عراقيون بلا وطن.. من المسؤول الحقيقي؟!
6 شعبان 1428

بعد احتلال العراق من قبل قوات الاحتلال الأنكلو أمريكية ووضوح المخططات الأمريكية الحاقدة تجاه الشعب العراقي ووضوح الدوران والسير الأعمى للحكومات المتعاقبة في فلك السياسة الأمريكية والإيرانية في العراق.<BR>حاول الكثير من الشرفاء العراقيين الوقوف بوجه القوى التي تحاول طمس الهوية الوطنية الأصيلة الحقيقية للعراقيين والمتمثلة بالوقوف بوجه الاحتلال وأعوانه بكل ما يملكون من قوة، وكانت المواجه في البداية غير معلنة، إلا إنها وبمرور الزمن بدأ اللعب على المكشوف، مما كلف القوى الوطنية الشريفة في البلاد دفع ضريبة تلك الوقفة الشجاعة؛ فعملت ميليشيات الحكومة الحاقدة سواء أكانت بزي الحكومة أم بالملابس السوداء على ارتكاب أبشع الجرائم اليومية وأمام أنظار الجميع حيث قتل الأب أمام أولاده وحرِّق الشباب أمام أنظار أهالي الحي وقتلت الأم أمام أولادها .... <BR>جرائم متوالية وبشعة وفي وضح النهار وباسم القانون وبحجة مكافحة الإرهاب ، وضاقت الأرض بما رحبت وأصبح الحليم حيراناً، واستعان الناس بكل القوى الخيرة الباقية في البلاد من اجل تخفيف حدة التضييق والاعتداءات ؛ وهبَّ من هب ولكن الجريمة والمؤامرة اكبر ، والجرح لا يمكن أن يندمل بسهولة.<BR>حيث إن الشرفاء من العراقيين – بغض النظر عن انتمائهم الطائفي والعرقي – هددوا من قبل عصابات الإجرام المنتشرة في البلاد، وجدوا ظروفا تحتوي على إطلاقات نارية ورسائل تهديد تقول اليوم تهديد بالقلم وغداً بالرصاص ارحلوا وحافظوا على حياتكم.<BR>وبعد نزاع طويل وصراع مرير مع النفس والواقع والظروف اضطر الناس للخروج من ديارهم بحثا عن ملاذ آمن لهم ولأولادهم ؟!<BR>وبدأت المعاناة الحقيقة من مرحلة الحصول على جواز سفر والتي كانت مرحلة من أشد وأصعب المراحل حيث دفع العشرات أرواحهم ثمناً لوثيقة جواز السفر وذلك بسبب سيطرة المليشيات على تلك الدوائر الحيوية .<BR>وبعد الحصول على وثيقة السفر بعشرات الآلاف من الدولارات - والخروج من البلاد تبدأ المعاناة الحقيقية للعراقيين ابتداء من الدخول للدول المجاورة ومروراً بالإقامة والسكن إلى المعيشة ولدواء إلى كل صغيرة وكبيرة في الحياة .<BR>حال لا يمكن أن توصف إلا بأنها حال مأساوية بائسة لملايين العراقيين الذين خرجوا حفاظا على أرواحهم وأرواح عوائلهم ؟!<BR>فما هو السبب هل هي الحروب فقط؟ أم الاغتيالات والاحتقان الطائفي؟ أم الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ الاحتلال وحتى يومنا هذا؟!<BR>أعتقد أن السبب الحقيقي هو جميع ما ذكرت إلا أن السبب الرئيس هو الحكومات المتعاقبة والميليشيات؟<BR>ولربما يسأل سائل وما ذنب الحكومات في مسألة اللاجئين ؟<BR>وللجواب على هذه المسألة أود أن أبين أن الحكومات المتعاقبة أهملت ملف العراقيين بالخارج ولم تضعه ضمن أجنداتها - إن كان لها أجندة وطنية - في البلاد ، وكذلك فإن الدعوات الأخيرة من حكومة المالكي لم تأت بأي شيء للاجئين .<BR>وعلينا إن أردنا إنهاء أزمة اللاجئين العراقيين أن نفكر في صلب الإشكال ، ونتأكد أن الإشكال قبل كل شيء هو عراقي ولا يمكن للدول الأخرى القيام بهذا الواجب إن لم تعمل الحكومات العراقية على إيجاد المخارج الصحيحة والسليمة للمشكلة .<BR>إن على الحكومة العراقية التي تقول إنها جادة في بحث قضية اللاجئين أن تغير بناء وزارتي الداخلية والدفاع بعيدا عن سيطرة الميليشيات وان تحل كافة الميليشيات سواء أكانت جيش المهدي أم قوات بدر أم غيرها من المسميات التي لا هدف ولا غاية لها إلا الشرفاء من العراقيين <BR>وحينها وحينها فقط تحل مشكلة اللاجئين العراقيين.<BR>وللحقيقة نبين أن الهجرة في العراق على نوعين .<BR>الأول: الهجرة الداخلية : وهي التي تحدث على مستوى العراق فقط بحيث ينتقل المهجرون من محافظة إلى محافظة أخرى .<BR>ثانياً الهجرة الخارجية وهي التي يضطر فيها المهجرون للخروج إلى خارج العراق.<BR><BR>وأشارت دراسة أجرتها وزارة الخارجية العراقية إلى أن نسبة الهجرة في البلاد خلال عامي 2004-2005 وصلت إلى 70 في المئة قياساً إلى عامي 2002-2003. <BR>وأوضحت أن هذه الهجرة من اخطر الهجرات على البلاد منذ عقد التسعينات في القرن الماضي خاصة وان غالبية المهاجرين من الكفاءات العلمية والأكاديمية من الأطباء والأساتذة. كما تؤكد الإحصاءات الرسمية لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية ارتفاع نسبة الهجرة من العراق إلى أكثر من 50 في المئة عام 2006 قياساً إلى عام 2005.<BR><BR>بينما كشف تقرير للمنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 1000 عراقي يتركون منازلهم يوميا فرارا من أعمال العنف الطائفي والجرائم.<BR>وأشار التقرير إلى أن النازحين يفرون عادة من المناطق المختلطة إلى المناطق غير المختلطة التي يعتبرونها أكثر أمنا.<BR>و بينت التقديرات غير الرسمية في أبريل 2007 أنه تم نزوح 1.9 مليون عراقي في داخل العراق، وحوالي 2.2 مليون لاجئ إلى خارج البلاد. تعتقد الحكومة العراقية أن حوالي 50.000 مواطن يهجرون بيوتهم كل شهر. <BR>وفي تقرير كتبه وأنتجه منتدى السياسات العالمية، المحرران الأساسيان جيمس بول وسيلين ناهوري، وصدر في كتاب مشترك عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان ومركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ، أن التقارير الصادرة عن وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تؤكد وجود 24741 عائلة هجرت قسريا في بغداد فقط إما على نطاق العراق أجمع فقد فاق العدد الـ100 ألف عائلة مهجرة قسريا، فيما صدر عن مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق أن عدد المهجرين قسريا بلغ 180000 ألف مهجر. <BR><BR> الدكتور عدنان الدليمي (عضو جبهة التوافق العراقية) قال: إن ( نسبة السنة في البصرة كان 40% ووصل الآن إلى 15% ) بسبب عمليات التهجير القسري التي تمت على أثر التهديد والاختطاف والقتل للمدنيين في البصرة تلك الجرائم القائمة على أساس الهوية الطائفية. <BR><BR>بينما تقول اللجنة الخيرية الآشورية فإن (700) عائلة كلدو آشورية سريانية نزحت من بغداد والموصل والبصرة والرمادي والديوانية والكوت وكركوك وصلاح الدين وغيرها من المدن العراقية بسبب الظرف الأمني المتردي في تلك المدن إلى مناطق سهل نينوى. <BR>وهناك توقع أن يزداد عدد العوائل المسيحية النازحة بشكل اكبر بعد انتهاء موسم الدراسة في بغداد والموصل والمدن الأخرى والتي تشهد حالة العنف. <BR>والمهجرون بينهم مجموعة كبيرة من النخب العلمية والثقافية العراقية الذين نجوا من الاغتيالات المبرمجة التي ذهب ضحيتها 144 صحفيا وأكثر من 160 طبيبا وأكثر من 200 أستاذ جامعي عراقي.<BR>وأخيرا فان هذه الظروف المأساوية التي يعيشها العراق اليوم جعلت من العراقيين يصلون إلى ابعد بلدان العالم حيث وصل المهجرون إلى الصين والى ماليزيا ولا نعرف إلى متى سيبقى العراقيون بلا وطن كباقي شعوب الأرض ؟؟؟<BR><BR><br>