هستيريا 11 سبتمبر
14 صفر 1425

زلزال كبير يهدد جدران البيت الأبيض عشية الانتخابات بسبب لجنة 11 سبتمبر وما تظهره من حقائق جديدة حول مسؤولية الحكومة الأمريكية على عهد جورج بوش الابن وإدارته. دخان كثيف يتصاعد هذه الأيام من واشنطن مصحوبا بنوبة ضخمة من الهستيريا والشكوك. دخان يحمل الأقاويل وتكذيب الأقاويل، ويلقي أضواء كاشفة على أحداث هزت العالم خلال الأعوام الثلاثة الماضية. <BR><BR>فلا حديث للخاص والعام في الولايات المتحدة إلا على لجنة 11 سبتمبر التي عينها الرئيس جورج بوش يوم 27 نوفمبر 2002 على إثر تصاعد شكاوي وشكوك عائلات ضحايا الأعمال الإرهابية ليوم 11 سبتمبر 2001، وجعل على رأسها هنري كيسنجر السياسي الأمريكي الشهير الذي ما لبث أن قدم استقالته بسبب ما تردد من انتقادات أثيرت حول مسؤوليته إزاء الأحداث السوداء. <BR><BR>عاصفة أخرى هبت هذه الأيام على اللجنة المذكورة بعد ظهور كتاب بعنوان "ضد جميع الأعداء: داخل حرب أمريكا ضد الإرهاب" لريتشارد كلارك المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي عن مكافحة الإرهاب، حيث أعلن فيه أن إدارة بوش أحيطت علما بالإعداد لهجمات إرهابية دون أن تتخذ الاحتياطات اللازمة.<BR><BR>كما أعلنت المترجمة السابقة في مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي) سيبل إدموندز، في مقابلة مع صحيفة "اندبندنت" البريطانية السبت الماضي، أن بعض المسؤولين الأمريكيين كانوا يعرفون قبل أشهر من هجمات سبتمبر، أن تنظيم القاعدة يخطط لاستخدام طائرة بهدف ارتكاب هجوم إرهابي". <BR><BR>واتهمت المترجمة التركية الأمريكية البالغة من العمر 33 عاما، رايس بأنها تفوهت ب"أكذوبة وقحة" عندما أعلنت أن المسؤولين في الأجهزة السرية الأمريكية لم يتلقوا أي تحذير بشان مثل هذه الاعتداءات. وأكدت أنها قدمت معلومات بهذا الشأن إلى اللجنة الأمريكية التي تحقق في الاعتداءات خلال جلسة سرية. وبحسب إدموندز، فإنه "من المستحيل" أن يكون هذا الأمر حقيقيا نظرا للوثائق التي رأتها خلال الفترة التي عملت فيها في إف بي آي بعد 11 شتنبر. <BR><BR>أكثر من هذا ما صرحت به هذه المترجمة من العربية إلى الإنجليزية والقريبة من عائلات الضحايا، بعد الاستماع إليها طيلة ثلاث ساعات، من أن جون أشكروفت المسؤول العسكري الكبير ضغط عليها شخصيا حتى لا تعترف بأنها أرغمت على تزوير ترجمات الرسائل والمكالمات الملتقطة قبل 11 سبتمبر.<BR><BR>ثم انضاف إلى كل هذا ظهور معطى جديد حول فيليب زيليكوف المدير التنفيذي للجنة المذكورة، إذ تبين أنه سبق له أن اشترك مع كوندوليزا رايس سنة 1995 وذلك ما يطعن في مصداقيته وحياده، وذكر كلارك في كتابه الخطير أن هذا الرجل كان يعمل معه ضمن الفريق المكلف بتسليم السلطة إلى الحكومة الجديدة بعد انتهاء ولاية فريق كلينتون، وأن الاجتماعات التي كانت تعقد بحضوره كانت تهدف إلى إبلاغ الرئيس الجديد وفريقه الحكومي بتهديدات القاعدة، وأنه سبق له أن صرح أنه لن يشارك في التحقيقات المسلطة على الجزء المتعلق بتلك المرحلة البينية.<BR><BR>ومن المرجح أن تنفجر كثير من الحقائق والقنابل الإعلامية المدسوسة تحت رماد أحداث الحادي عشر سبتمبر 2001 بعد تصاعد الشكوك وارتفاع أصوات عائلات الضحايا. <BR>وقد سبق لعدة منابر إعلامية أمريكية وأوروبية أن وضعت تلك الأحداث موضع الشك والمراجعة دون أن تصل إلى الكشف النهائي عن جميع الحقائق.<BR><BR>وفي بريطانيا حكمت المحكمة العليا بلندن ببراءة جورج غالاوي - النائب العمالي بالبرلمان البريطايني والمعارض البارز لشن الحرب على العراق والمطرود من البرلمان في أكتوبر 2003- من التهم المنسوبة إليه بتلقي رشاوى من النظام العراقي الهالك. وعلى إثر هذا النصر القضائي طالب جورج غالاوي توني بلير رئيس وزراء بريطانيا بتشكيل لجنة مستقلة للكشف عن مصدر الأدلة التي سيقت لتوجيه التهمة إليه.<BR><br>