برامج الأحزاب "الإسرائيلية" الانتخابية وفرص فوزها
29 صفر 1427

لن يحدد "الإسرائيليون" خلال الانتخابات الحالية اسم رئيس الوزراء الجديد، وأعضاء الكنيست "الإسرائيلي" فقط، بل سيحددون سياسة "إسرائيلية" قادمة، تتعامل مع المتغيرات الجديدة داخل فلسطين المحتلة، كما سيحددون مستقبل الأحزاب السياسية، الكبيرة والصغيرة، ويحددون موقف المستوطنين من قضايا عديدة، منها (تقسيم الأرض الفلسطينية، الحدود مع الفلسطينيين، الضمان الاجتماعي الداخلي، دعم الأدوية، الخطط الاقتصادية..) والكثير من أعمال الأحزاب التقليدية والجديدة.<BR><BR>اليوم، يشهد الكيان الصهيوني مسرحاً مختلفاً بعض الشيء عمّا كان يشهده قبل سنوات.. فغياب آرييل شارون (رئيس الوزراء المغيّب بسبب مرضه)، الذي أشارت استطلاعات رأي سابقة إلى ترجيح فوزه بشكل ساحق في الانتخابات الحالية، أثّر سلباً على مستقبل حزب (كاديما) الجديد.<BR>وفوز بنيامين نتنياهو كزعيم لحزب (الليكود) أثّر سلباً على صورة الحزب بين "الإسرائيليين"<BR>، الذين يرون نتنياهو (وزير المالية السابق) أحد أكثر الوزراء الذين قللوا من الضمانات الاجتماعية ودعم الأدوية لـ"الإسرائيليين"، وأثّر سلباً على مصلحة المغتصبين الاقتصادية، إلا أنه يعتبر مثالاً اقتصادياً جيداً لرجال الأعمال، وأرباب المهن الحرة، والتجار.. الذين استفادوا من بعض سياساته المالية.<BR>وفوز عامير بيريتز على رأس حزب (العمل) "الإسرائيلي"، أثّر سلباً على مستقبل الحزب السياسي في الكيان الصهيوني، خاصة مع أفكاره المتعلقة بضرورة الانسحاب "الإسرائيلي" من الضفة الغربية، وتقاسم الأرض مع الفلسطينيين، وإقامة دولتين.<BR><BR>وربما لأجل هذه الاضطرابات السياسية في الأحزاب -من وجهة نظر "الإسرائيليين"- تشير معظم استطلاعات الرأي إلى تدني مستوى إقبال "الإسرائيليين" على الاقتراع، وسط ارتفاع مخاوف القادة "الإسرائيليين" من السقوط في فخ (التردد) الذي قد يذهب بأصوات الناخبين في اتجاهات غير محسوبة بدقة.<BR><BR><font color="#0000ff">حزب كاديما.. وسياسة الانسحاب الأحادية الجانب: </font><BR>بعد تزعّمه لرئاسة الوزراء، وحزب كاديما، برز أيهود أولمرت رئيساً بديلاً لشارون بدرجة جيدة، ورغم أن الوقت لم يسعفه كثيراً لإثبات نفسه بديلاً حقيقياً له يضمن له الحصول على أصوات المؤيدين لشارون، إلا أن أولمرت استطاع أن يوطّد نفسه وحزبه الجديد، كونه رئيساً للوزراء.<BR>فلو كان حزب (كاديما) بعيداً عن السلطة، لما حقق النجاح المرتقب له، ولما أشارت استطلاعات الرأي لفوزه القادم. حيث ترجح أوساط "إسرائيلية" حصول (كاديما) على 35 مقعداً على الأقل، من مقاعد الكنيست الـ 120.<BR>وقد حاول أولمرت اتباع ذات السياسة التي اتبعها شارون خلال السنوات الماضية، فمن بين أفكار برنامجه الانتخابي، أشار أولمرت إلى أنه سوف يطبق خطة انسحاب أحادية الجانب في الضفة الغربية. <BR>وذهب لأبعد من ذلك، عبر إعلانه أن الولايات المتحدة ستكون شريكاً له في الانسحاب، مع وعود قطعها لـ"الإسرائيليين" بتقديم منازل وأراض لهم بدلاً عن الأراضي ستترك في سبيل الانسحاب الأحادي والذي سيعني عزل الفلسطينيين في الضفة الغربية أيضاً خلف سور عازل.<BR><BR>وفيما أرسلت واشنطن رسائل إيجابية تجاه هذا الحل، بدت هذه السياسة أقرب إلى تعاطف "الإسرائيليين" الذين لا يزالون يحلمون بانفصال كامل عن الفلسطينيين، وعزلهم نهائياً خوفاً من عمليات فدائية جديدة، وأملاً في تعزيز الاقتصادي الداخلي، وطمعاً في المكافئات المالية والمنازل التي وعدوا بها.<BR><BR><font color="#0000ff">حزب الليكود يصل متأخراً للمنافسة: </font><BR>يبدو حزب الليكود وقد أصبح بعيداً عن القضايا الرئيسة لاهتمامات الناخب "الإسرائيلي"، بعد وصول بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم.<BR>ففيما اختار حزب العمل الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية لـ"الإسرائيليين"، واختار أولمرت السياسة الخارجية لإرضاء "الإسرائيليين" أمنياً واقتصادياً، بدا حزب الليكود وقد أفلس من القضايا التي قد يعد بها "الإسرائيليون".<BR>نتنياهو بدأ منذ شهرين فقط في استدرار عطف "الإسرائيليين"، واختار الهجوم على الأحزاب الأخرى كبديل لوضع برنامج سياسي حازم.<BR>وضمن برنامج الانتخابي، أعلن نتنياهو اهتمامه بالأراضي المحتلة، واضعاً خطة بديلة للانسحاب الأحادي باستخدام القوة لفرض الهيمنة "الإسرائيلية" على الفلسطينيين.<BR>تقول صحيفة (هآرتس): " نتنياهو أعلن في برنامجه الانتخابي الاهتمام بمستقبل الأراضي الإسرائيلية (...) كلها، لكن معظم الإسرائيليين ومنذ وقت طويل، توقفوا عن الاهتمام بالأراضي. وكل شيء يريدون الحصول عليه اليوم هو الهدوء، ووضع كل العرب خلف جدار عالي".<BR><BR>كما أثبتت السياسات "الإسرائيلية" السابقة فشل استخدام السلاح والقوة ضد الفلسطينيين، خاصة مع دور الدول الأوروبية المتنامي في المنطقة، والاهتمام العالمي المتزايد بقضية فلسطين، وقدرة الفلسطينيين على الرد في العمق "الإسرائيلي" وتهديد أمن وسلامة اليهود فيها، وتنامي تأييد الفلسطينيين للأحزاب والجماعات الفلسطينية المسلحة (كفوز حماس الأخير)، في مواجهة القوة "الإسرائيلية" المتطرفة.<BR>لذلك، فإن مؤشرات استطلاعات الرأي تتوقع فوز نتنياهو بأقل من 20 مقعداً، وهو ما يعني تراجعاً كبيراً لحزبه الذي اعتلى السلطة لسنوات طويلة في الكيان الصهيوني.<BR><BR><font color="#0000ff">حزب العمل وآمال الأمن والرخاء: </font><BR>اهتم حزب العمل بقيادي الزعيم الجديد عامير بيريتز، بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية بالدرجة الأولى، وأعلن منذ وقت مبكر عن طموحه في تعزيز الإعانة الاجتماعية لـ"الإسرائيليين"، بعد تدهور الاقتصاد "الإسرائيلي"، وسحب الضمان الاجتماعي، وزيادة الضرائب.<BR>وحسب أحد الصحفيين "الإسرائيليين"، فإنه " وبسبب تركيز بيريتز على النواحي الاقتصادية، وبعد السياسات الاقتصادية التي قام بها نتنياهو كوزير للمالية، والتي ثبّتت النظريات الاقتصادية اليمينية، يبدو الناخب الإسرائيلي متجهاً لدعم حزب العمل، والابتعاد عن دعم حزب الليكود".<BR><BR>وعلى الجانب السياسي، أعلن حزب العمل دعمه لعملية انسحاب كاملة من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، وتحقيق اتفاقية ثنائية مع الفلسطينيين، بعيداً عن سياسة القوة التي أعلنها نتنياهو، وبعيداً عن سياسة الانسحاب أحادية الجانب، والعزل، التي أعلنها أولمرت.<BR>وتشير مصادر الإحصاء إلى إمكانية فوز حزب العمل بنحو 23 مقعداً في الكنيست "الإسرائيلي"، ما يجعلها قوة ثانية بعد حزب كاديما، وما يمكّن الحزبين من تشكيل ائتلاف حكومي يبعد (الليكود) عن أي طموح حكومي، على الرغم من أن حزب (كاديما) نشأ من أعضاء (الليكود) بالدرجة الأولى. <BR>وهذا ربما يشير إلى أن حزب (العمل) الذي شارك (الليكود) في الحكومة "الإسرائيلية" السابقة، قد أثّر فكرياً عليه، بقدر ما تمكن (الليكود) من تزعّم هذا المسار.<BR><BR><font color="#0000ff">اتجاهات الرأي في الكيان الصهيوني: </font><BR>نظرة سريعة إلى بعض استطلاعات الرأي السابقة في الشارع "الإسرائيلي"، قد ترسم صورة قريبة من فرضيات توجه الناخب "الإسرائيلي" اليوم.<BR>على سبيل المثال.. في سؤال لـ"الإسرائيليين" عام 1969 عن أهم المشاكل التي يرون أن على الحكومة الاهتمام بها، أشار 80% منهم إلى ضرورة الاهتمام بالسياسة الخارجية (بما فيها التعامل مع الفلسطينيين)، فيما أبدى 20% منهم اهتماماً أكبر بالسياسة الداخلية والقضايا العائلية.<BR>ولكن خلال عام 2006 الحالي، 38% فقط أشاروا إلى اهتمامهم بالقضايا الخارجية، مقابل 62% قالوا: "إن على الحكومة الاهتمام بالقضايا الداخلية".<BR>وهذا المؤشر يدل على تزايد معدل إقبال "الإسرائيليين" لدعم الأحزاب ذات البرامج الانتخابية الداخلية، التي تركز على الاهتمام بمعاشات والضمان الاجتماعي والأمن وغيرها.<BR><BR>وأيضاً، خلال عام 1969، 98% من ناخبي حزب الليكود، حددوا خيار (الأمن والسلام) كخيار أول على سلم اهتمامهم.. فيما هبطت هذه النسبة إلى 60% عام 2003.<BR>وفي حزب العمل، أكد 80% اهتمامهم بالأمن والسلام، مقابل 50% فقط عام 2003 (طبقاً للمعهد الديمقراطي "الإسرائيلي"). <BR>وتكشف هذه الأرقام الاتجاه الجديد لدى "الإسرائيليين" للتحرر من مسؤولية الأمن والسيطرة على الأراضي المحتلة، وسط تنامي التركيز على تحسين مستوى المعيشة داخل الكيان الصهيوني.<BR><BR><font color="#0000ff">مواقف الأحزاب الأخرى: </font><BR>داخلياً، توجد العديد من الأحزاب "الإسرائيلي" الأخرى، إلى جانب تلك الأحزاب القوية، منها حزب (ميريتز) وحزب (يسرائيل بيتينو) وحزب الاتحاد الوطني والحزب الديني الوطني والأحزاب الأرثوذكسية، غيرها.<BR>ولصعوبة تحديد برامج انتخابية كاملة، بسبب قلة التأييد الداخلي لها، توجّهت بعض هذه الأحزاب نحو دعم الأحزاب الكبيرة، حيث قرر حزب (ميريتز) دعم حزب العمل، فيما اختار حزب الاتحاد الوطني والحزب الديني الوطني دعم حزب الليكود.<BR><BR>أما حزب (يسرائيل بيتينو) بزعامة، أفيجدور ليبيرمان، فإنه يأمل بحشد أصوات المهاجرين الروس، لجني 12 مقعداً على الأقل، ولتشكيل قوى ائتلافية قد تمكنه من الحصول على منصب وزاري على الأقل لدى ضم أصوات أعضاءه لأعضاء الأحزاب الأقوى.<BR>وداخل هذه الأحزاب الأقل حظاً في الانتخابات الحالية، ترى الأوساط السياسية "الإسرائيلية"، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت، أن بعض الأحزاب قد تضطر لإقالة زعمائها الحاليين، بحال لم تتمكن تلك الأحزاب بحصد مقاعد مرضية في الكنيست الجديد.<BR>وتقول الصحيفة: " إن استفتاء الإسرائيليين سيكون أيضاً استفتاءاً على يوسي بيلين ( زعيم حزب ميريتز اليساري) أيضاً، لأنه عن كان أداء ميريتز سيئاً، ويحصل على أقل من 4 مقاعد، فإن الحزب قد يضطر إلى طرد بيلين من قيادته".<BR> <BR><br>