بعد سقطات بابا الفاتيكان .. إعلان وفاة لجان "حوارات الأديان"
10 رمضان 1427

<font color="#ff0000"> أزهريون: أكاذيب "بنديكت" كشفت نظرة الفاتيكان الاستعلائية للمسلمين وعدم قناعته بفكرة الحوار</font><BR><font color="#0000FF"> لجنة الأديان بالأزهر تجمد الحوار مع الفاتيكان حتى يعتذر "بنديكت" .. وشيخ الأزهر يؤكد استمراره !؟<BR>معارضو الحوار : غير مفيد وخادع واستفاد منه الفاتيكان في التبشير !<BR>طنطاوي : مستعدون للحوار حتى مع "الشيطان" نفسه لأن عقيدة المسلم صلبة وسليمة لذلك لا يتأثر بالحوار مع أحد<BR>أعضاء لجان الحوار: جلسات الحوار السابقة غير مفيدة ومندوب الفاتيكان فيها "متعصب" </font><BR><BR>قال علماء أزهريون: إن سقطات البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان قد كشفت بوضوح عن نظرة الفاتيكان الاستعلائية للمسلمين وعدم قناعته بفكرة الحوار معهم باعتبار أن دينهم ( حسبما قال البابا) انتشر بالسيف وأنهم لا يعرفون "الكلمة" – أي لغة الحوار – ولا يتحاورون سوي بالقوة ، بيد أنهم كشفوا عن خلاف داخل الأزهر بين أعضاء لجنة الحوار من جهة و(شيخ الأزهر) د. سيد طنطاوي بشأن إعلان وفاة هذا الحوار رسميا ، رغم وأده عمليا.<BR>وتزامن هذا مع كشف بعض هؤلاء العلماء ممن سبق لهم المشاركة في عدة جلسات لحوار الأديان هذا عن أن هناك عوائق كانت تعرقل عمل هذه اللجنة في الآونة الأخيرة من بينها تشدد الطرف الكاثوليكي وتعصب رئيس وفد الفاتيكان في الحوارات وعدم الاستفادة من هذه الحوارات في تحقيق انجاز حقيقي خصوصا في ظل عدم وجود تجانس أو هدف محدد للوفد الإسلامي بعكس الوفود المسيحية الأخرى ، فضلا عن تركيز وفد الفاتيكان على العقائد رغم الاتفاق مسبقا على ما يجمع الأديان لا ما يفرقها .<BR>وكشف بعضهم عن أن هذه الخلافات – وضمنها خلافات بين شيخ الأزهر وأعضاء لجنة الحوار السابقة – وعدم وجود ميزانية لهذه الجنة ، كانت وراء تصفية لجنة الحوار السابقة التابعة للأزهر وتشكيل لجنة أخري ، حيث غضب العديد من أعضاء الجنة السابقة من إدارة الحوار بشكل غير مفيد وعدم التصدي لتعصب الوفد الفاتيكاني بسبب رغبة شيخ الأزهر في الإبقاء على جوهر الحوار ما أدي لتقديمهم استقالاتهم في مارس 2006 ، ودفع اللجنة الجديدة الحالية لتجميد الحوار مع الفاتيكان عقب تصريحات البابا الأخيرة .<BR><font color="#ff0000"> تجميد الحوار .. استمرار الحوار !؟ </font><BR>ورغم أن لجنة الحوار الجديدة بين الأديان التابعة للأزهر الشريف والتي تضم ستة أعضاء برئاسة الشيخ عمر الديب (وكيل الأزهر) ، قررت تجميد الحوار السنوي الذي كان يعقد في فبراير من كل عام بالتناوب بين الأزهر والفاتيكان إلي أجل غير مسمي ، وقال الشيخ "الديب" أنه هذا تقرر " لحين صدور اعتذار واضح من بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر عن إهانته للإسلام ونبي الإسلام (صلي اله عليه وسلم) " ، فقد أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أن سقطة بابا الفاتيكان التي تنم عن جهل في حق الإسلام والرسول الكريم _صلى الله عليه وسلم_ "لن توقف حوار الأديان" !!.<BR>وظهر أن هناك تضارب في الرؤى والأفكار بين أعضاء في اللجنة ومفكرون وعلماء أزهريون آخرون ، وبين شيخ الأزهر ومعه مجموعة أخري من العلماء ، حول جدوى الحوار وأهميته . <BR><font color="#ff0000"> طنطاوي: الحوار حتى مع "الشيطان"</font><BR>فالشيخ طنطاوي شيخ الأزهر يؤكد أن الحوار هو الأصل و" نحن نؤمن بالحوار" لأن هذا ما دعانا إليه ديننا ، وأن "الحوار مستمر برغم سقطة البابا" ، ويقول أنه لا يرفض الحوار و"مستعدون للحوار حتى مع الشيطان نفسه لأن المسلم عقيدته صلبة ويؤمن بعقيدة سليمة لذلك لا يتأثر بالحوار مع أحد لأن الحوار عادة يصل بنا إلي النتائج السليمة.. وهذه هي سنة الله في خلقه" .<BR>ويؤكد – في تصريحات لصحيفة "الجمهورية" 21 سبتمبر 2006 – أن من يقرأ القرآن يجد حوارات عديدة بين الله _سبحانه وتعالى_ وملائكته ورسله.. والآيات تحكي حوارات بين الله والملائكة "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليقة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك.. قال إني أعلم ما لا تعلمون..." إلى آخر الآيات.. كما حاور الله الرسل عليهم السلام ففي حوار مع سيدنا عيسي "وإذ قال الله يا عيسي بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق.. إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد" ، بل إن الله _سبحانه وتعالى_ حاور إبليس كما جاء في سورة الأعراف وص والحج. <BR>وقال شيخ الأزهر: إنه لا يؤمن بما يقال عن صدام الحضارات؛ لأن الحضارات عند العقلاء تتعاون وتتكامل ولا تتصادم فالشرق له حضارته، وهي ليست كحضارة الغرب والجنوب له حضارة ليست كحضارة الشمال.. بل إن لكل دولة حضارتها وتميزها وسماتها المنفردة التي تختلف فيها عن الدول الأخرى.. وتلك حكمة إلهية .<BR>ولكن هذا لم يمنع شيخ الأزهر من إعلان الغضب على الفاتيكان ورفض فكرة طرحها عليه وفد كاثوليكي مصري تتعلق بدعوة بابا الفاتيكان لزيارة مصر والأزهر الشريف وإلقاء خطاب فيه يوضح وجهة نظره ، أو حتى سفر وفد أزهري للفاتيكان لسماع توضيح لوجهة نظر البابا ، وصدور تصريحات عنيفة من شيخ الأزهر مثل أنه (البابا) " سكت دهرًا ونطق كفرًا " ، وأنه يجب أن يعترف بالخطأ ، خصوصا في أعقاب شن أعضاء اللجنة الدينية بالبرلمان المصري هجوما على الشيخ طنطاوي اتهموه فيها بالتخاذل وعدم الرد على البابا .<BR>أيضا يدافع الشيخ فوزي الزفزاف (رئيس لجنة الحوار بالأزهر سابقاً) عن فكرة الحوار ونتائجها ، قائلاًَ: إن مسألة الحوار لا يطلب فيها معدلات إنتاج، وإنما يتم تناولها في لجان علمية ودينية بالهدوء والاتزان والفكر الصائب، وتصدر بيانات بكل ما يُتوصل إليه حول مختلف الموضوعات التي يتم عرضها داخل هذه اللجان، وعلى سبيل المثال دعت لجنة الحوار بين الأديان بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة إلى عقد جلسة بين لجان الحوار المتعددة، وكان من ضمن الموضوعات "حقوق الطفل في الإسلام والمسيحية"، وانتهينا فيه إلى أننا نتفق في أغلب الأمور إلى أن حقوق الطفل –تقريبًا- واحدة في الديانتين، وأصدرنا بياناً بهذا الشأن. <BR>وقال: إن الحوار بين الأديان لا يهدف إلى تحول المسلمين عن دينهم، ولا المسيحيين عن عقيدتهم، وإنما الدعوة إلى الفضائل، وإلى احترام حقوق الغير، وعدم الاعتداء على الغير، ورفض الظلم وسلب الأموال بدون وجه حق، واتفقنا على أن يكون هدف الحوار هو الاتفاق حول هذه الفضائل، التي أكدوا لنا أنها موجودة في الديانة المسيحية. وأضاف أن الأزهر ليس وحده في هذا الحوار، وإنما هناك من يشترك معنا من المؤسسات الدينية في الأردن والمغرب، وأنه لا يوجد حوار مع المسيحيين داخل مصر؛ فنشاط اللجنة يقتصر على الخارج فقط؛ لأننا شعب واحد تجمعنا أرض واحدة وسماء واحدة ومصالح مشتركة ومصير واحد .<BR><font color="#ff0000"> المتحفظون: غير مفيد وشكلي وخادع</font><BR>مع أن غالبية من أبدوا أرائهم في مسألة تجميد الحوار مع الفاتيكان ، أقروا بأن الحوارات السابقة لم تكن مفيدة وبعضها جاء خادعا ونتج عنه أحيانا مكاسب تبشيرية للوفود المسيحية الفاتيكانية ، فقد أشاروا أيضا إلي أن هناك خللا ما في منهجية وطريقة الحوارات حيث كانت تجري غالبا بدون تحضير أو هدف من جهة ، وكانت تدار أيضا بواسطة غير محترفين من شيوخ الأزهر ، وشملت الكثير من المجاملات البروتوكولية للوفود المسيحية .<BR>ويضرب الدكتور (محمد عمارة) المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامي مثالا على هذا الخلل في عمل لجنة حوار الأديان الأزهرية بما نتج عن بعض هذه الحوارات من أخطاء مثل الكشف عما سمي " وثيقة التبشير" في أبريل الماضي 2006 بعدما كشف الدكتور يوحنا قلتة، نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك، عن توقيع الأزهر الشريف وثيقة مع عدد من القساوسة، ممثلين لمنظمات مسيحية عالمية العام الماضي 2005 ، تدعو لحرية التبشير لأتباع جميع الديانات السماوية بين المواطنين في مصر ، وإن (شيخ الأزهر) الدكتور محمد سيد طنطاوي والشيخ فوزي الزفزاف (رئيس لجنة الحوار بين الأديان السابق)، قاما بالتوقيع على الوثيقة في أبريل عام &#1634;&#1632;&#1632;&#1637; الماضي، أثناء زيارة وفد منظمة سفراء السلام !<BR>ويشير د. عمارة إلى أن جانبا من شاركوا في لجنة الحوار لم يكونوا أبدا من علماء الأزهر أو حتى على دراية بمقارنة الأديان ، كما قاد الحوار من ليس لديهم دراية بالآخر وعقيدته وفكره و"لهذا لم تكن نتيجة الحوار في صالحنا" وجاء الحوار خادعا في بعض الأحيان لتمرير وثائق تبشيرية ، والأخطر أن أعمال هذه اللجنة لا تعرض على مجمع البحوث الإسلامية بما يخالف قانون الأزهر الصادر سنة 1961 والذي يجعل من المجمع مشرفا على كل أنشطة الأزهر لما به من علماء ذوي خبرة في مختلف المجالات .<BR>ويشير الدكتور محمد رأفت عثمان (الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية) إلى مسألة أخرى هامة تتعلق بإساءات البابا والحوار هي أن السياق الذي جاء فيه كلام البابا يوضح أنها جاءت في إطار الإساءة العامة للإسلام والكراهية الدفينة لهذا الدين من قيادات الغرب الدينية والسياسية مثل تصريحات بوش ، ما يؤكد أن ما قيل جاء في إطار التوجه السياسي العام السائد ضد المسلمين ، فالفاتيكان برأ اليهود من تهمة قتل المسيح ، و"السياسة" جعلتهم يبرئونهم من ذلك .<BR>ويكشف الدكتور مصطفي الشكعة (عضو لجنة حوار الأديان السابق) أن لجنة الحوار قطعت شوطا ليس بالقليل في مهمتها بيد أن أعمالها تأثرت بشدة – قبل أن يجمد الأزهر مشاركته – بسبب تعصب رئيس وفد الفاتيكان الأفريقي الجنسية ، وأنه لم ينقذها من الفشل سوى نائب رئيس الوفد الفاتيكاني الفرنسي الجنسية الذي كان أكثر تسامحا .<BR>ويقول أن اللجنة ليست منوطة بالحوار فقط مع الفاتيكان ، ولكنها مخولة بالحوار الأزهري مع "الأخر" إجمالا ، ومع هذا فهي "شكلية أكثر منها فعلية" رغم أن أعضاءها من الطرفين مشهود لهم بحسن الخلق !.<BR>أيضا اشتكي بعض علماء الأزهر ممن شاركوا في هذه الحوارات من سوء الإعداد وسوء انتقاء من يمثلون الأزهر فيها، في حين يكون الطرف الآخر مستعدًا لهذه اللقاءات بصورة جيدة الأمر الذي من شأنه أن يقلل من قيمة الحوارات، ولا يؤتي الثمرة المرجوة منها وهي التقريب بين الأديان .<BR>وفي هذا السياق ، طالب الدكتور (سيد الشاهد) – مستشار وزير الأوقاف المصري وأول من شارك في اجتماعات الحوار الإسلامي المسيحي- "التدقيق من قبل الأزهر في اختيار من يمثلونه في هذه الحوارات" ؛ بحيث يكونون من ذوي الثقافة العالية، والإطلاع على ثقافة الغرب وحضارته، مع عدم اختيار المعجبين بهذه الثقافة، والذين تلقوا تعليمهم في الغرب وتبهرهم حضارته. <BR>كما أكد الشيخ (عبد الخالق نصير) –أحد العلماء المشاركين في لجنة الحوار بين الأديان من الأزهر- أن المسلمين المشاركين في هذه الحوارات لا يعرفون مسبقًا ماذا سيناقشون فيها؛ وبالتالي لا يكونون مستعدين بما فيه الكفاية؛ إننا لا نعرف ماذا سنناقش؟!، ولا من نناقشه ونحاوره؟!، ولا الموضوعات التي سيتم مناقشتها؟! ولا نعد الأبحاث لذلك ، لأنه لا يتم إخبارنا بذلك إلا قبل الموعد بيوم وأحد فقط أو يومين على الأكثر!! مما لا نستطيع معه إعداد الأبحاث المطلوبة وهو الأمر الذي يجعل موقفنا ضعيفًا أمام الطرف الآخر!. <BR>كذلك قال الشيخ (سيد أبو الوفا عجور) (أمين عام مجمع البحوث، وأحد المشاركين في لجنة الحوار): إن الجلسات والمناقشات السابقة كانت تتم تحت رعاية الشيخ فوزي الزفزاف (وكيل الأزهر، ورئيس اللجنة السابق) وهي عبارة عن تعارف بالآخر، وبحضارته وقيمه، وليست انتصاراً لقيم معينة .<BR>وفي هذا السياق أيضا ، دعا برلمانيون مصريون لقطع العلاقات مع الفاتيكان وطرد سفيره وسحب سفير مصر في روما ووقف الحوار الديني معه ما لم يقدم بابا الفاتيكان اعتذارا واضحا عن أهانته للإسلام ورسوله ، حيث أتهم برلمانيون في لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشعب من نواب الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين الفاتيكان بالإساءة للإسلام ووصف بعض النواب رد فعل شيخ الأزهر بالضعيف والمتخاذل، نحو تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للإسلام ورسوله .<BR>وأصدرت اللجنة الدينية بيانا طالبت فيه الحكومة المصرية بطرد سفير الفاتيكان من القاهرة وسحب السفير المصري من روما، إذا لم يقدم البابا اعتذارا صريحا وواضحا عن هذا الخطأ وكذلك حذف الفقرات المسيئة من محاضرته. <BR><font color="#ff0000"> "العقيدة" مستثناة من الحوار </font><BR>ومع أن الاتفاقية الخاصة بالحوار بين الأزهر والفاتيكان مستثناة من مسألة العقيدة ، حيث ينصر الاتفاق بينهما على إلا يقترب الحوار من مسألة العقيدة ويتوقف فقط على الفضائل المشتركة والعمل على نشر هذه الفضائل ، فقد اشتكي بعض من شارك في جلسات حوار سابقة من أن طريقة حديث نواب الفاتيكان في هذه الحوارات لا تخلو من الحديث عن العقيدة بشكل مستتر ومستفز ومستغل للحوار بهدف تحقيق أي اختراق للمسلمين تحت مزاعم الحوار .<BR>وقد بدأ عمل لجنة الحوار بين الأديان بالأزهر الشريف فعليًا في أبريل عام 1994 في عهد الإمام الراحل الشيخ جاد الحق، عندما كان يُعالج في سويسرا، حيث جرى لقاء مع الفاتيكان بجهد من الدكتور "علي السمان" ، وعندما تولى الشيخ د.محمد سيد طنطاوي مشيخة الأزهر أخذ الحوار الشكل الجدي، وصدر قرار من الشيخ طنطاوي بتشكيل لجنة دائمة بالأزهر الشريف للحوار بين الأديان. <BR>وكان أول اتفاق يدخل ضمن حوار الأديان بين الأزهر والفاتيكان هو ذلك الذي جري توقيعه في عام 1998 مع الفاتيكان ، وتلاه ثان في يناير 2001 مع الكنيسة البريطانية ، وبلغ التعاون بين الأزهر والكنيسة الأوروبية لتوقيع (اللجنة الدائمة للأزهر لحوار الأديان السماوية) اتفاق تعاون مع الكنيسة الإنجليكانية 30-1-2002 يقضي بالعمل سويا لتحقيق كرامة الإنسان في العالم حيث وقع الاتفاق عن الأزهر الشيخ فوزي الزفزاف (رئيس اللجنة الدائمة لحوار الأديان السماوية سابقا) ، والدكتور علي السمان" نائب رئيس اللجنة الذي استقال منها مؤخرا ، بينما وقع القس "كريستوفر لامب"، والمطران "منير حنا أنيس" أسقف مصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي عن الكنيسة الإنجليكانية، وجرى التوقيع في حضور الدكتور محمد سيد طنطاوي (شيخ الأزهر)، وجورج كاري (كبير الأساقفة، والرئيس العام للكنيسة الإنجليكانية) في ذلك الحين . <BR><font color="#ff0000"> إصرار على رفض الاعتذار عن الحروب الصليبية</font><BR>ويلفت علماء إلي أنه رغم تراجع الفاتيكان وإصداره وثيقة يبرئ فيها اليهود (رغم قناعة المسيحيين في العالم بأنهم ليسوا أبرياء) ، فقد رفض الفاتيكان بإصرار غريب الاعتذار عن فظاعات الحروب الصليبية سواء في عهد البابا السابق الذي وصف بالاعتدال أو الحالي الأكثر تطرفاً ، رغم مطالبة الأزهر للفاتيكان بإدانة الحروب الصليبية الغربية في العالم الإسلامي عدة مرات .<BR>فقد أصدرت اللجنة الدائمة للحوار بين الأديان بالأزهر الشريف بيانا في أكتوبر 2000 أدانت فيه مذابح القدس الشريف والمدن الفلسطينية على يد الجيش الإسرائيلي ودعت الفاتيكان لإصدار بيان يدين فيه إسرائيل بوضوح بسبب المجازر التي تجري هناك. <BR>ووجهت لجنة الحوار بالأزهر حينئذ – كما يقول الشيخ فوزي الزفزاف - رسالة إلى المجلس البابوي للحوار بالفاتيكان تطالبه بموقف صريح منه تجاه الاعتداءات الإسرائيلية وإصدار إدانة رسمية لهذه المأساة وذلك طبقا لاتفاقية الحوار والموقعة بين المجلس البابوي للحوار بالفاتيكان، ولجنة الحوار بالأزهر في مايو 1998 ميلاديا.<BR>وجاء في نص الرسالة : "إلى الكاردينان أرينز رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان نفيد سيادتكم أن اللجنة الدائمة للأزهر الشريف للحوار بين الأديان السماوية أصدرت بيانا تدين فيه القتل والاعتداء على الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني من جانب السلطات الإسرائيلية. واللجنة تتوجه إلى مجلسكم الموقر لمطالبة بموقف صريح منكم أمام هذه الاعتداءات، كما أن اللجنة ترى أن هذا الموضوع ليس سياسيا ولكنه إنساني بحث ويأتي من صلب تعاليم الأديان السماوية التي تطالبنا بالتصدي للظلم وقتل الأبرياء. ونوضح لسيادتكم أن مطالبتنا لكم بإعلان موقف صريح من هذا الموضوع هو من واقع البند السادس من الاتفاق بين المجلس البابوي للحوار بين الأديان الفاتيكان وبين اللجنة الدائمة للأزهر الشريف للحوار بين الأديان السماوية الذي ينص على تشجيع تبادل الرأي حول موضوعات ذات اهتمام مشترك كالدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه، ونحن هنا أمام حالة انتهاك صريح لكرامة الإنسان وحقوقه. وقد وجهت اللجنة الدائمة للحوار بالأزهر الشريف دعوة للمؤسسات الرسمية الإسلامية المكلفة بالحوار بين الأديان إلى التشاور فيما بينها من اجل موقف موحد معلن تطالب فيه بالتنسيق مع المؤسسات الدينية المسيحية المرتبطة باتفاقيات تعاون م اجل تأكيد موقف الأديان من الاعتداء الغاشم في فلسطين وقتل الأبرياء .<BR>وكانت هذه تعتبر أول وثيقة رسمية تقدم من جهة إسلامية للفاتيكان تطالبه فيها بالاعتذار عن الحروب الصليبية؛ لأن الحروب الصليبية وقعت بها تجاوزات من الصليبيين ضد المسلمين، ومع هذا فقد ألمحت لجنة الحوار في الفاتيكان – خلال الحوارات – أنها لا تملك القرار، وأخذت الطلب وسُجّل في محضر رسمي، وقالت: إنها سترفع هذا الطلب إلى الجهة المختصة بالفاتيكان .<BR>وقد عاد عدد كبير من علماء الأزهر في يناير 2001 ليطالبوا الفاتيكان بالرد على الطلب الذي تقدم به الأزهر منذ ما يقرب من عام للاعتذار عن الحرب الصليبية التي شنها الغرب على الدول الإسلامية في العصور الوسطي. وتساءل العلماء عن جدوى الحوار طالما أن الفاتيكان لا يريد الاعتذار عن أخطاء الماضي، معربين عن أسفهم الشديد لاقتصار عمل لجنة الحوار بين الأزهر والفاتيكان على الزيارات المتبادلة بين القاهرة وروما وعقد الاتفاقيات التي لا تخرج عن الحجرات المغلقة، بينما يظل الفاتيكان يرسل بعثاته لتنصير أبناء المسلمين في بقاع شتى! <BR>وقالوا أنه عندما قام بابا روما بزيارة مصر رفض أن يعتذر للمسلمين عن الحروب الصليبية، بينما اعتذر قبل ذلك بسنوات طويلة لليهود، وكلمته في الأزهر كانت غامضة حيث قال: "إن الإسلام نهض بالعالم العربي وأفريقيا"، ونسي أن الإسلام نهض بأوروبا نفسها، وأن النهضة الأوروبية التي قامت على أنقاض الكنيسة إنما كانت نهضة إسلامية. <BR>وقد حرص عدد علماء الأزهر على إصدار بيان بمناسبة زيارة البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان للأزهر الشريف يوم الثامن عشر من شهر ذي القعدة من العام الهجري (1420) الموافق 24/2/2000م ضمن زيارته لمصر باعتبارها أول مرة في التاريخ يقوم فيها بابا الفاتيكان بزيارة الأزهر الشريف على مدى تاريخ بابوية روما لطائفة "الكوثوليك".<BR>فهل بعد الإصرار الواضح من بابا روما على رفض الاعتذار، أو تغيير كلامه في الخطاب الذي سبق وألقاه في الجامعة الألمانية على موقع الفاتيكان على الانترنت ، ورفضهم سابقا الاعتذار عن الحروب الصليبية ، سوف يستمر الحوار بنفس الوتيرة أم يتجمد ؟ وهل التجميد مؤقت لحين نسيان الإساءات البابوية ثم العودة مرة أخري أم أن الأمر يتطلب – كما يقول علماء – حاجة ملحة لإعادة وضع أسس جديدة لهذا الحوار والغرض منه وجدواه وضمان فعاليته في منع أي إساءة للإسلام مرة أخرى ؟<BR><br>