الهولوكوست الفلسطيني الحديث...
17 ذو القعدة 1428

في الذكرى الثالثة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، قال أولمرت لمراسل وكالة الأنباء الفلسطينية في القدس أن "إسرائيل" لن " تتنازل لإرهابيي حماس" و أن الجيش "الإسرائيلي" سيواصله مطاردته لكل " الإرهابيين أينما كانوا!!!" مع أن لا شيء أوحى أن "إسرائيل" تنازلت من قبل " لمعتدلي فتح"، و لا " ل"مطربي الحركة الفلسطينية الديمقراطية" التي يقودها أبو مازن تحت شعار " تبويس الأيادي"! من قبل كان اللقب الذي أطلقوه على الراحل عرفات هو:" أبو الأحضان"، و كان يوحي أن الذين أطلقوا عليه هذه التسمية لن يفتحوا أحضانهم للخونة و لا للمجرمين و لا لقتلة الأطفال و النساء، لكنهم صاروا أكثر من مجرد " أبو أحضان" بل صاروا " أصحاب التقبيل على خدود الإسرائيليين" بمناسبة و بلا مناسبة، إلى درجة أرسل أبو مازن رسالة إلى صديقة أولمرت يتمنى له الشفاء العاجل، ليعود أكثر صحة و عافية لأجل " قتل ما تبقى من الفلسطينيين" في غزة و ضواحيها.. لا أحد تحرك قيد أنملة لمجرد توجيه السؤال ل" أولمرت" أو للشمطاء " كونداليسا رايس" أو لكلبيهما على الأقل لماذا يتم محاصرة شعب كامل لمجرد أن الأعضاء و الناشطين في حركة " حماس" ليست لهم عيون زرق ولا شعر أصفر!! و لماذا يتكلم الصهاينة اليوم عما فعله هتلر قبل ستين سنة و يطالبون من المجتمع الدولي " الراقي و المحب للسلام و للإنسان" أن يضمن الحق المالي الكامل لليهود القدامى في ألمانيا التي لم تجد ما تفعله اليوم لترضي "إسرائيل"، أكثر من إعلان المستشارة "الموقرة" أن " ما تعرض إليه اليهود في حقبة هتلر يندى له الجبين و يجب عدم تكرار هذه المأساة ضد اليهود في أي مكان أو زمان"! كأن اليهود بترسانتهم النووية القادرة على أكل رأس ألمانيا، ينتظرون اليوم من المستشارة أن تتعاطف معهم أو تتباكى على رأسها و عليهم و هم يأخذون الدروس من هتلر نفسه لإبادة الشعب الفلسطيني أمام أعين العالم المتحضر. و لماذا حين ينطق النظام العربي فليشتم نظاما مثله و يعايره و ينشر " بلاويه في صحفه" و لا يتحرك نفس النظام لأجل إعادة الكهرباء المقطوعة منذ أيام على سكان غزة؟ لماذا إن مات يهوديا متعفنا يجتمع مجلس الأمن الدولي و عندما يموت عشرات الفلسطينيين بلا ذنب أو سبب ينام العالم على أذنيه. ألهذا فقد الفلسطينيون حقوقهم المدنية في العالم؟ قد تبدو الأسئلة مؤلمة، بالخصوص و الرصاص الفلسطيني صار " رخيصا" اليوم، و صارت صدور الفلسطينيين الأقرب إليه، لأن الجميع يريد أن يفرض رأيه على الآخر على حساب أكثر من 3مليون فلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية..! <BR><font color="#0000FF">ـ الأولى بالحق.. </font><BR>عندما فازت حماس في شهر مارس سنة 2006 و خرجت بفضل الله ثم الشعب الفلسطيني إلى الشرعة الدستورية الكاملة، لم يستوعب أحد من " الديمقراطيين الفلسطينيين أو العرب أو الغربيين" ذلك الفوز الساحق. ليس لأن حماس حركة فقط، بل لأنهم حاولوا افقادها توازنها منذ عشرات السنين، عندما أرادوا اجترار حماس من المقاومة، كأنه لم يكن ثمة شهداء من حماس، و كأن حركة حماس نزلت من كوكب زحل، أو من كوكب المريخ.. كأنه في الوقت الذي كان فيه أعضاء فتح في تونس " يتجادلون " عمن هو أحق من الآخر بالجواز الدبلوماسي الأحمر ( و هي فضيحة كانت قد نشرتها من قبل صحيفة باري ماتش الفرنسية ) في ذلك الوقت كانت حركة حماس على الأرض الفلسطينية، و كان لا بد من التنسيق معها كما فعل " أبو جهاد" و أبو إياد" اللذين اغتالهم الموساد "الإسرائيلي" بتواطؤ من فلسطينيين أولهم مسؤول في مركز المخابرات الفلسطينية في تونس المدعو " عدنان ياسين" و الذي اعتقله ياسر عرفات بعد كشفه و وجه إليه تهمة الخيانة الكبرى. لم يكن عدنان ياسين من حركة حماس، و أبو مازن يعرفه جيدا لأنه كان صديقه، و قد أهداه وقتها كرسيا هزازا مريحا كان قد احضره عدنان ياسين معه من باريس هدية شخصية لأبي مازن شخصيا، دون أن ينتبه أحد إلى أن ذلك الكرسي المريح كان مليئا بميكروفونات دقيقة ذات تقنية عالية وضعها الموساد "الإسرائيلي" لالتقاط كل الكلام القادم من مكتب أبي مازن و من عشرات المكاتب الأخرى، خاصة أن أبامازن قرر أن يأخذ الكرسي إلى بيته ( في ضواحي تونس العاصمة وقتها ) ليتسنى له الاسترخاء فيه و كان كلما استقبل شخصية ما بحضور عرفات تذهب المعلومات بالصوت إلى مكتب الموساد الذي كشفت جريدة هارتس "الإسرائيلية" انه كان مقرا عاديا في تونس العاصمة..! ( يمكنكم قراءة قضية عدنان ياسين بكل ما فيها من عار و من خجل على الشبكة العنكبوتية و قراءة كيف أن ذلك الفلسطيني الذي اشتغل في مناصب حساسة كان وراء اغتيال أبو نضال و أبو جهاد و كيف أنه زود "إسرائيل" بملفات خطيرة عن المتعاطفين مع القضية الفلسطينية من الشخصيات الغربية منهم رجال أعمال أوروبيين كانوا يزرون سرا منظمة التحرير الفلسطينية و تم الكشف عن أسمائهم من قبل عدنان ياسين في ملف سمي وقتها " بالورقة الزرقاء"، و كيف أن عدنان ياسين بسلطته الكبيرة وقتها قد ساهم في زرع العديد من الجواسيس الذين " بقوا" يشتغلون حتى بعد أن ألقي القبض عليه و رحل من تونس بعد أن مارست أوربا ضغطا كبيرا على منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، مما جعل عرفات يقبل بترحيله إلى السويد. و قد كشفت نفس الصحيفة "الإسرائيلية" هارتس وقتها أن "إسرائيل" رفضت استقباله، فمن يخون أهله لا أمان له! ما نريد الوصول إليه أن أيام كان أبو مازن " يتشقلب" على كرسيه المريح في تونس كان إسماعيل هنية متواجدا على الأرض الفلسطينية في عز الانتفاضة الأولى، و كان شهداء حماس الذين اغتالتهم "إسرائيل" واحدا واحدًا متواجدين أيضا في الأراضي الفلسطينية. لم يغادروها لإقامة حكومة وهمية في منفى ما يزال يعتبر الشعب الفلسطيني قاصرا وغير قادر على إقامة دولة في الوقت الذي تطالبه "إسرائيل" ( و العالم الغربي) من الفلسطينيين بالاعتراف ـ عن ظهر قلب ـ بالدولة اليهودية على أنقاض ما تبقى من الفلسطينيين.. فأين الخلل؟<BR><font color="#0000FF">ناقة صالح في الأرض! </font><BR>أن تقرر الشمطاء كونداليسا رايس أنه لا حل لقضية الشرق الأوسط " أي حل" دون الجلوس على طاولة الحوار، أمر نفهمه، و نعي أن القمة المرتقبة قريبا لن تقدم كأس ماء للشعب الفلسطيني، و أن المهرولين من العرب سوف يعودون إلى ديارهم بنفس العبارة التاريخية " هذا الله و هذه حكمته"، بالخصوص و لا احد ذاهب إلى قمة أولمرت ليحمل حلا حقيقيا، بمن فيهم العرب الذين تعودوا على التنازل حتى في الوقت الضائع.. بوش يدرك جيدا أنه لن ينتخب لعهدة جديدة و يدرك انه ذاهب بلا رجعة ( لا أعاده الله أبدا ) و لكنه أيضا يدرك جيدا انه يجب أن يترك للديمقراطيين القادمين ملفات شائكة و عليهم أن يتحركوا إزاءها بحلول الحرب و ليس السلام، منها الملف النووي الإيراني، و منها المعضلة العراقية بكل تناقضاتها و منها طبعا القضية الفلسطينية.. فالعرب كما قال " جورج تريني" مدير مكتب الاستخبارات المركزية الأمريكية في مذكراته " العرب لا يخيفوننا اليوم، لأنها ضعفاء و لأنهم لا يبيعون لبعضهم سوى الكلام...!" بينما الذي لا يبيع الكلام فهو " إرهابي يجب معاقبته و فرض القانون عليه" لأن العالم " لا يتسع اليوم سوى لقوة عظمى واحدة و هي أمريكا المتصهينة" سواء قادها رئيس جمهوري متعفن أو ديمقراطي قذر، هذا لأن فلسطين سوف تظل أشبه بناقة صالح عليه السلام في الأرض قابلة للنحر من قبل الأشقاء قبل الأعداء!<BR><br>