الشيخ إياد العزي: الفيدرالية أداة لتمزيق وحدة العراق
28 شعبان 1426

<P> <BR>أجرى الحوار: عبد الله عمار ـ بغداد<BR>قال الشيخ إياد العزي (عضو المكتب السياسي في الحزب الإسلامي العراقي): " إن السنة العرب سيشاركون في عملية الاستفتاء على الدستور وفي الانتخابات المقبلة، بعد أن وضع السنة برنامجا موحدا يجمع كل أطيافهم من أجل إعادة عملية التوازن للعملية السياسية التي شهدت خللا واضحا في السابق بسبب عدم توافر الظروف الملائمة للمشاركة في الانتخابات السابقة".<BR>وأضاف العزي أن السنة العرب يحاولون إجهاض مسودة الدستور التي أقرتها الجمعية الوطنية بشكل غير قانوني، لأن هذه المسودة ستسهم في تفتيت الشعب العراقي.</P><BR><P> كيف ستتعاملون مع الدستور بعد أن أقر من قبل الجمعية الوطنية؟<BR>- الدستور استحقاق وطني وليس استحقاقا انتخابيا ويجب أن يكون لكل عراقي صوته الخاص المعبر عن رأيه في مسودة الدستور والتصويت بنعم أو لا سيجعل من الدستور متوافقا وطنيا من دون المساس بالثوابت الشرعية، ونحن متأكدون أن الدستور فيه بعض الألغام التي تحتاج إلى أن نوضح معالمها وأطرها بدقة إلى أبناء الشعب العراقي بجانب نظرتنا الإيجابية لحقوق إخواننا الأكراد في مطلبهم بتحقيق الفيدرالية ومراعاة حقوق جميع الأطياف والأقليات من شعبنا.</P><BR><P> ما موقفكم الحقيقي من الفيدرالية؟<BR>الفيدرالية بشكلها الحالي المعروض حتما ستكون الطريق السالك لتجزئة وحدة العراق، وهذا سيعمق المأساة، لأن أهلنا في الشمال سيكونون أمام تحديات إقليمية هائلة وعند ذلك لن تتطوع أمريكا لتكون الفدائي الذي يدافع عنهم، أما في الجنوب فإن السطوة ستكون بيد إحدى دول الجوار، وعندها سيدفع أبناء الجنوب ثمنا باهظا جراء هذه الفيدرالية، لهذا نحن ضد الفيدرالية لأنها ستمزق وحدة العراق، أرضا وشعبا.</P><BR><P> هل ستشاركون في الانتخابات القادمة؟<BR>سنشارك، ونحن نبذل جهدنا في تنسيق المواقف مع الآخرين، وسيكون لنا برنامج انتخابي ضمن خطة متكاملة، حيث ستكون الاستعدادات عالية بما في ذلك الإعلام المسموع والمنظور والمقروء مع بدء العد التنازلي للانتخابات وكل ذلك لتشجيع المقاطعين للانتخابات السابقة على دخولها والمشاركة فيها.</P><BR><P> هل تعدون عدم مشاركتكم في الانتخابات السابقة خطأ كبيرا وقعتم فيه؟<BR>لا، وإنما كانت قراءة صحيحة لواقع مناطقنا التي لم تكن مهيأة لدخول الانتخابات والتي تعد استحقاقا جماهيريا وليس نخبويا فلا بد من وجود أرضية مهيأة وجماهير معدة لأداء مثل هكذا استحقاق، كما أن لكل موقف ضريبة ونحن نقدر موقفنا من عدم المشاركة في الانتخابات السابقة، إذ كانت لهذا الموقف استحقاقات يجب أن تدفع، ولكننا غير نادمين على ذلك لأننا اتخذنا الموقف الصحيح في اللحظة الصحيحة.</P><BR><P> ما موقفكم من عمل الحكومة والجمعية الوطنية الحالية؟<BR>ننظر إلى عمل الحكومة الحالية بعدم الرضا والاطمئنان بسبب تصرفات أجهزتها الأمنية التي تمارس التخريب ورؤية الحزب الواحد للأمور دائما تأتي على حساب المصلحة الوطنية، وكذلك هناك اعتقالات ومداهمات من دون ضوابط قانونية أو شرعية كما أن العشرات من إخواننا يقبعون الآن في السجون.<BR>أما الجمعية الوطنية فهي الأخرى لم تستطع أن تؤدي دورا برلمانيا حقيقيا حتى الآن، وقد أثر فيها غياب الطرف الثالث في المعادلة العراقية (العرب السنة)، وهي ليست ببعيدة عن الضغوط الخارجية المتمثلة بالاحتلال وقوى الضغط الإقليمي.</P><BR><P> هناك من يعزف على وتر الحرب الأهلية ما رأيك؟<BR>الحرب الأهلية بمعنى الحرب الطائفية قائمة هي متبناة من قبل أجهزة الدولة الأمنية، فالاعتقالات والمداهمات مستمرة لذلك نحن نتمنى أن تتوقف هذه الممارسات الطائفية لئلا تكون هناك نتائج وخيمة ويعود العراق وأهله ليعيشوا بأمن وسلام. أما الحرب الأهلية بين الشعب العراقي فهذه لن تقع أبداً _بإذن الله_؛ لأن هذا الشعب متوحد ومتآلف ومتصاهر.</P><BR><P> كيف تنظرون إلى واقع الأمتين العربية والإسلامية في ظل التحديات الحالية؟<BR>بالنسبة للأمة العربية فهي مقبلة على تغيير، ولكن ربما يكون هذا التغيير ليس بيديها وإنما بيد أعدائها وعند ذاك ستكون الثمار في سلة الآخرين وليس في سلة الشعوب، كما حصل في العراق، أما الأمة الإسلامية فهي تحتاج إلى عمل دؤوب وجهد كبير لإعادة بلورة ثقافتها على أسس صحيحة، وتقدم مشروعها إلى الآخرين ليقتنعوا في إمكانية مشاركتها في صنع الحياة.</P><BR><P> ما الخطط والاقتراحات التي تراها مناسبة لإخراج المسلمين من المحن التي يعيشونها؟<BR>ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال؛ لأن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يقول: "فتن تدع الحليم حيران" فنحن نقول ليس لها من حلول إلا الإسلام الوسطي المتوازن كمنهج حياتي.</P><BR><P> كيف تنظرون إلى لصق الإرهاب بالإسلام؟<BR>هذه معركة وهمية هيأ ساحتها ودرب جندها العالم الغربي، لأن الغربيين يريدون محاربة الإسلام ولكن لا يجرءون على الإفصاح عن ذلك، لهذا هيأوا هذا العدو المزعوم ليوجدوا فرصة مناسبة في محاربة الإسلام باسم الإرهاب.</P><BR><P> ما السبل لإيقاف نزف الدم الحالي؟<BR>يجب بناء جسور ثقة مع المواطن العراقي من خلال التعامل بإيجابية وعدل مع كل الظواهر الموجودة في البلد، ومن ثم إلغاء تهميش الآخرين والمحاصصة الطائفية والعرقية. وأيضا تقديم الانتماء على الولاء، وأخيرا جدولة انسحاب قوات الاحتلال من العراق.</P><BR><P> كيف تميزون بين المقاومة والإرهاب؟<BR>المقاومة حق مشروع أجازته شرائع السماوات والأرض ولا خلاف في ذلك. أما الإرهاب الذي يتحدث عنه الغرب، فلا بد أن يحدد لنا تعريفه حتى نحدد موقفنا، فهو يريد أن يستخدم هذا المصطلح لتعميمه على كل فعل إسلامي.<BR> </P><BR><P> </P><BR><br>