اضطرابات ساحل العاج.. مصالح فرنسا فوق حقوق الأغلبية المسلمة
24 شوال 1425

مشاهد وأحداث غريبة تلك التي تدور على مسرح غرب إفريقيا وهى جملة تفاعلات قد لا يبدو ثمة رابط بينها لكنها كلها تبدو وكأن كاتب نصها وسيناريوهاتها شخص واحد أو جهة ما! <BR><BR>• انقلاب في غينيا بيساو (سبتمبر عام 2003م)، وفي ساو تومه وبرنسيب (يوليو عام 2003، م )إلى المحاولتين الانقلابيتين في موريتانيا وبوركينا فاسو (أكتوبر عام 2003م)، إلى إطاحة حركة التمرد بشارل تايلور في ليبيريا (أغسطس 2003م)، إلى الاضطرابات السياسية في السنغال (في عام 2003م) إلى حالة الفوضى في ساحل العاج (منذ سبتمبر عام 2002 م)،والتي تجددت في نوفمبر الماضي وكان ما كان من اشتباك (طاحن ) بين القوات العاجية والفرنسية المرابطة في قواعد ساحل العاج.<BR><BR>ويبدو أن غرب إفريقيا غرق بشكل مستدام في الأزمة السياسية. وإن تفادت بعض الدول ذلك مثل الرأس الأخضر وغانا ومالي، فثمة نذر تلوح في بلدان أخرى تبدأ من الساحل الغربي، وربما تمتد إلى حواف إفريقيا الشرقية بالهضبة الأثيوبية.<BR>• وتطال تلك الهواجس دولاً عديدة، مثل: إفريقيا الوسطى وتشاد والسودان عبر جرح دارفور الدامي. <BR><BR>وقد شهدت الخمسة عشر عاماً الماضية أنشطة مسلحة أصبحت بها الحدود التي رسمت في مؤتمر برلين في العام 1885م، والتي كرستها النصوص المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية (OUA) ممرات آمنة لحركات التمرد. <BR><BR>ففي ساحل العاج أصبح بعض المرتزقة وعناصر الميليشيات الذين تجندهم مختلف الأطراف خارجين عن السيطرة تقريباً ويهددون بعض أجزاء البلاد، والظاهرة نفسها يمكن ملاحظتها في ليبيريا، حيث انقلب بعض قدامى المقاتلين في حرب سيراليون للقتال ضد الرئيس تشارلز تايلور الذي سقط نظام حكمه في النهاية، وكانت هناك قوات المعارض التشادي عبد الله مسكين و المعارض الكونغولي، جان بييربمبا تنشط على حواف حدود إفريقيا الوسطى على عهد حكم الرئيس السابق باتاسيه، وتأتى الآن حركات تمرد دارفور التي تنشط في مثلث الحدود السودانية التشادية. <BR><BR><font color="#0000FF">اضطرابات ساحل العاج الأخيرة: </font><BR>فبعد وقف لإطلاق النار بين المعسكرين الشمالي والجنوبي دام قرابة العام، شنت قوات جباجبو هجوماً جوياً على معاقل الشماليين، كما هاجمت موقعاً للقوة الفرنسية في مدينة [ بواكيه] مما أدى إلى مصرع ثمانية جنود فرنسيين ومواطن أمريكي، وإصابة 30 جندياً فرنسياً، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن المصالح الفرنسية في 'أبيدجان' وعدد من المدن الأخرى تعرضت لهجمات من قبل الحكوميين وأنصارهم، كما وجهت حكومة [جباجبو] دعوتها لمناصريها بالتظاهر من أجل استعادة مطار أبيدجان الذي شهد معارك بين القوات الفرنسية والقوات العاجية الحكومية، ولم تتوانى فرنسا في تسديد الضربات الموجعة فأرسلت 'باريس' قوات إضافية، وأمرت بتدمير القوة العسكرية الجوية العاجية وسط موافقة دولية ودعم كامل من قبل مجلس الأمن لرد الفعل الفرنسي.<BR><BR>إلا أن مظاهرات أنصار جباجبو حالت دون اقتحام القوات الفرنسية لمكان إقامته، وأطلقت القوات الفرنسية نيراناً لتفريق المتظاهرين أدت إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى، وبعد تدمير قوته الجوية ظهر [جباجبو] على شاشة التلفاز داعياً إلى وقف العنف ضد فرنسا، في الوقت الذي قال 'شيراك': إن بلاده حليف قوي لساحل العاج، وأن هدفها توصل البلاد لمصالحة وطنية.<BR><BR>وقد سيطرت مسألة الأوضاع المتوترة في ساحل العاج على القمة العاشرة للفرنكفونية التي اختتمت أعمالها السبت 26/11في بوركينا فاسو، وأصدرت بيانها الختامي، الذي أدان الهجمات التي شنها جيش ساحل العاج مؤخراً على المتمردين في شمال البلاد، وطالبت بتطبيق صارم لاتفاقات مركوسي. وأكدت القمة في قرار خاص تبنته في يومها الختامي أن اتفاقات مركوسي واتفاقات أكرا الثالثة تشكل السبيل الوحيد لمصالحة دائمة في ساحل العاج، وطالب الرؤساء المشاركون بالقمة بتطبيق هذه القرارات بصرامة تامة، وكان (الرئيس الفرنسي) جاك شيراك قد وجه بعيد افتتاح القمة رسالة إلى الحكومة العاجية والمتمردين على حد سواء شدد خلالها على القرار رقم 1572 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يفرض عقوبات على ساحل العاج، مذكراً بأنه لا يجوز حل هذه المسألة عسكرياً.<BR><BR><font color="#0000FF">الخلفيات التاريخية للأزمة وموقع المسلمين منها: </font><BR>من الجدير بالذكر وقبل أن نتعرض لتفاصيل الصراع الذي طفا على السطح في 'ساحل العاج' منذ عام 1999م، يجدر الإشارة إلى أن الهيمنة الفرنسية على البلاد لم تنقشع بحصولها على الاستقلال الرسمي، فقد سلم الاحتلال زمام البلاد إلى 'هوفي بوانيه' الذي لم يكن سوى عميل فرنسي، طالب ببقاء فرنسا عسكرياً في 'ساحل العاج'، وأقسم أمام بابا الفاتيكان على جعل بلاده قاطبة تحت إرادة الصليب.<BR><BR>وعمد هوفي بوانيه إلى إشاعة فكرة 'تفوق الديانة الكاثوليكية' على الإسلام، وذلك أثناء بنائه كنيسته الشهيرة في ياموسوكرو، كما سخر المال العام لخدمة المدارس الكاثوليكية فيما لم تمنح المدارس الإسلامية أي حق في التمويل، كما فتح وسائل الإعلام الرسمية على مصراعيها لتغطية الاحتفالات الدينية الكاثوليكية في أيام الآحاد، معلناً أيام الأعياد الكاثوليكية أيام عطلات رسمية فيما ليس هناك أي اعتراف رسمي بالأعياد الإسلامية حتى اليوم.<BR>إلا أن سياسة 'بوانيه' تغيرت في آخر أوقاته نحو حماية حقوق المسلمين ودعم المشروعات الإسلامية، كما عيّن (نائب رئيس صندوق النقد الدولي) حسن أوتارا رئيساً لوزرائه، وقد أشعل تحول' بوانيه' في سياساته غضب فرنسا والفاتيكان وأتباعهم في 'ساحل العاج' فقاموا بإبراز شخصية جديدة لم تكن سوى (رئيس البرلمان) 'كونان بيديه' الذي تولى رئاسة البلاد تلقائياً بعد وفاة 'بوانيه' طبقاً للدستور.<BR><BR>ولكن الصراع بين 'بيديه' ومنافسه الانتخابي 'أوتارا'، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في صفوف المسلمين وبعضاً من المسيحيين والوثنيين الراغبين في الإصلاحات الاقتصادية التي شهدتها البلاد على يد 'أوتارا' دفعت 'بيديه' ومعاونيه إلى التلاعب بقضية 'الجنسية'، حيث شككوا بـ'إفوارية' المنافس الانتخابي القوي، وقالوا: إنه من أصول 'بوركينية'، وبالفعل فقد أدت هذه الخدعة إلى فوز 'بيديه' بمدة رئاسية جديدة وسط أجواء من الغضب الشعبي والتوترات انتهت بإطاحة الجيش به عام 1999م.<BR><BR>واستدعي 'روبرت جي' كرئيس مؤقت للبلاد، وفي موعد الانتخابات رشح 'جي' نفسه للرئاسة واستخدم الورقة القديمة 'الجنسية' لإبعاد 'أوتارا' عن الصراع الانتخابي، بيد أنه هزم أمام 'جباجبو'، وما هذه الورقة إلا إحدى وسائل سيطرة الجنوب على الشمال، إذ من المعلوم أن فرنسا في أعقاب مؤتمر برلين 1884 – 1885م الذي أعطي مشروعية تقسيم أفريقيا بين القوي الاستعمارية الأوروبية قد شرعت في تأسيس اتحادين رئيسين يضمان مستعمراتها في إفريقيا؛ الأول أطلق عليه اتحاد غرب إفريقيا الفرنسية وعاصمته داكار، وكان يضم كوت ديفوار، والثاني، هو: اتحاد أفريقيا الاستوائية الفرنسية وعاصمته برازافيل، وقد انتهجت فرنسا أسلوب الإدارة المباشرة في حكم هذه المستعمرات، ومن ثم كانت جميعها بمثابة أقاليم تابعة للدولة الأم التي تشرف عليها من خلال وزارة المستعمرات في باريس، يعني ذلك أن مسألة المواطنة في إقليم معين لم تنشأ إلا بعد الاستقلال عن فرنسا وهي مسألة حديثة نسبياً ترجع في حالة كوت ديفوار إلى عام 1960م، وعلى صعيد آخر فإن الأعراف والمواريث التقليدية الأفريقية تقر وتعترف بكل من النسب الأبوي والنسب الأمومي (من جهة الأم) أي أن أحدهما يكفي وليس بالضرورة كليهما. <BR><BR>علاوة على أن رئيس البلاد لم يُنتخب يوماً بطريقة ديموقراطية فعلية، سواء أكان هوفي بوانيه ام 'كونان بيديه' أم 'روبرت جي' أم 'لوران جباجبو' الذي أعلن نفسه بنفسه فائزاً بعد انتخابات أكتوبر 2000م التي واجهت أكثر الاعتراضات في تاريخ البلاد، ووقتها رفضت إدارة 'بيل كلينتون' الاعتراف بها، كما أن (وزير التعاون الفرنسي آنذاك) شارل جوسلين احتج على إقصاء المرشحين الأكثر جدية "كونان بيديه والحسن أواتارا".<BR><BR><font color="#0000FF">اضطهاد المسلمين في عهد 'جباجبو': </font><BR>ساءت الأوضاع بشكل كبير في عهد الرئيس الحالي 'لورنت جباجبو'، الذي شهد المسلمون على يديه أبشع أنواع الاضطهاد من تحريق للبيوت والأسواق، واغتيالات وطرد من الجيش، وقد أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى دول غرب أفريقيا في بيان لها صدر في مارس 2004م أنها تمكنت من العثور على ثلاث مقابر جماعية ذبح فيها أكثر من مئة مسلم في ساحل العاج.<BR><BR>وليس أدل على جرم 'جباجبو' من أن تقرير الأمم المتحدة الذي أكدت فيه على أن " كتائب الموت"-التي مارست أبشع أنواع الإرهاب والقتل تجاه المسلمين- تتشكل من عناصر قريبة من الحكومة والحرس الرئاسي، ولا عجب أن أدت أفعاله البربرية إلى انقسام البلاد،عقب محاولة فاشلة لقلب النظام عام 2002م، فسيطرت العناصر المسلمة في الجيش على شمال البلاد حيث الأغلبية الإسلامية. <BR><BR><font color="#0000FF">الدور الفرنسي: </font><BR>على الرغم من دعم 'باريس' لـ'جباجبو' إلا أنها وجدت مصالحها في خطر نتيجة سياسته التي قسمت البلاد، فهي تنظر إلى 'ساحل العاج'-المستعمرة القديمة- كمركز لحماية 'فرنكفونيتها ' في المغرب الإسلامي، وعلى أية حال فإن القلاقل وحالة التنازع المستمر في ساحل العاج حالت دون استغلالها للبلاد، ومن ثم فقد حاولت البحث عن مخرج عبر دعوتها للمصالحة في 'ماركوسي'، ووقعت الأطراف المتحاربة اتفاقية 'ماركوسي'، ونصت على احتفاظ 'جباجبو' بالرئاسة حتى نهاية مدته في 2005م، وتشكيل حكومة يحصل المسلمون فيها على: رئاسة الوزراء، وحقيبتي: الداخلية، والدفاع، وتجريد الميليشيات من أسلحتها، حيث إن نسبة المسلمين في ساحل العاج نحو 65% من عدد السكان. <BR><BR>لكن حكومة 'جباجبو' لم تقنع بالحل الوسط، فرفضت تطبيق بنود الاتفاقية وتسليم وزارتي الدفاع والداخلية للمسلمين، وعليه علق المسلحون الشماليون نزع أسلحتهم، ولفرنسا أربعة آلاف جندي في 'ساحل العاج' يتمركزون على الخط الفاصل بين الشمال والجنوب.<BR><BR><font color="#0000FF">فتش عن الدور الصهيوني: </font><BR>وقد ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن ستة وأربعين خبيراً من الخبراء الصهاينة كانوا يديرون مركز التنصت والاستخبارات في العاصمة العاجية أبيدجان، في الوقت الذي ساعد فيه بعض تجار السلاح الذين يحملون جوازات [إسرائيلية] قوات ساحل العاج في غاراتها الجوية على القاعدة الفرنسية بمدينة بواكيه شمالي البلاد، وتذكرنا هذه الأحداث بالصفقات التي كشفت عنها صحيفة 'هآرتس'، والتي سمحت وزارة الحرب الصهيونية من خلالها طوال العام الماضي لتجار الأسلحة الصهاينة بعقد صفقات مع ساحل العاج، وفي غضون ذلك أشارت إلى أن شركة 'أنظمة الدفاع الجوي' باعت النظام العاجي معدات عسكرية بينها طائرات استطلاع، وتزامن ذلك مع صفقة الذخيرة والقنابل المضيئة المصنوعة في أوروبا الشرقية التي أتمها تاجر السلاح الصهيوني موشيه روتشيلد.<BR><BR>ويبدو أن الاستخبارات الفرنسية أدركت العقل المحرك لتلك الطائرات التي أخذت تدك معسكراتها في بواكيه، فقد هرعت قوة فرنسية إلى احتلال فندق 'إيفوار' الذي يوجد في طابقه الواحد والعشرين مركز التنصت الهاتفي الذي يديره ليل نهار ستة وأربعين خبيراً من الخبراء الصهاينة، مما اضطر الحكومة الصهيونية فيما بعد إلى ترحيلهم في رحلة إيطالية، وبعد رحيلهم لم يبق إلا أربعة مستشارين.<BR><BR>كل هذا وغيره يلقي بظلال من الشك على طبيعة العلاقات العاجية-الصهيونية، والتي كشفت باريس عن ألغاز متعددة منها، فقد بددت التحقيقات الفرنسية في شرائط التسجيل التابعة لطائرتي استطلاع [إسرائيليتين] تؤولان إلى الجيش العاجي واستولت عليهما القوات الفرنسية، كل الشكوك حول الطابع المتعمد للقصف الجوي في بواكيه.<BR><BR>وانضم إلى ذلك عثور القوات الفرنسية في مطار أبيدجان على طائرتي استطلاع من دون طيار إسرائيليتين، قال الكيان الصهيوني: إنهما بيعتا بشكل قانوني من قبل شركة خاصة [إسرائيلية] لا ترتبط بالصناعات العسكرية.<BR>وفي السياق نفسه ذكرته صحيفة "لوكانار أنشاني" الأسبوعية الفرنسية الأربعاء الماضي من أن الحكومة الفرنسية طلبت من الكيان الصهيوني التوقف عن توفير الدعم العسكري والاستخباري لحكومة ساحل العاج، ووفقاً للتقرير الذي استندت إليه الصحيفة فإن جهاز المخابرات الفرنسية بعث برسالة لـ(وزيرة الدفاع) ميشيل أليو ماري جاء فيها أن طائرات إسرائيلية بدون طيار توفر مساعدة لطائرات استكشاف من ساحل العاج ترسل لقصف المتمردين في شمال البلاد، وأضافت الصحيفة أنه شوهد عملاء صهاينة في مظاهرات مناهضة لفرنسا خلال الاضطراب الذي عم ساحل العاج الشهر الماضي وخلف نحو 20 قتيلاً مدنياً، وأضافت لوكانار أنشاني أن الاستخبارات الفرنسية تعرفت على 40 عميلاً إسرائيلياً يعملون مع القوات المسلحة للرئيس لوران غباغبو، ونتيجة لذلك - تضيف الصحيفة - فإن باريس طلبت من سفيرها في إسرائيل جيرار أرو أن يطلب من إسرائيل وقف محاولاتها لمساعدة حكومة غباغبو.<BR><BR><font color="#0000FF">مستقبل الأوضاع: </font><BR>وفي الحقيقة فإن 'فرنسا' التي لم تأت إلى ساحل العاج بقواتها السياسية والعسكرية إلا لضمان هيمنتها والحفاظ على مصالحها التي لا تتأتى في ظل الحرب الأهلية- قد وصلت إلى نقطة ساخنة مع جباجبو ذي القبضة العسكرية الفولاذية التي أوقعته في مأزق حقيقي، فسياسته "كل شيء، أو لا شيء " حالت بينه وبين الحصول على استقرار نسبي في البلاد بعد اتفاقية ' ماركوسي' التي سرعان مع خرقها، وهاهي قد أوصلته إلى مرحلة خطيرة مع الفرنسيين الذين لن يتخلوا بسهولة عن مستعمرتهم القديمة ومفتاحهم نحو الشمال والغرب الأفريقي.<BR><BR>ويرى بعض المحللين أن هناك احتمالاً بتلقي [جباجبو] لدعم أمريكي، بينما ينفي آخرون هذا الاحتمال لفقر 'ساحل العاج' من الثروات التي قد تجعل منها أرضاً للصراع بين فرنسا والولايات المتحدة، ويحاول جباجبو أن يظهر الحكومة الفرنسية كداعمة لمن يسمون بـ' المتمردين' في الشمال، وهو الذي حاول تدويل صراعه معهم قبل ذلك ووصفه بأنه حرب على الإرهاب" المسلمين في الشمال"].<BR><BR>ولكن السؤال الآن.. هو كيف ستتصرف الحكومة الفرنسية بعد هذا التصعيد من قبل حكومة [جباجبو] وأنصارها.... إن غاية ما تطمح إليه هو تكوين حكومة موحدة ترضي الأطراف المتنازعة وتسمح لباريس بالهيمنة السياسية على البلاد، ولكن هذا المطلب يبدو عزيزاً في مواجهة [جباجبو] المخضرم عسكرياً، ومهما يكن من أمر فإن فرنسا تريد استتباب الأمور في البلاد لتسهل السيطرة عليها، ولو اضطرت في سبيل ذلك إلى إعطاء دور للأغلبية المسلمة في الشمال، وفي نفس الوقت سوف تحاول باريس تحاشى قوة ونفوذ الكتلة المسلمة التي ترى في [حسن أوتارا] المخرج الوحيد من الأزمة.<BR><br>