حماس العراق .. وأخواتها !
18 ربيع الثاني 1428

<font color="#0000FF">توطئة : </font><BR>قبل نهاية عام 2002 وبداية عام 2003 كانت الأحداث تتوالى في العراق والاستعدادات للمعركة الفاصلة مستمرة بين الجيش العراقي الذي ترك وحيداً من الجميع ، وبين التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، قبل بداية المعركة الكل كان يترقب عن خوف وكثب نتائج حرب مدمرة مخيفة لا يعرف نتائجها أكبر المحللين العسكريين في العالم، فالعراق اعتبرها معركة وجود أو معركة يكون فيها أو لا يكون ، والجانب الأمريكي كان يحيك الحيل السياسية المقبولة وغير المقبولة لشن الحرب على العراق ، وأيضاً أخذها الغرور والحقد والتحدي لنفسها قبل غيرها في حرب اعتقدت في أوقات معينة أنها ستكون نزهة في شوارع بغداد ومدن العراق الأخرى وحينما بدأت المنازلة التي لم تكن تصل إلى نهايتها بهذا السرعة العجيبة لولا استخدام الجيش الأمريكي للأسلحة المحرمة دولياً وسط يغاب وسائل الإعلام المختلفة وهذا ماأكده الفريق الراوي في مقابلته مع قناة الجزيرة الفضائية ، والجميع يعرف المقاومة الباسلة للجيش العراقي في منطقة أم قصر والتي استمرت أكثر من أسبوعين في معارك طاحنة قدم فيها أبناء العراق صوراً لاتنسى من التضحية في سبيل بلادهم .<BR><font color="#0000FF">انطلاق المقاومة العراقية</font><BR>المهم انتهت المعركة وسط دهشة الجميع وانهار العراق بسرعة مذهلة بعد أن دمرت الآلة العسكرية الأمريكية كل البنى التحتية للبلاد ، وبدأت الدبابات والمدرعات الأمريكية تطوف شوارع عاصمة الرشيد وبعد اقل من أسبوع سيطرت على كل البلاد من أقصاها إلى أقصاه .<BR>وبعد أيام من الصدمة الكبرى التي ألمت بالجميع انتبه العراقيون من صدمتهم وبدأنا نسمع هنا وهناك بعمليات بسيطة غير منظمة تستهدف جيش الاحتلال وكانت أولى تلك المناطق في مناطق أبو غريب والفلوجة وبعقوبة وغيرها من المدن التي باتت تعرف باسم المثلث السني وهي تشمل المناطق المحيطة ببغداد من جهاتها الأربعة تقريباً إضافة إلى مدينة صلاح الدين وأجزاء من كركوك .<BR>ومرحلة ما قبل الاحتلال حملت في طياتها الكثير من العوامل المساعدة على استمرار روح المقاومة بين أبناء الشعب العراقي حتى وان حصلت الهزيمة في الأيام الأولى حيث صدرت العديد من الفتاوى التي تحث أبناء الشعب العراقي على الوقوف بوجه الحملة الصليبية الجديدة التي تقودها أمريكا بغض النظر عن الأهداف المعلنة والتي تظهر الأهداف الغربية على أنها محاولة لنشر الديمقراطية في العراق ، ولعل الأسس الشرعية التي استندت إليها المقاومة الإسلامية كانت موجودة وقائمة، حيث اعتمدت هذه المقاومة العديد من الفتاوى التي أصدرها مجموعة من علماء العراق قبل الحرب وأثناءها كما قلنا.<BR><BR>وكان من أبرز هذه الفتاوى، الفتوى التي أصدرتها مجموعة من علماء العراق قبل أشهر من الحرب في دولة الإمارات العربية والتي أوجبت مقاتلة المعتدين في حالة دخولهم إلى العراق، وكذلك الفتوى التي أصدرها الشيخ عبد الكريم المدرس أثناء الحرب، فضلا عن فتاوى العديد من العلماء الآخرين.<BR><BR>ومع دخول القوات الغازية واحتلالها البلد ظهرت نداءات وبيانات على واجهات المساجد وفي الشوارع تحث على الجهاد وعلى حرمة التعامل مع الأجنبي المحتل. <BR>كل هذه العوامل بالإضافة إلى الغيرة العربية على الدين والعض قاد إلى ولادة مجاميع قتالية في الأحياء المختلفة هنا وهناك والتي كونت فيما بعد المقاومة العراقية ، وبعد انطلاق المقاومة هنا وهناك عمل العقلاء على ترتيب هذا الأمر لان الطريق طويل والأمر يحتاج إلى دقة وعمل مؤسساتي ليؤدي في النتيجة إلى النصر النهائي.<BR><BR><font color="#0000FF">فصائل المقاومة العراقية</font><BR>والذي ينبغي الوقوف عنده أن المقاومة العراقية ضمت جميع مكونات الشعب العراقي؛ الإسلاميون بما فيهم السلفية والمعتدلون والصوفية وجماعة الإخوان المسلمين وغٍيرهم، و بالإضافة إلى التيار الوطني والقومي وكل شريف لا يرضى أن تدنس أرضه بأقدام المحتل . <BR>ومن هذه الفصائل:<BR>1 - جيش أنصـار السـنة<BR>2- جيش أنصار المسلمين<BR>3- جيش المسلمين<BR>4- جيش رجال الطريقة النقشبندية<BR>5- الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع)<BR>6- كتائب ثورة العشرين<BR>7- كتائب الفاروق<BR>8- كتائب المصطفى<BR>9- كتائب أنصار الله.<BR><font color="#0000FF">تركيبة المقاومة العراقية : </font><BR>أما عن تركيبة المقاومة العراقية فقد ذكر مركز الدراسات الدولية في بغداد في دراسة له نشرت في عام 2005 إلى انه واستنادا إلى نتائج اختبار العينة التي أجريناها، فإن الاتجاهات والدوافع الإسلامية في المقاومة العراقية تمثل 85% من مجموع العينة. وتبلغ نسبة المقاتلين العراقيين فيها 80% بينما يمثل الأجانب 5%.<BR><BR>ولاشك أن الاتجاه الإسلامي كان واضحا وغالبا في عمليات المقاومة منذ الأيام الأولى، وتؤكد هذه الحقيقة مجموعة معطيات وعناصر، فقد كان أول شهيد سقط في المقاومة العراقية -وأعني بها المقاومة التي بدأت بعد إعلان الولايات المتحدة إنهاء عملياتها العسكرية في العراق- هو من الإسلاميين المطاردين في زمن النظام السابق وهو نور الدين (أبو سمية) من أهالي الفلوجة، وكانت البيانات والبلاغات الأولى للمقاومة تحمل رموز ودلالات دينية تحث على الجهاد ومقاتلة المحتلين الكفار كما يقول المركز في دراسته.<BR><font color="#ff0000">حماس العراق :</font><BR>هذه المقدمة الطويلة الغاية منها الوصول إلى موضوع البحث وهو الترتيب الأخير الذي حصل ضمن هيكلية وتنظيم كتائب ثورة العشرين في العراق وانطلاق حركة المقاومة الإسلامية – حماس العراق .<BR>البيان الأول لحركة المقاومة الإسلامية بين انه (منذ بداية المقاومة العراقية لم تجد (المقاومة الإسلامية الوطنية) أي عناء أو صعوبة في تكوينها وقيامها وإقناع الآخرين بضرورة الحل العسكري لإخراج المحتل، ولهذا تشكلت بشكل سريع وفعال معتمدة على فتاوى صدرت قبل الحرب من علماء المسلمين على اختلاف طوائفهم، أجمعت أغلبها على وجوب قتال المحتل، مع العلم أن راية النظام السابق هي راية ليست إسلامية بل هي علمانية لا تمت للإسلام بصلة). <BR>وأضاف البيان (وقد جاءت هذه الفتاوى بناء على أن جهادنا هو جهاد (دفع) لا جهاد (طلب)، وبعد وقوع ما كنا نحذر منه - الاحتلال - أصبح من باب أولى أن يكون الجهاد مشروعا بل واجبا وجوبا عينيا، والمقاومة تستثمر هذه الفتاوى وتعمل في ضوئها لتثبت نزاهة رايتها وصحة عقيدتها ووضوح فكرها وسلامة أهدافها وأنها تمثل روح المسلم وتستند إلى قاعدته المؤمنة، فهي ليست مستوردة من خلف الحدود كما أنها في الوقت نفسه لا تمثل نظاما مقبورا ولا جهة معلومة وإنما هي تعبير شعب العراق الرافض للاحتلال. وقد بدأ عمل المقاومة منذ أول يوم للاحتلال عن طريق جمع الأسلحة وتجهيز المجاميع لتتكامل أخيرا تحت راية (المقاومة الإسلامية الوطنية).<BR><font color="#0000FF">هيكلية حركة المقاومة الإسلامية الوطنية : </font><BR>وبالرجوع إلى منشورات هذا التنظيم نرى هيكلية التنظيم لهذا الجناح المقاوم وهي كما يأتي : <BR>- الهيكل التنظيمي للمقاومة الإسلامية: <BR>أولا: المكتب السياسي: <BR>هو الموجه لحركة المقاومة والعامل على استثمار نتاجها وتوظيفاتها متمثلا في (المكتب السياسي) الذي يقوم برنامجه السياسي على فكرة إحراج قوات الاحتلال الأجنبي وإثبات فشل برامجه المعلنة وجره إلى الكشف عن برامجه وخططه غير المعلنة، ومن ثم فضحه وبيان أهدافه الحقيقية، ويتوصل المكتب السياسي إلى هذا الهدف بوسائل عديدة. ويضم أقساما ملحقة به:<BR>1- قسم الدراسات ويضم الفتوى والتأصيل. <BR>2- قسم الأمن الجهادي. <BR>3- القسم الإعلامي: وهو الذي يتحمل عبئا كبيرا في سبيل مواكبة النجاحات العسكرية للمقاومة الإسلامية الوطنية على ساحات الجهاد،ونشرها ونقل أخبارها إلى أبناء شعبنا الأبي وكل الشرفاء في العالم. وقد حقق القسم الإعلامي في هذا الإطار نجاحات نوعية جعلت اسم (المقاومة الإسلامية الوطنية) متداولا على نطاق واسع في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. <BR>ثانيا:الجناح العسكري: <BR>وهو صلب هذه المقاومة وعمودها متمثلا في (المكتب العسكري) بجناحه الضارب (كتائب ثورة العشرين) ويضم ما يلي: <BR>1- المناطق والقواطع: <BR>- منطقة بغداد وتضم قاطع الكرخ وقاطع الرصافة وقاطع أبي غريب وغيرها. <BR>- منطقة الأنبار وتضم قاطع الفلوجة وقاطع الرمادي وقاطع المنطقة الغربية. <BR>- منطقة ديالي وتضم قاطع بعقوبة وقاطع المقدادية وقاطع جلولاء.<BR>- منطقة الموصل وتضم القاطع الأيمن والقاطع الأيسر وقاطع العشائر غرب الموصل. <BR>- منطقة صلاح الدين وتضم قاطع سامراء وقاطع تكريت وبيجي وقاطع الضلوعية وبلد. <BR>2- الكتائب: وتتولى العمل في القواطع بحسب حاجة المنطقة وطبيعة العمليات، وهي كتيبة الخلفاء الراشدين وكتيبة الفاروق عمر وكتيبة الحسين وكتيبة القعقاع بن عمرو وكتيبة صلاح الدين الأيوبي وكتيبة عبد الله بن المبارك وكتيبة أمجد الزهاوي وكتيبة محمد محمود الصواف وكتيبة عبد الله عزام وكتيبة محمود الحفيد البرزنجي وكتيبة عبد العزيز البدري. <BR>واكد الحركة على أن (المقاومة الإسلامية الوطنية في جوهرها: كفاح وجهاد مسلح يتزامن مع عمل سياسي وإعلامي في كافة جوانب الحياة لتوجه سلسة من الضربات المتتالية لقوات الاحتلال بقصد إضعاف إرادتها على القتال والعمل على الحطّ من معنويات جنودها وإجبارها أخيرا على التقهقر والانسحاب من أرضنا الوطنية بأسرع وقت ممكن. مستمدة في تحقيق هذا الهدف أسلوب (حرب الأنصار) وهو أحد أساليب المقاومة الوطنية التي يستخدمها الطرف الأضعف ماديا للتغلب على خصمه عندما يجد أن هذا الانتصار يتطلب الحيلة والخداع والمرونة والحركة والاستفادة من الأرض وتعاون السكان والعمل السياسي والعقائدي والتعبوي ومعرفة ساحة العمليات العسكرية معرفة جيدة). <BR><font color="#0000FF">ولادة حماس العراق </font><BR>ثم فوجئ الجميع وبالتحديد بتاريخ 9آذار 2007 بإعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس العراق المنشقة عن كتائب ثورة العشرين حركة المقاومة الإسلامية ويذكر البيان الأول <BR>أن "المعنيين في قيادة كتائب ثورة العشرين المجاهدة (التقوا) للتداول في الظروف التي تمر بها الحركة, وبعد نقاش وتشاور مستفيض توصلوا إلى القرارات الآتية<BR>بعد التوكل على الله تعالى تم اتفاق على القرارات الآتية : <BR>1- بناء مؤسسات ومكاتب سياسية وإعلامية وقانونية كجزء من المشروع السياسي المتكامل الذي يكافئ الجهد العسكري في الميدان ويتكامل معه بما يحقق أهداف المجاهدين في النصر وتحرير العراق من شماله إلى جنوبه ، وتحريراً كاملا من دنس المحتلين وأذنابهم والحفاظ على هويته العربية والإسلامية .<BR>2- تغير اسم الجناح العسكري من : ( كتائب ثورة العشرين – فيلق الفتح الإسلامي ) إلى (كتائب الفتح الإسلامي ) .<BR>3- وإعلان ( حركة المقاومة الإسلامية : حماس - العراق ) اسماً للحركة الموسعة والتي تضم المكاتب السياسية والمدنية الأخرى ، إضافة إلى الجناح العسكري ( كتائب الفتح الإسلامي ) .<BR><BR><font color="#0000FF">قراءة في بيان حماس العراق : </font><BR>والذي يقرا البيان قراءة تفحص وتمعن يجد أن في البيان الكثير من التطلع الموثوق للمستقبل القريب حيث نلاحظ أن هذا الأمر حصل بعد أربع سنوات من المقاومة التي أرهقت الأمريكان وقوات التحالف الأخرى ونلاحظ أن بناء مؤسسات ومكاتب سياسية وإعلامية وقانونية هذا يعني أن قادة هذا الفصيل المهم من المقاومة العراقية يرون أن ثمار جهادهم قد نضجت وحان وقت قطافها وعليهم أن يستعدوا لهذا القطاف بالسبل المعروفة في عالم المفاوضات والسياسة الدولية فهم يعتقدون كما هو واضح من خطوتهم هذه أن الأمريكان يريدون التفاوض مع المقاومة العراقية وهذا لا يتم إلا عن طريق مكاتب سياسية وإعلامية .<BR>ثم إن اسم الحركة حركة المقاومة العراقية حماس العراق هو الاسم الشامل للجناحين العسكري المتمثل بكتائب الفتح الإسلامي والسياسي المتمثل بنفس قادة الحركة الذين تم انتخابهم وإعطائهم البيعة الشرعية كما ذكر البيان .<BR><font color="#0000FF">لماذا حماس ؟</font><BR>إن اختيار اسم حماس يجعلنا نتساءل عن الترابط بين حركتي حماس العراق وفلسطين ؟<BR>قادة حركة حماس العراق أكدوا أنه لا توجد أي علاقة بين التنظيمين بأي شكل من الأشكال وإنما تم اختيار الاسم على ضوء المكانة التي تحظى بها حماس فلسطين عند المجاهدين في العراق ، وهذا الأمر لا يدعو إلى الربط بين الحركتين ، بل هو مجرد تأثر بتاريخ حماس فلسطين الجهادي<BR><font color="#0000FF">ساحة العمليات العسكرية : </font><BR>والملاحظ أيضا بالبيان انه يضم قواطع بغداد وديالى والانبار وصلاح الدين بالإضافة إلى القاطع الشمالي وتكون بمجموعها 44 كتيبة جهادية منتشرة على الشكل الآتي( 5 )في بغداد( 16) في ديالى (14 )الأنبار( 6 )صلاح الدين( 3 )القاطع الشمالي وهذا يظهر حجم فيلق الفتح الإسلامي وامتداده الواسع في ساحات العمليات القتالية في العراق .<BR><font color="#0000FF">خاتمة</font><BR><BR>أربع سنوات من الاحتلال الأمريكي للعراق، أظهرت قوى أصيلة وعديدة للمقاومة العراقية بغض النظر عن مسمياتها، وهذا يدعونا أن نتفاءل استنادا إلى المعطيات الموجودة على ارض الواقع سواء من حيث الخسائر الفادحة لقوات الاحتلال الأمريكية أو من خلال الدعوات اليومية للانسحاب من المستنقع العراقي سواء من داخل أمريكا أو من خارجها .<BR>والذي يهمنا من هذا الأمر هي الدعوة لقادة المقاومة العراقية للتوحد والتكاتف ، وألا تكون هذه المسميات عوامل ضعف وتفكك بل عليهم أن يجعلوها عوامل نصر وتوحد وتماسك ، وأن النصر لات _إن شاء الله تعالى_ .<BR><BR><br>