د. محمود الزهار: الانسحاب لحظة تاريخية لا تقاس بحجم الأرض
14 رجب 1426

غزة - عماد مصطفى<BR><BR>أكد د. محمود الزهار (أحد قياديي حركة المقاومة الإسلامية "حماس")، أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لحظة تاريخية يجب الاحتفال بها، وهو لا يقاس بحجم الأرض التي سيرحل عنها الاحتلال، ولكن بحجم الإنجاز لفلسطيني، وكشف الزهار في حديث مع "المسلم" بعض تفاصيل اللقاء بين قيادة "حماس"، و(رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس والاتفاقات التي تمت في محاولة لوضع حد للخلافات بين الجانبين.<BR><BR><font color="#FF0000">أين وصلت العلاقة بينكم وبين السلطة؟ وما الذي جرى في الحوار مع أبي مازن؟</font><BR>تركز الحديث على ثلاث نقاط ، الأولى: موضوع الانتخابات التشريعية والبلدية، وفي هذا الموضوع تعددت وجهات النظر المختلفة ونتج عنها تشكيل لجنة من "حماس" مسؤولة عن ملف الانتخابات، ولجنة من "فتح" أيضاً، لمتابعة هذا الملف ووضع كل الضمانات لعدم تزوير الانتخابات، أما في ما يتعلق بانتخابات المجلس التشريعي، فقد طرح أن تكون في شهر يناير، ولكن نحن رفضنا هذا الشهر وقلنا بإمكاننا إجراء الانتخابات في نوفمبر المقبل وبناء عليه تحفظنا على شهر يناير فنحن لا يمكن أن نتحمل التلاعب بكل الشعب الفلسطيني، وقلنا له: نحن لا نقبل التمثيل النسبي في البلديات في الجولة الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة، فالتمثيل النسبي سيعطل البلديات، فالحكومات التي تعتمد التمثيل النسبي هي في المحصلة حكومة مشلولة. وفي موضوع الانسحاب، قال: تشكل لجنة المتابعة، لترعى الموضوع وتنظر في كيفية التعامل مع الأراضي التي سيتم الانسحاب منها، أما النقطة الثالثة، فكانت الوضع الداخلي، وتحدثنا عن وسائل جديدة للأمن الوقائي والمخابرات تمنع المواطن الفلسطيني من غير "فتح" من الحصول على وظيفة، وتم الاتفاق أن يجري الاتصال بهذه الأجهزة، ونتمنى أن تحل هذه المشكلة.<BR><BR><font color="#FF0000">أنت تتحدث عن قضية تشكيل لجنة متابعة موضوع الانسحاب، ألا ترى أنه لا يوجد وقت لهذا الموضوع؟ </font><BR>حوارنا مستمر، فقبل لقائنا مع أبي مازن عقدت جلستان على مدى يومين ويمكن إنجاز هذا الأمر، مع الإشارة إلى أن هذه الصيغة وافق عليها محمود عباس قبل ستة أشهر عندما تحدثنا له عن المرجعية الوطنية الشاملة وجرى اتفاق على أن يتم إشراك كوادر من كافة الفصائل الفلسطينية من أصحاب الخبرة وما يسمى المجالس الفنية.<BR><BR><font color="#FF0000">لماذا هذا الإصرار على المشاركة بالإشراف على الأراضي؟ </font><BR>الشارع الفلسطيني لديه الكثير من الأمثلة على سوء الأداء، فحتى لا تتكرر تجربة سرقة الأراضي الحكومية يجب أن نحميها فهناك الكثير من الأراضي سرقت ووزعت السلطة الكثير من الأراضي قبل ذلك على أبنائها لذلك نريد حماية هذه الأرض. <BR><BR><font color="#FF0000">هناك حالة من القلق في الشارع الفلسطيني حول ما يمكن أن يحدث بعد الانسحاب الإسرائيلي مباشرة أو في الفترة التي تليه من وقوع اقتتال داخلي؟</font><BR>التخوف هو أن تحدث مواجهات بين السلطة وبين الشارع الفلسطيني الذي لا يريد أن يتم حرمانه من دخول الأراضي المحررة، فالشعب هو الذي حرر هذه الأرض وهو الذي قدم أبناءه للمقاومة حتى تنجز المشروع الوطني، وبالتالي عندما يأتي في نظر الشارع الفلسطيني من كان يفر من المواجهات ليحمي هذه المستوطنات ويمنعهم من دخولها، ليحميها من أصحابها، بالتأكيد هذا الموضوع لن يكون مقبولا لدى الشارع، فأنت ترى عندما يتم قصف بيت، كل الناس تأتي لترى ما الذي يجري، وعندما تفجر المقاومة دبابة كل الناس تأتي لتشاهد بقاياها، فما بالك بتحقيق إنجاز وطني كبير مثل الذي نحن بانتظاره، لا بد للناس أن تحتفل على كل مستوى شعبي ورسمي وعسكري، فهذه لحظة تاريخية لا بد من أن نسجلها ونؤكد على ضرورة الاستفادة من هذه التجربة في الضفة الغربية وفي غيرها.. في القدس أيضاً وفي فلسطين المحتلة عام 1948م، ولذلك أي محاولة للمنع لن تلاقي قبولاً شعبياً.<BR><BR><font color="#FF0000">هل لقاؤكم مع السلطة أنهى المشاكل بينكما؟</font><BR>الحقيقة هي مشاكل كبيرة وكثيرة، مثل: قضية الانتخابات التشريعية التي يجب حلها، وقضية الانتخابات البلدية، وقضايا أخرى غيرها إذا لم يتم حلها، فربما تؤدي لانفجار؛ لأن ما جرى كان انقلاباً على الانتخابات وما واكبه من اعتداءات لفظية على "حماس"، واتهامها بالتزوير قضية مست مشاعر كل إنسان، حتى مشاعر الناس العاديين، فمعروف أن "حماس" لا تزور، وكل ذلك يجب أن يتم حله ونحن لسنا معنيين في الصراع ولا نستدعيه ولا نتمناه ولا نرغب فيه.<BR><BR><font color="#FF0000">هناك من يقول أنكم ستحتفلون على طريقتكم بالانسحاب؟</font><BR>هذا حدث تاريخي، وعندما أقول تاريخي هذا يعني أن التاريخ سيكتب في يوم كذا استطاع الفلسطينيون وبإمكاناتهم المادية الضعيفة، وببرامجهم الاستشهادية وبصواريخ القسام وبالعبوات الناسفة، استطاعوا أن يهزموا قوة كبرى موجودة في منطقة الشرق الأوسط..هذه الرمزية مهمة ليست فقط للشعب الفلسطيني، ولكن أيضاً لكل الشعوب ويجب أن تكون الاحتفالات بحجم الإنجاز التاريخي، والذي لا يقاس بحجم الأرض التي أخذت ولكن بحجم التأثير الذي أحدثته هذه الوسائل، التي كانوا يسمونها وبالذات السلطة الفلسطينية كانت تطلق عليها ألعاب نارية وكرتونية، هذه الأشياء استطاعت أن تخرج العدو، بينما فشلت كل جولات المفاوضات في كل الدنيا في أن تأتي بشبر واحد لفلسطين.<BR><BR><font color="#FF0000">كيف تقرأ خطاب الرئيس محمود عباس أمام المجلس التشريعي؟ </font><BR>خطاب محمود عباس كان اختزالاً للحقائق، فقد اختصر قضية رحيل العدو باللقاء بين شارون وبين السلطة، كأن التاريخ بدأ من هنا، ولم يتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني التي استمرت منذ عام 1948م، بالذات الانتفاضة الأخيرة، هذا اختصار عجيب غريب، أما الاختصار الثاني واختزال دور الصواريخ التي اعترف العدو بأنها حولت حياته إلى جحيم اختصرها في صاروخ خاطئ ولو كان لـ"حماس" علاقة في هذا الحدث لجرت ضجة إعلامية غير طبيعية، واختزل ما اتفقنا عليه وهو الوضع الداخلي.<BR><BR><BR><br>