من المسؤول عن النشاط التنصيري في مصر؟
9 رجب 1426

في يوم 24/5/1425هـ نشر موقع المسلم خبراً بعنوان ( مسؤول كنسي: نتائج التنصير في مصر مرضية للغاية). وتحت العنوان جاء في الخبر على لسان هذا المسئول الكنسي رفيع المستوى ،أن عملية التنصير تتم بمنهجية دقيقة، ويقوم عليها خلايا مدربة تدريباً مكثفاً، وأن هناك موارد ضخمة تم رصدها لهذا الغرض مؤكداً على أنه ليس هناك أي مشكلة مالية على الإطلاق، وأن هناك رضاً تام عن عملية التنصير في مصر من قبل رجال الكنيسة.<BR><BR>وحيث إنني من المهتمين بأمر مكافحة التنصير عموماً وفي مصر خصوصاً، ولي تجارب مباشرة مع كثير ممن أسلموا وممن لم يسلموا بعد، وأعمل ( أدمن ) في غرفة أهل السنة والجماعة لدعوة النصارى ( Islam or Christianity ) بالقسم العربي على البالتوك، أردت أن أسجل هنا بعض الحقائق الميدانية عن ما يحدث في مصر خصوصاً، أبين السبب الحقيقي وراء النشاط التنصيري في مصر، وأذكر بعض المقترحات للعلاج، وأؤكد على أن ما سأذكره الآن في تقريري هو حقائق ميدانية.<BR><BR>- كل من قابلت شخصياً، ومن استمعت إليه ممن ارتد إلى النصرانية لم يكن العامل المادي له شأن كبير في تنصره، بل كانت رحلة من البحث عن الحقيقة انتهت في الأخير بالنصرانية !!<BR>- للنصارى فرق منظمة تعمل بين الشباب في الجامعات وفي المدارس الفنية المتوسطة ( الدبلومات ) تستهدف هذه الفرق نوعية من الشباب المتذبذب دينياً، كثير الأسئلة في أمور الدين، كما تستهدف الشباب المنحرف.<BR>- أكثر شبهات النصارى تدور حول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولهم شبهات حول القرآن، وأخرى حول بعض أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالأسرة والجهاد وأهل الذمة، وما إلى ذلك. إلا أن محورهم الرئيس الآن هو شخص الرسول _صلى الله عليه وسلم_.<BR>- كل الحالات التي تنصرت حين عرضت عليها شبهات النصارى ذهبت إلى ( شيوخ ) المساجد في مصر تسألهم وتطلب منهم إجابة على هذه الشبهات، ولم يجدوا رداً، بل وجدوا زجراً وأمراً بالسكوت وعدم الخوص في مثل هذه الأمور؛ لأن هذا نوع السياسة وإثارة الفتن الطائفية في البلاد على حد قول ( أئمة المساجد).<BR>- يلاحظ أن النصارى كانوا حريصين على توجيه الشباب إلى ( أئمة المساجد ) لسؤالهم عن هذه الشبهات لما يعلمونه من جهل هؤلاء ( الأئمة ) وعدم قدرتهم على الرد، بل وخوفهم من اتخاذ أي خطوة عملية تجاه هذا الأمر حتى لا يرموا بتهمة إثارة الفتنة الطائفية.<BR>- يمارس النصارى نوعاً من الدعوة العملية في وسط الشباب وذلك بتعريفهم على بعض الكرماء السمحاء، المؤدبين -ولا مانع من أن توجد بعض هذه الصفات في الكفار فهذا لا يتعارض مع الكفر كما أنه ليس من شروط صحة الإيمان- كصورة للمجتمع النصراني، ثم تتلى عليهم قصص عن بعض (شيوخ المساجد) ممن لهم انحرافات سلوكية_ وهي كثيرة ومتداولة بين الناس_ لتُعقد المقارنة !!<BR>- عند النصارى جاهزية عالية جداً لاستيعاب أي عدد من المتنصرين وتوفير المسكن والمأوى، بل وربما الترحيل لخارج مصر وخاصة أمريكا.<BR>- يوجد حالات تعتنق الإسلام، وبالاستقراء وجد أن أغلبها ينجذب إلى الإسلام من سلوك أحد الأفراد المسلمين في الحياة اليومية، وتظل الغرف الإسلامية في البالتوك هي النور الذي يستضيء به من أراد الله له الخروج من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.<BR>- نقطة الاحتكاك الرئيسة المباشرة اليوم بين النصارى والمسلمين،هي: البالتوك، ويوجد بصفة مستمرة مالا يقل عن ألف فرد من المسلمين والنصارى على مدار الساعة في غرف البالتوك في القسم العربي وقسم الشرق الأوسط موزعين على غرف المسلمين وغرف النصارى، يتناقشون في (النصرانيات) و (الإسلاميات ).<BR>- غرف النصارى كثيرة وبها أعداد أكبر وهي من حيث العدد بعد غرف تداول الأسهم السعودية، وتسبقها أحياناً.<BR>- يلاحظ من الطرح الموجود بهذه الغرف أن لها قيادة واحدة تحركها، فمن البين جداً أنها تسير في أطر محددة، وتتفاعل في وقت واحد مع قضايا محددة، وهي اليوم تركز في شبهاتها على شخص الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وتتخذ كل الغرف من هذا الموضوع شعاراً لها في ( البانر )، فمثلاً كتب في أعلى إحدى الغرف النصرانية: هل كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ على خلق؟ أذكر خمسة أدلة فقط على مكارم أخلاق محمد؟ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وفي الطرح المسموع والمكتوب على ( التكست ) ما يشيب الرأس.<BR>- كانت هذه الغرف سب في ضلال كثير ممن ضلوا، وهي السبب الرئيس في تثبت كثير من أهل الضلالة على ضلالهم.<BR>- غرف المسلمين صغيرة _ من فئة المئتين فرد سوداء اللون إلا واحدة_ بينها تعاون ظاهر، وتعقد مناظرات ينتصر المسلمون فيها كلها _ولله الحمد_.<BR>- في حين أننا لا نجد في غرف النصارى غرفة واحدة تلتزم أدنى قواعد الأدب في الحور مع الأخر، نجد أن كل غرف المسلمين تلتزم الأدب مع المخالف _ولله الحمد_.<BR>- جمهور أهل الغرف الإسلامية من الشباب، وقليل منهم المتخصصين، وكلهم من الأسماء المغمورة.<BR><BR>والآن بعد هذا العرض الموجز أتساءل: <BR><BR>على من تقع مسؤولية النشاط التنصيري في مصر؟ وأنى الطريق للمشاركة لصد هذه الحملة الصليبية المستعرة في أرض الكنانة مصر؟ <BR><BR>أجيب _إن شاء الله_ ومع الإجابة أضمن ما أقترحه كحل.<BR><BR>بلا مقدمات ولا موارية، المسؤولية تقع في المقدمة على ( أئمة المساجد ) لجهلهم، وعلى شيوخ الصحوة لغفلتهم عما حدث.<BR>فأئمة المساجد هم الذين يلجأ إليهم من يتنصرون كي يسألونهم عن شبهاتهم، وهم الذين يلجأ إليهم من يريدون الإسلام كي يستوضحون ما أشكل عليهم، وأقول لو أنهم تفقهوا أو دلوا على من أفقه منهم أو سكتوا حين جهلوا ، ولو أنهم اتقوا الله في سلوكهم وقد علموا أنهم هم الصورة الظاهرة للإسلام في أعين عامة الناس من المسلمين والنصارى؟!<BR><BR>وشيوخ الصحوة في مصر _ حفظهم الله_ في غفلة تامة مما يحدث _ وأنا أعي تماماً ما أقول وأتكلم من الميدان_ ولم نسمع لمشاهير الشيوخ في مصر شيئاً يذكر في مواجهة حملة التنصير المستعرة على أرض الواقع، فقط حدث نوع من التفاعل مع فيلم: (صلب المسيح) والطرح الموجود في هذا الموضوع وعظ ليس إلا، وهو بعيد كل البعد عما يردده النصارى في مصر. ويشارك نفر أو نفرين منهم ــــ حفظهم الله ــــ في البالتوك، ولكن بخطبة أو درس مما يقال في المساجد للموحدين المحبين لا المجادلين من المتنصرين. <BR><BR>ونريد من شيوخنا أن يتصلوا بالقائمين على الغرف الإسلامية وهم سلفيون مثلهم ليعلموا ما يردده النصارى حول نبينا _صلى الله عليه وسلم_ وحول القرآن الكريم، والأحكام الإسلامية، ويدرسوها في مساجدهم لطلابهم لنشر ثقافة عامة ضد النصرانية الثائرة في البلاد. ولينقذوا هذه النفوس التي تتفلت إلى النار، وقبل ذلك لينقذوا أنفسهم من حساب الله غداً.<BR><BR>وأريد أن أنقل بعض مما يقال على شخص الرسول _صلى الله عليه وسلم_ أستثير به الهمم، وكلما هممت تجري عيني وتنقبض يدي لفحش ما يقال، مع يقيني بأن ناقل الكفر ليس بكافر، فأين أنتم يا أنصار السنة وقد سب صاحب السنة؟؟!!<BR><BR>أيها الأحبة : <BR><BR>" إن الباطل كان زهوقا " " إن كيد الشيطان كان ضعيفا " فما انتصر الباطل لقوة منهجه، وإنما غفل أهل الحق عن حقهم فانتفش الباطل، وأراها جرذان لم تخرج من جحورها إلا حين استيقنت أن البيت خلي من أهله، فعودوا إلى بيوتكم ودمدموا عليهم بأرجلكم قبل أن ينخروا الجدران وينهدم البيت على من فيه.<BR><BR>والمسؤولية تقع على كل ذي مال أو سلطان ممن يحب الله ورسوله أو يحب وطنه، فقد أنشأ بعض الدعاة أكاديمية التصدي لهذا الشأن ولو أنها وجدت من يساعد مالياً أو إدارياً أو ينفق على من يعلم أو يتعلم، ربما كان الوضع أفضل من هذا.<BR><BR>يتذرع النصارى بالفتنة الطائفية في مصر، وهم الذي يشعلون نارها بإصرارهم على سب الحبيب _صلى الله عليه وسلم_ وكلهم مصريون وكثير منهم معروف فلم لا يرفع الأمر إلى ذي السلطان لينهاهم عن ذلك، ويحذرهم من مغبة ما يفعلون، وأنهم يشعلون ناراً ستبدأ بهم _إن شاء الله_.<BR><BR>وأنا أقول لهؤلاء ما قاله مسلم بين سيار لبني أمية حين بدأت دعوة بني العباس تظهر في خرسان: <BR><BR>أرى خلل الرماد وميض نار ويوشـك أن يكون لها ضرام<BR><BR>فـإن النـار بالـعوديـن تذكـى وإن الحــرب مبدؤهـا الكلام <BR><BR>فـإن لـم يـطفئـها عقـلاء قـوم يـكـون وقـودهـا جثث وهام<BR> <BR>كتبت معذرة إلى ربي، والله أسأل أن يبارك لي في كلماتي هذه، وأن يبلغ عني، اللهم قد بلغت، اللهم قد بلغت، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.<BR><BR><br>