كوسوفا : النسر الألباني يتخلى عن وشاحه الأسود في الدولة المستقلة
7 صفر 1429

من المؤكد أن استقلال كوسوفا بات أمرا محسوما، لا يستعد له الألبان فحسب، بل الصرب على طريقتهم، والولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، ومنطقة البلقان، ودول العالم قاطبة. <BR>سنركز في هذا التقريرعلى الاستعددات الجارية لاعلان استقلال كوسوفا، بدءا بإعداد الدستور، ورمز الدولة ، والاستعدادات الأمنية والعسكرية ،سواء في كوسوفا أو صربيا ، ثم التوقعات بخصوص ردود الأفعال المختلفة على اعلان الاستقلال من قبل الجهات المعنية إقليميا ودوليا . و قال رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي إنه " من الواضح أن مجلس الأمن ليست لديه رؤية للحل في كوسوفا ، وأن الحل الأفضل يتمثل في خطة المبعوث الدولي مارتي اهتساري ، فهو الطريق الأفضل للتقدم إلى الأمام " وقال إن نجاح خطة المبعوث الدولي مارتي اهتساري يضمنها ثلاث أطراف هي الحكومة في بريشتينا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي.وتابع "لقد حان الوقت لاستقلال كوسوفا بعد انهيار يوغسلافيا وانفصال الجمهوريات التي كانت تكونها " . <BR><font color="#ff0000">الاستعدادات الكبرى : </font><BR>جميع المؤسسات في كوسوفا كخلية النحل ، تعمل ليلا نهارا من أجل أن تكون جاهزة لموعد اعلان الاستقلال ، فقد أعلنت اللجنة الخاصة بإعداد ، رمز الدولة ، عن وضعها اللمسات الأخيرة لذلك الرمز وهو النسر الألباني ، الذي تخلى في في نسخته الجديدة عن لونه الأسود الذي احتفظ به طوال العهود التي ظل فيها حبيسا داخل السجن الصربي .وقال مستشار رئيس الوزراء الكوسوفي فاضلي هوسيي لراديو وتلفزيون بريشتينا يوم 6 فبراير 2008 أن "العلم ورمز الدولة تم اختيارهما من بين عدد من الاقتراحات ضمن مسابقة وطنية لهذا الغرض "ولكنه لم يفصح عن لون العلم والرمز ،لكنه أشار إلى أن النسر لم يعد يتلحف بالسواد كما كان من قبل .وأن ذلك "سيتم عرضه على البرلمان للمصادقة عليه " . <BR>ووفقا لتسريبات فإن هناك إشارة إلى الطوئف العرقية غير الألبانية في العلم الجديد. لكن لا يعرف اللون الجديد للنسر الألباني الذي خلع لون الحداد وللأبد. <BR>كما أكد رئيس وزراء كوسوفا هاشم تاتشي على أن إعداد الدستور سيسبق اعلان الاستقلال ،مما سيؤخر موعد التخلص من الاحتلال الصربي حتى نهاية شهر فبراير الجاري وفق صحيفة "كوها ديتور " في عددها الصادر يوم 2 فبراير الجاري .وقال تاتشي لاذاعة بي بي سي باللغة الألبانية "إعداد الدستور قطع مرحلة متقدمة واعلان الاستقلال سيكون بعد ذلك وهوما يتفق عليه السياسيون والشعب "وتابع "هناك تفاهم بين الحكومة والشعب ووحدة في المواقف " وأضاف " ليس من المهم ما إذا كان استقلال كوسوفا مسألة أيام أو ساعات أو دقائق ، أو سيكون يوم الأحد أو الثلاثاء أوالخميس ، ولكن المهم هو أن كوسوفا وصل إلى مرحلة اعلان الاستقلال ، وسيكون دولة جديدة تحترم حقوق الأقليات " . المواعيد التي تقال عن استقلال كوسوفا غير مؤكدة ، ولكن الاستقلال أصبح قدر كوسوفا . وقال تاتشي مجددا عقب لقائه برئيس الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة في كوسوفا يواكيم ريكير "نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على الدستور وهناك لجنة شكلت لاختيار رمز للدولة ، وحال الانتهاء من ذلك سنعلن الاستقلال من داخل البرلمان " . <BR>هاشم تاتشي أكد أيضا على إتمام جميع الاستعدادات " لقد أتممنا الاستعدادات لاعلان الاستقلال وانتزاعنا سيادة الدولة واستقلالها سيكون في موعد قريب جدا " وأشار قبل توجهه إلى بروكسل للقاء منسق الشؤون الأمنية و العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ، والسكرتير العام لحلف شمال الأطلسي ، جاب دي هوب شيفر ،ووزير خارجية سلوفينيا ، الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي ، تيمتري روبل ، وغيرهم " نحن سنتحدث عن مستقبل كوسوفا ،ومجئ بعثة دولية جديدة إلى كوسوفا ،تابعة للاتحاد الاوروبي ،وسأقدم لهم رؤية المؤسسات والشعب من أن كوسوفا مستعدة لتكون دولة مستقلة ذات سيادة " وأكد على أن اعلان " الاستقلال سيتم بالاتفاق مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول المجاورة ( يعني الجبل الاسود ومقدونيا وألبانيا وكرواتيا ) والأصدقاء في المجتمع الدولي " . لكنه عاد للقول " القرار سيصدر من بريشتينا وليس في بروكسل " .<BR><font color="#ff0000">الموقف الدولي ومواعيد الاستقلال : </font><BR>كانت إذاعة بريشتينا قد ذكرت نهاية شهر يناير الماضي عن مصادر مقربة جدا من رئيس وزراء كوسوفا هاشم تاتشي الذي إلتقى بالمنسق الأعلى للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ، وبالسكرتير العام لحلف شمال الأطلسي جب دي هوب شيفر قولها: سيتم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان ومن ثم تسجيل الاعترفات الدولية به " ولم يذكر المصدر ما إذ كان الاتحاد الاوروبي كمؤسسة سيعترف بالدولة الجديدة رقم 193 في العالم ، أوسيتم الاعتراف بشكل آحادي . <BR>ووصف رئيس وزراء كوسوفا هاشم تاتشي دستور كوسوفا القادم بأنه سيكون "من أفضل الدساتير الاوروبية تقدما في مجال حقوق الانسان ، والعلاقات الاجتماعية ، والحقوق الثقافية والدينية " . وتؤيد جميع الدول الاوروبية استقلال كوسوفا ما عدا قبرص واسبانيا واليونان ورومانيا بينما أعلنت بولندا أنها ستعترف باستقلال كوسوفا . <BR>كما أكد البيت الأبيض على أن الموقفين الأميركي والأوروبي متطابقين بخصوص كوسوفا ، وقال عضو الوفد الأميركي ، تيري ديفيس ،في اجتماع الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن زائد ألمانيا والذي عقد في برلين في شهر يناير " هناك تباين في موعد اعلان الاستقلال ولكن هناك اتفاق من حيث المبدأ على سيادة كوسوفا " وتابع في أعقاب اجتماع ضم ممثلين عن بريطانيا وفرنساوالولايات المتحدة وألمانيا ،وبحضورمنسق الشؤون الأمنية و العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا " من الصعب جدا حل قضية كوسوفا داخل مجلس الأمن " في إشارة إلى التهديد الروسي باستخدام الفيتو ، ودعوة موسكو لايجاد حل يرضي بلغراد . وقال تيري ديفيس لصحيفة نيزفيسني ماي غازيت ،في تصريحات موازية " إذا أعلن الألبان الاستقلال من طرف واحد يجب دعمهم " . <BR>وفي بداية شهر فبراير فجر دبلوماسي سلوفيني جدلا حادا في الدوائر السياسية بلوبليانا ،الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي ، بعد اعلانه عن وجود وثيقة سرية أميركية تحدد مطالبها من الاتحاد الاوروبي فيما يتعلق باستقلال كوسوفا ،والوضع في الشرق الأوسط ،والوضع في القوقاز ،والبيان الاوروبي الأميركي المشترك الذي سيعلن في نهاية الرئاسة السلوفينية للاتحاد الاوروبي.ولم يتوان الدبلوماسي السلوفيني الذي لا تزال هويته طي الكتمان في تقديم الوثيقة إلى وسائل الاعلام المحلية ، وهي تحمل رقم VWA070767 ومؤشر عليها " سري للغاية " . وقد أطنبت وسائل الاعلام الصربية والسلوفينية في الحديث عن الوثيقة السرية ومن بينها شبكة بي 92 الصربية والتي تملك محطة تلفزيون، وصحيفة دنيفنيك السلوفينية ،وبوليتيتسي الصربية .ومن بين المطالب الاتفاق على اعلان استقلال كوسوفا يوم أحد حتى لا تتمكن روسيا من دعوة مجلس الأمن للانعقاد. ويعود تاريخ الوثيقة إلى شهر ديسمبر الماضي ، إبان زيارة مدير إدارة الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية السلوفينية ، ميتي دوبرنيتشا ،إلى واشنطن . <BR>ووفقا للوثيقة التي تحدثت عنها وسائل الاعلام الصربية باسهاب ، فإن الولايات المتحدة رغبت في أن تكون سلوفينيا من أول الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفا بحكم ثقلها كرئيس للاتحاد الاوروبي ، ولما لذلك من بعد معنوي على الصعيد الدولي . وقد أكد ذلك دعوة مدير إدارة الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية السلوفينية ، ميتي دوبرنيتشا ،وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ، إلى لقاء الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون لوضع ترتيبات تولي البعثة الاوروبية مسؤولية الاشراف على كوسوفا خلفا للادارة الدولية التابعة للامم المتحدة في كوسوفا .كما طلب من حكومة كوسوفا " دعوة البعثة الاوروبية لتولي مهامها في بريشتينا بعد اعلان الاستقلال مباشرة من قبل البرلمان في كوسوفا ". وهو ما أشارت إليه الوثيقة التي قيل إنها أعدت داخل السفارة السلوفينية بواشنطن بحضور مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ، وعضو مجلس الأمن القومي الاميركي ،دانيال فريد ، ونائبته روزماري دي كارلو ، ونائبة مدير وكالة الأمن القومي الاميركي جوديت انسلي . ونقل عن ألفريد قوله " الامين العام للامم المتحدة يتعرض لضغوط كبيرة جدا من قبل روسيا ، ولكن الولايت المتحدة ستساعده على حل هذه المشلكة " وأن " بان كي مون لن يعترض على ارسال بعثة أوروبية إلى كوسوفا " وقلل من المعارضة الروسية والصربية لذلك . كما دعا فريد إلى "توقيع معاهدة الاستقرار والتقارب ، بين صربيا والاتحاد الاوروبي لتكون تلك جائزة تعوض خسارتها لكوسوفا ".وتشير الوثيقة إلى أن روزماري دي كارلو هي من اقترحت اعلان الاستقلال يوم أحد حتى لا تتمكن روسيا من دعوة مجلس المن للانعقاد . وأكد فريد على أن واشنطن ستكون من أول الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفا . وقال بأن " قرار مجلس الامن 1244 والذي يعتبر كوسوفو جزءا من صربيا ،لم يعد قائما ، فقد تم توقيعه إبان الدولة الفيدرالية التي كانت تضم منتنغرو والتي لم تعد قائمة حاليا . وقال السفير الاميركي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زادة ،إن " مجلس الأمن معرقل وأن خطة مارتي اهتساري هي الأفضل ،وعبر عن أسفه العميق لوجود خلافات " يؤسفنا عدم الاتفاق بين مختلف الاطراف ، ولعرقلة عمل مجلس الامن " في إشارة للموقف الروسي الرافض لاستقلال كوسوفا . وحيا الموقف الاوروبي الداعم لواشنطن في كوسوفا "نحيي الموقف الاوروبي المسؤول واستعداده لادماج البلقان في الاتحاد الاوروبي وهذا هو مستقبل المنطقة " . أما السفير الروسي في مجلس الامن فيتالي تشوركين فقد أكد على أن " أي قرر حول كوسوفا يجب أن يكون عبر مجلس الامن " وهو الموقف الذي أعرب عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منسابات كثيرة ، حيث أكد على أنه " لا بد من اتفاق بين بلغراد وبريشتينا على أي وضع جديد في كوسوفا " <BR>وقال رئيس الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة يواكيم ريكير " المؤسسات في كوسوفا مستعدة للخطوة القادمة والتي تخضع لبعض المعايير " وأوضح للصحافيين عقب كلمته أمام مجلس الامن بأن " الكثير من المعايير لم يتم تحقيقها لأنها في حاجة لوضع خاص لم ينفذ بعد " في إشارة إلى خطة مارتي اهتساري . وحول ما سيجري بعد اعلان الاستقلال من طرف واحد قال " هناك استعدادات لكل الاحتمالات " . وتحدث عن تقريره الذي قدمه لمجلس الأمن عن وضع االامن والستقرار و التعايش في كوسوفا " أنا شاهد على الوضع ، يمكن للجميع الحديث باللغة الصربية في الشارع بدون أي مشاكل "<BR><font color="#ff0000">الموقف الصربي : </font><BR>لم ينجح مجلس الأمن في جلسته الماضية كما كان متوقعا في التوصل إلى اتفاق بخصوص أزمة كوسوفا ، حيث تباينت مواقف جميع الأطراف ،سواء على الصعيد الاقليمي بين بلغرد وبريشتينا ،أوعلى الصعيد الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا . وهذه ثالث مرة يفشل فيها مجلس الأمن في تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء . ورغم أن الجلسة كانت مغلقة ماعدا خطاب الرئيس الصربي بوريس طاديتش ،الذي سمح بتمريره مباشرة ، إلا أنه لم يتمخض سوى عن تأكيد المواقف السابقة لجميع الأطراف . وقال الرئيس الصربي بوريس طاديتش " صربيا لن تعترف أبدا باستقلال كوسوفا " وأن بلغراد " ستدافع عن مصالحها بالوسائل الديمقرطية والسلمية ولن تلجأ للعنف أوالحرب " ودعا مجلس الأمن لاتخاذ قرار بمواصلة المفاوضات بين بلاده وكوسوفا . وقال وزير خارجية صربيا فوك يريميتش " ليس أبخازيا أو أوستيا الجنوبية فقط ستتأثر باستقلال كوسوفا بل 20 منطقة عبر العالم " . قال رئيس وزراء صربيا فويسلاف كوشتونيتسا أنه ينبغي عدم توقيع معاهدة ، الاستقرار والتقارب ، مع الاتحاد الاوروبي إذ كان الأخير يعتزم ارسال بعثته إلى كوسوفا .وتابع " إذا قدمت البعثة بعد توقيع الاتفاقية فإن البرلمان لن يصادق على الاتفاقية وعلى الحكومة حينها اعلان عدم صلاحيتها "واعتبر ارسال بعثة أوروبية إلى كوسوفو ، تنفيذا لخطة المبعوث الدولي مارتي اهتساري التي أقر فيها استقلال كوسوفو . وكرر ما قاله سابقا في مناسبات مختلفة من أن "صربيا ترغب في الانضمام للاتحاد الاوروبي ولكن على الاتحاد الاوروبي احترام سيادتها "على حد تعبيره . <BR><font color="#ff0000">خلل في الموقف الصربي : </font><BR>الخلل في الموقف الصربي بدا واضحا من التخبط منذ بداية المفاوضات حيث لم يكن الرئيس ورئيس الوزراء على وفاق حول الموقف الاجمالي من استقلال كوسوفا رغم رفض الاثنان لذلك ، لكنهما يختلفان في ردود الأفعال التي يجب اتخاذها بعد اعلان الاستقلال . مما أثار خلافات حول مسألة الانضمام للاتحاد الاوروبي ، وطبيعة العلاقات المستقبلية مع بروكسل وموسكو، ولم ينحصر الخلاف داخل صربيا فحسب بل امتد إلى كوسوفو حيث انتقد أحد زعماء صرب كوسوفا أوليفير ايفانوفيتش ،بلغراد لاعتمادها " سياسة خاطئة في كوسوفا ونظرتها للعلاقة مع الاتحاد الاوروبي ،مما سيؤدي إلى خسارة كوسوفا والاندماج في الاتحاد الأوروبي معا ".وحمل ايفانوفيتش الذي شارك في الانتخبات البرلمانية التي جرت في 17 نوفمبر الماضي على رئيس الوزراء الصربي ووزير شؤون كوسوفا في حكومة بلغراد فويسلاف كوشتونيتسا وسلوبودان سمارجيتش "الخطاب والممارسة التي ينتهجها فويسلاف كوشتونيتسا وسلوبودان سمارجيتش ستجعلنا نخسر كوسوفا ومستقبل الانضمام للاتحاد الاوروبي وستعود صربيا بالتالي 10 سنوات إلى الوراء وهذا يعني أن الأجيال الحاضرة والأجيال القادمة هي من سيدفع ثمن هذه الحماقات السياسية " . وقال في حوار مع صحيفة دنيفنيك الصربية الصادرة في بلغراد أن " سياسة رئيس الوزراء ووزير شؤون كوسوفا في حكومة بلغراد لا تعبر عن سياسة دولة ،وإنما عن مصالح صغيرة وشخصية لكليهما ".وكان رئيس الوزرء كوشتونيتسا قد ألمح إلى احتمال عدم مصادقة البرلمان على معاهدة الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي ، إذا ما تم ارسال بعثة أوروبية إلى كوسوفا بعد ذلك . <BR><font color="#ff0000">الموقف الاقليمي : </font><BR>الموقف الاقليمي منسجم تماما مع الرغبة الألبانية في كوسوفا، والتجهات الغربية لمنحه الاستقلال ، فقد أعلنت ألبانيا أنها ستعترف باستقلال كوسوفا لحظة اعلانه وقال الرئيس بامير توبي " كوسوفا ستكون دولة مستقلة وفق المعايير الاوروبية بحدودها الحالية " وأثناء لقائه برئيس الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة قال توبي " يجب أن تكون كوسوفا دولة ديمقراطية تتسع لجميع سكانها وفي مقدمتهم الصرب " وأن " صربيا ستكون عضوا في الاسرة الاوروبية ".وتابع "أعتقد بأن صربيا لن تكون رهينة للسيناريو القومي وألبانيا تمد يدها للتعاون في ارساء السلام في البلقان المتجه نحو الاتحاد الاوروبي " . <BR>كما أكد زعيم الحزب الحاكم في الجبل الاسود ،والرئيس السابق لمنتينيغرو ،ميلو دجوكانوفيتش ، الذي يوصف بأبو الاستقلال في الجبل الأسود عام 2006 أن بلاده ستعترف باستقلال كوسوفا مثلها مثل بقية الدول المجاورة للدولة للجديدة في المنطقة . وقال " نحن نعمل جاهدين على أن نكون جزءا من الاتحاد الاوروبي ، ويجب أن نحترم قراره بخصوص استقلال كوسوفا " وتابع في حوار مع قناة حياة التلفزية الاسلامية في سراييفو " لا شك أن الجبل الأسود سيعترف باستقلال كوسوفا ولكن تزامنا مع اعتراف دول المنطقة به وليست في عجلة من أمرها " ووصف صربيا والانتخابات القادمة فيها بأنها " تقاد من القاطرة الأخيرة " . <BR>وأعلنت بلغاريا أنها لن تستعجل في الاعتراف باستقلال كوسوفا وقال الرئيس البلغاري جورجي برفانوف ، أن أوربا لديها موقف موحد حول هذه القضية ، يعني الاعتراف بشكل آحادي . وقال في مؤتمر صحفي بمناسبة العام الاول للحكومة " بلغاريا لن تكون من بين أول الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفا " وأعرب عن أمله في أن " يكون هناك موقف واحد للدول الاوروبية من قضايا البلقان، نريد حلولا تضمن استقرار المنطقة وترسي لنمط جيد من العلاقات الثنائنية بين مختلف أطيافه " . <BR><font color="#ff0000">الموجز التاريخي : </font><BR>* تعرضت كوسوفو في تاريخها للاحتلال من عدة قوى منها البزنطيين والرومان 168 قبل الميلاد و الصرب الذين قدموا لمنطقة البلقان في القرن التاسع الميلادي ، و أدى نزوحهم للمنطقة إلى صراعات دموية مع أهالي المنطقة ولا سيما الاليريين والارناؤوط . <BR>* في القرن الثاني عشر نجح الصرب في اخضاع أهالي كوسوفو لسطانهم بعد الحاقهم الهزيمة بالدولة البزنطية التي كانت تسيطر على كوسوفو و أجزاء أخرى من منطقة البلقان . <BR>* في 1346 م أعلن الملك الصربي لازار نفسه قيصرا أو بالغة الصربي " تصار " <BR>* 1346 التصار الصربي يهاجم محميات عثمانية و يقيم مجزرة رهيبة <BR>* في 1389 م العثمانيون يهزمون الصرب بقيادة مراد الاول في كوسوفو التي أصبحت ولاية عثمانية ثم ما تلبث أن تلحق بها صربيا نفسها <BR>* ظل العثمانيون مسيطرون على المنطقة طيلة خمس قرون <BR>* 1912 بدء حرب البلقان الاولى و استمرت حتى 1913 <BR>* 1913 م عقد مؤتمر في لندن تم بموجبه تقسيم ألبانيا بين صربيا و اليونان و مقدونيا <BR>* 1974 م الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو يمنح كوسوفو حكما ذاتيا <BR>* 1978 م أكاديمية العلوم و الفنون الصربية تقدم خطة موسعة لالغاء الحكم الذاتي و تكوين صربيا الكبرى ، و قد تبنى الفكرة بحماس الرئيس الصربي الاسبق سلوبودان ميلوسيفيتش <BR>* 1989 م و بمناسبة ذكرة الهزيمة الصربية أمام العثمانيين سلوبودان ميلوسيفيتش يلغي الحكم الذاتي و يبدأ في تطبيق خطة صربيا الكبرى <BR>* 1998 م الدبابات الصربية تقضي على ربيع بريشتينا و تقتل 100 ألباني <BR>* 1990 م الاحزاب القومية في الجمهوريات الستة التي كانت تمثل يوغسلافيا السابقة تفوز في الانتخابات نتيجة تهديدات ميلوسيفيتش <BR>* 1991 م الالبان ينظمون استفتاء على الاستقلال تؤيده الاغلبية الساحقة و لا يحظى سوى باعتراف ألبانيا عندما كان صالح بيريشا رئيسا ، ثم بدء الحرب في يوغسلافيا السابقة ، و بروز جيش تحرير كوسوفو <BR>* 1992 م الالبان يطلبون من الامم المتحدة الاعتراف بجمهورية كوسوفو <BR>* 1993 م جيش تحرير كوسوفو يعلن عن نفسه رسميا وعمليات طرد جماعي للعمال و الموطفين الالبان و عمليات تهجير تطال 200 الف ألباني <BR>* 1994 م اشتباكات عنيفة بين الالبان و القوات الصربية <BR>* 1995 م تصاعد عمليات العنف المتبادلة بين الصرب و الالبان و السلطات الصربية عن اعتقالها لـ 68 شخصا بتهمة الاعداد لإقامة جهاز أمني خاص بالالبان في كوسوفو<BR>* 1996 م توصل الألبان بقيادة روغوفا إلى اتفاق مع السلطات الصربية ، يقضي بإعادة الطلبة الألبان إلى مقاعد الدراسة ، بعد مقاطعة استمرت 6 سنوات<BR>* 1987 م توالت العمليات العسكرية الالبانية ، و سلسلة الانفجارات التي استهدفت المصالح الصربية في كوسوفو ، و منها استهداف 10 مراكز للشرطة في وقت واحد ، و مهاجمة معسكر للجيش في شهر سبتمبر 1997 م <BR>* 1998 م بدء حملات التطهير العرقي الصربية ضد الالبان ،و قتل أكثر من 10 آلاف ألباني في أقل من سنتين ، واحراق 125 ألف منزل ألباني ، و تهجير نحو 700 ألف نسمة عن ديارهم ، و بلغ عدد المفقودين أكثر من 3500 مفقود ، وجد منهم نحو ألف في المقابر الجماعية و لا يزال البحث جاريا عن البقية . والمجتمع الدولي يطلب من ميلوسيفيتش ايجاد حل سياسي لقضية كوسوفو و أن علاقة صربيا بالاتحاد الاوروبي مرهونة بكوسوفو<BR>* 1999 م محادثات رومبويي بفرنسا <BR>* 2001 م حزب الرابطة الديمقراطية الذي اسسه الرئيس الكوسوفي الراحل ابراهيم رغوفا سنة 1990 يفوز في الانتخابات هي أول حزب غير شيوعي في يوغسلافيا السابقة يتم تاسيسه <BR>* سنة 1999 م بدء القصف الاطلسي على صربيا و اخراج الجيش الصربي منه <BR>* 2002 م ابراهيم روغوفا ينتخب أول رئيس لكوسوفو الحديثة وانتخب للمرة الثانية سنة 2004 <BR>* 2003 م صدامات بين الالبان و الصرب <BR>* 2004 م أحداث كوسوفيسكا ميتروفيتسا المروعة <BR>* 2005 م بدء محادثات الوضع النهائي في كوسوفو <BR>* 2006 م صربيا تعرض الحكم الذاتي الموسع و الالبان يصرون على الاستقلال التام في محادثات 24 يوليو الجاري <BR>* 2007 م المبعوث الدولي مارتي اهتساري يضع خطة لاستقلال كوسوفو بعد فشل المفاوضات المباشرة بين بلغراد وبريشتينا قبلها الألبان وأيدها الغرب ورفضه لصرب وروسيا . <BR>ـــــــــ<BR>* كاتب عربي مقيم في سراييفو <BR><br>