رغم الاحتلال.. مظاهرات وتنديد عراقي لاغتيال الشيخ
2 صفر 1425

بمشاعر الحزن والغضب استقبل العراقيون نبأ اغتيال المجاهد الفلسطيني الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس ")على أيدي قوات العدو الصهيوني، فجر أمس الاثنين، وأدانت كافة المنظمات والهيئات والأحزاب الدينية والسياسية والشعبية في العراق هذه الجريمة النكراء، وتعالت في العديد من مساجد وجوامع بغداد التكبيرات، وتلاوة آيات الذكر الحكيم حداداً على وقوع هذه الفاجعة الأليمة. <BR><BR><font color="#0000FF"> مظاهرات في بغداد : </font><BR>وخرجت مظاهرات كبيرة في منطقة الأعظمية ببغداد، حيث أديت صلاة الغائب على روح ياسين في مساجد الأعظمية، وقام المتظاهرون بإحراق علمين إسرائيلي وأمريكي هاتفين "الموت للصهيونية وحليفتها أمريكا، رافعين لافتات كتب عليها "لا للاحتلال الأمريكي " و أمريكا بؤرة الإرهاب في العالم". <BR><BR>وقد أصدر (رئيس هيئة علماء المسلمين السنة) الشيخ حارث الضاري بياناً أدان عملية الاغتيال، معتبراً أنها ستلهب مشاعر الشعب الفلسطيني، وتدفعه للصمود والثبات في وجه مخططات إريل شارون (رئيس الحكومة الإسرائيلية). <BR>وقال الضاري في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "نحن نعتقد أن اغتيال الشيخ أحمد ياسين شيخ المجاهدين لن يحقق منه شارون ما كان يرمي إليه بقدر ما سيحققه غيابه من إلهاب مشاعر الشعب الفلسطيني وتضامنه وجمع كلمته ودفعه إلى الصمود والثبات في وجه أطماع شارون ومخططاته". <BR><BR>واستطرد الضاري : "نحن أحزننا وآلمنا اغتيال الشيخ أحمد ياسين، وإن لم يكن مفاجئاً لنا؛ لأن الشيخ _رحمه الله_ قد تعرض لمحاولات وتهديدات كثيرة من قبل الصهاينة، وعلى رأسهم شارون الحاقد الجزار". <BR>وأضاف : "لقد كان وجود الشيخ ياسين الروحي بين إخوانه من أبناء حماس وغيرهم من المجاهدين الفلسطينيين دافعاً لهم على التمسك بوطنهم والدفاع عنه بكل الوسائل وتحت كل الظروف القاسية التي واجهها، والتي ما زال يواجهها الشعب الفلسطيني الشقيق". <BR><BR><font color="#0000FF"> وأخرى في الموصل : </font><BR>وفي الموصل شمال العراق تظاهر المئات من طلبة مدينة الموصل ذات الأغلبية السنية من قبل طلبة جامعة الموصل وأساتذتها وهيئة المحاكم والقضاء فيها، أعقبتها مسيرات احتجاج للتعبير عن غضبهم العارم، وسرعان ما تحولت مظاهرة كانت مقررة أصلاً للتنديد بالاحتلال الأمريكي للعراق في الحرم الجامعي الكبير في المدينة إلى مظاهرة غضب على إسرائيل، تم فيها إحراق العلمين الأمريكي والإسرائيلي ، وكان منظمو المظاهرة التي ضمت عدداً من أعضاء حزب البعث السابق يريدون في البداية التنديد بالوجود الأمريكي بعد عام من بدء الحرب، وهتف المتظاهرون وهم يسيرون داخل الحرم: "يا يهود يا يهود جيش محمد سيعود" كما هتف الطلبة والطالبات وكلهن محجبات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". <BR> فيما كانت قوات الأمن والشرطة تحيط بالمتظاهرين .<BR><BR><font color="#0000FF"> مجلس الحكم : </font><BR>وقد دان مجلس الحكم الانتقالي في العراق عملية الاغتيال، وقال موفق الربيعي (عضو مجلس الحكم في العراق) : إن هذه العملية لا تخدم القضية الفلسطينية، وإنما تعرقل مسيرة السلام، وقد قوبلت هذه التصريحات بالنقد والسخرية من قبل العديد من الشخصيات الدينية والسياسية. <BR>أوهام السلام. <BR><BR>وقال الشيخ محمد الدليمي (عضو رابطة علماء الإسلام) لمراسل المسلم أن هذه التصريحات التي تتحدث عن السلام مع إسرائيل تعكس عدم جدية مجلس الحكم في التعامل مع واقع وتطورات المشكلة، وتلبي رغبة الأمريكان الذين جاؤوا بمجلس الحكم إلى السلطة. <BR>وأضاف الدليمي قائلاً : "إن هذا العمل الإجرامي يدل على أن المقاومة الفلسطينية الباسلة استطاعت أن تفعل فعلها، وأن تفقد العدو صوابه، ونحن في العراق نتعرض اليوم إلى نفس السيناريو، والمتمثل بقيام عناصر الموساد باغتيال العلماء ورجال الدين العراقيين، تحت مرأى ومسمع مجلس الحكم، وتحت غطاء وتسهيلات تقدمها قوات الاحتلال الأمريكي لهذا العدو البغيض.<BR> <BR>وتساءل" الشيخ "أين هم دعاة محاربة الإرهاب، فهل هناك إرهاب أكثر وأوضح من هذا الإرهاب؟<BR>إننا ندعو القوى الوطنية الإسلامية إلى تنظيم نفسها وتحويل هذا الغضب إلى فعل مؤثر ضد جرائم الصهاينة الأوغاد، والعمل على رص الصفوف من أجل طرد المحتلين من أرضنا، وطرد عناصر الموساد التي أصبحت تصول وتجول في شوارع بغداد _مع الأسف_. <BR><BR><font color="#0000FF"> حركة المثقفين المستقلين : </font><BR>وقد أصدرت " حركة المثقفين العراقيين المستقلة " بياناً ـحصل مراسل المسلم على نسخة منه ـاستنكرت فيه جريمة اغتيال القائد الفلسطيني الشيخ أحمد ياسين، واعتبرت أن هذه الجريمة قد وضعت كل القوى العربية والإسلامية أمام حقيقة عجز الأنظمة العربية، وتواطئها مع ما يقوم به أعداء الأمة، وأن أي حل للقضية الفلسطينية لن يمر إلا من خلال المقاومة والكفاح المسلح، وعليه فإن دعم الانتفاضة، والتخلي عن مشاريع الاستسلام هو الطريق الوحيد لردع وإيقاف هذا الهوس الصهيوني. <BR>ودعا البيان المثقفين العراقيين إلى التصدي للتغلغل الصهيوني في العراق، وضرورة فضح تدفق الموساد على العراق، وممارساتهم المتمثلة باغتيال العديد من العلماء والمفكرين ورجال الدين <BR>طريق الجهاد. <BR><BR>الدكتور " سعد الهاشمي " من كلية الآداب، قال : لقد جاء اغتيال المناضل الإسلامي الشيخ أحمد ياسين ليؤكد للمترددين أن طريق الجهاد وحده كفيل باستعادة الأرض والحقوق، وهو الفيصل الذي ينبغي أن يضع كل القوى الفلسطينية أمام حجم التحدي للتوحد في بوتقة واحدة ضد جرائم ومجازر الكيان الصهيوني.. كما أنه تحد لكل العرب والمسلمين، ونحن في العراق نعيش اليوم ظروفاً مشابهة لما يجري في الأرض المحتلة.<BR><BR>وأضاف بالقول: " إن قوات الاحتلال التي ينتشر بينها مئات الصهاينة تعمل على الانتشار والاستقرار في المدن العراقية، وقد اشترت الكثير من الأراضي، واستأجرت المكاتب لما يسمى بمراكز البحوث، وهي ليست غير مواقع للتجسس، كما قامت بقتل العشرات من علماء ومفكري العراق". <BR>وأشار " الهاشمي " إلى أن مجلس الحكم في العراق يبدو وكأنه غير معني بهذا التغلغل اليهودي، بل لقد أصبح الحديث عن عودة اليهود المهاجرين إلى العراق متداولاً وكأنه أمر عادي.<BR><br>