توحد المقاومة العراقية في ذكرى الغزو
30 محرم 1425

أعلن في بغداد عن تأسيس "الجبهة الوطنية لتحرير العراق" ،وضمت فصائل المقاومة في مدينة الفلوجة ومحافظة الأنبار وبغداد و سامراء وتكريت والبيجي والضلوعية ويثرب والإسحاقي وبعقوبة ومحافظة ديإلى والحويجة وكركوك والبصرة والعمارة ونينوى وبابل، وخاطبت الجبهة في بيانها العراقيين بأنها "ستكون المعبرة الحقيقية عن كل أمانيهم الخيرة وأهدافهم وطموحاتهم في التقدم والرقي، وفي حقهم في الحياة الحرة الكريمة". <BR>وأكد البيان : أن "الحساب سيكون قاسيًا وعسيرًا، ولكن عادلاً مع كل من خان هذا الوطن وخذله، واستعدى عليه الأجنبي بذرائع واهية وخسيسة لا تدل إلا على العمالة والجبن، فالذين باعوا ضمائرهم وأنفسهم للمحتل بأبخس الأثمان سيكونون عبرة وسيلعنهم التاريخ إلى أبد الدهر". <BR>وحذرت الجبهة "الدول التي أرسلت أو تلك التي تنوي إرسال قوات لها بما يسمى المشاركة في حفظ السلام في العراق ابتداء من الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية إلى الدول الأجنبية جمعاء من إرسال حتى جندي واحد. <BR><BR><font color="#0000FF">من هم رجال المقاومة : </font><BR>ينقسم منفذو العمليات العسكرية ضد قوات التحالف الأمريكي البريطاني إلى موالين للرئيس العراقي السابق صدام حسين ومناهضين له، وذلك رغم تشابه هجماتهم وتوحدهم حول هدف تحرير العراق من الاحتلال. <BR>ففي تحقيق مطول أجرته وكالة الأنباء الفرنسية توافقت مصادر متنوعة على تصنيف المقاتلين في ثلاث فئات: الصداميون (أنصار صدام حسين)، والإسلاميون، والوطنيون ويضمون بعثيين معادين لصدام حسين وعسكريين سابقين وتنظيمات أخرى ناصرية وقومية عربية. <BR><BR><font color="#0000FF">المقاومة على الإنترنت: </font><BR>يقول أبو محمد شيخ عشيرة في غرب العراق موال لصدام حسين، ومطلع بحكم موقعه على معطيات المجموعات المناهضة للأمريكيين، في البداية لا تنسيق ولا فوضى بين هذه الأطراف، إلا أنها تتقاطع، ويحتفظ كل طرف بهويته: جماعة النظام السابق، الإسلاميون والوطنيون. <BR>ويضيف لا تعطي القيادة التي توالي صدام حسين أوامر مركزية، ولكنها تكتفي بالتعليمات وتترك للمنفذين حرية التصرف <BR>ويقول: إن التعليمات المركزية التي كان الرئيس قد وضعها تقضي بمحاربة كل من يقوي الاحتلال، سواءً كان من العراقيين أو الأجانب. <BR>ووفق تأكيدات أبي محمد، التي لا يمكن التحقق من صحتها، فإن الأكثر عدداً من المجموعات المقاتلة هم أنصار النظام السابق كما أنهم الأفضل تنظيماً، ويقول: هم وراء العمل النوعي، يتمتعون بقدرة قتالية كبيرة لا تتوافر لأنواع المقاومة الأخرى، ثمة عمليات تنفذها مجموعات كبيرة منهم تضم ما بين 60 و70 مقاتلاً. <BR>صحيح أن الإسلاميين والوطنيين ينفون صحة هذه المقولات، لكن ما يدل على القدرة التنظيمية لدى المجموعات المؤيدة لصدام حسين أن لها موقعاً على شبكة الإنترنت ضمن نشرة أسبوعية أخبارية تدعى " المحرر " <BR>فبعد شهرين فقط على سقوط النظام في نيسان/أبريل الماضي بدأ حزب البعث العربي الاشتراكي المؤيد لصدام حسين بنشر بيانات سياسية دورية، وقد نشر حتى الآن أكثر من 20 بياناً آخرها مطلع فبراير /شباط الماضي.<BR>كما بدأ الموقع على شبكة الإنترنت بعد خمسة أشهر على سقوط النظام بنشر حصيلة أسبوعية بالعمليات التي تتبناها المقاومة الوطنية المسلحة التي يقودها ويديرها حزب البعث من خلال كوادره وفدائي صدام وجيش القدس والحرس الجمهوري وكتائب البعث وكتائب الفاروق وقوة الحسين حسب ما يرد في بيانات أنصار النظام السابق. <BR>وتبنت هذه المجموعات عمليات منها استهداف مركز الصليب الأحمر الدولي في 27 تشرين الأول/أكتوبر؛ لأنه يتعامل مع المخابرات المركزية الأمريكية، كما أكدت استهداف الإيطاليين في الناصرية بعدة عمليات استشهادية، وعشرات الهجمات على مراكز الشرطة العراقية. <BR>من ناحيته يؤكد حارث الضاري (الأستاذ السابق في كلية الشريعة في جامعة بغداد، وأحد وجهاء عشيرة الضاري السنية المنتشرة غرب بغداد) أن الإسلاميين عامة هم ضد صدام حسين، فكيف بالمقاومين منهم في إشارة إلى العداء الشديد الذي يكنه الإسلاميون للنظام السابق، ويقول: "صدام كان يتهم كل من يعارضه من أهل السنة المتدينين بشتى التهم". <BR>ويوضح الضاري أنه ليس على صلة بالمجموعات المقاتلة لكنه عالم دين سني، وصاحب ديوان يطلع من خلاله على ما يجري. <BR>ويقول: المقاومة الإسلامية تتمحور حول المساجد. لا تحتاج إلى تمويل كبير، المقاتلون متطوعون، الأسلحة متوافرة، وكذلك الملاذ الآمن ؛لأنها تقاتل بين أهلها. <BR>ويوضح مصدر أصولي طلب عدم الكشف عن هويته أن دافع الإسلاميين عقيدة شرعية دينية تفيد بأن وجود الكافر على أرض الإسلام يحولها إلى دار حرب (مقابل دار سلام) وبأن المشاركة في الحرب واجبة. <BR>ويشير المصدر نفسه إلى أن بعض الإسلاميين يوالون صدام حسين، وينسقون مع أنصاره، خصوصاً بشأن الأسلحة، انطلاقاً من مقولة شرعية تفيد بأن ولي الأمر ما زال رئيس الدولة؛ لأنهم لا يعترفون بالاحتلال الذي أطاح به، وبالتالي إذا أعلن ولي الأمر الجهاد يصبح الجهاد واجباً شرعياً. <BR><BR><font color="#0000FF">دوافع وأهداف: </font><BR>ويقول أبو حازم: غالبيتنا من البعثيين الذين خيب صدام حسين أملهم ومن العسكريين الذين أهان كرامتهم. <BR>وتختلف دوافع أطراف المجموعات المقاتلة، فالصداميون يريدون أساساً عودة قائدهم إلى السلطة، إضافة إلى طرد الأمريكان، والإسلاميون يعدون الأمريكيين كفاراً يجب قتالهم، والوطنيون والقوميون يعدون الحرب حرب تحرير ضد المحتل الأمريكي. <BR>كذلك تختلف أهداف عملياتهم. صحيح أن الجميع يستهدف القوات الأمريكية، لكن الصداميين يؤكدون في موقعهم على الإنترنت أن كل من يتعامل مع قوات الاحتلال أجنبياً كان أو عراقيا هو هدف مشروع للمقاومة. <BR>بالمقابل لا يوافق الإسلاميون على زهق أرواح بريئة عمداً، عراقية كانت أو غير عراقية مسلمة أو غير مسلمة كما يؤكد الضاري. وبالنسبة للوطنيين من الضروري توعية الأهالي حتى لا يتعاملوا مع المحتل، لكن شرط ألا يسيل كثير من الدماء العراقية كما يؤكد أبو حازم. <BR>وتتفق الجهات الثلاث على التقليل من أهمية أي دور للمقاتلين العرب بدون أن تنفي وجودهم بأعداد ضئيلة. <BR>ورغم وجود الاختلاف في الكثير من الأمور بين هذه الفصائل، إلا أنها اتفقت في النهاية على تنسيق جهودها، وتوحيد كلمتها في الجهاد من أجل مقاومة الاحتلال الأمريكي البريطاني، والعمل على طرده من البلاد. <BR><BR><font color="#0000FF">المقاومة بعد عام: </font><BR>وفي هذه الأيام حيث تحل الذكرى السنوية الأولى لاحتلال العراق، تتصاعد عمليات المقاومة بشكل مؤثر ضد قوات الاحتلال الأمريكي، بعد أن اشتد عودها، وتنوعت أساليبها إلى الحد الذي أصبحت فيه تقض مضاجع الإدارة الأمريكية، وقد أرغمتها على الاعتراف بالفشل، بعد أن كانت تعتقد أنها ستكون موضع ترحيب العراقيين وأنهم سيستقبلونها بالورود، ورغم كثرة الوعود البراقة التي طرحتها إدارة "بوش" لإغراء العراقيين بقبول الاحتلال، أو التعايش معه، إلا أنها باتت تواجه تهديداً حقيقياً ورعباً دائماً من خلال كثافة الهجمات المسلحة العنيفة التي تواجهها كل يوم، والتي أودت بحياة المئات من ضباطها وجنودها في شتى مدن العراق، فبعد عام تقريباً على وصول القوات الأميركية إلى العراق يستنـزف الاحتلال القوات، ويعمل شيئاً فشيئاً على حجب ذكرى الغزو الذي أسقط نظام صدام حسين خلال ثلاثة أسابيع، لاسيما وأن هذا الاحتلال سيكون طويلاً وشاقاً _كما قال وزير الدفاع الأمريكي رونالد رامسفلد_. <BR>حيث اضطر هذا الجيش في ما بعد إلى التأقلم مع نوع آخر من الحروب يشنها مقاتلون خفيون يزرعون القنابل على جوانب الطرق، ويشنون هجمات بقذائف صاروخية مضادة للدروع، ويعتمدون القنص والعمليات الانتحارية المدمرة. <BR><BR><font color="#0000FF">حرب الاستخبارات: </font><BR>ويقول الخبير العسكري في جامعة بوسطن أندرو باسيفيتش: "قبل الذهاب إلى العراق كانت الولايات المتحدة تبدو عملاقاً عسكرياً قادراً على كل شيء، والآن نرى أن لقدرات هذا العملاق حدوداً، <BR>فقبل أن يتسنى للجيش الأمريكي أن يستخلص العبر من الحملة العسكرية التي أدت إلى سقوط النظام في بغداد، بدأت قواته تجهد لتعرف كيف تواجه خصماً لا تفهمه إطلاقاً في بيئة غريبة يعيش فيها الجنود الأمريكيون بعزلة بسبب حاجز اللغة والثقافة. <BR>وقال الجنرال جون أبو زيد (قائد القوات الأمريكية في المنطقة) أمام أعضاء في مجلس الشيوخ: إنها حرب استخبارات؛ فالتكنولوجيا المتطورة (وهي الميزة الأساسية للقوات الأميركية) أظهرت عجزها في هذه الظروف الجديدة. <BR>لكن هذه التكنولوجيا تبدو مهمة لحل بعض المشاكل، فالعسكريون يدرسون حالياً نظاماً لتعطيل القنابل التي يتم التحكم بها عن بعد ولتدمير القذائف الصاروخية المضادة للدروع الموجهة ضدهم. <BR>وقد فوجئ الجيش الأميركي بالعدد الكبير للقتلى في صفوفه فسرع إنتاج الآليات المصفحة الخفيفة، وأرسل المزيد من السترات الواقية من الرصاص إلى الجنود. <BR><BR><font color="#0000FF">إجراءات مضادة: </font><BR>وأدى إسقاط العديد من المروحيات التي كانت تهاجم بقاذفات صاروخية أو صواريخ أرض-جو إلى مراجعة تكتيكات الطيران وإلى دراسة إجراءات مضادة ممكنة. <BR>وأرسل الجيش أيضاً مزيداً من خبراء الاستخبارات ومترجمين لتنظيم المعلومات التي يتلقونها للحصول على صورة أوضح حول الخلايا المناهضة لهم. <BR>لكن تبين أن العنصر البشري في الاستخبارات كان من نقاط الضعف الأساسية التي أظهرتها الحرب. <BR>وقال الجنرال أبو زيد أمام الكونغرس ليس لدينا عدد كاف من خبراء الاستخبارات، يجب زيادة عددهم على الأرض، وفي الحرب على الإرهاب إذا لم نقم بذلك فإننا نعرض بلادنا لمخاطر. <BR>ومن العبر التي استخلصت من الحرب أن الجيش الأمريكي لا يمكنه أن يحقق الأمن بمفرده في بلد مثل العراق. <BR>وقد تم تدريب نحو 220 ألف عراقي حتى اليوم في صفوف الشرطة وقوى أمنية أخرى، لكن المسؤولين الأمريكيين في مجال الدفاع يقرون أن هذه القوات تحتاج إلى أشهر عدة حتى تصبح قادرة على التحرك باستقلالية. <BR>وبعد سنة على الحملة العسكرية على العراق يتساءل الخبراء حول ما إذا كان بإمكان الجيش الأمريكي أن يتجنب المشاكل الحالية لو أنه نشر عدداً أكبر من القوات. <BR>ويقول قادة عسكريون: إن الجيش لا يحتاج إلى عدد كبير من الجنود لكسب الحرب بفضل تكنولوجيا المعلومات المتطورة والأسلحة التي تصيب الأهداف بدقة وبفضل الاستخبارات. <BR>ويرى الأميرال أدموند جياباستياني الذي تدرس قيادته في نورفولك (فيرجينيا) العبر التي يمكن استخلاصها من الحرب أن السرعة تختصر المدة الضرورية لاتخاذ القرار وتنفيذه وتوفر فرصاً، وتزيل الخيارات من أمام العدو وتسرع انهياره. <BR>لكن باسيفيتش يقول: إن خصوم الولايات المتحدة استخلصوا درساً آخر من الحرب، وهو أنه لا توجد تكنولوجيا سحرية يمكنها فعلاً تغيير قدرتنا على إلحاق الهزيمة بالمقاتلين المسلحين في العراق. <BR><BR><font color="#0000FF">سيارة للكشف عن المتفجرات: </font><BR>أعلنت سلطة التحالف المؤقتة أنها طورت سيارة استخباراتية هوائية سلكية أسمتها (سيارة الظل) في محاولة للتخفيف من العمليات العسكرية الموجهة ضد هذه القوات، وقال مصدر في التحالف: إن هذه السيارة تحتاج إلى مشغلين وميكانيكيين وفنيين وهي قادرة على جمع المعلومات والكشف عن المتفجرات في الطرق، وأضاف المصدر أن هذه السيارة (التي لها القدرة علي الطيران لتسهيل حركتها ومهماتها، ستدخل الخدمة الربيع القادم)، وقال: إن تكلفة هذه السيارة تقدر بنصف مليون دولار. <BR><BR><font color="#0000FF">حزام أمني لبغداد: </font><BR>أعلن مسؤول أمني كبير في بغداد عن وجود خطط لإقامة حزام أمني حول العاصمة العراقية والمدن الأخرى في محاولة للحد من هجمات المقاومة، موضحاً أن البدء في تنفيذ الخطة يستوجب الانتظار إلى حين وصول أجهزة الاتصال اللازمة. <BR>وقال الوكيل الأمني في وزارة الداخلية العراقية الفريق أحمد كاظم إبراهيم: إن الوزارة أعدت خططاً ودراسات لإقامة حزام أمني حول بغداد والمدن الكبرى الأخرى في وقت قريب. <BR>وأضاف أن البدء في تنفيذ هذه الخطط ينتظر وصول أجهزة الاتصال والمعدات الخاصة اللازمة لها؛ لأننا بحاجة ماسة إليها الآن ونفتقدها بشدة ؛ لأن غيابها يؤدي إلى إصابة عملنا وتحركنا بالشلل، وأجاب رداً على سؤال أن غياب أجهزة الاتصال الحديثة يحرمنا من معرفة كثير من الأمور الأمنية؛ فالاتصالات مع المحافظات من أصعب ما يكون، وقد تكون مقطوعة كلياً في بعض الأحيان، وهذا ما يحصل غالباً، وأوضح الفريق إبراهيم أن الهدف من الحزام الأمني هو حماية المواطنين. <BR>وتابع أن الحزام الأمني هو عبارة عن جملة استعدادات لتأمين حماية كاملة عبر انتشار قوات الشرطة ومجموعة النجدة في جميع النواحي والسيطرة على المداخل والمخارج، وشدد على وجوب إقامة الحزام الأمني في كل المدن للحد من هجمات المقاومة، <BR>وتضم قوات الأمن العراقية الجديدة نحو 67 ألف شرطي، وتسعة آلاف من حرس الحدود، و19 ألفاً من قوات الدفاع المدني، و40 ألفاً من قوة حماية المنشآت، ونحو 1800 جندي في الجيش الجديد. <BR>يضاف إلى ذلك 57 ألفاً من حراس قوة حماية المنشآت الذين توظفهم قوات التحالف (ما يرفع عدد العراقيين العاملين في نطاق القوات الأمنية إلى 193 ألفاً) حسب ما أعلن المتحدث باسم التحالف شاين وولف لفرانس برس في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي،<BR>وقد أعاد التحالف تشكيل قوات الأمن العراقية بعد أن تم حل الجيش وأجهزة الاستخبارات في آيار (مايو). <BR>من جهة أخرى كشف الفريق إبراهيم أن وزارة الداخلية ستشكل مفارز خاصة لتقصي المقاومة تتخذ مقرات لها مهمتها الكشف عن أوكارهم، إلا أنه أقر بأن الشرطة ما زالت بحاجة إلى التدريبات المتخصصة لذلك. <BR>ورداً على سؤال عما إذا كانت الخطة سترى النور قبل نقل السلطات المتوقع في 30 حزيران (يونيو) المقبل أم بعد هذا الموعد، قال الفريق إبراهيم: آمل أن تتوافر لدينا الأجهزة والمعدات قبل نقل السلطات. <BR>وأضاف أن الخطة بجميع تفاصيلها ما زالت قابلة للدرس، ومن الممكن بحثها مع سلطة التحالف المؤقتة بقيادة الولايات المتحدة، خصوصاً وأن القوات الأمريكية بدأت بالانسحاب تدريجياً من المدن الكبرى . <BR><BR><font color="#0000FF">خيانة المخبرين: </font><BR>يقول محمد الدليمي: إن ضابطاً أمريكياً جاء إلى بيته وطلب منه أن يشي بجيرانه فرفض غاضباً. <BR>وأضاف إن الكولونيل الأمريكي أبلغه أن أفراداً من المقاومة يعملون في حي بهيجة في بغداد بالقرب من معسكر أمريكي يتعرض لهجمات بالهاون، وزوده بنشرة وأرقام هواتف للاتصال به إذا كان لديه معلومات. <BR>ورفض الدليمي وهو مهندس مدني الاستجابة، لأنه يعتقد أن العراقيين يرون أن خيانة مواطنيهم لدى قوات الاحتلال جريمة. <BR>ويشاركه الرأي عراقيون كثيرون، ويقولون: إن حافز المخبرين في الإبلاغ عن جيرانهم كثيراً ما يكون الجشع أو الضغينة، وغالباً ما تكون المعلومات التي يقدمونها غير صحيحة. <BR>ولكن ليس كل جيران الدليمي كذلك إذ تم في اليوم التالي اعتقال ضابط عراقي في غارة في الفجر على بيته القريب. <BR>والغضب من المخبرين واضح في كتابات جداريه في بغداد والمدن المضطربة فيما يسمى "المثلت السني"، والتي تهدد "المتعاونين" بالموت، وبالفعل تم تنفيذ هذا التهديد. <BR>ويقول عسكريون أمريكيون: إن بلاغات المخبرين ساعدتهم في الكشف عن مخابئ للأسلحة وورش لصناعة قنابل وموالين سابقين لصدام حسين وإسلاميين متهمين بشن هجمات يومية على القوات الأمريكية. <BR>يقول مسؤولون بارزون: إنهم لا يناقشون موضوعات استخبارية، ولكنهم يضيفون أن المخبرين بخلفيتهم المحلية عناصر مهمة في المعركة ضد الثوار. <BR>وقالوا: إن عرض مكافآت بملايين الدولارات أدى إلى القبض على هاربين كبار ومنهم صدام حسين. <BR>وقال البريجادير جنرال مارك كيميت (نائب رئيس عمليات الجيش الأمريكي في العراق): إن العسكريين يستخدمون "أساليب عادلة" لتحديد الجوائز طبقاً لنظام تخصيص "مبالغ محددة لأشخاص محددين." <BR>وقال دان سينور (المتحدث باسم بول بريمر رئيس الإدارة المدنية الأمريكية في العراق): إن معلومات المخابرات قد تحسنت بشكل ملحوظ منذ اعتقال صدام، وساعد في ذلك نظام المكافآت التي وصفها بأنها حافز إيجابي يخفف من عنصر المخاطرة بتقديم معلومات. <BR>والعراقي الذي قاد القوات الأمريكية إلى القبض على عدي وقصي ابني صدام اللذين قتلا في غارة في الموصل في يوليو تموز حصل على مكافأة مقدارها 30 مليون دولار ونقل إلى دولة أخرى. <BR>وتعرض القوات الأمريكية مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يتقدم بمعلومات للقبض على عزة إبراهيم الدوري (نائب صدام)، وعلى أبي مصعب الزرقاوي (المشتبه في انتمائه إلى تنظيم القاعدة، والمتهم بتدبير سلسلة من الهجمات في العراق). <BR>ويقول عراقيون: إن نظام المخبرين هو نفسه الذي كان مستخدماً في عهد صدام عندما كان الجيران بل أفراد العائلة الواحدة يتجسسون على بعضهم بعضاً لحساب المخابرات العراقية. <BR>ويقولون: إن المخبرين الذين ازدهروا في عهد صدام يزدهرون مرة أخرى بتقديم معلومات للأمريكيين. <BR>يقول إبراهيم الكبيسي، وهو تاجر اتهم أحد الجيران بالتبليغ عن أخيه فيصل من باب الضغينة بأنه من الثوار: "كانوا في السابق يبلغون كبار رجال الحزب، والآن يحصلون على دولارات من تقديم معلومات إلى الأمريكيين." <BR>ويقول عراقيون: إن القوات الأمريكية يجب أن تأخذ في الحسبان أن بعض المخبرين يقدمون معلومات بدافع الضغائن الشخصية. <BR>فيما قال شاكر العبيدي، وهو معتقل سابق قبض عليه الأمريكيون بعد بلاغ بأنه يمول الثوار، وأطلقوا سراحه في وقت لاحق "لا توجد حكومة، وهناك ضغائن شخصية لا يمكن تسويتها في غياب السلطة، ولذلك يلجأ البعض للحصول على حقوقهم بطريق غير مباشر. <BR><BR><font color="#0000FF">التصعيد القادم: </font><BR>عشية الذكرى الأولى للحرب على العراق، وفي الوقت الذي تستعد الإدارة الأمريكية للاحتفال بهذه الذكرى،فإن المقاومة العراقية استطاعت أن تعكر نشوة الشعور بالنصر من خلال تصعيد عملياتها المسلحة، وإنزالها الضربات القاتلة بقوات الاحتلال، فقد تمكنت خلال يومين من إسقاط مروحيتين وقتل العشرات من ضباط وجنود الاحتلال وتدمير آلياته،مما دفعها إلى الرد الهستيري ، والقيام بقتل عدد من المواطنين الأبرياء واثنين من مراسلي قناة العربية أثناء تأدية واجباتهم، ويتوقع المراقبون أن عمليات المقاومة ستشتد وتتواصل بعد أن توحدت في جبهة واحدة، وستتصاعد الهجمات القاتلة ضد قوات الاحتلال خلال الأيام القليلة القادمة.<BR><br>