قيادات السنة على قائمة الاغتيالات الشيعية في العراق
19 ذو القعدة 1426

أثارت سلسلة الاغتيالات التي طالت العديد من رموز السنة في العراق مؤخراً، تكهنات وتوقعات، ألقت بظلالها على العلاقات الطائفية في البلاد، مهددة بإثارة فتنة من النوع الذي قد تذهب به أرواح الآلاف من أبناء العراق الواحد.<BR>وما رسم المزيد من علامات الاستفهام هو قدرة المسلحين على الوصول إلى قادة السنة أينما كانوا، وبملابس رسمية تشير إلى علاقة نافذة بين المسلحين وقيادات الشرطة في المدن العراقية، لدرجة اتهمت فيها الشرطة بالموالاة للرموز الشيعية، واستهدافها قادة السنة، من أجل تصفيتهم، وتمكين قادة المنظمات الشيعية منهم.<BR><BR>وتحدثت وسائل إعلام في العراق عن قوائم سرية سوداء، تضم أسماء بعض قادة أهل السنة، ممن تحاول المنظمات الشيعية (وعلى رأس منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العرق) تصفيتهم.<BR>وبقيت هذه الاتهامات في طور (الشائعات) فترة طويلة، قبل أن يأتي اليوم الذي انكشفت فيه أجزاء بسيطة من المخطط المذكور، وظهر للملأ وجود قوائم حقيقية أعدتها تنظيمات شيعية لتصفية قيادات من أهل السنة.<BR><BR><font color="#0000ff">الاحتلال والحكومة الموالية والتنظيمات الشيعية:</font><BR>ساعدت قيادة الاحتلال الأمريكية منذ اليوم الأول، تمكين قيادات شيعية موالية له؛ من حكم العراق، وأطلقت يدها في تسيير البلاد في الوجه الذي يتفق مع مصالحها، ولا يتعارض مع مصالح الاحتلال.<BR>ومن بين القوى السياسية التي أرادت أمريكيا لها أن تعمل بكل قوة وحرية، التنظيمات الشيعية المسلحة، التابعة للجماعات الشيعية الموالية للاحتلال، على اعتبار أنها قادرة على خلق حالة من الفوضى الأمنية، والانقسامات الطائفية، التي تعطي الاحتلال صفة الشرعية في وجوده، بحجة التقليل من الفتنة. كما أريد لهذه المنظمات أن تكون إحدى الأذرع المسلحة التي ستواجه المقاومة السنية المسلحة، والتي تركزت منذ بداية الاحتلال في المدن السنية، وبدت أنها لن تنتهي بسهولة.<BR><BR>وفيما تعمل المقاومة السنية بشكل علني، وتنشر أفكارها وأهدافها على الملأ، وتقاتل عدواً قادماً من الغرب، قررت التنظيمات الشيعية المسلحة، والممولة من قبل قيادة الاحتلال الأمريكية، أن تقاتل في الخفاء، وتعمل ضمن أجندة خفية، عبر ترابط بين قياداتها وقيادات في الحكومة العراقية، بهدف تصفية أي قيادي سني قد يشكل خطراً على الوجود الأمريكي والهيمنة الشيعية في العراق، وقررت أن تستهدف أهل البلد، بدل مقاتلة الأعداء القادمين من الخارج.<BR><BR>وفيما ظهرت تكهنات في بداية الاحتلال بوجود يد طويلة للاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية في العراق، امتدت لتقتل عشرات المثقفين والسياسيين والدكاترة السنيين في العراق، ثبت فيما بعد أن العديد من هذه الاغتيالات؛ نفذتها عناصر مسلحة من تنظيم (بدر) التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيعية في العراق. وبدت الأمور كأنها تصفية حسابات قديمة بحق السنة المتهمين بأنهم استولوا على الحكم سنوات طويلة.<BR><BR><font color="#0000ff">السجون السرية:</font><BR>اشتكت الكثير من الأوساط السنية خلال الفترة الماضية، من وجود قوات عراقية تلبس اللباس العسكري النظامي للجيش العراقي، تقوم باختطاف العلماء والقادة السنيين من منازلهم ومساجدهم، قبل أن يعثر على هؤلاء مقتولين في مناطق قريبة.<BR>كما اشتكى السنة من قيام الشرطة العراقية باختطاف واعتقال العلماء والمشايخ العراقيين، واختفائهم بعد ذلك فترات طويلة من الزمن.<BR>وأنكرت الحكومة العراقية مطولاً وجود عناصر أمنية تقوم بهذه الاعتقالات والاغيتالات، إلا أن أزيح الستار مؤخراً عن مراكز اعتقال جديدة، تدار من قبل عناصر مسلحة من تنظيم (بدر) الشيعي، في مراكز حكومية.<BR><BR>كما زادت مخاوف النزاع الطائفي الكشف عن السجن السري في الجادرية، الذي تديره عناصر في وزارة الداخلية العراقية مقربة من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.<BR>وترى أوساط سياسية أن الولايات المتحدة لا تهتم كثيراً في الكشف عن هذه المعتقلات المدارة من قبل أطراف شيعية، إلا أنها تقصدت كشف ذلك مؤخراً، كخطوة ضمن اللعبة الانتخابية.لإضعاف جانب المجلس الأعلى مقابل إعطاء دفعة لقائمة أياد علاوي (رئيس الوزراء الأسبق في ظل الاحتلال، والشيعي العلماني المدعون من قبل أمريكا).<BR>الأنباء كشفت عن وجود أكثر من 170 مقتلاً عراقياً من السنة في السجون السرية، التي تدار من قبل تنظيم (بدر) المسلح.<BR>الكشف عن تفاصيل المعتقلات السرية للميليشيات الشيعية، كشف عن أمر هام داخل العراق، وهو ارتباط أجهزة أمنية سرية بتنظيمات شيعية مسلحة، خارجة عن سيطرة وقيادة الحكومة العراقية لها، وخارج سيطرة قوات الاحتلال الأمريكية، مدعومة من قبل دولة خارجية شيعية، هي إيران.<BR>وأثار هذا الوجود المنظم أسئلة كثيرة حول دور إيران في عمليات الاغتيال المنظمة ضد القادة السنة في العراق، ودورها في مواجهة المقاومة السنية، وإمكانية دورها مستقبلاً في العراق.<BR><BR><font color="#0000ff">نفوذ منظمة بدر:</font><BR>تعد منظمة بدر، هي الجناح العسكري لمجلس الثورة الإسلامية الشيعية في العراق، التي تشكلت في نوفمبر 1982، وأنشأت جناحاً عسكرياً لها في عام 1983.<BR><BR>النفوذ الكبير لمنظمة بدر داخل أجهزة الأمن العراقية ليس بالأمر الغريب، خاصة وأن وزير الداخلية العراقي (بيان صولاغ جبر) هو قائد فيلق بدر سابقاً، وأحد أبرز قادة مجلس الثورة الإسلامية الشيعية، ما مهد الطريق أمام قادة (بدر) لاحتلال المراكز الحساسة في الوزارة، منذ بداية عمل حكومة إبراهيم الجعفري والوزير صولاغ.<BR>وقد أراد صولاغ منذ البداية إشراك (بدر) في مواجهة المقاومة السنية في العراق، وفتح جبهة من قوات الشرطة العراقية وقوات بدر، ضد المقاومة السنية. بحيث تعمل قوات الأمن في العلن، وقوات بدر في الخفاء.<BR>وحسب مصادر بريطانية في العراق، فإن منظمة بدر أنشأت لواءً داخلياً يعرف باسم (لواء الذئب)، الذي عمل في شمال العراق منذ بداية الاحتلال.<BR>كما تم تشكيل لواء جديد عرف باسم (لواء العقرب) وتسلم مهاماً أمنية في بغداد، ليتخصص بالضربات الأمنية ضد مخابئ المقاومة المسلحة، ويستمد معلوماته من المخابرات العامة. فضلا عن الاستعانة بشبكة المخابرات الخاصة بمنظمة (بدر) تحت قيادة عباس فاضل، والتي تشكلت منذ إبريل 2003.<BR><BR>وحسب المعلومات المستقاة حول شبكة المخابرات التابعة لمنظمة بدر، فإن نظام مخابرات بدر يركز حاليا على جمع المعلومات عن ستة أهداف رئيسة في العراق، هي: 1)عناصر النظام العراقي السابق.<BR>2 ) المقاومة المسلحة، بما فيها جماعة الزرقاوي.<BR>3 ) المؤسسة الدينية لأهل السنة، بما فيهم أعضاء هيئة علماء أهل السنة.<BR>4) الأحزاب والشخصيات السياسية الموجود في المناطق والمدن السنية، وخاصة الحزب الإسلامي العراقي.<BR>5 ) جهاز المخابرات العراقي الجديد.<BR>6 ) القوات والمرافق الأمريكية في العراق.<BR><BR>كما تضم شبكة المخابرات هذه نشطاء في سوريا والأردن ونيقوسيا وقبرص، والمدن التي تضم تجمعات عراقية كبيرة.<BR><BR><font color="#0000ff">الوثيقة السرية:</font><BR>بعد فضيحة المعتقلات السرية، كشفت مصادر إعلامية مطلع الأسبوع الحالي، وجود قائمة سرية داخل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وموجه من منظمة بدر المسلحة، تفيد بوجود عدد من الشخصيات السنية على قائمة الاغتيالات السياسية في العراق.<BR>وتحمل الوثيقة السرية عنوان المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الحزب السياسي، الذي يعتبر تنظيم (بدر) الجناح المسلح له، والذي يرأسه عبدالعزيز الحكيم (الزعيم الشيعي المقرب من إيران).<BR>والوثيقة السرية المؤرخة في 6 نوفمبر الماضي، تقول: " إنه بعد انتهاء أيام عبد الفطر قامت عناصر برصد تحركات كل من الأسماء المدرجة أدناه من تحركات مشبوهة قامت بها من حشد للأصوات التي تهدف إلى زعزعة أمن البلد وذلك من تغير المسار المرسوم من قبل حكومتنا الشريفة حكومة السيد الجعفري وما رسم لها من طريق سالك"(...).<BR><BR>وتضم القائمة أسماء عدد من أهل السنة، من بينهم:<BR>1- الشيخ جمال خالد العبيدي.<BR>2- عبد القادر محمود الخالدي.<BR>3- عمر سليم العاني "من الحزب الإسلامي السني".<BR>4- صهيب جمال العبيدي "الحزب الإسلامي".<BR>5- عبد الستار شاكر الدوري "من هيئة علماء المسلمين".<BR>6- نضير قاسم طشاد "الحزب الإسلامي الكردي".<BR>7- عبد الله إبراهيم حمادي<BR><BR><BR>وتصف الوثيقة هيئة علماء المسلمين بالهيئة (الإرهابية) !! وتتابع الوثيقة أن الهيئة قامت " بعقد اجتماعين في منطقة الدورة وفي بيت الشيخ جمال خالد العبيدي (إمام وخطيب جامع تبارك في منقطة الدورة شارع 62 تحديداً)، وقد نتج عن الاجتماع حسب ملعوماتنا الاستخبارية بضرورة فتح أكثر من مكتب للحزب الإسلامي في هذه المنطقة بهدف توعية أهالي المنطقة من مسلمين ومسيحيين بضرورة العمل على توحيد صفهم حسب ما ذكر في الاجتماع وإنجاح قائمة التوافق العراقي القائمة 618"<BR><BR>وتتابع الوثيقة بالقول: " وقد تم مداهمة بيت المدعو جمال خالد العبيدي واعتقاله مع لجنة صهيب جمال العبيدي بالتعاون مع استخبارات الداخلية وأخذ القصاص العادل، ونرجو من حضرتكم الموقرة إبداء الرأي بخصوص عبد الله إبراهيم حمادي وعبد الستار الدوري لأنهم يقعون ضمن منطقة العامرية والخاصة بقيادة منظمة بدر فرع أبو غريب".<BR><br>