أنهم يقلدون فيما يعتبر السويديون أكثر عقلانية منهم.<BR>وبشكل عام فالمسلمون يشعرون أنهم غير مرغوب فيهم، غير أن هناك عدد من القضايا التي تشغل اهتمام المسلمين في هذا البلد الواقع في شمال أوروبا يأتي في مقدمتها : <BR>1- عدم القدرة على طرح حلول عملية تمكن من احتضان الجيلين الثاني والثالث من أبناء المهاجرين المسلمين وتمكينهما من التمتع بفرص مستقبلية واعدة رغم أزمة الهوية التي تؤرقهم.<BR>2- الافتقار إلى تشريع قانوني يعترف بالدين الإسلامي وينظم العلاقة مع أتباعه، حيث يشعر المسلمون بالأسف لأنّ المملكة الدانمركية لم تلحق بعد بقطار دول القارة الموحدة التي تعترف بالإسلام بشكل أو بآخر، مثل النمسا وبلجيكا وإسبانيا. <BR>3- عدم وجود مظلة مؤسسية تتولى تمثيل المسلمين بالدانمرك، وتقوم ببلورة خطاب محدد وموقف موحد في التعامل مع السلطات والمجتمع.<BR>4- كما تولت في الدانمارك حكومة ائتلافية شارك فيها حزب مشهور بعدائه للإسلام. عمل على وضع العقبات في طريق استقرار المسلمين تصميم رئيسة الحزب امرة على الإساءة الدائمة للمسلمين، وهو الذي قالت رئيسته إبان أزمة الرسوم والمطالبة باعتذار الحكومة للمسلمين : (من يعتذر للمسلمين يعتبر خائنا للوطن).<BR>5- أيضا هناك تحديات على مستوى الأحوال الشخصية، منها تحديد سن الزواج بـ 24 سنة، بهدف وضيع المسلمين في حرج، والتضييق عليهم ليدفعوهم لممارسة الرذيلة , ومنها روتين الأوراق اللازمة لتوثيق عقد الزواج، كما أن القانون هناك لا يسمح بتعدد الزوجات.<BR>6- وهناك أيضا عقبات على مستوى الأحوال المدنية: مثل ألا يتسلم المسلم عملا قياديا، فضلا عن التضييق على المسلمات في مسألة ارتداء الحجاب، واشتراط إتقان اللغة الدانمركية (وهي لغة محليه) للحصول على الجنسية.<BR><font color="#0000ff"> ولكن هل هناك خلفيات تاريخية لحملة العداء الدانمركي للإسلام والمسلمين، والتي طفت على السطح مؤخرا من خلال أزمة الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ أسرد لنا جانباً منها ؟ </font><BR>** نعم هناك في الخلفية الكثير، وقد بلغ الأمر أوجه عندما أدلى السياسي المتشدد "مونيس جليستروب" في عام 2000 بتصريحات دعا فيها إلى "طرد المسلمين من الدانمرك، وتجميعهم في معسكرات، وبيع ستة آلاف فتاة من فتياتهن تتراوح أعمارهن بين الثانية عشرة والعشرين سنة إلى الباراجواي، في سوق نخاسة على هيئة بائعات هوى مقابل خمسة ملايين كرون تذهب إلى خزينة الدولة".<BR>وقد أثارت هذه الحملة نقمة عارمة بين مسلمي الدانمرك والتيارات المناهضة للعنصرية، وسارعت الرابطة الإسلامية في الدانمرك على إثرها بالدعوة إلى اجتماع ضم تسع مؤسسات إسلامية محلية للتباحث في كيفية التعامل معها، وقررت المؤسسات الإسلامية تغليب لغة الحوار والانفتاح وتفويت الفرصة على هذه المواقف المغرضة لليمين السياسي. <BR>وقد فضّل الناشطون المسلمون اللجوء إلى القضاء لمعاقبة "جليستروب" على أقواله الاستفزازية، وهي الخطوة التي بادر بها الناشط المسلم محمد خان، كما عمدوا إلى إغراق مراكز الشرطة بالشكاوى الاحتجاجية للفت الانتباه إلى خطورة التصعيد العنصري ضد المسلمين. وقد كان جزاء هذا السياسي الذي نعت المسلمين بـ"مجرمي العالم" أن يواجه عقوبة قضائية بالسجن لمدة سبعة أيام.<BR>وتضم الحملة المعادية للإسلام عازفين من شرائح عديدة، يبرز من بينهم رئيس "الاتحاد الدانمركي" المعادي للأجانب أوله هازلبالخ، وهو الذي يصف الدين الإسلامي بأنه "أيديولوجية شمولية بشكل مزعج للغاية"، ويمضي إلى ما هو أبعد من ذلك عندما يستطرد قائلاً "إنه (الإسلام) قد حمله السياسيون إلى البلاد (الدانمرك) دون أن يحصلوا على إذن من ناخبيهم بذلك". <BR>وبالمقابل؛ ترى إعلامية دانمركية مثل أولا داليروب بأنّ بلادها "سوف تتقهقر إلى العصر الوسيط" إذا ما تضمّن تسامحها التقليدي قبولاً بالدين الإسلامي. <BR>وقد بلغت الحملة المضادة للمسلمين قمة الهرم السياسي الدانمركي، في عام 2000 عندما ألقى رئيس الحكومة عن الاشتراكيين الديمقراطيين باول نيروب رازموسين بثقله في كفة التيار المناهض للإسلام، عندما أبدى تأييده لحرمان المسلمين من أداء الصلاة في مواقع عملهم. وصرّح رازموسين لصحيفة "يولاند بوستن" في عددها الصادر يوم 28 نوفمبر 2000 قائلاً "هناك جوانب معينة من الدين الإسلامي لا يمكنني أن أقبلها، فعلى سبيل المثال ينبغي أن يكون واضحاً أننا في الدانمرك نعمل في موقع العمل، ولذا فإنه من غير المناسب أن يتم قطع العمل أربع مرات يومياً من أجل الصلاة".<BR>ولم تهدأ الضجة التي أحدثتها تصريحات اليمين المتطرف إلا في الثالث من إبريل 2001 م، عندما أصدرت هيئة مختصة بمكافحة العنصرية في مجلس أوروبا تقريراً وضع فيه الدانمرك على رأس بلدان القارة الموحدة في الممارسات العنصرية.<BR><font color="#0000ff"> وماذا جاء في هذا التقرير أيضا ؟ </font><BR>** لقد حذّر هذا التقرير الصادر عن المفوضية الأوروبية لمكافحة العنصرية وعدم التسامح من انتهاك الدانمرك لحقوق المسلمين الذين يعيشون فيها، واتهمها باستهدافهم بأساليب التمييز، والعنصرية في مواقع العمل والمساكن علاوة على المرافق العامة والمتاجر والمطاعم.<BR>كما رصدت المفوضية في تقريرها جملة من المضايقات التي تواجه النساء المسلمات اللواتي يرتدين الزي الإسلامي. إذ يواجهن المتاعب في الأماكن العامة ووسائل النقل العام علاوة على حرمانهن من فرص العمل. وتُستثنى هذه الشريحة من العمل في قطاع الخدمات، كما يجري استبعاد المسلمات المحجبات من مواقع العمل التي يجري التعامل من خلالها مع الزبائن.<BR>وأشار التقرير إلى أن المناهج المدرسية الدانمركية تقدم صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين، بما يعزز الانطباعات التعميمية السلبية المستقرة في الوعي الجمعي للمواطنين الدانمركيين، وهو ما يطالب مجلس أوروبا بالتصدي له بفعالية، وإبراز إسهام المسلمين في المجتمع الدانمركي وإثرائهم للتعددية الثقافية في البلاد. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ يواجه المسلمون مصاعب فعلية في ممارسة شعائر دينهم، وهم محرومون من تشييد المساجد في بعض أقاليم الدانمرك. <BR><font color="#0000ff"> عندما نشرت الرسوم المسيئة للرسول _صلى الله عليه وسلم_، انتفضت الشعوب الإسلامية، ولم تجد وسيلة عملية للتعبير عن حبها لنبيها سوى مقاطعة المنتجات الدانمركية.. فهل حققت هذه الوسيلة هدفها؟، وهل تركت المقاطعة آثاراً ملموسة على المجتمع والحكومة الدانمركية؟ </font><BR>** لقد كان موقف الشعوب الإسلامية أكثر من رائع، حيث لفت انتباه الغرب كله إلى الإسلام، فمما لا شك فيه أن المقاطعة أثرت تأثيراً مباشراً على المجتمع والحكومة الدانمركية، وليس أدل على ذلك من أن شركة واحدة في الدانمارك، وهي شركة "أرلا" للألبان والأجبان، وهي اكبر تجمع شركاء، تصدر لإيران والدول العربية، صرح مديرها بأنها تخسر يومياً، منذ بدء حملة المقاطعة، مليون كرون، أي 6 مليون دولار، بسبب المقاطعة. <BR>ولم يعد أمامها الآن لو استمرت المقاطعة والخسارة اليومية سوى أن تغلق أبوابها وتوقف نشاطها وتطرد عمالها، وقد سارعت عقب بدء المقاطعة بنشر اعتذار باللغة العربية في أشهر الصحف العربية مثل الشرق الأوسط وفي الصحف الناطقة بالعربية في عدد من البلدان الغربية .<BR>والمشكلة الأكبر هناك أن الدولة ملتزمة بصرف تعويضات كبيرة للعمال طالما مر شهر كامل بدون عمل، فعندهم ما يسمى بـ( صندوق البطالة)، يقوم بتغطية نفقات وأجور العمال في حال الطرد من العمل لأي سبب كان، وهو بلا شك أمر سيمثل مشكلة على الحكومة الدانمركية التي باتت مسئولة عن صرف رواتب العاطلين عن العمل، وهو أمر سيضعها في حرج شديد، و باستمرار المقاطعة ستضطر الحكومة للاعتذار ولن تستطيع مواصلة إصرارها وعنادها.<BR>وبنظرة سريعة على حجم المعاملات بين الدول العربية والدانمرك يمكننا تحديد الأثر الناجم من مقاطعة الدول العربية للمنتجات الدانمركية؛ فحجم المعاملات بين السعودية و الدانمارك يبلغ 2 مليار جنيه (الدولار يساوي 5.72 جنيها) ، وحجم المعاملات بين مصر و الدانمارك يبلغ 700 مليون جنيه، بينما يبلغ حجم المعاملات بين الدانمارك وباقي دول الخليج مليار ونصف المليار جنيه.<BR>وقد ذكرتنا هذه الحملة بالموقف المشرف للملك فيصل – رحمه الله- عندما استخدام سلاح البترول في حرب أكتوبر 1973م، ضد "إسرائيل"، فأوقف تصدير البترول للغرب، فأحدث ارتباكاً شديداً لدى كثير من دولهم، جعلهم يراجعون مواقفهم من الحرب، وأذكر أن الحكومة الدنمركية وكذا السويدية – وقد كنت أعيش في الدانمرك ساعتها- قد وزعتا تعليمات للمواطنين تدعوهم فيها إلى الاقتصاد الشديد في استهلاك المواقد.<BR><font color="#0000ff">ماذا فعلتم منذ بداية الأزمة، وأين كنتم؟، ولماذا لم يتم تصعيد الأمر والتقدم بشكاوى للحكومة الدانمركية ؟ </font><BR>عندما بدأت الأزمة، ونشرت الصحيفة الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول، قمنا بعمل الآتي : <BR>1- أبلغنا الحكومة الدانمركية باعتراضنا، وأخبرناهم بأن هذا الأمر سيتسبب في موجة كبيرة من الغضب في العالم الإسلامي، لكنهم لم يبالوا بالأمر.<BR>2- اتصلنا بسفارة جمهورية مصر في الدانمارك، أعلمناهم بالأمر، وأوصلت السفيرة صوتنا للجهات المعنية، ولكنهم لم يتفاعلوا مع الأمر.<BR>3- أخبرنا المسلمين بالدانمرك والسويد بما حدث، عبر خطب الجمعة، وفي وسائل الإعلام المحلية.<BR>4- أرسلنا عدة وفود من الدانمرك متجهة إلى المملكة العربية السعودية وإلى الأزهر الشريف.<BR>5- عقدنا عدة اجتماعات مع الأئمة والخطباء والدعاة، واتفقنا على موقف موحد.<BR>6- كتبنا عدة خطابات وأرسلنا عدة رسائل للمسئولين في الحكومات الاسكندينافية، وخاصة حكومتي الدانمارك والسويد، وجاء الرد سلبيًّا.<BR>7- فتحت المؤسسات الإسلامية بالدانمرك والسويد حواراً مكثفاً مع أجهزة الإعلام ومع الجهات الرسمية لتوضح خطورة الأمر، حيث بينا لهم أن الأمر لا يتعلق بسب شخص عادي أو التطاول على شخص عادي، وإنما هو نبي المسلمين ورسولهم.<BR><font color="#0000ff"> وما هي الطريقة المناسبة في نظرك لاحتواء الموقف.. ماذا يجب على الحكومة الدانمرك أن تفعل لتهدأ الأمور؟ </font><BR>** قيمة الإنسان في الغرب وخاصة في السويد و الدانمارك عالية جدا، والغريب عندهم أنه إذا تطاول عليك إنسان بكلمة واحدة فالقانون يعطيك الحق في مقاضاته وطلب تعويض مادي كبير، ومن ثم فإنني أميل إلى "الاعتذار الايجابي" أو العملي، فهم الذين علمونا هذا، من خلال عيشنا معهم طوال هذه السنين، فعندما تتسبب في إعطاب سيارته وتقدم له اعتذرا بالكلام، لا يقبل اعتذارك حتى تقوم بتصليح سيارته.<BR>وعليه فالمطلوب الآن من الحكومة الدانمركية إصدار تشريع قانوني يحترم المقدسات، ويحذر من التعرض بالسب أو التطاول على الذات الإلهية، أو على مقدسات الغير، بل ويعتبر مثل هذا الفعل جريمة، يعاقب عليها القانون، فالغريب أنه حتى اليوم لم تعتذر الحكومة الدنمركية بشكل رسمي واضح، كما أن الصحيفة التي تسببت في الأزمة لم تعتذر إلا بعد ضغوط شديدة من الشركات المتضررة من المقاطعة.<BR>ومن ثم فالمطلوب من الحكومة الدانمركية لحل هذه المشكلة أن تبرهن عن حسن نيتها وذلك عن طريق: <BR>1- إعلان الاعتراف بالإسلام كدين، فلا يعقل ان تعترف الدولة بديانة "السيخ" رغم أن أتباعه في الدانمرك لا يزيدون عن 170 شخصاً !!، وعندما تعترف الدولة بالإسلام سيترتب على هذا الاعتراف الكثير من المزايا الأخرى مثل حق إقامة مساجد للعبادة و.....إلخ.<BR>2- إصدار قانون على مستوى الدولة يعاقب كل من يتعدى على الدين، أي دين، والمقدسات.<BR><font color="#0000ff"> وماذا يجب على المسلمين شعوبا وحكومات في المرحلة القادمة، لإعادة الاحترام للإسلام والهيبة للمسلمين هناك؟ </font><BR>** أنا أعيش معهم، وأعرف طباعهم، نحن بحاجة إلى ردود عاقله وذكية، فالردود الهادئة والعاقلة، إضافة إلى المقاطعة بالطبع تخدم المسلمين الذين يقيمون في الدنمرك.<BR>أيضا نحن بحاجة إلى ردود فعل إيجابية، وقد أعجبتني كثيرا المبادرة السعودية لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بطبع كتاب عن "حياة محمد" بلغات العالم، وأنا بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن مسلمي السويد و الدانمارك أتوجه بخالص الشكر للمملكة العربية السعودية على هذه اللفتة الإيجابية.<BR>كما أوجه الدعوة لباقي الدول الإسلامية والعربية وأصحاب الفضائيات لأن تحذوا حذو السعودية، والقيام بأدوار مكملة مثل: إنتاج أفلام تاريخية متميزة عن حياة الرسول وسير قادة وخلفاء المسلمين، لتعريف الغرب بديننا ورسولنا وتاريخنا، والرد - بشكل غير مباشر- على الشبهات التي يثيرها أعداء الله على ديننا ونبينا ومقدساتنا.<BR>كما أتمنى أن تتخذ المقاطعة شكلاً رسمياً، ليكون لها أكبر الأثر، كما يمكن للدول العربية والإسلامية فقط أن تلوح أو تهدد بسحب سفرائها، أو طرد سفراء الدانمرك ما لم تقدم الحكومة اعتذارا رسمياً للمسلمين في العالم كله، ولو وصلنا بالقاطعة إلى هذه الدرجة فلن تتحمل الحكومة الدانمركية خسائر المقاطعة، وأنا اعلم جيدا أنها ستسارع حينئذ بتقديم اعتذارها.<BR>كما أنني أعول كثيرا على الأزهر الشريف كمؤسسة دينية لها وزنها، وعلى رابطة الجامعات الإسلامية، وعلى منظمة المؤتمر الإسلامي، فمازال مسلمو الغرب وأقلياتهم ينتظرون منهم الدعم الكثير كل حسب تخصصه ومجال اهتمامه.<BR><font color="#0000ff"> وما هو الدور الواجب على المسلمين الذين يعيشون بالدانمرك، سواء من المهاجرين أم ممن هم من أصول اسكندنافية؟ </font><BR>** يجب على المسلمين أن ينتبهوا إلى أن هذا الأمر سيعرضهم لكثير من المضايقات، ولذا فيجب عليهم مراعاة :<BR>1- الابتعاد عن الانفعال والردود غير المتزنة.<BR>2- التزام العقلانية في معالجة الأمور، واعتماد الحوار وسيلة لحسم الخلافات.<BR>3- أن يتخذوا لهم كبيرا، شخصا كان أو هيئة تتحدث باسمهم، وتقوم بالدعوة لحوار عاقل بهدف توضيح الصورة ومد جسور من التفاهم.<BR>4- أن تتضافر جهودهم وان تتوحد طوائفهم وتتحد كلمتهم ليصبح لهم وزن مؤثر ووجود فاعل.<BR>5- وعلى الدعاة هناك اعتماد لغة الحوار البنّاء، ومراعاة عقلية المواطن الاسكندينافي، لتوضيح الصورة المشرقة للإسلام، فكثير من أفراد المجتمع يجهلون الكثير عن حياة المصطفي صلى الله عليه وسلم وعن رسالة الإسلام، وكل ما هو مكتوب عندهم في الكتب والمقالات التي تخرج بين الحين والحين كلها مشوهة، وبالتالي فإن البديل هو أن نعتمد الحوار وبشكل واعٍ، وأن نصدر بعض الكتب والنشرات في المناسبات المختلفة لتعرف بشخص النبي _صلى الله عليه وسلم_. <BR><BR><font color="#0000ff"> وما الجهود التي تبذلونها في الغرب لإعداد الأئمة ليكونوا على قدر المسئولية، ويكونوا خير سفراء لدينهم؟ </font><BR>** منظمة "الوقف الإسلامي" في الدانمارك، و"المركز الإسلامي"، يقومان بدور فعّال في تنشيط وتفعيل دور الأئمة، كما تقام في العاصمة السويدية ستوكهولم تحت إشراف "الرابطة الإسلامية" و"الوقف الإسلامي" دورات مكثفة يحضرها الأئمة، يحاضر فيها عدد كبير من الدعاة والعلماء من البلاد الإسلامية المختلفة لدعم الأئمة في أداء رسالتهم، كما أن هناك مؤتمرات علمية وثقافية يحضرها الأئمة بصفة دورية لتحسين أدائهم.<BR>كما تم إنشاء "مجلس الأئمة" الذي يضم معظم الأئمة والدعاة بالدانمرك والسويد، ونتمنى أن يمتد ليشمل النرويج وبقية الدول الاسكندينافية. وعلى مجلس الأئمة أن يضع برنامجاً عملياً له هدفان :<BR>الأول: الحفاظ على هوية المسلمين وتوعيتهم وتوجيههم التوجيه السليم، وإعطاؤهم الفرصة لممارسة الشعائر الدينية بشكل واحد.<BR>والثاني: التعاون مع مؤسسات الدولة بشكل منفتح بحيث لا يقع أي لبس فيما يقال وينشر، من خلال فهم ودراسة فقه الأقليات.<BR> <font color="#0000ff">لكن ألست معي أنه (رُبَ ضارة نافعة)، وأن الأزمة- وإن كان لها سلبيات- إلا أن لها إيجابيات؟، وما هي هذه الإيجابيات في نظركم ؟ </font><BR>** مما لا شك فيه أن الأزمة قد نتج عنها الكثير من الإيجابيات نذكر منها أنها : <BR>1- لفتت انتباه الغربيين عامة والدانمركيين والسويديين على وجه الخصوص إلى الإسلام.<BR>2- قدمت الدعوة سنوات للأمام، فلو ظل 100 داعية يتحدثون عن الإسلام في الدانمرك 10 أعوام ما تركت هذا الأثر.<BR>3- أثارت شجون الباحثين الغربيين، لدراسة ظاهرة حب المسلمين لرسولهم؛ فقد استرعاهم كيف وقف المسلمون على اختلاف لغاتهم، وجنسياتهم، وألوانهم– لم تمنعهم حدود ولا جسور- وقفة واحدة نصرا لنبيهم ودفاعا عن حبيبهم.<BR>4- زادت الإقبال على الإسلام، سواء للتعرف عليه، أو لدراسته، أو للدخول فيه، وقد أسلم على يدي أنا شخصيا 4 سويديين في الأسبوع الأول للأزمة !<BR>5- كثفت من إقبال الدانمركيين والسويديين على المراكز الإسلامية رغبة في القراءة والسؤال عن الإسلام والرسول.<BR>6- دفعت الحكومة الدانمركية لأن تطلب من جامعة كوبنهاجن عمل دراسات عن الإسلام والمسلمين، وقالت في خطابها للجامعة :" لقد اكتشفنا أننا لا نعرف شيئا عن هذا الدين (الإسلام)، أو هذا الرجل (الرسول محمد _صلى الله عليه وسلم_).<BR>7- زادت من إصرار الشعوب العربية والإسلامية على تفعيل حملة المقاطعة، ردا للكرامة العربية والإسلامية، فعندما استدعت المملكة العربية السعودية سفيرها في الدانمارك، قالت رئيسة حزب الائتلاف مع الحزب الحاكم :( اتركوه فإنه سيعود بعد أسبوع.. هكذا شأن العرب!!)، وهو ما جعل رد الفعل العربي وخاصة السعودي على درجة مشرفة.<BR>8- جعلت كل من تسول له نفسه التطاول على الإسلام ومقدساته، يقف ويراجع نفسه قبل الدخول في هذا المربع، وليس أدل على ذلك من أن هناك دولتان هما (بلجيكا وهولندا)، ترتبان لإنتاج فيلم فيه تهجم على الإسلام ومقدساته وفيه تطاول على الرسول لكنهم خافوا من امتداد حملة المقاطعة إلى منتجاتهم !<BR><font color="#0000ff">قبل الختام نود ان تعطينا فكرة سريعة عن المسلمين في السويد، الدولة التي تقع على الحدود الجنوبية مع الدانمرك؟ </font><BR>** يبلغ تعداد المسلمين بالسويد نحو نصف مليون مسلم، من إجمالي 9.2 مليون نسمة، حسب آخر إحصاء رسمي أجري في عام 2005م، وفي السويد مسجدان، أحداهما في (ستوكهولم العاصمة)، وهو المسجد الرسمي أو الرئيس، وقد تكلف 65 مليون كرونه( الدولاريساوي 6 كرونة تقريباً)، كان أصله شركة للكهرباء، فتم شراؤه واستكمال بنائه ليكون مسجدا، وقد دعمته المملكة العربية السعودية، والشيخ زايد بن سلطان رحمه الله. أما المسجد الثاني فقد بدأ العمل به في عام 1980م وافتتح للصلاة في عام 1984م، ويوجد في مدينة (بالمو) على حدود الدانمارك، وقد ساهمت السعودية في بنائه بمبلغ 1.700 ألف كرونه، والجماهيرية الليبية بمبلغ 1.400 ألف كرونه، وعندما وقع خلاف حول إدارة المسجد، تعطل البناء، وكان المسجد يحتاج حوالي 5 مليون كرونة، وهو ما يعادل 30 مليون دولار، فامتنعت الدول الإسلامية عن تقديم الدعم لاستكمال البناء، فخرجت ليبيا من الموضوع فقررت السعودية استكمال البناء على نفقتها الخاصة، وهو مسجد كبير له قبة وجناحان، وعلى شكل مربع.<BR>كما يوجد بالسويد عدد من المصليات والجمعيات تتراوح ما بين 50 – 60 مصلى وجمعية إسلامية وظيفتها : <BR>1. الحفاظ على هوية المسلمين . <BR>2. إقامة الشعائر وإحياء المناسبات الإسلامية مثل الجمعة والأعياد.<BR>3. إعلان الشعائر الدينية.<BR>4. تعليم أطفال المسلمين اللغة العربية.<BR>5. تحفيظ أطفال المسلمين القرآن الكريم.<BR><font color="#0000ff"> جزاكم الله خيراً .. وشكر لكم إتاحتكم الفرصة لموقع المسلم لإجراء هذا الحوار. </font><BR>** بل أنا الذي أقول لكم جزاكم الله خيراً، لإتاحتكم الفرصة لي لأوضح الحقائق وأشرح هذه الأمور لجمهور المسلمين الكرام عبر موقعكم الرائد..<BR><br>