مطالعات في الصحف الغربية
24 جمادى الثانية 1425

اهتمت الصحف الغربية الصادرة الأسبوع الماضي بقضايا تتعلق بالمسلمين في الغرب وتغلغل الدور الصهيوني في الكنائس الإنجيلية والسياسة الأمريكية ، وحملة الاعتقالات التي طالت مسلمين في بريطانيا وأثارت قلقاً في أوساط الجالية هناك .<BR><BR>كما اهتمت – في الافتتاحيات ومقالات كبار الكتاب- بقضية معتقلي جوانتانامو والانتهاكات هناك التي تنتقص من مصداقية دعاوى الحريات الأمريكية ، وبقضية دارفور مع التركيز علي التبريرات العربية التي تعتمد على نظرية المؤامرة لحالة الاستنفار الغربية تجاه دارفور .<BR><BR>فقد اهتمت جريدة النيويورك تايمز 2/8 بما أسمته (خطة هجوم جديد ) لتشرح لماذا أعلنت الولايات المتحدة حالة الاستفار التام مؤخراً ، وقالت: إن خطة تنظيم القاعدة لمهاجمة أهداف مالية في الولايات المتحدة ربما لا تزال قائمة بعد أن قال البيت الأبيض: إن لديه أدلة جديدة ومثيرة للقلق تبرر رفع حالة التأهب الأمني في البلاد .<BR><BR> وأضافت الجريدة -مستشهدة بمسؤولين أمريكيين- أن موظفين اتحاديين يدرسون أدلة تشير إلى أن المعتقل حديثاً من تنظيم القاعدة في باكستان الشهر الماضي أجرى مكالمات هاتفية مع أناس في الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية، وقالت: إن المعتقلين قدموا معلومات لم يتم التحقق منها بعد وتفيد أن خطة الهجوم كانت على وشك التنفيذ، وتستهدف مؤسسات مالية لضرب الاقتصاد الأمريكي .<BR><BR>أضافت قولها: إن مكتب التحقيقات الاتحادي يطلب الآن من أصحاب منشآت التخزين الذاتي الإبلاغ عن أي نشاط مريب بسبب المخاوف من أن يقوم ( إرهابيون ) بتخزين متفجرات أو خلطها داخل تلك المنشآت التي تؤجر خزائن للمواطنين .<BR><BR>وكانت الولايات المتحدة يوم الأحد قد رفعت حالة التأهب الأمني في البلاد إلى المستوى البرتقالي أو "مرتفع" في نيويورك وواشنطن ونيوجيرسي ، وللمرة الأولى ذكر الإنذار تحديداً أسماء الأهداف وكلها يقع في قلب الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى.<BR><BR><font color="#0000FF">هجوم على السودان والدول العربية </font><BR>أما صحيفة التايمز 3/8 فنشرت تعليقا لمحررها بول ماكارتنى حول السودان تحت عنوان (الأيام الثلاثون الطوال) تنتقد فيه فكرة نظرية المؤامرة لدي العرب بشأن النوايا الغربية تجاه السودان، وتقول : إن على السودان الانصياع ووقف أعمال القتل في درافور وإلا واجه التدخل العسكري .<BR>وفي هجوم واضح على الحكومة السودانية تقول الصحيفة: إن العالم بين للخرطوم ارتعابه واستنكاره للفضائع التي ما زالت ترتكب في دارفور، وتضيف إن الدول الإسلامية أعربت عن امتعاضها وخجلها بسبب اتهام دول مسلمة بانتهاك حقوق الإنسان وهو ما دفعها إلى الوقوف مع الخرطوم في مجلس الأمن في وجه التحرك الأمريكي البريطاني للتلويح بالحصار الاقتصادي أو ربما التدخل العسكري !<BR><BR>أشار الكاتب إلى أن تلك الدول حاولت تشتيت الانتباه الدولي على السودان من خلال طرح قضايا عالقة، مثل: الموضوع العراقي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والنفاق الغربي في هذين الملفين الكبيرين ، وزعم أن التدخل الغربي في ملف دارفور لا علاقة له بالأطماع فهي منطقة بعيدة وفقيرة وليس لها أهمية اقتصادية أو استراتيجية، ولكن " العالم أمام تحد شبيه بما حدث في كوسوفو أو رواندا، ولا بد أن يدافع عن الحق في الحياة " !<BR><BR><font color="#0000FF">هجوم على الإسلام من الديلى تلجراف </font><BR>وعلقت الديلى ميل في مقالتها الافتتاحية 6/8 على قرار إيقاف المجلس الثقافي البريطاني الذي يعمل على النهوض بالثقافة البريطانية في شتى أنحاء العالم واحداً من مسؤوليه الإعلاميين؛ لأنه كتب سلسلة من المقالات تهاجم ما أسماه "قلب الإسلام الأسود" ، فقالت: أن متحدثاً باسم المجلس الثقافي البريطاني، قال: "إنه تروعنا جميعاً فكرة أن يرتبط اسم منظمتنا بأي شكل من الإشكال بمحتوى هذه المقالات الذي ينطوي على إساءة بالغة ، وإن الكاتب "كومينز" نفى أنه كتب المقالات التي نشرت باسم ويل كومينز في صحيفة صنداي تلجراف خلال شهر يوليو .<BR><BR>ونشرت المقالات الأربع ضمن صفحات الرأي وزعمت ضمن أشياء أخرى أن "الإسلام ليس ديناً أو هو ليس مجرد دين وإنما جيش ودولة يتخطيان حدود القوميات والأوطان. <BR><BR>وقالت إحدى المقالات: إن كل المسلمين مثل كل الكلاب يشتركون في خصائص بعينها، وإن الناس في بريطانيا تخشى هذا الدين. وقال مقال آخر: "إن قلب الإسلام الأسود هو ما يعترض عليه الملايين وليس وجهه الأسود " !! <BR>وتسببت المقالات التي نشرتها صحيفة تلجراف إلى جانب مقالات رأي أخرى تطرح وجهات نظر أكثر مجاملة لمسلمي بريطانيا البالغ عددهم مليونان في شكاوى عديدة ، وقال مجلس مسلمي بريطانيا، وهو أكبر جماعات الضغط الإسلامية في بريطانيا أنه يتعجب لإقدام التلجراف على نشر المقالات التي قال: إنها تحرض على الكراهية الدينية. <BR><BR>وقالت جمعية مسلمي بريطانيا، وهي جماعة أصغر: إن المجلس الثقافي البريطاني ليس لديه خيار سوى فصل كومينز إذا ثبت أنه كاتب المقالات ، وأضافت بأنه لا شك في أن مثل ذلك الشخص يجب أن يفصل فوراً من منصبه حتى يحافظ المجلس الثقافي البريطاني على سمعته وصورته، ويواصل القيام بدوره في تطوير علاقات إيجابية مع العرب والمسلمين في شتى أنحاء العالم.<BR><BR><font color="#0000FF">الإنجيليون الصهاينة ولاؤهم لإسرائيل </font><BR>وفى واشنطن بوست7/8 كتب الكاتب المرموق "مارك اوكيف" تحت عنوان ( الإنجيليون الصهاينة ) يقول: إن الصهيونية المسيحية تعتمد في الأساس على فكرة أن كل شيء من أجل إسرائيل، وأن لها القدرة على التأثير في السياسة الخارجية، وهم لا يؤمنون بتعاليم المسيح في كتاب العهد الجديد ويعارضون مبادئ حقوق الإنسان، ويعارضون أيضاً القاعدة الأمريكية التاريخية القائلة "بالعدالة للجميع"، وهم على استعداد أن يفعلوا أي شيء من أجل نصرة إسرائيل واليهود ، وهم يلوحون بالعلم الأمريكي عندما يريدون أن يحثوا الأمريكيين على إراقة دماء أي شعب أو أي شخص يعترض طريق الطموحات الإسرائيلية .<BR><BR>ومن هنا تهتم الحكومة الإسرائيلية بمراسلة أكبر اتحاد للكنائس الإنجيلية الكبرى (100 ألف كنيسة)، والصغرى (350 ألف)، وتقيم ما يسمى أيام التضامن مع إسرائيل في مئة مدينه أمريكية ، وتنظم احتفالات للصلاة بغرض التركيز على الأهمية التوراتية لإسرائيل، وتشجع رجال الأعمال والكهنة والرياضيين الإنجيليين على القيام ما يسمى برحلات تضامن إلى إسرائيل على نفقة الدولة الإسرائيلية ، ولا يعد الإسرائيليون السياحة مورداً اقتصادياً وإنما أداة سياسية ، فهم يريدون من كل زائر لبلاده أن يصبح سفيراً لإسرائيل في الخارج، وهنا يتساءل الكاتب: كيف يسمح بعض الإنجيليين الأمريكيين أن يساندوا الوحشية والعدوان والقمع السياسي والتعذيب والاحتلال، وهى أعمال غير مسيحية علماً بأن تعاليم المسيح أنهت قصة شعب الله المختار ؟!<BR><BR><font color="#0000FF">انتهاكات أخلاقية وقانونية في جوانتانامو </font><BR>ومن صحيفة الاندبندنت أون صنداى 8/8 مقالاً للكاتب السياسي جاري دارث بعنوان ( دعوا نور الشمس يدخل إلى حفرة جوانتانامو السوداء) علق فيه على الرسائل التي بعث بها أحد المعتقلين البريطانيين في جوانتانامو إلى ذويه في بريطانيا قائلاً: إنه رغم أن الرسائل مكتوبة بالشفرة إلا أنه من الواضح لدى قراءتها أن المعتقل يتحدث عن انتهاكات أخلاقية وقانونية فيما وصفه بحفرة جوانتانامو السوداء بعيداً عن عيون وسائل الإعلام الدولية والقانون الدولي . <BR><BR>وينتقد الكاتب حقيقة أن أقرب حلفاء بريطانيا، وهى الولايات المتحدة تحتجز مواطنين بريطانيين دون منحهم حقوقهم الأساسية التي منحت لجنود الدول المهزومة في الحربين العالميتين، وينوه إلى أن الحكومة البريطانية سئمت من محاولات ضمان منحهم محاكمة عادلة، وانتقلت إلى مرحلة الإصرار على عودتهم إلى الوطن. <BR>ويشير إلى أن الولايات المتحدة التي حققت مع إداراتي بوش وكلينتون لمعرفة من يتحمل مسؤولية الخلل الذي أدى إلى تعرض البلاد إلى هجمات سبتمبر يجب أن تفتح حفرة جوانتانامو السوداء أمام نور الشمس وأمام المحامين والصحفيين وإلا فإن مصداقيتها بشأن قيم الحرية وحكم القانون التي ترغب في نشرها في العالم ستظل موضع شك لمدة طويلة .<BR><BR>وعن تأثير حملة الاعتقالات التي جرت مؤخراً في حق بعض مسلمي بريطانيا ، كتبت الأوبزرفر 8/8 مقالاً تحت عنوان (كيف يفترس الخوف مسلمي بريطانيا) تقول: إن تلك الحملة تسببت في عزل المجتمع الإسلامي في بريطانيا، وإنه مع حالة الطوارئ التي أعلنتها بريطانيا واعتقال مواطنين مسلمين في بريطانيا في الأسبوع الماضي إلى جانب 11 شخصاً آخر في غارات قامت بها الشرطة البريطانية في جميع أنحاء البلاد ، أدى هذا لحالة من القلق بين المسلمين هناك .<BR>وقالت: إن بعض المسلمين البريطانيين، وخاصة الشباب يصفون تلك الاعتقالات بأنها مثال آخر على الهجوم على الإسلام ، فعلى الرغم من تأييدهم المبدئي للحرب على الإرهاب، فإن العديد من المسلمين في بريطانيا أصابتهم خيبة الأمل من تعدد حالات الاعتقال في الغارات التي تقوم بها الشرطة البريطانية ثم تحرير المعتقلين دون توجيه اتهامات لهم، ويحذر البعض من ردة فعل شباب المسلمين تجاه قوانين مكافحة الإرهاب. <BR><BR><br>