دور الأفراد في المقاطعة الاقتصادية
1 رجب 1427

تتضافر عدة عوامل تجعل الفرد المسلم الذي يحمل هم إصلاح أمته إيجابيا في فكره وتصوره إيجابيا في عمله ومسلكه ومن أهم هذه العوامل أن مناط التكليف فردي وأن كل فرد سيحاسب يوم القيامة فردا وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى <BR>وفي هذه المعركة الدائرة على ثغرة فلسطين والأقصى يتجلى دور الفرد المسلم بأروع ما يكون بعد أن أتت الضغوط على معظم الدول العربية الإسلامية ثمارها وتُركت فلسطين فريسة الحقد الصهيوني والدعم الغربي تحديدا الأمريكي ومن هنا جاء دور الأفراد <BR><font color="#0000FF"> وتستبطن هذه المقالة أمرين: </font><BR><font color="#ff0000"> أولهما: ثقة مطلقة في دور الأفراد – وأن لكل فرد دوره- وقدرتهم على إحداث التأثير الإيجابي المنشود سواء في سياسات بلادهم أو البلدان المعتدية وعلى رأسها دولة الكيان الاستيطاني في فلسطين <BR><font color="#ff0000"> ثانيهما: أن الأفراد هم أقوى حلقات الآليات المهمة في تنفيذ عملية المقاطعة الشاملة والاقتصادية على وجه الخصوص وإذا كانت أغلب الدول العربية والإسلامية قد اختارت السلام مع الصهاينة المعتدين كخيار استراتيجي فإن الجماهير المسلمة أثبتت قدرة المقاومة على استعادة الحقوق السليبة بل والوقوف بوجه الآلة العسكرية الصهيونية وأكثر من ذلك استرجاع سبيل المقاومة كخيار استراتيجي بالنسبة لأمتنا على مستوى الشعوب، وكلما زادت مساحة حرية التعبير في مجتمعاتنا زادت مساحة الحركة أمام أفراد أمتنا ومن ثم إحداث التغير المنشود في سياسات تلك الدول<BR><font color="#0000FF">1- الأهداف </font><BR>تتعدد أهداف المقاطعة على المستوى الفردي حسب درجة عداء الجهة المراد مقاطعتها :<BR>- ففيما يخص المنتجات والسلع الإسرائيلية والمتعاملين معها استيرادا و تصديرا تهدف المقاطعة إلى الحفاظ على الحاجز النفسي والواقعي بين العرب والمسلمين وما يسمى بعملية التطبيع مع دولة الاحتلال <BR>- كما تهدف تلك المقاطعة إلى إحداث خسائر اقتصادية سواء بدولة الاحتلال أو المتعاملين معها بيعا وشراءً ورغم أن دولة الاحتلال نموذجا لدولة قامت على المساعدات الخارجية ولا تستطيع الاكتفاء ذاتيا إلا أن مقاطعتها مسألة رمزية تدخل في باب الحصار النفسي واستمرار عزلتها عن محيطها العربي الإسلامي كما ينبغي كشف هؤلاء "المطبعِين" الذين خانوا أمتهم وأوطانهم <BR>- أما غير ذلك من الشركات الغربية والأمريكية فمقاطعتها تهدف إلى تشكيل ضغط عليها لتضغط هي بالتالي على دولها لتتخذ موقفا أكثر حياديا مع قضايا العالم العربي والإسلامي المصيرية وخاصة وفي القلب منها قضية فلسطين، ومن ثم فإن إحداث خسائر اقتصادية لهذه الشركات ليس هدفا مقصودا لذاته وإنما هو وسيلة تعبير عن رؤية هذه الشعوب لمصالحها ولمن يتخذ مواقف تمس مقدساتها وأمنها <BR>فهدف هذه المقاطعة الأساسي هو إحداث تغيير سياسي ملموس بضغط من أصحاب المصالح في داخل تلك الدول دون تدخل على مستوى الحكومات التي ربما لا تملك مثل هذا التدخل وذلك لأن هذه المقاطعة تشعر مواطني هذه الدول الغربية "أمريكا وأوربا" أن حكوماتها غير حريصة على مصالح مواطنيها <BR><font color="#0000FF">2- المهام </font><BR>تعدد المهام المطلوب إنجازها أمام الأفراد وإن كانت تنقسم إلى مهام فكرية وأخرى عملية ومهام أخرى لها أبعاد اجتماعية أو إعلامية، أي أن المطلوب من الأفراد التحرك على أربع مستويات على التوازي وهذه المستويات تمثل المهام المطلوب إنجازها: <BR><font color="#ff0000">الأول : </font> مستوى تصحيح الأفكار والمفاهيم والتصورات بشأن القضية الفلسطينية عامة وقضية المقاطعة على وجه الخصوص <BR><font color="#ff0000">الثاني : </font> إيقاظ الوعي بسلاح المقاطعة وفعاليته <BR><font color="#ff0000">الثالث : </font> تحرك الأفراد في دوائر تأثيرهم <BR><font color="#ff0000">الرابع : </font> تحرك الأفراد في المجتمع كجهاز إعلامي متحرك<BR><font color="#ff0000">المستوى الأول: تصحيح الأفكار والمفاهيم "نشر الرؤية"</font><BR>إن أول المهام العامة للفرد هو نشر الرؤية الصحيحة للقضية الفلسطينية ولحقيقة الصراع بشقيه العقدي والسياسي مع الكيان الاستيطاني في فلسطين <BR> ومن أهم عناصر هذه الرؤية : أن الصراع في فلسطين هو صراع بين الحق والباطل <BR>ومن أهم القواعد الحاكمة في تلك الرؤية أنها:<BR>- تفرق بين الكيان الاستيطاني في فلسطين وداعميه سواء في الغرب أو في أمريكا ، ففي حين تهدف المقاطعة مع إسرائيل إلى أن تكون مقاطعة شاملة في كل المجالات ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية ومع من يمدون حبال التطبيع في عالمنا العربي والإسلامي مع إسرائيل وكشفهم أمام شعوبهم وتركهم للتاريخ يصدر حكمه القاسي عليهم تهدف المقاطعة مع العالم الغربي سواء في أوربا أو أمريكا إلى تشكيل ضغط على تلك الدول حتى تتخذ مواقف أكثر عدالة وحيادية مع قضية أمتنا المركزية في فلسطين <BR>- تفرق هذه الرؤية بين الولايات المتحدة كدولة ونظام سياسي وبين الولايات المتحدة كشعب ومجتمع وفي حين ترى الشعب والمجتمع الأمريكي يجهل الكثير من أبعاد الصراع في فلسطين بفعل آلة التجهيل الدعائية التي يسيطر على كثير من مفاتيحها العنصريون الصهاينة من أنصار المسيحية "البروتستانتينية" الصهيونية، ترى - كذلك – أن الدولة الأمريكية "كنظام سياسي" تخضع لكثير من الضغط الذي تمارسه جماعات الضغط الصهيونية العنصرية <BR>- إن الجهاد في فلسطين له صور كثيرة غير القتال المباشر خاصة لمن حيل بينهم وبين ما يريدون من مقارعة العدو وإجلائه عن أرضنا ومقدساتنا ومن أهم صور الجهاد، الجهاد الاقتصادي المتمثل في مقاطعة منتجات العدو ومن يتعامل معه استيرادا وتصديرا من الشركات والدول التي تعلن دعمها له أو تسره والأولى البدء بمقاطعة من يشهر دعمه ويعلنه <BR><font color="#ff0000">المستوى الثاني : إيقاظ الوعي بسلاح المقاطعة وفعاليته </font><BR>ثاني هذه المهام هو تكريس سلاح المقاطعة الشاملة وخاصة الاقتصادية منها وهو أهم سلاح تمتلكه الشعوب العربية والإسلامية في المرحلة الراهنة وهو سلاح أثبت درجة عالية من الفعالية ويمكن إذا أحسن توظيفه أن يأتي بثمار عظيمة الفائدة للقضية الفلسطينية ليس على الصعيد المادي فحسب بل أيضا على صعيد المعركة الشاملة بين أمتنا والصهاينة في فلسطين ودور الفرد هنا يتلخص في المناداة الدائمة بجدوى سلاح المقاطعة وتأصيله الشرعي وأهميته الواقعية وأثره الاقتصادي وذكر للنماذج التاريخية التي أثبت هذا السلاح فعاليته فيها ، بالإضافة إلى أنه تحرر من أسر النمط الاستهلاكي الغربي ودعم لاقتصادنا الوطني والعربي والإسلامي <BR><font color="#ff0000">المستوى الثالث: تحرك الأفراد في دوائر تأثيرهم </font><BR>ثالث المهام أمام الأفراد هو التحرك لنشر القضية على صعيد دوائر تأثيرهم، فكل فرد صحيح الإيمان لابد لأن يدفعه إيمانه أن يكون إيجابيا في مجتمعه يتحرك في دوائر تأثيره، في محيط: المنزل "الزوجة والأولاد" ، الأهل و العائلة "الأسرة الممتدة"، الجيرة، زملاء العمل، فالإسلام يسمي الساكت عن الحق شيطان أخرس <BR><font color="#ff0000">المستوى الرابع : تحرك الأفراد في المجتمع كجهاز إعلامي متحرك </font><BR>رابع المهام أمام الأفراد هي العمل كجهاز إعلامي متحرك يحمل هم قضيته ويجاهد في سبيل نصرتها وذلك بالعمل على عدة صعد منها :<BR>- تبني المصطلحات التي تعبر عن حقيقة الصرع مثل دولة الكيان الاستيطاني في فلسطين بدلا من إسرائيل والاستشهادي بدلا من الانتحاري وعملية استشهادية بدلا من انتحارية، المقاومة بدلا من الإرهاب، وقف العدوان الإسرائيلي بدلا من وقف العدوان والغرض من هذه المهمة كشف خداع المصطلحات الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام وتكرسي الأسماء والمصطلحات الصحيحة في أذهان الناس <BR>- مخاطبة الكتاب والصحفيين ومتابعة ما ينشرونه عن القضية الفلسطينية وتفعيل قضية المقاطعة كسلاح باقي في يد الشعوب العربية والإسلامية <BR>- الاتصال بالبرامج التي تسمح بالمداخلات وإيصال الرؤية الصحيحة لأكبر عدد ممكن من الجمهور وتصحيح المعلومات الخاطئة التي تنشر في بعض وسائل الإعلام <BR>- إرسال رسائل شكر للصحفيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية <BR>- إرسال رسائل الاحتجاج ضد من يقف مع الجانب الإسرائيلي <BR>- التأكيد على سبيل المقاومة كحل للقضية وترك المساومات على طاولة المفاوضات والتي لم يجن العرب والمسلمون منها شيئا <BR>- نشر قائمة بالمؤسسات المستهدفة بالتأثير مثل المواقع الحكومية وسفارات الدول المؤثرة أو ذات الدور المباشر في القضية و الأمم المتحدة <BR>- نشر قائمة بمواقع المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان و المرأة والطفل <BR>- أضحى العمل على صعيد شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" من أوسع أبواب الدعوة والوصول للناس بمختلف اتجاهاتهم وعقائدهم وبلدانهم وهي مساحة مفتوحة لكل داع وباب مفتوح لكل طارق وينبغي للإنسان المسلم أن يضرب في كل غنيمة بسهم .<BR><br>