العراقيون يخوضون حرب شوارع ضد قوات الاحتلال
22 صفر 1425

كانت بعض المدن العراقية أشبه بحرائق كبيرة.. الأرض مشتعلة والسماء ملتهبة. <BR>في حي الأعظمية، الذي أقيم فيه حالياً في بغداد، كانت الصواريخ تمر فوق رأسي، والقنابل تنفجر في أماكن قريبة جداً مني بسبب وجود مركز لقوات الاحتلال الأمريكية. كنت أرى مسلحين ملثمين يحملون أسلحة أوتوماتيكية رشاشة يجوبون الشوارع. <BR><BR>وبالرغم من هذا الرعب كان مواطنون عراقيون يخرجون من بيوتهم يرددون عبارات التأييد والدعم لهؤلاء المقاتلين، ويعرضون عليهم أي خدمات يريدونها، وعلى جانب آخر من الشارع وعلى بعد حوالي مائتي متر مني، كان الزميل أكثم سليمان مراسل"الجزيرة" يقوم بتغطية أخبار القتال. <BR>أصوات الانفجارات المدوية تهز المنطقة، التي تعاطف سكانها مع مقاتلي الزعيم الشاب مقتضى الصدر.<BR><BR>بين مدة وأخرى أشاهد صاروخاً عابراً، وأسمع أصوات مدافع الهاون، قيل لي: إنها تذهب باتجاه قواعد أمريكية. الشيء الذي لفت انتباهي من قلب الجبهة وجود مقاتلين يرتدون الأكفان البيضاء، الأمر الذي يدل على أن هؤلاء جاهزون للموت في سبيل الله والوطن _كما يقولون_ حيث يرتدي كل مقاتل منهم كفنه مسبقاً.<BR><BR>وحرصاً على سلامتي طلب مني مرافقي عدم البقاء والإسراع فوراً في العودة إلى البيت الذي أقيم فيه؛ لأن البقاء في منطقة القتال أصبح يشكل خطراً كبيراً علينا، فقد خلا الشارع كلياً من الناس، ما عدا مقاتلين كانوا يظهرون بين آونة وأخرى، بعضهم مشياً وآخرون بسيارات جيب.<BR><BR>وقبل يوم واحد من اندلاع المقاومة قال لي مواطن من الفلوجة، يدعى خالد عبد الله الدليمي (وهو نقيب سابق في الجيش العراقي): إن ما بين ثلاثة إلى ستة جنود أمريكيين يتم قتلهم يومياً في الفلوجة، ومعظمهم يقتل بواسطة السلاح الأبيض عن طريق نصب كمائن لهم، وأن قيادة قوات الاحتلال الأمريكي لا تعلن عن ذلك؛ لأن معظم المنتمين - كما يقول الدليمي - هم من المرتزقة وأغلبيتهم من دول أوروبا الشرقية وشرق آسيا، وأنه تم اعتقال أحد هؤلاء واعترف بذلك.<BR> <BR>وفي اتصال هاتفي آخر من الفلوجة أكد أحد رجال المقاومة أن الفلوجة تعيش حالة حرب حقيقية، وأن أكياساً من الرمل تم وضعها على شبابيك ومنافذ البيوت؛ لأن القتال قد يهدأ لساعات ولكنه لن يتوقف حتى رحيل قوات الاحتلال. <BR><BR>وقد شاهدت بعيني عملية إفراغ لمركز شرطة عراقية في شارع "السعدون" في بغداد من الوثائق والمستندات الرسمية فيه تحت حراسة أميركية مشددة، خوفاً من الاعتداء والسرقة _كما قال لي أحد أفراد الشرطة_.<BR><br>